في حوار مع صحيفة معاريف: نتانياهو يشدد على الانسحاب من لبنان بشروط

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الامن يجب ان يسبق السلام في الشرق الاوسط وزعم في لقاء اجرته معه صحيفة معاريف امس الاول ان الانسحاب من لبنان بشروط امنية هدف حقيقي لاسرائيل وحول المفاوضات بشأن الحل الدائم قال انها ستكون شاقة ومعقدة وقال ان السلطة الفلسطينية قادرة على التغلغل في اجهزة حماس ومكافحة الارهاب اذا ارادت ذلك وفيما يلي مقتطفات من المقابلة: - ما هو وضع المبادرة اللبنانية؟ ــ ثمة ردود بعضها متوقعة وبعضها غير متوقعة والردود المتوقعة هي التي ذكرت في وسائل الاعلام, والردود غير المتوقعة هي التي جاء بعضها من الاوساط ذات الصلة بالامن. لقد اوضحت اسرائيل, بصورة لم تفعلها منذ 20 سنة, الى اية درجة هي جادة وعاقدة العزم على انهاء قضية لبنان وهذا الامر يجد صداه في عواصم الدول الغربية وعدد من عواصم الدول العربية. - وماذا مع السوريين؟ الديك معلومات ان السوريين مستعدون لفصل المفاوضات حول الجولان عن المفاوضات حول لبنان؟ ــ لدي معلومات معاكسة في تصريحاتهم العلنية, ولكن ظهرت هنا امكانية هامة جدا تنبع من ان ثمة مصالح متناقضة ومصالح متقاطعة في موضوع الانسحاب من لبنان, نحن نعرف لماذا يريدون استخدام بقائنا في لبنان كضغط على اسرائيل, ولكن ثمة اسباب اخرى تعزز الرغبة في انهاء قضية لبنان. - أسباب اخرى؟ ــ في كل الاحوال, نحن لا نعتزم وقف الاهتمام بهذه القضية, اعتقدت انه بعد نشر المبادرة سيكون هناك وقت للقيام بخطوات دبلوماسية بعضها على السطح والبعض الآخر تحت السطح, ونحن في اوج هذا النشاط, الانسحاب من لبنان بشروط امنية هو هدف حقيقي لهذه الحكومة. - هل ثمة سيناريو كيف نتصرف اذا لم يتم احراز الشروط الامنية هذه؟ ــ خطة شارون مثلا الانسحاب من طرف واحد, هل ترى مثل هذه الامكانية؟ لدي نية في ان انجح في هذه الخطة. - مثلما نجحت مع (السلام الآن) ؟ ــ لقد نجحت في كل شيء, نحن مازلنا في المسيرة وليس في نهايتها, لقد رأيت اي سلام كان لنا قبل ذلك, قبل ان نصل الى قيادة الدولة. شيء واحد اعدكم به, لم يكن لنا سلام, لقد كانت احتفالات في كل انحاء العالم, آمال في كل عواصم العالم, ولكن لم يكن لدينا شيء, لم يكن لدينا سلام, ذلك لأن المئات من الاسرائيليين قتلوا في عمليات, وعلى الرغم من اننا لم نتخلص من العنف الا اننا نطالب بشدة الجانب الفلسطيني ان ينفذ التزاماته, وكذلك اوضحنا اننا نعتزم مكافحة (العنف) بصورة اكثر جدية. - هل حقيقة ان ثمة القليل من العمليات لفترة طويلة لا تشكل دليلا على ان السلطة الفلسطينية تعمل ضد (العنف) ؟ ــ انها تشكل دليلا, قبل ذلك, على اننا نعمل ضد الارهاب, ثمة الكثير من العمليات الوقائية خلال الاشهر الاخيرة, ويجب تقدير أفرع الأمن على نشاطها الهام في هذا المجال. السلطة الفلسطينية تعمل بصورة موضعية, بصورة عامة حسب معلومات توفر لها, نحن ضد الاوساط الارهابية. انها لا تعمل ضد البنى التحتية, والحادث الاخير ــ محيي الدين الشريف ــ يثبت ذلك, ماذا يعملون الآن؟ انهم يعتقلون الاشخاص ويحققون معهم ــ وحسب ذلك يعتقلون المزيد وينغلقلون الى داخل الاجهزة نفسها, اي انهم اذا ارادوا فأنهم يستطيعون. - هل توافق على رأي رئيس (الشاباك) في هذا الامر؟ ــ ليس هناك خلاف في الرأي حول انه يوجد عمل موضعي, ولكن ليس ضد قاعدة (حماس) . - هل ستنفذون عملية اعادة الانتشار الثانية؟ ــ انا مؤمن ان التسوية المرحلية ستنجز, شريطة ان يكون هناك رغبة صادقة من قبل كل الاطراف, وانا لا اتحدث فقط عن الفلسطينيين, لقد اجريت عدة جلسات للمجلس الوزاري المصغر وانا اعتقد اننا سنتوصل الى تفاهم داخلي بين الهيئة الوزارية الامر الذي سيساعدنا على ايجاد تفاهم ايضا مع الامريكيين والفلسطينيين. - تحدثت عن ضرورة الرغبة الصادقة, هل تقصد ايضا الامريكيين؟ ــ صحيح انا اعتقد ان للامريكيين رغبة صادقة ولكن يجب التحلي بالصبر. - الا تعتقد انهم تحلوا بالصبر العام الماضي منذ اتفاق الخليل؟ ــ لقد تحلوا بالصبر, ولكن يجب ان نعيش مع نتائج ما يحدث, اعتقد اننا نبذل قصارى جهدنا وانا اعتقد انهم يفهمون اننا نبذل قصارى جهدنا وانا اعتقد انه حسب ذلك ثمة اساس لبذل جهد كبير للتفاوض بهدف غلق الفجوات, لقد بدأنا في زيارة روس التي كانت مثمرة, واعتقد اننا بحاجة الى زيارة اخرى. - هل في اطار التسوية الدائمة, حسب اقتراحك, سيكون هناك فصل بيننا وبين الفلسطينيين؟ ــ اعتقد انه في نهاية الامر سيكون هناك فصل بين مسارات حياة الطرفين مع شبكة شوارع منفصلة تمكن كل طرف من التحرك داخل المناطق الخاضعة للسيطرة وسيكون هناك ايضا منطقة تماس بين الطرفين والفرق الوحيد هو انني لا اعتقد انه من جانبهم في منطقة التماس, سيكون لهم صلاحيات غير محدودة مثل اقامة جيش او التسلح بأسلحة وما شابه. في الشرق الاوسط الذي نعيش فيه, خلافا للشرق الاوسط الذي نأمل به, فان الامن هو قبل السلام, ان السلام لا يخلق الامن, ذلك لأن معظم جيراننا كانوا في اوضاع سلام وهذا لم يمنعهم في خوض الصراعات ضد بعضهم البعض. ان هذا الواقع يمليه طابع الانظمة وغياب الديمقراطية الواسعة التي تخلق الاسس للعدوانية. انا لا انفي ان المفاوضات حول التسوية الدائمة ستكون اصعب واشق, واحدى العقبات المركزية ستكون النقاش حول مسألة ما هي الصلاحيات التي ستكون للسلطة الفلسطينية اضافة الى المساحة. وهذه المفاوضات الهامة جدا التي اجرتها حكومة اسرائيل, بمعنى تحديد الواقع وحول اكثر اهمية من المفاوضات مع مصر التي تنازلنا فيها عن منطقة كانت اقل اهمية من ناحية قومية ومن الناحية الوطنية, ومن المؤكد انها اقل اهمية في المفاوضات مع الاردن التي فيها عنصر الارض والصلاحيات لم تكن قائمة, وانا اسمح لنفسي بالقول انها ستكون مفاوضات اكثر تعقيدا من المفاوضات مع سوريا التي هي معقدة بحد ذاتها. رام الله ـ عبد الرحيم الريماوي

Email