لفضح طروحاتها الخبيثة المقنعة برغبة الانسحاب: لبنان يعلن الحرب دبلوماسيا على إسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلن لبنان الحرب دبلوماسيا على اسرائيل في اطار فضح طروحاتها الخبيثة المقنعة برغبة الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة, وهي تبقى مجرد رغبة وليس تنفيذا للقرار الدولي رقم 425. وتزامنا مع بدء الحرب الدبلوماسية اللبنانية قالت مصادر في بيروت ان دمشق تبلغت مسودة مشروع اوروبي تقوده فرنسا ويهدف الى تزامن الانسحابين الاسرائيلي والسوري من لبنان. وتقول المصادر ان رئيس الحكومة رفيق الحريري مطلع على حيثيات الخطة من قبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك نفسه, اثناء زيارته الاخيرة الى العاصمة الفرنسية. وتضيف ان الدعوة العاجلة التي استقبل الحريري على أساسها الأمين العام لجامعة الدول العربية والدكتور عصمت عبد المجيد في بيروت الخميس الماضي, والذي اقلته مجيئا وعودة الطائرة الخاصة لرئيس الحكومة, مرتبطة بتلك الخطة. ووفق معلومات موثوقة ان عبد المجيد والحريري اتفقا على (تسويق) مضمون الخطة عربيا, وبعد موافقة القيادة السورية, بهدف خلق اجماع عربي مساند لسوريا, ومتشدد في عدم الفصل بين مساري المفاوضات اللبناني والسوري, وفي المطالبة بوجوب انسحاب اسرائيلي من الجولان ولبنان. ويغمز اصحاب تلك المعلومات من قناة احتمال عقد قمة عربية (الارجح ان تكون مصغرة), لاتخاذ موقف موحد يرضي اوروبا, ويدفع باتجاه اعادة احياء مفاوضات السلام عند النقطة التي كانت قد توصلت اليها سابقا على المسارين للمذكورين, وفق ما تصر عليه سوريا, ولبنان في الوقت نفسه. (عكاز) دبلوماسي ضعيف أملت تلك الظروف حالة من الاستنفار اللبناني المحلي, اندفاعا نحو طي صفحات الخلافات الداخلية, خاصة بين اركان الحكم, وسعيا وراء تحقيق اكبر اجماع عربي ممكن, حول مواجهة لبنان للمطبات الاسرائيلية المفخخة والمدروسة, والتي تدخل في اطار عنوان الانسحاب المفاجىء لقوات الاحتلال. لذا اعلن لبنان حربا دبلوماسية لامتصاص الاحتمالات والتحوط للصعوبات, لكن تقريرا لوزارة الخارجية كشف النقاب عن ان (عكاز) الدبلوماسية اللبنانية ضعيف, وانه لا يمكن الركون اليه في ظل الشواغر الحاصلة في السلك الخارجي, منذ فترة ليست بقصيرة, من دون ان يتمكن الحكم من معالجتها, في ظل الخلافات المستحكمة والمتفاقمة بين اركانه وكبار المسؤولين فيه. ويقول التقرير ان هناك 15 بعثة من اصل 60 سفارة تشكو من فراغ على مستوى سفير, حيث يدير اعمالها دبلوماسيون من فئة مستشار وما دون بصفة قائم باعمال وهذه السفارات هي: تونس: يرأس البعثة عصام مصطفى. المغرب: سيحال السفير اللبناني هناك مكرم عويدات على التقاعد بدءا من مطلع يوليو المقبل. ليبيريا: لا أحد (!). سويسرا (برن): يرأس البعثة بهجت لحود, بعد احالة السفير فؤاد الترك على التقاعد. هولندا (لاهاي): يرأس البعثة نزيه عاشور بعد ان جرى تعيين السفير جهاد مرتضى في بروكسل. اليونان (اثينا): صدر مرسوم بنقل السفير الياس غصن, لكن لم ينفذ بعد. رومانيا (بوخارست): يرأس البعثة جودت الحجار بعد تقاعد السفير اميل بدران. ايطاليا (روما): يرأس البعثة بطرس عساكر بعد احالة السفير يحيى محمصاني على التقاعد. قبرص (نيقوسيا): يرأس البعثة خليل الهبر, بعد تقاعد السفير زيدان زيدان. الصين (بكين): يحال السفير فريد سماحه على التقاعد بعد حوالي الشهرين. غينيا (كوناكري): يرأس البعثة في الوقت الحاضر نصير باز. ارمينيا (يريفان): يرأس البعثة الدبلوماسي الاول الذي يفتتح السفارة هناك سعد زخيا. اسبانيا (مدريد): ترأس البعثة إنعام عسيران بعد تقاعد السفير روبي عرب. ــ استراليا (كانبيرا) يرأس البعثة زين الموسوي بعد تقاعد السفير لطيف ابو الحسن. ـ الكونغو الديمقراطية (كينشاسا) يرأس البعثة في الوقت الحاضرة شحادة المعلم. وفي تقرير دبلوماسي آخر نشرته احدى الصحفة المحلية امس ما يصب في خانة ذلك الواقع ومن ابرزها ورد فيه ان سفراء لبنانيين بارزيين اصيبوا بالدهشة عندما سمعوا: (عن تحرك دبلوماسي لبناني يجرى الاعداد له لمواجهة التصلب الاسرائيلي والعرقلة المستمرة لعملية السلام من قبل اسرائيل في الوقت الذي يعيش فيه السفراء سواء في الادارة المركزية للخارجية في بيروت او في البعثات الخارجية حالة من التململ واليأس بسبب عدم معرفة مصيرهم لجهة نقلهم او بقائهم حيث هم, الامر الذي يتناقض مع قانون الوزارة المذكورة ومع الواقع الوظيفي والعائلي لهؤلاء خاصة لجهة ما يتركه ذلك من انعكاسات على التحصيل الدراسي لاولادهم. ويضيف التقرير ان هناك سفراء لبنانيين تجاوز وجودهم في الخارج المهل القانونية المحددة ومنهم في البرازيل: السفير غازي شدياق الذي كان من المفترض ان يعود الى الادارة المركزية في بيروت في 25 مايو 1995, تشيكيا: سليمان يونس (في 27 ـ 9 ـ 1995) تشيكيا: (سليمان يونس في 27 ــ 9 ــ 95), بريطانيا محمود حمود (25/11/1996) , المكسيك: فخري صاغية (13/11/1997) السعودية: زهير حمدان (12/12/1997) باريس, الاونسكو: سامي قرنفل (3/12/1997) روسيا: سليم تذمري (22/11/1997) اليابان: سمير شما (14/9/1997) جنيف المنظمات الدولية: امين الخازن (23/9/1995) , واندونيسيا: عبد اللطيف المملوك (28/8/1997) . ويلحظ التقرير نفسه ان السفارات الشاغرة حاليا نتيجة احالة السفراء الذين كانوا يديرونها على التقاعد هي: ايطاليا, اسبانيا, رومانيا, استراليا, هولندا, قبرص, اليونان, وسويسرا. طروحات حول الانسحاب السوري تعكس تلك الوقائع حالة من استنفار دبلوماسي لبناني ناقص من حيث العدة, وليس من قبيل القدرة اللبنانية على اظهار الحق دوليا بالمطالبة بتنفيذ قرار انسحاب قوات الاحتلال وفقا للقرار 425 من دون قيد او شروط. وتزداد تلك الوقائع ضبابية باقترانها بمعلومات محلية عن مشروع اوروبي يهدف الى اقناع سوريا ببرمجة سحب قواتها من لبنان ماذا في التفاصيل الاولية حول هذا المشروع. يجمع المراقبون في بيروت على التأكيد ان المعركة الدبلوماسية ــ السياسية للبنان نحو الطروحات الاسرائيلية ليست بسهلة لا من حيث حسن الادارة والقيادة والادوات اللوجستية ولا حتى على صعيد النتائج التي ستكون حسناتها المرتقبة مؤجلة حتى اشعار مفتوح. ويقف هذا العامل برأي هؤلاء كدافع اساسي على ان يكرر المسؤولون اللبنانيون تشديدهم اكثر فاكثر على الترابط مع المسار السوري لهذا كانت القمة الاخيرة قبل أيام بين الرئيسين حافظ الاسد والياس الهراوي وهي ابقت ابواب اللقاءات المشتركة على اعلى المستويات مفتوحة في محاولة لانهاء دوامة الخلافات القائمة بين اركان الحكم اللبناني, وعلى الاخص بين الرئيسين الهراوي ورفيق الحريري منذ العاصفة التي اثارها طرح الاول لمشروع الزواج المدني لكن ثمة نقاشا يدور في عمق تلك اللقاءات ومن خلف كواليسها وهو يتعلق بمصير وجود القوات السورية العاملة في لبنان خاصة وان هذا الموضوع يشكل محورا اساسيا في طروحات الانسحاب الاسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي كذلك في المباحثات التي تجرى على غير صعيد ومستوى بين دول الاتحاد الاوروبي واسرائيل بصدد ذلك. ويكشف المطلعون على مايجري على خط بيروت دمشق ان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ووزير خارجية سوريا فاروق الشرع سمعا كلاما واضحا من الرئيس الفرنسي جاك شيراك اثناء زيارتهما مؤخرا الى باريس مفاده ان ثمة تمنيا اوروبيا على سوريا بان تعلن برمجة لسحب قواتها من لبنان خاصة وان هذا يصب في خانة تأكيد الثقة بالجيش اللبناني وبقدرته على ضبط الامن وزرع الامان في المناطق كافة التي يتواجد فيها. وينقل هؤلاء ان شيراك قال: كيف يمكن ان نقول للجيش اللبناني تسلم الامن في المناطق التي يجب ان تنسحب منها اسرائيل, ولا نمنحه الثقة الواجبة في كافة المناطق المحررة بانسحاب القوات السورية بصورة وفاقية على قاعدة تسليم الامانة الى اصحابها بعد الدور المشكور الذي قامت به في مراحل عدة من عمر المحنة اللبنانية بعد العام 1975؟ ويرتكز الجانب الفرنسي ــ الاوروبي في ذلك الى طلبات سابقة كان قد تقدم بها لبنان في مناسبات محلية وعربية عديدة لجهة انهاء مهمة (قوات الردع العربية) التي تولت مهام حفظ الامن فيه منذ القمة السداسية في اكتوبر من العام 1976 في السعودية والتي شكلت القوات السورية عمودها الفقري. ومن ابرز تلك الطلبات: * ماحصل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب والذي انعقد في قصر بيت الدين حيث تقدمت حكومة الرئيس الوزان انذاك ببرنامج زمني يقضي بانسحاب (قوات الردع العربية) وجمع الاسلحة الثقيلة وحل الميليشات المسلحة. * طرح الوفد اللبناني برئاسة السفير جوزيف ابو خاطر على مؤتمر قمة فاس عام 1982 طلب من الرئيس اللبناني الياس سركيس يقضي بانسحاب جميع القوات غير اللبنانية من لبنان وقد سجل انذاك استعدادا سوريا لتنفيذ ذلك, خاصة وان الطلب اللبناني ارفق باربع قواعد اساسية هي: 1 ــ الاعلان عن وقف العمل العسكري الفلسطيني نهائيا من, وفي الاراضي اللبنانية وانهاء الوجود المسلح للمنظمات الفلسطينية في لبنان. 2 ــ الاعلان عن انتهاء مهمة قوات الردع العربية في لبنان ووضع الترتيبات بشأن اجراءات التنفيذ بين الحكومتين اللبنانية والسورية. 3 ــ دعم جميع الاجراءات التي يمكن ان تعتمدها الحكومة اللبنانية لوضع هذا البند موضع التنفيذ. 4 ــ تقديم كل عون للسلطة اللبنانية لممارسة سلطاتها وسيادتها على جميع الاراضي اللبنانية دون استثناء وبواسطة الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي. وقد صدر البيان الختامي عن قمة فاس بتعديل الصيغة الواردة في رقة عمل الوفد اللبناني ومما تتضمنه الفقرة التالية: (احيط المؤتمر علما بقرار الحكومة اللبنانية انهاء مهمات قوات الردع العربية في لبنان على ان يجري التفاوض بين الحكومتين اللبنانية والسورية لوضع الترتيبات في ضوء الانسحاب الاسرائىلي في لبنان) . يذكر ان الوفد اللبناني الى المؤتمر كان قد ابدى تحفظه على الجملة الاخيرة ( في ضوء الانسحاب الاسرائيلي من لبنان باعتبار ان لا ربطا بين الدور الذي تقوم به القوات السورية بناء على طلب الشرعية اللبنانية وبين الاحتلال الاسرائيلي. منذ ذلك الوقت بدأ الحديث عن وجوب الانسحاب السوري من لبنان لكن من دون ربطه بواقع الاحتلال الاسرائيلي ثم جاءت سلسلة من الاحداث المحلية المتتابعة لتحول دون قيام تنسيق لبناني سوري على الانسحاب ولتطرح مزيدا من الحاجة الى دور القوات السورية باتجاه الامساك بالامن ووضع حد للتقاتل الذي كان دائرا على غير محور داخلي في ذلك الوقت. لذلك لم تترك اسرائيل اية فرصة سانحة الا ودخلت فيها على خط ارجاء الانسحاب السوري على قاعدة استمرار تبرير احتلالها. بيروت ـ وليد زهر الدين

Email