نافذة: اللوبي اليهودي يحاصر كلينتون : بقلم - يسري حسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرض اللوبي اليهودي في واشنطن ضغوطه على الادارة الامريكية حتى تسجيب لمطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بعدم اعلان وزيرة الخارجية الامريكية المبادرة الخاصة بتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط . ومنذ بدء ادارة الرئيس الامريكي التحرك في اتجاه تنشيط مسيرة السلام عبر مبادرة توصلت اليها, ونتانياهو يمارس الضغط المباشر حتى لا تفصح واشنطن عن مضمون هذه المبادرة وبنودها وتركها بلا تحديد. واستخدام رئيس الوزراء الاسرائيلي كل الوسائل من مناورة ومواجهة حتى افشال مهمة رئيس روس مما يؤكد الان ان اوراق اللعبة الدبلوماسية كلها في ايدي حكومة اسرائيل وليس في يد واشنطن كما كان يقول الرئيس المصري الراحل انور السادات. لقد ثبت خلال الأونة الاخيرة ان اوراق الضغط الامريكي على اسرائيل ضعيفة وغير قادرة على ممارسة دور الشريك النزيه. وقد وجهت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت رسالة الى ستة اعضاء في مجلس الشيوخ الامريكي معروف عنهم تأييدهم الكامل لاسرائيل تقول فيها: ان الادارة ا لامريكية مصرة على متابعة اتصالاتها دون الافصاح عن تفاصيل مقترحاتها. ووجه اعضاء مجلس الشيوخ الستة رسالة الى اولبرايت يعبرون فيها عن قلقهم من امكان تفسير الاعلان عن المقترحات السلمية الامريكية انه ضغط على اسرائيل ورئيس وزرائها نتانياهو. وكانت الاغلبية في مجلس الشيوخ الامريكي توجهت برسالة الى الرئيس الامريكي حذرت من الضغط على اسرائيل لحملها على قبول خطة سلام لا تحمي مصالحها وقالوا: (ان الضغط على اسرائيل سيكون خطأ فادحا) . وقد اخطرت وزارة الخارجية الامريكية لاصدار بيان يؤكد (ان ادارة الرئيس بيل كلينتون هي اكثر الادارات الامريكية التي ساندت وتساند اسرائيل) . وتراجع ادارة كلينتون عن اعلان مضمون المبادرة الامريكية يسجل هدفا اسرائيليا واضحا في مرمى اختبارات القوة حيث ان اولبرايت حاولت التحرك والضغط لحماية المصداقية الامريكية باعتبار ان واشنطن راعية السلام والتي تقود عملية التفاوض بين العرب والاسرائيليين. وقد ادركت الادارة الامريكية مدى خسارة مصالحها في المنطقة نتيجة تعثر مسيرة السلام في المنطقة وبعد التوصل مع بغداد عبر الامم المتحدة الى اسلوب ينهي أزمة المواجهة العسكرية توجهت واشنطن الى الموضوع المتفجر الرئيسي في المنطقة وهو الصراع العربي الاسرائيلي لتحريك ملف السلام بمبادرة توصلت اليها. ورأت اسرائيل ان اعلان المبادرة قبل التشاور معها يعني ممارسة الضغط غير القبول فطبقا لرئيس الوزراء الاسرائيلي لا تملك واشنطن الحق في وضع جدول انسحاب اسرائيلي لا يحقق الامن للدولة العبرية. وعقب هذا الضغط تراجعت واشنطن عن نية اعلان المبادرة ويعني هذا اعطاء نتانياهو حق صياغة المشروع الامريكي ليتطابق مع الهدف الاسرائيلي تماما. صحفي مصري مقيم في لندن *

Email