دراسة عربية تدعو لتجسيد العلاقة بين الجامعة والاتحاد البرلماني العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالبت دراسة اصدرها مركز ابحاث وتدريب البرلمان العربي بضرورة ايجاد (صلة معنوية) بين الاتحاد البرلماني العربي وبين جامعة الدول العربية بحيث يصير هذا الاتحاد هو الصوت الشعبي في عمل الجامعة . وقالت (ان الجامعة محرومة من وجود صوت شعبي كما هو الحال في الاتحاد الاوروبي الذي اصبحت البرلمانات اقوى مؤسساته) . كما طالبت الدراسة بتفعيل دور محكمة العدل العربية في حل النزاعات العربية العربية وتقديم اراء استشارية وفتاوى قانونية تساهم في تقليل حجم المشكلات والصراعات العربية. ودعت الدراسة الى تعديل ميثاق جامعة الدول العربية بحيث تكون القمة العربية هي المؤسسة العليا للجامعة وذلك من أجل تحصين القمة العربية ضد التقلبات السياسية التي تعرقل انعقادها بين حين وآخر. ورأت ان الجامعة العربية في حاجة الى تفكير جاد لتحقيق نقلة نوعية في سبيل تقوية التضامن العربي دون إثارة المخاوف وحساسيات الدول العربية وقالت ان تطعيم الجامعة العربية بمؤسسة للقمة واخرى لحل النزاعات العربية ـ العربية وثالثة للتمثيل الشعبي يمثل اهم المقترحات في هذا الصدد. وحددت الدراسة اربعة معوقات تقف في طريق التضامن العربي المنشود تتعلق الاولى في التباين في المصالح بين الدول العربية حيث لا تسعى تلك الدول بالضرورة لتحقيق نفس المصالح محذرة في الوقت نفسه من تجاهل وجود هذا الاختلاف ومن ثم غياب الجهود الرامية الى تقريب وجهات النظر بين البلدان العربية في القضايا الخلافية بينها. وتتمثل المعضلة الثانية في غياب الاطار المؤسسي القوي للتضامن العربي حيث كان من المفترض ان تقدم الجامعة هذا الاطار غير ان طبيعتها القانونية كمنظمة بين الحكومات لا تتمتع بأدنى قدر من السلطة في مواجهة حكومات الدول الاعضاء قد جعلها مرآة عاكسة لاوضاع العلاقات العربية ـ العربية اكثر منها آلية للتطوير الايجابي لهذه العلاقات. اما المعضلة الثالثة فتعود الى نمط العلاقات الاقتصادية العربية البينية والتي تتسم بالضعف الشديد سواء في مجال التجارة او الاستثمار في مقابل قوة العلاقات الاقتصادية العربية الدولية من هذين المجالين وهو ما يعني حرمان التضامن العربي من احساس اقتصادي قوي يحميه من النعرات السياسية. وتتمثل المعضلة الرابعة في تربص القوى الخارجية بالامة العربية حيث ان القوى غير العربية على المستويين الاقليمي والعالمي تفضل دائما التعامل مع الدول العربية بشكل فردي, كما تبذل كل ما في وسعها لمنع تحقيق التضامن العربي سواء بالعمل على الايقاع بين الدول العربية او بتقديم تنازلات وهمية في بعض المواقف التي تنطوي على نمو خطير للأمن العربي يترتب عليه احتمال تحقيق تطورات مهمة على طريق التضامن العربي. القاهرة ـ سباعي الشرقاوي

Email