الكشف عن 186 ألف صفحة من أسرار نيكسون: إتهام الصحافة وحديث (المؤامرة) يجمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

اظهرت 168 ألف صفحة من الوثائق السرية في عهد الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون افرج عنها مؤخرا, ان هناك تماثلا كبيرا بين سلوك ادارة نيكسون(الجمهوري)وسلوك ادارة كلينتون (الديمقراطي) للتنصل من فضائحهما والقاء تبعاتها على عاتق الصحافة ووسائل الاعلام. وكشفت الوثائق ان ادارة نيكسون (الجمهوري) ألقت بمسؤولية فضيحة (ووترجيت) التي اخرجته من البيت الابيض على (مؤامرة صحفية ـ يسارية) وطالبه اقرب المساعدين بابتزاز الصحف ووسائل الاعلام لوقف تداعيات الفضيحة. وربط المراقبون بين مضمون هذه الوثائق الجديدة ومحاولة السيدة هيلاري كلينتون القاء تبعة الفضيحة الجنسية للرئيس مع مونيكا ليوينسكي على عاتق مؤامرة (يمينية) أطلقها موالون لخصومه الجمهوريون. اما نيكسون, الجمهوري, فكان يعتقد بوجود مؤامرة يسارية ضده وضد اعوانه. ففي اعقاب نشر مقالة في صحيفة (بوسطن غلوب) عام 1969 بقلم الصحفي روبرت هيلي اكد فيها ان الادارة الامريكية كانت تسعى الى تصعيد الحرب في فيتنام, قال نيكسون في مذكرة كتبها ردا على ذلك: (هيلي, بالطبع, هو احد اليساريين العقائديين) . وفي رده على مقالة اخرى كتبها ريتشارد دارمان في صحيفة (سانت لويس بوست ديباتش) ذكر فيها ان احتمالات انتصار الجهات غير الشيوعية في فيتنام اخذة في التدني, وصف نيكسون الصحافي دارمان في مذكرة اخرى بأنه (يساري عنيف) , وان ما ورد في مقالته كان (مخالفا تماما للحقائق) . هذا وذكر كارل وايزنباخ, مساعد هيئة الارشيف الامريكية, التي كشفت النقاب عن هذه المذكرات, ان المجموعة الاخيرة من الوثائق السرية التي تم الكشف عنها هي اكبر مجموعة سرية تخص رئيس امريكي يتم الاعلان عنها دفعة واحدة. ومعظم تلك الوثائق كان قد اعدها مجلس الامن القومي في عهد نيكسون, وتم الكشف عنها بموجب مرسوم رئاسي اصدره الرئيس كلينتون عام 1995 يضع ضغوطا اضافية على الوكالات الحكومية لتبرير الاحتفاظ بسرية مثل تلك الوثائق القديمة. وتتضمن مجموعة الوثائق التي رفعت السرية عنها مذكرة ارسلها السفير الامريكي في بريطانيا آنذاك, والتر اننبيرج, الى سكرتيرة الرئيس نيكسون ابان قضية ووترجيت. وتتضمن المذكرة, المؤرخة في 30 مارس من عام 1972, لهجة قوية ضد وسائل الاعلام الامريكية التي كانت تحقق عن كثب في قضية ووترجيت التي اجبرت نيكسون في نهاية المطاف الى تقديم استقالته ليصبح الرئيس الامريكي الاول الذي يستقيل من منصبه. ودعا اننبيرج, الذي كان احد اشد المؤيدين للرئيس نيكسون, الى شن حملة هجومية مضادة وعلنية على وسائل الاعلام, مشيرا الى وجود (مؤامرة من قبل رجال الصحف) ضد نيكسون. واضاف اننبيرج ان الانتقادات المتواصلة التي توجهها وسائل الاعلام الى نيكسون تسبب له (الغثيان) مقترحا شن هجمات مضادة عن طريق توزيع مطبوعات, جنبا الى جنب مع الصحف اليومية, تحمل عنوان: (المؤامرة ضد ريتشارد نيكسون) . واضاف اننبيرج في مذكرته: (يؤلمني ان اجلس هنا وأرى ابناء العاهرة يوجهون الضربات للرئيس ريتشارد نيكسون بدون اي عقاب) . واشار اننبيرج الى ضرورة استهداف الشخصيات الرئيسية في وسائل الاعلام, وذكر عددا من الاسماء من ضمنها كي جراهام, ناشرة صحيفة الواشنطن بوست,وارثر اوكس سالزبورج ناشر صحيفة نيويورك تايمز, واوتيس شاندلر ناشر صحيفة لوس انجلوس تايمز, واندرو هاسكل رئيس مجلس ادارة مجلة تايم. واقترح اننبيرج على الرئيس نيكسون (تعقب) هذه الشخصيات واصفا بعضهم بانهم (ضالعون في نشاطات خيانية) . وتشير مذكرات اخرى كتبها عدد اخر من المساعدين المقربين للرئيس نيكسون الى ابتزاز بعض مالكي شبكات التلفزيون عن طريق تهديدهم بامكانية سحب التراخيص الممنوحة لمحطاتهم, خاصة المحطات المملوكة من قبل صحيفة واشنطن بوست, التي كانت اول من كشف قضية ووترجيت. وكانت شبكة (سي. بي. اس) قد بثت تقريرا من جزئين عام 1973 يكشف المزيد عن تورط الرئيس نيكسون في فضيحة ووترجيت, الامر الذي أثار غضب نيكسون ودفعه الى القول: (هذه هي نهاية سي. بي. اس) . واشنطن ـ مهند عطاالله

Email