عرفات في لقاء خاص مع (البيان):صحتي طيبة لكن صحة السلام تتدهور

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتغير فيه عن أيام تونس سوى هذه الارتعاشة الخفيفة التي تخفق بها شفته السفلى وفيما عدا ذلك بدا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عرفات متورد البشرة جاد النظرة وصافي الذهن مجسدا بالفعل جملته التاريخية الشهيرة (ياجبل ماتهزك ريح) . وعلى هامش زيارته الاخيرة للدوحة , (تربصت) البيان بعرفات خلال احدى اماسي المؤتمر الوزاري الاسلامي وانتزعت منه هذا اللقاء رغم (ارهقات السفر والاحباطات المسترسلة) على حد قوله. بدأ اللقاء بسؤال عن صحته التي اكد انها طيبة على الرغم من صحة السلام السيئة وعرج على (مشاكل المجلس التشريعي واوروبا الاقرب الى قلبه والبالونات الاسرائيلية المابعة التي كان الشريط العازل مع الاردن آخرها. وفيما يلي نص اللقاء الذي حضره خصوصا الدكتور نبيل شعث وزير التخطيط الفلسطيني: - بادرناه بالسؤال: كيف الحال أبو عمار؟ حال الصحة؟ وحال السلام؟ ــ علت وجهة ابتسامة وقال: اما الصحة فهي طيبة والحمد الله, وعدا الارهاق المتولد عن الاحباطات المتواصلة فانني بخير وسوف اواصل النضال من اجل القضية التي نذرت العمل من اجلها الى آخر خلية مازالت تخفق في. اما السلام فإن حالة لا تسر احدا في العالم سوى بنيامين نتانياهو الذي يجتهد من اجل تعطيل المسيرة التي اتفق عليها العالم اجمع في مدريد وفي غير مدريد. - لكن نتانياهو يحاول الظهور بمظهر غير ذلك.. يتحرك من عاصمة الى اخرى ويطلب لقاء قمة معك وانت لاتقبل؟ ــ هو لايفعل سوى حملة للعلاقات العامة ويطلق بالونات اختبار وفقاعات في الهواء اما عمق الموضوع هو يجتهد لتجنب الخوض فيه وانا لا ارى لزاما للقاء قمة معه لايضيف لعملية السلام شيئا بل لعل ذلك سينفعه شخصيا, بدون ان يحقق للقضية الفلسطينية مكسبا. وقبل ان يطلب نتانياهو لقائي يجب عليه ان يتحلى بالجدية المطلوبة وان يظهر هذه الجدية من خلال خطوات تأخر بها هو عن الاجندة المرسومة من طرف الجميع. - تعيش المنطقة هذه الايام حركية لافتة بررها وزير الخارجية البريطاني بمبادرة من ست نقاط ثم الامين العام للامم المتحدة كما تنشط الولايات المتحدة الامريكية عبر مبادرة اخرى لم يتم الاعلان عنها بعد كيف تنظر الى هذه الحركية وخصوصا من ناحية اوروبا؟ ـ اهم شيء ان تكون لدى العالم رغبة للتحرك من اجل انقاذ مأزق السلام الذي وصل اليه بسبب سياسات نتانياهو وحكومته التي تحاول تدمير هذه العملية والاحظ بتفاؤل ان هنا تحركا اوروبيا واسع النطاق بالتنسيق مع الطرف الامريكي وكذلك مع بعض الاطراف العربية وآمل ان يتم هذا بأسرع ما يمكن. فمن المهم التعديل على التحرك الاوروبي لان لهذه الجهة اوراق لتهديد الاهمية يمكن ان تضغط بها على اسرائيل وان تؤثر على عملية السلام تأثيرا مباشرا واقصد ان سبعين بالمائة من الاقتصاد الاسرائيلي مرتبط بأوروبا وهي ورقة اساسية بين ايدي الاوروبيين اذا اراد الاوروبيون فعلا سد الطرق امام التهرب الاسرائيلي من مسؤوليته في السلام. وانا اعتقد ان اسرائىل ستذعن للضغط الاوروبي اذا كان هذا الضغط جديا. - ماهو الجديد في ما يمكن تسميته بحرب نسب الانسحاب واعادة الانتشار وهي القضية المعلقة بينكم وبين اسرائيل منذ مدة؟ ــ حتى الان ليس هناك اي شيء ثابت عدا محاولات اعلامية اسرائيلية لأثارة الضجيج حول الانسحاب واعادة الانتشار في المراحل الثلاث.. فقد مضى التوقيت الاول منذ 7 مارس 1997.. والثاني منذ 7 سبتمبر 1997 .. والثالث كان مفترضاً ان يتم في 7 مارس 1998.. وها قد مضى بدون ان يحصل شيء.. وهذا ان دل على شيء, فإنما يدل على الاستهتار الاسرائيلي بكل الاتفاقيات.. وعدم الجدية التي يقابلون بها مراحل عملية السلام.. انسحابات جنوب لبنان - وهل نعتقد ان طرح الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان.. هذا ايضاً طرح غير جدي؟ ــ بالتأكيد.. فذلك الامر لايخرج عن دائرة المحاولات الاسرائيلية للظهور بمظهر الحرص على عملية السلام.. لكنها فقاعة جديدة مفضوحة للعالم بأسره.. وسوف يخفت الحديث عنها.. كما حدث لفقاعات اعلامية اسرائيلية اخرى لم تلاق الصدى الذي كان مطلوبا لها... - هناك من يعيد الرفض اللبناني لما تروجه اسرائيل من نية الانسحاب.. الى ان لبنان يريد الانسحاب الاسرائيلي في اطار حل شامل .. من بينه ايضاً قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟ ــ نحن نعتبر ان مشكلة اللاجئين موضوع اساسي بالنسبة لنا.. وهو مجدول على المرحلة النهائية.. وعلى الاسرائيليين تنفيذ ذلك.. فقضية اللاجئين احدى خمس نقاط لا تنازل حولها.. وهي القدس, والمستوطنات والحدود والمياه.. الى جانب اللاجئين.. ولذلك فإن تربط لبنان موضوع الانسحاب الاسرائيلي من اراضيها بقضية لاجئينا.. امر نسعى اليها جميعا.. في اطار الحصول على حقوق الشعب الفلسطيني.. وفي اطار عملية السلام التي يجب ان تنجز على جميع المسارات بما يحفظ الحقوق العربية.. - كيف تقيم الموقف العربي العام.. من القضية الفلسطينية في هذا الظرف الصعب.. عربيا ؟ ــ لا اشك في مدى اخلاص ونزاهة كل العرب بشأن الوقوف الى جانب قضيتهم الاولى قضية فلسطين.. وسوف يذكر التاريخ ان هذه الامة فهمت كيف ان قدرها واحد لا يتجزأ وبالتالي فإن اشتكاء اي عضو فيها من الم .. يصيب الآخرين بالسهاد والحمى.. ولا تنسى ان هناك ما يسمى بالأمن القومي العربي, الذي يفرض تضامن الجميع مع الجميع حتى لا يضربه المتربصون بنا.. انطلاقا من اي ثغرة يجدونها في جسم الامة العربية... - لكن الجميع يعرفون انك تطالب بقمة عربية منذ شهور دون ان يتم تلبية هذا الطلب؟ ــ هذا صحيح.. لكن الامر لا يرجع بأي حال من الأحوال الى تهاون بشأن القضية الفلسطينية.. فالامة العربية ــ كما تعلم ــ تمر بظرف صعب وحساس في العلاقات البينية.. منذ حرب الخليج الثانية.. مما يجعل قمة عربية شاملة وكاملة.. امر يتطلب بعض اشتراطات اعتقد ان العمل يجري على انضاجها.. وحسب ما اراه من تطورات هنا وهناك.. فإنه سيكون ممكناً عقد قمة عربية خلال شهور قليلة.. - طالما انك تحدثت عن العلاقات العربية العربية.. كيف حال العلاقة الفلسطينية الخليجية؟ وتحديداً العلاقة الفلسطينية الكويتية؟ ــ نحن نقيم مع جميع اخواننا العرب علاقات اخوية منفتحة.. بما في ذلك الاشقاء في الكويت.. ونحن نأمل دائما ان تعود علاقاتنا مع الاخوة الكويتيين الى ما كانت عليه سابقاً... - دائما في اطار العلاقات الفلسطينية العربية.. ما حقيقة ما تردد في بعض الاوساط من ان الاردن يريد الاتفاق مع اسرائيل على اقامة شريط عازل على حدوده مع الفلسطينيين؟ ــ هذا لم يأت من الأردن.. وانما هذا ما تضمنته الخرائط الاسرائيلية المقدمة من اريال شارون واسحاق موردخاي.. وهو امر مرفوض رفضاً باتاً من طرفنا... أوروبا القريبة - ومن طرف الاردن؟ ــ قطعاً هو ايضاً امر مرفوض من الاردن - سيادة الرئيس اريد ان أسأل ما هو شعورك وجدانياً وعاطفياً وانت تزور الولايات المتحدة الامريكية.. ثم وانت تزور اوروبا.. من تحس من الطرفين اقرب الى عاطفتك؟ ــ بصراحة.. اشعر بأن اوروبا هي الاقرب عقلاً ووجداناً.. واعتقد ان ذلك امر طبيعي بحكم القرب الجغرافي.. والروابط التاريخية القديمة بين اوروبا والمنطقة العربية.. ويتضح ذلك جليا للمراقبين حيث يتمايز الدور الاوروبي.. او بالاحرى تختلف مبادرات اوروبا عن المبادرات الامريكية لكن اسرائيل تحاول وضع العصا في العجلة الاوروبية.. وهذا بدون التقليل من اهمية الدور الامريكي الذي هو دور رئيسي في عملية السلام باعتبار ان الولايات المتحدة الامريكية هي الراعي الفعلي لهذه العملية.. - جددت اسرائيل تهديداتها لمسؤول حماس خالد مشعل.. وقالت انها ستغتاله طال الزمان ام قصر.. ما هو تعليقك على ذلك؟ ــ هذا هو ما يمكن وصفه بإرهاب الدولة.. وأعتقد ان هذه التصريحات غير مسؤولة.. مثل كثير من التصريحات والممارسات الاسرائيلية التي تخل بأبسط قواعد التعامل بين الدول فما بالك بالتعامل مع الاشخاص.... - وكيف حال العلاقة بينكم وبين حماس؟ ــ جيدة.. طالما ان هناك التزام بقواعد العمل الاساسي.. وطالما ان هناك مراعاة لمصالح الفلسطينيين العليا.. فنحن لدينا سلطة واحدة.. لكننا جميعاً نتشرف بحمل لقب المناضلين من اجل قضية شعب لا يبحث الا عن حقوقه... السلطة والتشريعي - هذا يجرنا للحديث عن العلاقة بين السلطة التنفيذية.. اي انت والحكومة .. وبين المجلس التشريعي الفلسطيني, الذي ابدى تذمرات كثيرة في المدة الاخيرة؟ ــ إننا نعتز بالتجربة الديمقراطية في السلطة الوطنية الفلسطينية.. على الرغم من حداثتها.. وهي تعطي للعالم الدليل على اننا ديموقراطيون حتى ونحن نعيش اتعس الظروف, التي ربما يتعلل بها البعض لايقاف اي نفس ديموقراطي... - وما هو تأثير هذه المشاكل الحادة التي تقوم بين الحين والآخر في المجلس التشريعي ناحية السلطة التنفيذية.. كاتهامها بالفساد مثلاً؟ ــ ليست هناك مشاكل.. المجلس التشريعي نكن لعمله كل الاحترام .. ونستمع لملاحظاته... - لكن وعدت بتعديل وزاري ارضاء لطلبات المجلس الذي قدم تقريراً يتهم فيه وزراء بالفساد الاداري والمالي؟ ــ لقد وعدت بتعديل وزاري.. وسيحدث لان في الحكومة ثلاثة وزراء مرضى.. يجب ان يتمكنوا من الراحة.. حالة السلام لاتسر سوى نتانياهو

Email