تل أبيب تتراجع وتعتبر النزاع بشأن زيارة ابوغنيم منتهيا، بلير وفرنسا يساندان كوك في أزمته مع اسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

طغى الخلاف حول الازمة الناشبة بين اسرائيل وبريطانيا بشأن زيارة وزير الخارجية البريطاني روبن كوك لمستوطنة جبل ابوغنيم على زيارة الاخير لدمشق التي بدأها امس, واجرى خلالها محادثات مع الرئيس السوري حافظ الاسد الذي اكد استعداد بلاده لاستئناف مفاوضات السلام. وطار كوك مساء امس الى لبنان حيث اجرى محادثات مع المسؤولين هناك داعيا اسرائيل للانسحاب من الجنوب. وفيما القى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بثقله خلف وزير خارجيته, خفت حدة اللهجة الانتقادية الاسرائيلية في محاولة للتقليل من حدة الازمة مع لندن, في ذات الوقت الذي حرص فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على التأكيد على ان واشنطن هي الوسيط الوحيد في عملية السلام, وفي باريس ابدت الحكومة الفرنسية دهشتها من موقف نتانياهو بشأن الازمة الاخيرة مع كوك. تشبثت بريطانيا امس الاربعاء بجهودها الدبلوماسية الرامية لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط رغم حدوث خلاف مع اسرائيل حول زيارة كوك لموقع بناء مستوطنة يهودية جديدة بالقدس الشرقية. وتبادل المسؤولون البريطانيون والاسرائيليون اتهامات بسوء النية فيما يتعلق بزيارة المستوطنة كما تبادلوا سلسلة من التصريحات شديدة اللهجة. لكن بريطانيا وهي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي أصرت على أن جولة كوك ليست مهزلة دبلوماسية كما صورتها بعض الصحف البريطانية وقالت ان جهود السلام مازالت في مسارها. وصرح مسؤول بريطاني كبير للصحفيين (خططنا لاتزال في مسارها رغم احداث أمس الاول) . وتابع (علينا أن نتشبث بموقفنا وهناك نقاط في عملية السلام لنا فيها موقف معلن سنتمسك به) . ومع هذا قال مسؤول ان كوك ومبعوث الاتحاد الاوروبي للشرق الاوسط ميجيل انجيل موراتينوس لم يفقدا الثقة. ووصل الخلاف مع اسرائيل الى حد عدم وجود مسؤول اسرائيلي واحد في وداع كوك في المطار لدى سفره الى سوريا امس الاربعاء. واستقبل الاسد في دمشق امس كوك الذي وصل الى سوريا في اطار جولة بالشرق الاوسط. حضر الاجتماع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع وبحث كوك والشرع في وقت سابق في التطورات في المنطقة والازمة العراقية والمستجدات في عملية السلام. وابلغ الاسد كوك خلال المحادثات استعداد دمشق لاستئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الاسرائيلية الحالية من النقطة التي توقفت عندها هذه المفاوضات مع الحكومة السابقة. واشار المتحدث الرئاسي السوري جبران كورية الى ان الاسد اكد خلال الاجتماع اهمية وجود دور اوروبي فاعل لمصلحة السلام العادل والشامل. وقال ان الحديث خلال اللقاء تناول الاوضاع في المنطقة وعملية السلام المتوقفة والصعوبات التي تعترض طريق تقدمها باتجاه الهدف الموضوع لها. من جهة اخرى وصف الشرع محادثات كوك مع الاسد بانها كانت مثمرة وايجابية وان اللقاء كان هاما. واشار الشرع الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع كوك في مطار دمشق قبيل مغادرة الوزير البريطاني الى ان الحديث تناول ايضا الازمة العراقية واتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ودول المنطقة بما فيها سوريا. وردا على سؤال عن رد فعل سوريا تجاه المعاملة السيئة التي تلقاها كوك في اسرائيل قال الشرع ان ما حدث يؤكد بصورة ملموسة ان حكومة اسرائيل لا تهتم بالسلام. واكد كوك ان السلام في المنطقة لن يكون مستقرا ودائما اذا لم يشمل المسارين السوري واللبناني وكذلك المسار الفلسطيني. واشار الى ان بريطانيا تأمل استئناف المفاوضات على المسار السوري الاسرائيلي وان ذلك يتطلب تحديد الهدف من هذه المفاوضات. وحول رؤية بريطانيا لتنفيذ القرار 425 قال كوك ان القرار يطالب بانسحاب غير مشروط من جنوب لبنان ولكن يجب ان يتم البحث في مسالة ضمان الامن في جنوب لبنان اذا تم هذا الانسحاب. ووصل كوك الى لبنان مساء امس عشية الذكرى السنوية العشرين لصدور قرار مجلس الامن رقم 425 الذي دعا القوات الاسرائيلية الى الانسحاب من لبنان ولم تلتزم به اسرائيل قط. وقال كوك عقب وصوله انه يريد ان يتحقق انسحاب اسرائيلي من لبنان في اطار تسوية سلمية عربية اسرائيلية أشمل. وايد توني بلير معالجة وزير خارجيته لزيارة مستوطنة ابوغنيم مؤكدا انه سيمضي قدما في جولته المنتظرة بالشرق الاوسط. وسأل متحدث باسم بلير عما اذا كانت زيارة رئيس الوزراء البريطاني للشرق الاوسط كممثل للاتحاد الاوروبي ستمضي قدما كما هو مقرر الشهر المقبل فقال لا اشك ابدا في ان رحلة رئيس الوزراء ستمضي قدما. يجري التخطيط لها منذ زمن, وترأس بريطانيا حاليا الاتحاد الاوروبي. وتحدث بلير وكوك هاتفيا الليلة قبل الماضية لمناقشة ما حدث بعد زيارة كوك المثيرة للجدل لموقع مستوطنة جبل ابو غنيم عند مشارف القدس التي تطلق عليها اسرائيل اسم حار حوما. وقال المتحدث كانت فرصة لينقل رئيس الوزراء تاييده لوزير الخارجية. والغت اسرائيل مأدبة عشاء كانت ستقيمها على شرف كوك يحضرها بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل واتهمته بانه حنث بوعده بعدم لقاء فلسطينيين في موقع المستوطنة. ونفي المتحدث باسم بلير ان كوك خرج على ترتيبات الزيارة. لكنه احجم عن الكشف عما اذا كان بلير سيزور مستوطنات اسرائيلية في اطار زيارته لاسرائيل الشهر المقبل. وفي مسعى للتخفيف من حدة الازمة قال رئيس قسم الاعلام بديوان رئيس الحكومة الاسرائيلية دافيد بار ايلان انه ليست هناك ازمة مع بريطانيا بسبب زيارة وزير الخارجية روبن كوك لمنطقة جبل ابو غنيم ولقائه في بيت الشرق مع مسؤول ملف القدس بالسلطة الفلسطينية فيصل الحسيني. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية الملتقط بثها هنا عن بار ايلان قوله ان اسرائيل اوضحت للاتحاد الاوروبي انها ترفض ان تفرض عليها اي خطة او املاءات خاصة اذا كان الامر يتعلق بالقدس. واضاف ان وزير الصناعة ناتان تشارانسكي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء عوزي اراد اللذان بدا زيارة للولايات المتحدة سيحاولان خلال تلك الزيارة التاثير على الادارة الامريكية لتعديل بعض البنود المحتمل ادراجها في المبادرة الامريكية لتحريك عملية السلام لا سيما ما يتعلق منها باعادة الانتشار في الضفة الغربية. وفي تصريحات لصحيفة نمساوية زعم نتانياهو امس ان الولايات المتحدة هي الوسيط الوحيد في عملية السلام ورأى ان كثرة الطباخين تفسد الطبخة على حد قوله. واضاف لكني اقترح ان تحيي اوروبا المفاوضات المتعددة الاطراف الى جانب مساعداتها الاقتصادية للفلسطينيين, وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي اتمنى ان يفهمنا الاوروبيون بشكل افضل, واضاف علينا الا ننسى ان اكبر مأساه لشعبنا وقعت على الاراضي الاوروبية ونتوقع من الاوروبيين تفهما خاصا لقلقنا على أمن الدولة اليهودية. وأبدت باريس دهشتها من الموقف الاسرائيلي مؤكدة انها لا تفهم موقف نتانياهو بسبب زوبعة زيارة كوك لابوغنيم وصرح مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية, ايف دوتريو (لا نفهم ردة فعل رئيس الوزراء الاسرائيلي ولا موقفه حيال روبن كوك) . واضاف المتحدث (نأسف للاحداث التي وقعت خلال هذه الزيارة) وجدد موقف فرنسا الداعم لكوك بشأن زيارته الى (ابوغنيم) في القدس الشرقية حيث باشرت اسرائيل العام الماضي بناء 6500 مسكن. وكانت اسرائيل اعربت عن استيائها من قيام كوك الثلاثاء بلقاء مسؤولين فلسطينيين على مقربة من مستوطنة حار حوما الامر الذي دفع نتانياهو الى الغاء عشاء كان مقررا مع الوزير البريطاني تعبيرا عن احتجاجه على ما حصل. واكد المتحدث الفرنسي من جهته ان (استمرار الاتحاد الاوروبي بالتعبير عن معارضته لعمليات الاستيطان التي يشكل تجميدها شرطا لا بد منه لاستئناف عملية السلام, امر مشروع كليا) . ولم يعترف الاتحاد الاوروبي قط بضم اسرائيل القسم العربي من القدس. ــ الوكالات

Email