إسرائيل تواصل المراوغة وتسعى لتوريط الأمين العام للأمم المتحدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراقب المصادر المختصة كيفية التعاطي الاسرائيلي مع اقتراب زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى المنطقة والتي من المتوقع ان يصل خلالها الى بيروت في عشرين الجاري. وتلفت المصادر الى المقاربة بين ما كتبه يوسي بيلين (العضو في الكنيست عن حزب العمل) قبل ايام في صحيفة (الجيروزاليم بوست) مؤكدا (ان الامم المتحدة هي الوسيط لانسحاب اسرائيل من لبنان) , وبين ما نقلته احدى وكالات الانباء العالمية في اليوم التالي عن القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي من (معلومات) تحدثت عن ان المسؤول الدولي يحمل معه خطة من خمس نقاط لانسحاب اسرائيل وتنفيذ القرار 425 وسط تسريب ادارة التلفزيون لايحاء يفيد بان هذه النقاط قد تلقى قبولا وتجاوبا من قبل لبنان وسوريا. اما النقاط الخمس فهي: قبول اسرائيل بالقرار 425 الذي ينص على انسحاب قواتها من الجنوب ــ نشر فوري للجيش اللبناني في المناطق التي تخليها القوات الاسرائيلية ــ استمرار العمل بالتفاهمات التي تم التوصل اليها بعد الضربة الاسرائيلية للبنان عام 1996 ــ توسيع مهمة القوة الدولية في الجنوب ــ البدء بمفاوضات بهدف التوصل الى اتفاقات سلام بين اسرائيل وكل من سوريا ولبنان. وربط تقرير التلفزيون الاسرائيلي معلوماته عن المبادرة الدولية لكوفي عنان بالتشديد على قول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو: (اذا قدمت لنا اقتراحات جيدة فلن تكون لدينا اي مشكلة من الانسحاب من لبنان) . وفيما لم يصدر عن الامم المتحدة ما يوحي بوجود تلك المبادرة فان الواضح ان (ما شبت عليه اسرائيل شابت عليه) , خاصة في هذه الناحية لجهة احراج المنظمة الدولية وتسريب معلومات توحي وكأن امينها العام يحمل نقاطا تصب في مصلحة الموقف الاسرائيلي (المفخخ) للقرار 425 والرابط تنفيذه بشروط وترتيبات امنية. ولان حبل الكذب قصير, خاصة مع دولة عريقة فيه, فان يوسي بيلين يكتب في (الجيروزاليم بوست) كاشفا مباشرة او مداورة استمرار المخطط الاسرائيلي في توريط الامم المتحدة يقول: (من اجل تطبيق القرار 242 انت بحاجة الى شركاء في حين ان كل ما تحتاجه لتطبيق القرار 425 هو الخروج من لبنان لذا ففي اللحظة التي بدأ نتانياهو وضع شروط الانسحاب يكون قد غير في جوهر هذا القرار مما قد يؤدي على الارجح الى وضع لن نستطيع فيه الانسحاب دون موافقة الرئيس حافظ الاسد) . ان الطريق الصحيح لمغادرة لبنان هو تنفيذ قرار مجلس الامن واقامة صيغة يمكن ان نسميها (ظهرا لظهر) وينبغي لهذا الانسحاب ان يمتاز بكونه احادي الجانب غير مرتبط بأي اتفاق مع لبنان او مع سوريا لانه اذا استطعنا التوصل الى اي نوع من الاتفاق مع سوريا يتناول القرار 425 فاننا سنجبر على الانسحاب من لبنان بحسب صيغة ذلك الاتفاق. ويتابع بيلين مشددا على دور القوات الدولية في الجنوب وبالتالي من خلال الامم المتحدة: (... يجب ان نعرف مسبقا التزام الاطراف الاخرى القيام بتحركاتها من طرف واحد مثل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب والتعهد بمنع نشاط (حزب الله) في المناطق التي سوف تخضع لسيطرة الجيش اللبناني وبنشر عدد اكبر من قوات الطوارىء الدولية على طول الحدود الدولية وهي قوة تملك صلاحية العمل ضد العناصر المسلحة في المنطقة, وسوف نكون بحاجة الى ان نعلم ان الولايات المتحدة سوف تهدد بمقاطعة سوريا كما فعلت مع ايران والعراق وليبيا في حال تبين ان سوريا هي التي تقف وراء اي هجوم على اسرائيل بعد الانسحاب, ومن جهة ثانية فان جميع هذه الامور لن تشكل جزءا من اي اتفاق محدد مع اسرائيل ويمكن بل يجب ان تعرض كقرارات صادرة من الامم المتحدة والولايات المتحدة ولبنان نتيجة رغبة اسرائيل في مغادرة لبنان على قاعدة قرار مجلس الامن.

Email