حدث وحديث: لا سلام ولا كلام: بقلم - محمد العزبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان زمان لا سلام ولا كلام اما الان هناك سلام فقط بالكلام فالازمة الفلسطينية لن تحل واليهود لن يقبلوا ان تشهد هذه القضية نهاية سعيدة للعرب... كلما جاءت حكومة اسرائيلية تبدي بعض المرونة. تذهب بلا رجعة لتأتي اخرى أسوأ لنبدأ من جديد التذكير بوعود سابقة واتفاقات موقعة ولكن لا حياة لمن تنادي. اليهودي يهودي بطبعه وهذا افضل تعريف له فعلى مر العصور والازمنة اثبت بالفعل انه خائن ومراوغ ماهر ويتمتع بنذالة يؤمن بأنها هي التي تقيه شرور العالم. قتل العمال الفلسطينيين بدون سبب أمر مرفوض تماما يا نتانياهو ووصفك الحادث بأنه خطأ مأساوي لن يهدئ العاصفة ولن يمنع رجال فلسطين من سكب الحجارة على رؤوس الاسرائيليين. فتح النار على الفلسطينيين العزل حيلة قديمة يلجأ اليها اليهود دائما للتغطية على فشل أو فضيحة, والأزمة هذه المرة تصل الى اعلى الاجهزة الامنية التي يشرف عليها نتانياهو بحكم منصبه فكان لابد وأن يسعى اليهود و بسرعة لسكب البترول على الصدور المشتعلة لشباب الانتفاضة. كلما كتب الدكتور مصطفى محمود كلما زاد اعجابي بآرائه التي تتسم بالعقل الشديد وترتبط بالدين البعيد تماما عن التطرف وفي مقال حديث قال ان القرآن والعقل يؤكدان ان مائة اتفاق مثل اوسلو لن يحل القضية الفلسطينية وان الحرب آتية لا ريب فيها وان العرب باذن الله سيدخلون القدس مثلما فعل صلاح الدين الايوبي منذ عقود عدة. ما قدمه الدكتور مصطفى محمود ليس نظرة متشائمة للموقف بل هي الاقرب للواقع الذي نعيشه. اتفاقات السلام أصبحت حبراً على ورق ولا أحد يستمع لصوت الحق أو العدل فالاسرائيليون يحملون اسلحتهم الفتاكة وكذلك الفلسطينيون الذين يتمسكون باحجار أرضهم الطاهرة ولن يتخلوا عنها يوما حتى يستعيدوا ما اغتصبه اليهود بالحيلة ثم بالبطش والقوة. احسنتم يا شباب الانتفاضة فالحجارة التي تقذفونها في وجه العدو أقوى مائة مرة من الرصاص فهي تحمل معاني سامية وطاهرة أما رصاصة اليهود فتحمل معنى الخسة والنذالة. فشل الموساد في خططه الحقيرة سيدفع ثمنها اليهود وحدهم ولن يكون الفلسطينيون ابدا غطاء لفوهة بركان قد يؤدي اندلاعه لاعادة تشكيل اجهزة الامن الاسرائيلية كلها. اصمدوا يا رجال فلسطين فان الغمة الى زوال وانتم الباقون.

Email