الصادق المهدي لـ (البيان) : نظام الخرطوم يعاني انفصام الشخصية ويتحدث لغة غامضة، قيادة تجمع المعارضة مطالبة بتحديد موعد مؤتمر تأخر سنتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبرأ الزعيم السوداني المعارض, رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي سياسيا من وزيرين محسوبين على حزبه المعارض دخلا حكومة الخرطوم في اطار التعديل الوزاري الأخير قائلا ان الرجلين (من أهلنا ولكن ليس لهما ارتباط بحزب الأمة) الذي يتزعمه المهدي . واستفاض المهدي - في سياق رده على أسئلة من (البيان) عبر الهاتف - في الهجوم على الحكومة السودانية قائلا ان (النظام يعاني من انفصام شخصية شيزوفرينيا بعد ان بات قانعاً بانهيار ثوابته وعجزه وفي الوقت نفسه عن المجاهرة بهذه القناعة خشية من غضب الذين أهدرت دماء أبنائهم وأزهقت أرواحهم) . ورفض المهدي الكشف عن مضمون اقتراحات, قال ان حزبه سيقدمها الى اجتماع هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي (تحالف المعارضة) المرتقب بأسمرة لكن أشار إلى ان هذه المقترحات تدور عموما حول (تفعيل وتوسيع التجمع وتجديد دمائه) . وطالب هيئة القيادة بتحديد موعد لعقد مؤتمر عام لتجمع المعارضة تأخر سنتين وقال هناك قضايا ليس من اختصاص قيادة التجمع معالجتها دائماً ينبغي حسمها داخل المؤتمر وفيما يلي نص الحوار: * يبدو ان هناك هامشا أمام خصوم التجمع للحديث عن (خلاف السيدين) من واقع عقدك اجتماعا لفصائل المعارضة لايحضره محمد عثمان الميرغني وغيابك عن اجتماع قيادة التجمع الذي يرأسه الميرغني 16 الحالي؟ ــ عندما حددنا اجتماع العاشر من مارس لم تكن هيئة القيادة حددت موعدا لاجتماعها, قصدنا إبلاغ فصائل المعارضة بقرارات تبناها مؤتمر حزب الأمة الأخير. أما كان ممكنا الانتظار حتى تعقد هيئة القيادة اجتماعها؟ ــ قصدنا أن يكون عرضنا أمام فصائل المعارضة بمثابة اجتماع تداولي يسبق اجتماع هيئة القيادة, ودعوتنا لاجتماع الفصائل جاء بتكليف من مؤتمر الحزب. ماهي الاقتراحات التي تعرضونها على الاجتماع التداولي؟ ــ تتضمن اقتراحاتنا مسائل تدخل في اختصاص هيئة القيادة وثمة اقتراحات تتطلب عقد مؤتمر للتجمع. ألا يمكن الكشف عن أبرز ملامح هذه المقترحات. ــ يمكن القول إنها تدور حول تفعيل وتوسيع التجمع وتجديد دمائه. متى يحين موعد مؤتمر التجمع؟ ــ على هيئة القيادة أن تقرر موعدا لعقد المؤتمر, الأصل حسب اللوائح أن ينعقد المؤتمر مرة كل سنة, ولكن انقضى عامان دون عقد مؤتمر واحد, وتأخر هذا الاجتماع دفعنا إلى عقد اقتراحاتنا أمام اجتماع تداولي, ومن شأن هذا الاجتماع أن يعين اجتماع هيئة القيادة. لماذا غيابك المعلن عنه مسبقا عن اجتماع هيئة القيادة في 16 الحالي. ــ يعود ذلك إلى ارتباطي بمؤتمر يعقد في برلين. ألم يكن ممكنا غيابك عن هذا المؤتمر أو تأجيله؟ ــ ارتباطي بالمؤتمر مسابق لتحديد موعد اجتماع قيادة التجمع, والمشاركة في المؤتمر فرصة ثمينة إذ أنه يتيح فرصة لتلاقي شخصيات سياسية وفكرية من أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا, وهو يمثل حلقة فكرية لصانعي السياسة في أنحاء العالم. مؤتمر حزب الأمة تبنى قرارات بشأن هيكل الحزب لكنكم لم تعلنوها بعد, هل تعتبرون أنفسكم في مرحلة عمل سرية؟ ــ اطلاقاً لا, هيكل الحزب واضح ولكن ثمة اجراءات قائمة حاليا لملء هذا الهيكل إذ يتم بعضها بالانتخاب في كليات انتخابية متعددة وأخرى يتم استكمالها بالتعيين, وأجري حاليا مشاورات لاختيار الأشخاص المناسبين و لست في عجلة من أمري إذ أتوخى جوانب موضوعية عديدة. * فاجأ النظام السوداني الجميع بما في ذلك أنصاره باختزال مواد مسودة الدستور التي تبنتها لجنة قومية وأدخل الجميع في متاهة بانكار عبارة مهمة مثل (التوالي السياسي) فاكتنف الحديث عن الحوار والتعددية المزيد من الغموض ما رأيك؟ ــ الرأي عندي أن النظام يعيش حالة انفصام شخصية (شيزوفرينيا) فهو مقتنع بأن ثوابته المعلنة قد انهارت لكنه لايجرؤ على المجاهرة بهذه القناعة إذ أنه يخشى غضب الذين أهدر دماء أبنائهم وأزهق أرواحهم. والنظام لن يستطيع الحديث بلغة واضحة مالم يحسم حالة انفصام الشخصية التي يعاني منها, هو يواجه الآن مشكلتين الأولى انهيار الثوابت والثانية سخط الذين تلاعب بهم. العبارات الغامضة مقصودة لإلهاء الناس عن قضاياها الأساسية أولاً ومنح نفسه هامشا لتمديد بقائه. النظام دفع العديد من أبناء وبنات السودان إلى محرقة استنادا إلى ثوابت معلنة بات الآن قانعا بانهيارها أمام عيون الجميع ولا يملك الشجاعة لإعلان تسليمه بذلك الانهيار فأصبح يجري مع الصيد ويطارد مع الكلاب, انه مأزق حقيقي. في التشكيل الوزاري الأخير في السودان يوجد أكثر من وجه محسوب على حزب الأمة, ما مدى حقيقة ذلك؟ ــ الاثنان من أهلنا ولكن ليس لديهما ارتباط بالحزب. الاول بابو نمر كان رئيسا للأركان وقد وصل الى المنصب وفقا لأقدميته ووضعه داخل المؤسسة العسكرية ولم يكن في يوم منحازا لحزب الأمة ولم ينتم إليه كمؤسسة سياسية. وبعد انقلاب 1989 انخرط العساكر المعارضون في عمل معارض, ولم يفعل بابو نمر شيئا من ذلك ولذلك فليس لديه مواقف سياسية, الآخر شريف التهامي انتهت علاقته بالحزب عندما أصر على الاحتفاظ بمنصبه وزيرا في العهد المايوي واتخذ الحزب موقفا تجاه التهامي آنذاك. كلاهما من أهلنا ولكن ليس لهما انتماء سياسي بالحزب, والحديث في السياسة لايرتبط بالعلاقات العائلية. أسمرة - البيان، حوار عمر العمر

Email