عنان يطلق العنان لباتلر لانهاء ملف التفتيش: (عبارات) الكرامة والسيادة لا تمنح العراق حق الاعتراض على تفتيش القصور الرئاسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلق كوفي عنان السكرتير العام للامم المتحدة العنان لريتشارد باتلر رئيس فريق التفتيش عن اسلحة العراق واعتبر ان عبارات (السيادة والكرامة) التي وردت في اتفاقه مع القيادة العراقية لا تمنح العراق حق الاعتراض على اعمال التفتيش . وتذمر اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي على ما اعتبروه عدم مشاركة (الحلفاء الكافية للولايات المتحدة في نفقات الحشود بالخليج) . وفي اجابته على سؤال حول الشروط الواجب على بغداد الوفاء بها حتى تنتهي اعمال افتيتش ويرفع الحظر الدولي المفروض على العراق قال عنان ان (هذا حكما متروكا للمفتشين, وللجنة التي يرأسها ريتشارد باتلر مضيفا ان (على المفتشين ان يقدموا تقريرا لمجلس (الامن) يؤكدون فيه على انهم انهوا عملهم المتعلق بنزع الاسلحة ودخلوا في مرحلة المراقبة المستمرة) وشدد عنان على ان الشرط الاساسي لانهاء التفتيش هو (نزع تام للاسلحة ومراقبة مستمرة في حالات معينة) . وعن امكانية استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو لرفض طلب روسيا تعيين شخص روسي نائبا لرئيس لجنة التفتيش الدولية قال الامين العام للامم المتحدة: (جميع الاعضاء الدائمين في المجلس لهم الحق في الفيتو) مشددا على انه سيطرح المسألة امام مجلس الامن الذي سيكون بامكانه (على الاقل مناقشة ما اذا كان الطلب مشروعا ام لا والولايات المتحدة يمكنها ممارسة حق الفيتو اذا كانت ترغب في ذلك) . ونفى كوفي عنان ان تكون عبارات (السيادة والكرامة) التي وردت في الاتفاق الذي توصل اليه مع القيادة العراقية تعطي العراق حق الاعتراض على اعمال التفتيش داخل المواقع الرئاسية قائلا ان اعمال التفتيش سيقوم بها خبراء وان رئيس الفريق سيكون خبيرا وسيكون المفتشون بمثابة اعين واذان المجتمع الدولي. وشدد عنان على ان المسؤولين العراقيين (لن يقولوا لنا متى نذهب والى اين نذهب واي قصر يمكننا تفتيشه) وان (عنصر المفاجأة سيكون موجودا وهذا سيعود الى باتلر) على حد قول الامين العام للامم المتحدة. واضاف عنان (ان فرق التفتيش ستعمل من اجل التأكد من ان العراق سيلتزم بتعهداته التي قطعها امامي وامام مجلس الامن والمجتمع الدولي) . على صعيد اخر رد اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي على طلب ادارة الرئيس كلينتون في نهاية الاسبوع الماضي باعتماد مبالغ اضافية من الاموال لتمويل عمليات النشر العسكري الامريكية في كل من البوسنة والخليج بالتذمر مما اسموه بعدم (مشاركة الحلفاء الكافية للولايات المتحدة في نفقات هذه العمليات خصوصا في الخليج) . كما اعرب عدد من اعضاء لجنة الاعتمادات في المجلس التي مثل امامها وزير الدفاع وليام كوهين ورئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية الجنرال هنري شيلتون الجمعة عن تذمرهم من عدم تحديد موعد نهائي لنهاية عمليات النشر العسكريتين في المنطقتين ومن امكانية تحول هاتين العمليتين الى (جرح نازف مستمر في الميزانية الامريكية) . وقال رئيس اللجنة السناتور تيد ستيفنز انه اذا (كان الحلفاء يتوقعون ويعتمدون على دعمنا العسكري فان عليهم ان يكونوا شركاء كاملين في العملية بما في ذلك المشاركة في تقديم الموارد المالية المطلوبة لقواتنا في هذه الفترة من الانتشار الطارىء لقواتنا) وهدد من انه اذا لم يكن (هؤلاء مستعدين فربما يمكننا ان نسحب قواتنا من هاتين المنطقتين) . وكانت ادارة الرئيس كلينتون قد تقدمت بطلب من الكونجرس لتوفير مبلغ 1.85 مليار دولار اضافية لعمليات النشر العسكري الطارئة في البوسنة والخليج الكم الاكبر منها وهو 1.36 مليار دولار للعمليات في الخليج (لضمان تنفيذ العراق التزاماته في الاتفاق الاخير مع الامم المتحدة) وتأتي هذه الاموال مضافة الى مبلغ 677 مليون دولار المرصودة في الميزانية الحالية التي تنتهي في سبتمبر المقبل لعمليات النشر العسكري في الخليج. وجاء في الكشف الذي قدمته الادارة ان دول الخليج تقدم ما يقرب من 300 مليون دولار سنويا اي ثلث القيمة الكلية للنفقات العسكرية لعمليات النشر العسكري الامريكية في الخليج على شكل وقود لتعبئة الطائرات والعربات وغير ذلك من المؤن والخدمات. الا ان مسؤولا عسكريا امريكيا رفض الافصاح عن اسمه قال الجمعة انه لم يجر اي نقاش بين واشنطن ودول الخليج العربية حول تشاطر النفقات الاضافية لعمليات النشر الاضافية الاخيرة في المنطقة. واعلن ستيفنز انه سيقود وفدا من اعضاء الكونجرس للقيام بجولة على دول الخليج من (اجل مطالبة هذه الدول بدفع قسط اكبر من هذه النفقات) وقارن ستيفنز بين رغبة هذه الدول في المشاركة في نفقات حرب الخليج عام 1991 وبين عدم تحمسها لذلك الان. وقال انه على عكس ما كانت الحال عام 1991 (فاننا نجد انفسنا الان نتحمل العبء العسكري وحدنا في المنطقة لدرء الاخطار الموجهة الى حلفائنا في الخليج) . غير انه يبدو ان المجلس سيوافق في النهاية على طلب الادارة لتوفير الميزانية الاضافية وقال كوهين في جلسة اللجنة بعد ان اتفق مع اعضائها على ان بوسع دول التحالف (ان تقدم اكثر لتغطية هذه النفقات) . انه اذا لم يتم توفير هذه الاموال الاضافية فان على وزارة الدفاع ان تقتطع من برامج اخرى لتغطية العجز. كما قال كوهين ان القوات الامريكية في الخليج موجودة هناك (لا للدفاع عن دول الخليج فحسب بل لحماية مصالح امريكية حيوية في المنطقة) . وفي هذه الاثناء توجه الجنرال شيلتون في نهاية الاسبوع الى المنطقة في جولة يقول مساعدوه انها تقررت منذ الشهر الماضي وتشمل العربية السعودية والكويت ومصـر. واشنطن ـ مهند عطا الله

Email