أرملة مرتضى بوتو لـ(البيان):لا أبرئ بنازير وزوجها من دم زوجي حزبي هو الوريث الشرعي لذوالفقار

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت غنوة العيتاوي ارملة مرتضى بوتو شقيق رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو ان الحزب الذي تتزعمه حاليا هو الوريث الحقيقي لـ (ذو الفقار علي بوتو) الزعيم الباكستاني الراحل . وان بنازير وزوجها اصف زرداري كانوا ولا زالوا عبئا على الحزب وحاولوا الانحراف به ليكون حزب الاقطاعيين ورؤوس الاموال بدلا من ان يمثل الفقراء وهم غالبية الشعب الباكستاني الذين اسس ذو الفقار علي بوتو الحزب ليمثل مصالحهم. وقالت غنوة لـ (البيان) ان حزبها سيكون الوريث والبديل للفئات الحاكمة في باكستان خلال السنوات القليلة المقبلة سيما وان بنازير زرداري ونواز شريف فشلا حتى الآن في حل مشاكل الشعب الباكستاني والتعامل معها بصورة ايجابية. وقالت غنوة اللبنانية الاصل انها لا تستطيع تبرئة بنازير وزوجها من دم مرتضى بوتو كما انها لا توجه لهما الاتهام الرسمي بذلك لكن عليهما الاجابة عن كثير من التساؤلات حول علاقتهما بالحادث الذي وقع في فترة حكم بنازير عام 96. وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي دار وغنوة بحضور والديها وشقيقتها الذين حضروا من لبنان لقضاء بعض الوقت مع ابنتهم في اسلام اباد. عام على الجريمة بعد مضي اكثر من عام على مقتل مرتضى بوتو الى اين وصلت التحقيقات في ظروف مقتله ومن المسؤول عن هذه الجريمة؟ ـ ما حدث في التحقيق حتى الان مخيب للامال, ولم نتوصل لمعرفة شيء, والقضية معلقة حتى الان وقد انتقلت القضية من المحاكم العادية للمحاكم الخاصة بالارهاب ثم تقرر اعادتها للمحاكم المدنية وهذا يميع القضية ويميتها,ونحن عارضنا ارسال القضية للمحاكم الخاصة بالارهاب لاننا نرى في تشكيل هذه المحاكم خروجا عن القانون وسمعة هذه المحاكم في الاوساط القانونية الدولية ليست جيدة, والعالم كله مستغرب من طريقة ادارة هذه المحاكم. لكن ألم يؤثر قتل مرتضى على وجود حزبه وأين موقع هذا الحزب الان على الخارطة السياسية الباكستانية؟ ـ الواقع ان حزب الشهيد بوتو كان مهددا بالزوال, بعد مقتل مرتضى لخسران قائده ورئيسه, لكن بعد اكثر من عام على مرور هذه الجريمة فان الحزب استطاع الوقوف على قدميه واستطاع ان يوسع من دائرة نشاطه وهو له ثلاث مقاعد برملانية احدها في البرلمان الوطني واثنان في اقليم السند,ونحن الان بصدد اعادة تنظيم الحزب من جديد, لنكون البديل عن القوى السياسية الحاكمة والمتنفذة في المرحلة الراهنة. * ما هو الوقت الذي يحتاجه حزبكم ليصبح البديل الشعبي عن الفئات الحاكمة حاليا او حتى حزب الشعب بزعامة بنازير بوتو؟ ـ ليس بالامكان اعطاء فترة زمنية محددة لان هذه المسائل ليست مسائل رياضية رقمية اي انها متأثرة بالوضع الداخلي والوضع الاقليمي, ومدى نجاح الحزب في التجاوب مع المطالب الشعبية والمناداة بها وقيادة الجماهير لتحقيقها. واعتقد ان تجاوب الشعب حاليا مع طروحات الحزب ليس الشرط الوحيد لنجاحه في الوصول لاهدافه, ولا يمكن اطلاقا اغفال الوضع الداخلي ككل والاوضاع الدولية عن هذه القضية. لكن يمكنني القول ان الحزب يحتاج لفترة لا تقل عن ثلاث سنوات من الان ليكون على المستوى الوطني الذي يتحدى هيمنة حزب الرابطة وجناح بنازير. الحزب الذي تتزعمينه حاليا متهم بالتورط في اعمال تصفها الحكومة والدوائر الرسمية بانها ارهابية وان الحزب ليس سوى الجناح السياسي لمنظمة ال ذو الفقار التي قامت بعمليات قتل وزرع قنابل في باكستان, فهل هناك علاقة بين الحزب وهذه المنظمة؟ وما موقفه من العمليات المنسوبة اليها؟ لانعرف أي منظمة بهذا الاسم ولانظن أنها موجودة من الأصل, وحزبنا ليس جناحا سياسيا لأي منظمة عسكرية أو تقوم بأعمال عسكرية ومن أجل وضع النقاط على الحروف فإن حزبنا يهدف الى ارجاع ما كان عليه حزب الشعب الذي أسسه ذو الفقار علي بوتو, الحزب الذي أسس ليكون ممثلاً للفقراء في باكستان وحرفته بنازير وزوجها ليصبح حزب الاقطاعيين وعشاق السلطة, نحن نريد إرجاع هوية الحزب له, ومن وجهة نظرنا فإن بنازير كانت تهدف للوصول إلى السلطة عبر الحزب وليس خدمة أهداف الحزب, وهذا ما بدأ للجميع خلال فترتي الحكم التي تولت فيهما بنازير السلطة, وإذا كانت بنازير تتباكى على الفقراء والفلاحين اليوم وتنادي بتحقيق مطالبهم فأين كانت من هذه المطالب اثناء سنوات حكمها؟ بنازير تطالب بمحاربة الفساد الآن فلماذا لم تشكل أي لجنة إبان حكمها لمحاربة هذا الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة فترة حكمها؟! حملة مستمرة قلنا لايزال ينظر إلى حزبكم على أنه يمثل السند وليس كل باكستان وان تواجده في المناطق الأخرى لازال هامشيا وضعيفا فما السبب في عدم قدرة الحزب في الوصول للشعب في المقاطعات الأخرى وحيازة تأييد الشعب فيها؟ نحن نتحمل جزءا من المسؤولية حول هذه الاتهامات لكن ليست كلها صحيحة نشاطنا غير ملموس في عدد من المناطق ونحن نعمل حاليا على زيادة هذا النشاط على مستوى البلاد كلها لنطرح أنفسنا كبديل كما قلت سابقا عن الفئات الحاكمة, لكن الصحافة في الوقت نفسه بسبب من نفوذ خصومنا فيها تشن علينا حملات منظمة باستمرار وتنسب إلينا ما تريد هذه الصحافة قوله عنا لا ما نقوله نحن, والسبب في ذلك وجود لوبي معاد لنا في أجهزة الإعلام. سبق للرئيس السابق ليجاري ان أعلن انه سيدخل المعرك السياسي من جديد فهل هناك اتصالات بينكم وبينه وما مدى اتفاق حزبكم مع تصورات الرئيس السابق ومطالبه بالإصلاح في البلاد؟ أبوابنا مفتوحة لكل القوى الوطنية في البلاد التي تريد - بحق - خدمة الشعب والوطن, ونحن نقدر الرئيس ليجاري لكن من السابق لأوانه الحديث عن دخوله حزبنا لأنه لم يقرر بعد ما الذي سيقوم به من خطوات, وعلى كل نحن نؤمن بالحوار البناء مع كل القوى الإيجابية في باكستان. لكن ليجاري وجه الاتهامات لرئيس الحكومة نواز شريف حول المشكلة مع القضاء والأوضاع الاقتصادية في البلاد, ترى ما هو موقفكم من هذه الاتهامات ومن الحكومة الحالية؟ غنو ة: ليجاري كان في وضع يمكنه من الاطلاع على كثير من الأمور التي ليس بامكاننا الإطلاع عليها, وإذا كان عنده شيء ما فعليه اطلاع الشعب عليه خاصة إذا ما كان له علاقة بالأوضاع العامة في البلاد, وعلى كل فإن القضاء يمكنه البت في كل المسائل المطروحة إذا كان هناك اتهام بشكل رسمي مشفوعاً بالأدلة. كيف يمكن حصر الخلافات بينكم وبين جناح حزب الشعب الذي تتزعمه بنازير بوتو؟ ــ أولا الحسابات السويسرية, وموقف بنازير منها, اذ ليس واضحا من أين جاءت هذه الاموال وكيف أخفتها بنازير وزوجها عن القانون الباكستاني, ثم الخلاف حول سياستها وما ورثته عن ذو الفقار علي بوتو, نحن نشير في اتجاهين معاكسين, بنازير تدعي اشياء لكن حين جربت في الحكم مرتين فشلت في تحقيق ما تدعيه في المرتين, ثالثا وهذا هام جدا على بنازير وزوجها شرح موقفهم من قضية مقتل مرتضى وتصرفاتهم بعد الحادث التي كانت موضع ريبة وشك من الكثيرين في باكستان, انا لا أوجه الاتهام لهما لكنني لا استطيع ان اقول ببراءة احد في نفس الوقت, لازالت امامنا علامات استفهام كثيرة حول تصرفات حكومة بنازير حين قتل مرتضى على يد شرطتها وفي ظروف مريبة وامام منزل العائلة, حتى الآن لم يصلني أي جواب شاف من بنازير او غيرها حول الحادث, وعلى بنازير وزوجها ان يجيبا على كثير من الاسئلة قبل الحديث عن أي مصالحة أو حوار. شركة بوتو ثقيلة لكن الخلاف بين بنازير وجناح مرتضى سبقت مقتل مرتضى, فهل الخلاف كان كله سياسيا أم ان له علاقة بقضايا اخرى مثل الارث السياسي وحتى المادي لوالدهما ذو الفقار علي بوتو؟؟ ــ من يستحق ان يدعي انه الوريث لاسطورة ذو الفقار علي بوتو يجب ان يكون على قدر هذا الميراث الضخم, ونحن رأينا ما فعلته بنازير وزوجها خلال حكمها مرتين, لم تكن بنازير على قدر المسؤولية, ولم تثبت انها تستطيع الادعاء بأنها مكملة لمسيرة والدها, ونحن نشعر ان المسؤولية علينا في اكمال مسيرة ذو الفقار علي بوتو. اما بشأن الخلافات الاخرى ان كانت موجودة فلا احب الخوض في قضايا عائلية عبر صفحات الجرائد ووسائل الاعلام. ذكرت قبل قليل الحسابات السويسرية المنسوبة لبنازير, لكن هذه الحسابات تخص ايضا والدتها نصرت بوتو التي كانت مؤيدة لمرتضى وتأخذ جانبه في الخلاف مع بنازير فكيف تفسرين هذا الامر؟ ـ بالنسبة لـ (حماتي) نصرت بوتو فانني كنت ولا زلت اكن لها كل الحب والتقدير ولا يمكن ان اصدق انها مشتركة في هذه الحسابات وعلى حكومة نواز شريف توضيح بعض الامور المتعلقة بهذه الحسابات ولا يمكنني تصور ان السيدة التي كانت تمقت الفساد وتدعو لمحاربته على علاقة بالحسابات السويسرية من قريب أو بعيد. لكن هناك بعض الاقوال ان هذه الحسابات كانت تمثل الاموال الخاصة بذو الفقار علي بوتو والتي هربها خارج باكستان قبل اعدامه فمسألة ادراج اسم نصرت بوتو ستكون عادية, فهل كان مرتضى على علم بهذه الاموال وهل كانت احد اسباب الخلاف بينه وبين شقيقته بنازير؟؟ ــ الحقيقة لازال هناك غموض حول هذه الحسابات ولا يمكنني الحديث عنها وانما على بنازير الافصاح عنها لأنها هي والحكومة يعرفون من أين جاءت وما مصدرها, لكن اريد القول لحكومة الحالية انها اذا اردت نقل خلافها مع بنازير لتشوه سمعة ذو الفقار علي بوتو فانها تخسر كثيرا, وعلى الحكومة تسمية هذه الحسابات باسم حسابات زرداري وبنازير وليس حسابات آل بوتو اذ لا علاقة لآل بوتو بهذه الحسابات. لكن كيف تفسرين ادراج اسم نصرت بوتو في هذا الحساب؟ هل كما تقول بعض المصادر هنا ان اسمها وضع في الحسابات من قبل آصف زرداري وبنازير للضغط عليها في الخلاف بين بنازير وزوجها من جهة وبين مرتضى قبل مقتله من جهة اخرى؟ ــ كل هذا ممكن, ولا اريد ان اعلق على هذه الاسئلة التي ينظر القضاء فيها الآن, لكن كما قلت ان محاولة ادراج اسم ذو الفقار علي بوتو على هذه الحسابات سيجعل لحكومة الحالية تخسر كثيرا وانا اطالب بتشكيل لجنة احتساب مستقلة وليس من الحكومة, اذ يمكن ان تضم اللجنة المستقلة قضاة وشخصيات مستقلة تتمتع باحترام الجميع في باكستان اما تشكيل لجنة من الحكومة المنتخبة فإن هذه اللجنة ستتغير بتغير الحكومة وستعمل على الضغط على خصوم الحكومة كما هو معروف في باكستان. مصالحة الستات مشروطة علمنا من مصادر دبلوماسية ان هناك جهودا عربية تتم للمصالحة بين بنازير وغنوة الآن فهل هناك اية امكانية لمثل هذه المصالحة والى اين وصلت هذه الجهود؟ ـ كما قلت سابقا على بنازير ان تجيب عن ثلاثة اسئلة على الاقل: الحسابات السويسرية, مدى مسؤولية حكومتها في مقتل مرتضى, برنامجها للمستقبل. وحين نسمع الاجابة منها عن هذه التساؤلات فإن الحديث عن المصالحة يمكن ان يكون له صدى ايجابي. الزوجة الاولى لمرتضى بوتو (فوزية) وجهت الاتهام لك بالحيلولة دون لقائها مع ابنتها منه فاطمة بوتو التي تعيش معك في نفس المنزل, كيف تفسرين عدوة فوزية لباكستان الآن وهل هناك قوى تدفعها لمثل هذه الاتهامات. ــ طبعا هناك جهات تدفعها لمثل هذه الاتهامات وانا على كل لم امنع فاطمة من مقابلة والدتها ولكن البنت هي التي تريد البقاء معي, وكنت اود عدم الخوض في مثل هذه الاحاديث. فاطمة محبطة تماما من تصرفات عمتها بنازير وفاطمة تقدر الثمن الذي دفعه والدها لعودته للبلاد بعد سنوات النفي, وهي تعرف ان رغبة والدها كانت بأن يعيش ابناؤه في بلدهم وليس في الخارج, وقد شوهدت فوزية مع بنازير في كراتشي اكثر من مرة. بالنسبة لي لا يوجد لي اي خلاف مع فوزية ولا امنع فاطمة من رؤية والدتها لكن هذه القضية الحق في الحديث عنها لفاطمة ولا ارى ان يضغط عليها احد تقرر ما تريده هي ايا كان. بعد رحيل مرتضى كان هناك اقوال ان نصرت بوتو والدته لم تر احفادها ومنعت من ذلك بسبب تدهور صحتها ما هي العلاقة بينكم وبين نصرت التي تعيش مع بنازير الآن؟ ــ بالنسبة لحماتي اكن لها كل التقدير وانا لم اتوقع ان لجأت بنازير زرداري لاستخدام والدتها الثكلى ضدي في الانتخابات. انا رشحت نفسي عن المقعد الذي كانت تقول حماتي انه مقعد مرتضى لكن بنازير ضغطت على والدتها المريضة لخوض الانتخابات, وفي نفس الوقت منعت بي نظير والدتها من الاتصال باحفادها كما منعت اية مكالمة من الاحفاد من للوصول الى جدتهم بحجة مرضها وهي الآن تعيش في منزل استأجرته بنازير في دبي ورفضت اعطاءنا رقم الهاتف حتي نتمكن من الاتصال بها. كعربية ولبنانية تخرض غمار السياسة في باكستان ما شعورك بعد اكثر من عام على هذه التجربة؟ ـ في البداية كان الخوف والشعور بالقلق تجاه الاولاد والاسرة, لكن ذكرى مرتضى تعطيني الدافع لمواصلة مسيرته, والمرحلة الآن خصبة, ورغم وجود مصاعب جمة في الطريق, فإن هذه التجربة اعطتني احساسا جديدا بالحياة. كان يمكنني العودة الى لبنان وممارسة حياة عادية, لكن العيش في خضم الاحداث هو الحياة بعينها, وكما قال جبران: اذا كان من الموت بد فلا تذعم دود الارض جسدا لا زال مليئا بالحياة وانما اعط الارض جسدا مستنفذا اعط كل شيء قبل الممات. اسلام اباد ـ جمال عبد اللطيف

Email