مبارك الفاضل المهدي في(حوار- مواجهة) مع البيان: الصادق لم يسحب البساط من تحت قدمي وخروجه لم يضايقني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد مبارك الفاضل المهدي الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والقيادي البارز في حزب الامة, واحدا من اكثر الساسة السودانيين اثارة للجدل , واكثر الشخصيات التي يختلف السودانيون حولها وحول دورها وتصريحاتها التي تتسم على الاغلب بالنارية والحدة, فضلا عن تاريخه الذي يصر مناوئوه على وصمه بالفساد ابان توليه عدة وزارات في حقبة الديمقراطية الثالثة ولايرى مبارك الفاضل في ذلك غضاضة, معتبرا انه اسلوبه بالعمل الجاد والحازم ربما خلق له عداوات كثيرة, ومؤكدا ان السودانيين يختلفون دوما على الشخص القوي. (البيان) وضعت مبارك الفاضل على الكرسي الساخن مثيرة معه كل الأسئلة الصعبة والساخنة. وفي المقابل, فان الرجل فتح قلبه لاسئلتنا, كاشفا معظم ان لم يكن كل اوراقه ـ وهي كثيرة ـ . وفي هذا السياق, كشف مبارك المهدي لاول مرة عن جوانب غامضة عدة في تاريخه السياسي, خصوصا لجهة بدايات دخوله معترك السياسة وعلاقاته التنظيمية والسياسية مع الصادق المهدي. موضحا في هذا الصدد انه لم يتعارف مع الصادق الا بعد وقت طويل من انخراطه في القيام بدور حلقه الوصل بين المعارضة في الداخل والخارج. وكشف مبارك كذلك تفاصيل جديدة تنشر لاول مرة عن (الخروج) المثير والمفاجئ للصادق المهدي من السودان, واكد ان هذا الخروج لم يضايقه البته كما لم يسحب البساط من تحت قدميه, واشار مبارك الى ان الزعيم الجنوبي المتمرد الدكتور جون قرنق الح على الصادق لمغادرة السودان معتبرا وجوده هناك (ضارا) . وخلال المقابلة - المواجهة فتح مبارك الفاضل النار على مناوئين في المعارضة والحكومة على السواء غامزاً من قناتهم في قوة ودون مهادنة اشتهر بها وميزت سلوكه على الدوام. وتحدث المهدي كذلك عن التجمع الديمقراطي المعارض, فقال انه يحتاج الى اعادة ترتيب بيته من الداخل, وشكا من حالة جمود ومنافسات حزبية تشوش عملنا. كما تحدث عن حزب الأمة والخارجين على خطه .. وعن الدور المستقبلي لنصر الدين الهادي المهدي بعد عودته الى الحزب مرة أخرى. وهنا نص الحوار - المواجهة: المشاريع المؤودة دعنا نبدأ بالتجمع المعارض, بصفتك الأمين العام لهذا التجمع لماذا لم تلعب دورا ايجابيا في دفع اجتماع هيئة القيادة المؤجل منذ أكثر من ستة أشهر للقضاء على التكهنات القائلة بانقسامات وهل يعني هذا ان مشروعك القديم لهيكلة التجمع مجرد (فلاش) لاغشاء الابصار أم ماذا؟ ـ التجمع تحالف سياسي قوامه الموازنات رئيسه (هيئة القيادة) محمد عثمان الميرغني وحسب اللوائح فان الميرغني هو الذي يتعين حتى عليه دعوة الآخرين للاجتماع. وقد حدث ان تنادى عدد من الاعضاء للاجتماع بمبادرة مني ومن التيجاني الطيب (الحزب الشيوعي) وبالفعل تم عقد هذا الاجتماع في القاهرة بحضور الصادق المهدي وجهنا منه خطابا لرئيس التجمع في الخامس من يناير 98 لاستعجال الاجتماع .. شخصيا لا أرى سببا لتأخير الاجتماع, غير اني لا استطيع ولايحق لي كأمين عام للتجمع الدعوة لاجتماع هيئة القيادة بل الدعوة فقط لاجتماع المكتب التنفيذي. هناك حالة جمود الآن في أجهزة التجمع وتوجد منافسات حزبية تعوق وتشوش عملنا بالتجمع الذي لا يحتاج برأيي لهيكلة بقدر ما يحتاج لترتيب (بيته من الداخل) ليعقد مؤتمره الثاني المؤجل منذ ثلاث سنوات لمناقشة المهم من قضايا: تكملة ترتيبات الفترة الانتقالية, الاتفاق على الحكومة البديلة, تكملة البرنامج السياسي والاقتصادي والخدمي المستقبلي, توسيع مشاركة المرأة بالتجمع وتوسيع مشاركة منظمات المجتمع المدني .. الأسرة الدولية تطالبنا بتقديم البديل عن الحكم الحالي في ظل وجود تجارب مريرة نتج عنها فراغ (الصومال - افغانستان) كما نحن مطالبون بتجاوز النظرة الحزبية الضيقة لاننا سبب تعطيل اجتماع هيئة القيادة بالتجمع. أنا والصادق هل تعتقد ان خروج الصادق المهدي من السودان أدى للخصم من رصيد شعبيتك التي اكتسبتها خلال غيابه وبعبارة أخرى, هل سحب الصادق المهدي البساط من تحت قدميك؟ ـ أبداً, أنا والصادق عملنا 27 سنة شخصيتانا مختلفتان ومكملتان لبعضهما لا مشكلة في التعاون معه لأنه رئيس حزبي المنتخب ومسؤول الكيان وذلك محسوم, الصادق المهدي عاوننا طيلة تواجده بالداخل ثماني سنوات باستصدار القرارات والمبادرات الصحيحة التي لولاها لما نجحنا في تحالفاتا المكونة خارجيا وفي توحيد القوى السياسية جنوبا وشمالاً, كنا نتحدث أسبوعيا لتبادل المعلومات والمقترحات وضغطت عليه كثيرا ليخرج لتقديري لتبعات وخطورة العمل العسكري عليه لأنه قد يغل يدنا بوجوده للنظام ولقد أرسل له (قرنق) رسائل كثيرة فحواها ان وجود الصادق المهدي داخل السودان ضار ورأى د. جون أن يخرج .. وقد عززت رسائل قرنق هذه رأيي, لكن الصادق كان مترددا قليلا فكان يعطينا مواعيد للخروج ويؤجل .. قبل خروجه باسبوع كنت اتحدث مع نجله عبدالرحمن هاتفيا لاخبره بتأجيل اجتماعنا الثلاثي مع د. عمر الذي غاب بالسعودية واكدت عليه ان يخبر الصادق المهدي بضرورة خروجه قبل الشهر الذي حدده لان معلوماتي انه ـ اي الصادق المهدي ــ لن يعتقل بعد زواج البنات مباشرة, فاخبرني انه سيرد علي في الغد وفعلا اخبرني انهما سيحضران سويا لاسمرة فحضرت من القاهرة لارتيريا في الحدود لاستقباله لان (تهتدون) وهو اسم عملية الخروج مشروعا مشتركا بيننا وبينهم يؤمنون انفسهم نصف الرحلة الاولى ونقوم بالباقي, واعتقد ان خروجه كان اضافة لحزب الامة والمعارضة ولم يؤثر في صلاحياتي لاننا سويا نعمل بثقة وتنسيق كاملين عكس رؤية البعض ان خروجه اضعف موقفي لان تحالفاتنا كانت تحتاج لتأكيد منه خاصة مع د. قرنق, الا ان دوائر الجبهة كانت تشكك في وجود خطين بحزب الامة وساهم الاخوة الخارجون عن الخط العام لحزب الامة في هذا التشكيك فسعدنا جدا بتأكيد الصادق المهدي على وحدة رؤانا الامر الذي كان لا يستطيع قوله وهو بالداخل. هذا ينفي كلام بعض المقربين منك الذين صرحوا ان (تهتدون) مخطط لها قبل خروج الصادق المهدي باكثر من عام؟ ــ النقاش حول خروجه كان مستمرا والطرق مدروسة, المنتظر هو التوقيت وهذا يدحض الكلام القائل ان خروجه فاجأنا او ضايقنا. وفاق حزب الامة كان يبدو عليك الفرح بالوفاق الذي تم بينك وبين نصر الدين الهادي المهدي هل كان وليد اللحظة ام نتاج مساع. ـ الوفاق كان وليد لحظته دون تمهيد, عندما خرج الصادق المهدي بذل جهودا تمخضت عنها (وثيقة جدة) التي كانت بمثابة اتفاق على رجوع الاخوة الخارجين عن خط الحزب والتزامهم بقرارات ومحطات الحزب التي اجازها في ثماني سنوات منصرمة وتم توقيع الوثيقة بين الاطراف المتنازعة لكن ظلت عملية الاستقطاب مستمرة وظل الموقف كما هو لانه في اعتقاد الكثيرين ان التوقيع تم دون قناعة وتم نتيجة لفشل الخط الذي سار عليه الاخوة الخارجون عن خط الحزب لذا عندما وقف الاخ نصر الدين واعلن موقفه العلني حدثت استجابة مباشرة لان الاخرين كانوا ينتظرون اعترافه بان هناك ثمة خطأ وكانوا ينتظرون منه الالتزام العلني والتأمين على خط الحزب والتعهد على ان يسير الناس وحدة واحدة لتنفيذ اهداف الكيان, نعم لم تأت مرتبة لكن كان هناك تعبئة عامة حولها فكثير من الاخوة كانوا معترضين على مشاركة الرموز الخارجة عن الخط العام وحدث شد وجذب في هذا الموضوع اسفر عن مشاركة الاخوة بالمؤتمر وكان الذين خرجوا عن خط الحزب يعتقدون انهم حضروا المؤتمر الرابع لحزب الامة للاستقطاب وليس لانهم معترفون بان هذا هو الخط الجديد, واعتقد ان مبادرة نصر الدين نزلت سهلا على الناس, وكانت النقاط السحرية التي غيرت الجو العام كله. برأيك ما الذي دفع نصر الدين المهدي إلى هذا الموقف المفاجىء؟ ـ بدون شك بدا في الفترة الاخيرة لبعض الاخوة الذين اختطوا خطا مغايرا لخط الحزب ان الصادق المهدي خطه مختلف عنا وهو راغب في تطبيع العلاقة معهم على حساب القيادات القائمة بالعمل في الفترة الماضية, هذا الانطباع شجع الاستقطاب وشجع اشاعات صحف الجبهة الاسلامية والصحف الموالية لها عن خلاف بيننا والصادق المهدي وعن خطى الحزب فكان لابد ان يشير الصادق المهدي لهذه المسألة في خطابه, وهذه الاشارة برأي ساعدت على ازالة انطباعهم الخاطىء الناتج عن رغبة رئيس الحزب في اعطائهم فرصة اخرى. كيف يتم استيعاب نصر الدين الهادي في العمل بالحزب خاصة وانه نائب رئيس حزب الامة واي دور سيرسم له؟ ـ هذا تسألين عنه رئيس الحزب لأنني من الصعب ان ارد عليه, نائب الرئيس منصب من حق الرئيس دستوريا ان يوكله لمن يشاء... نصر الدين عضو امانة عامة حدث لها اعادة ترتيب لأنها فشلت في عقد مؤتمر حزب الامة الثاني في موعده خلل تنظيمي وعدم رضا قيادة الحزب ادى لاجتماع المكتب السياسي والهيئة البرلمانية والمكتب الاستشاري وقرروا تغييراً هيكليا لا يطال المنتخبين ويستبق المؤتمر الامانة كانت خماسية كلف امينها د. عمر نور الدائم بأن يكون امينا عاما وبكري عديل نائبا له وهو اصلا عضو الامانة وطلب منهم التحضير للمؤتمر العام الثاني... بقي هنالك ثلاثة اعضاء امانة عامة حلوا تقريبا نتيجة للقرار هم (نصر الدين الهادي) وساره الفاضل ود. موسى مادبو فكون الرئيس مجلسا رئاسيا من ثلاثتهم وجعل الاخ (نصر الدين) نائب رئيس الحزب فهذا المنصب نتج عن تغييرات هيكلية استثنائية نتيجة لتأخير المؤتمر وآمل ان يلعب نصر الدين دورا ايجابيا في المسيرة والاهداف التي تمخض عنها مؤتمر الحزب الرابع باسمرة ومؤكدا ان ما اعلنه من التزام سيحترمه واعتقد ان العطاء غير مرتبط بمواقع ووظائف فانا كنت مسؤول العمل الخارجي والغي هذا المسمى بعد خروج الاخ الصادق المهدي وظللت اقوم بمهامي كالمعتاد دون لقب لان العمل جماعي ومكلف انا بمهام اقوم بها كقيادة برغم ان عدد من الاخوة بينهم رئيس الحزب نفسه طلبوا مني اختيار لقب لي: (نائب رئيس) او (مساعد رئيس) فاعتذرت لايماني بعدم ضرورة الالقاب لان المهم هو العطاء لكن مع ذلك فان اللقب ضروري نظرا لتعاملنا مع جهات ثالثة لابد ان تفهم وضعيتك التنظيمية. وبالخلاصة يمكن ان تكون هنالك تكليفات للاخ نصر الدين في مجالات يمكن ان ينجزها هو دون غيره على اساس توزعنا للمسؤوليات القيادية. عداواتي كثيرة يقولون انك نجحت سياسيا في العمل الخارجي وفشلت تنظيميا في حزبك... على مستوى التجمع وحزب الامة انت شخصية مختلف حولها... بصراحة ما هو دورك فيما تسمونه (بخروج البعض من الخط العام لحزب الامة) ؟ ــ طبعا ليس ثمة بشر متفق عليه 100% الرسول نفسه اختلف عليه أهله... ملاحظتي في السياسة السودانية اجماع الناس على الضعيف وحوله واختلافهم على القوي دليل الفترة الانتقالية سنة أربع وستين عندما بحث الناس عن شخصية ضعيفة لاعلاقة لها بالسياسة هو سر الختم الخليفة وايقظوه من النوم ليصبح رئيس الوزراء هو ليس مشترك في الندوة ولا علاقة له بها واراد مختاروه تمييع القضايا ربما اسلوبي بالعمل جاد وحازم لا يروق للكثيرين لذا ووجهت بعداوات كثيرة جدا حتى داخل حزب الامة وبدأت حملات ضدي منذ الديمقراطية في الحزب على هيئة مجموعات قررت انها لن تستطيع الخلاص مني الا لو دبروا لي (اغتيال شخصية) فبدأوا نشر الشائعات لم يكن عندي خيار بالنسبة للخارجين عن الخط العام لاننا كنا مواجهين بمعركة شرسة كنا فيها الاضعف من يختلف لن التفت له لأن انتظاري إياه سيكون على حساب العمل. والمثال على ذلك ان ما ادى لمقتل الامام الهادي المهدي هو انه قبل ان يرافقه اخواله كبار السن مجاملة وعند وصولهم للحدود الاثيوبية انتظرهم تحت شجرة فاعتقل وقتل برغم ان سلامته كانت مهمة لانه زعيم حركة كبيرة وكان من المهم الا يلتفت للوراء.. مبدأي الا ادخل في تسويات ومماطلات لاني اواجه عدوا واسابق الزمن لذا اتعامل بحزم يصل للغلظة ولم انجرف لاستفزاز او معركة جانبية وادير رأسي لكل من احس منه بعدم فائدة لي في العمل ولذلك فان كثيرا من الاخوة شككوا فيّ نتيجة اسباب شخصية تتعلق بمواقع, وتحقق مآرب. انا وحملة الدكتوراة هذا في شأن المعترضين عليك شخصيا.. ماذا عن الذين يتحدثون عن سؤ اختيارك لمعاونيك سياسيا وتنظيميا باعتبارهم ليسوا الاكفأ ويتهمونك بأنك رجحت اهل الثقة على اهل الكفاءة؟ وابعدت كوادر كفؤة ومعطاءة؟ ـ هذه طبعا وجهة نظرك.. لم اختر سوى الاخ صديق بولاد ولم يكن لدي فرصة الاختيار اكثر ممن عملوا معي جاءت بهم الظروف وتنادوا للعمل من تلقاء أنفسهم واكدوا لي استعدادهم للتفرغ وفعلا تم ذلك وعندها واجهتني مشكلة حملة الشهادات العليا اعضاء حزب الامة الذين اعتقدوا ان من معي من كوادر غير ذات حق في المسؤولية التي يجب اساندها لذوي الشهادات العليا وليس لاصحاب العطاء والبذل والممارسة الذين ابوا العمل الطبيعي في الخليج والغرب وضحوا من اجل الحزب ولذا انا اعطيهم هذا الاحترام وهم كوادر حدث لها تطور من خلال العلم ويمكن لعب ادوار تنفيذية وتنظيمية على مستوى السودان في المسقبل. لكن الامر لم يعجب البعض, حيث نقل الى البعض ان حملة الدكتوراه بحزب الامة يقولون انك ابعدتهم خشية ان يخطط عليك لانك اقل منهم بينما تستطيع اللمعان في مقابل الكوادر الموجودة لتعمل معك فاحببت انها وجهت نظر يجب ان نناقشها من الواقع واسأل الان م^ن مِن حملة الشهادات العليا في الحزب يستطيع ان يكون له علاقات دولية واقليمية اكثر مني؟ من فيهم لديه خبرة عملية في العمل اكثر مني؟ في المنابر والندوات من يستطيع الدفاع عن قضيته افضل مني؟ بالتأكيد لوقارنا سوف اتميز عليهم في مجالات كثيرة جدا من واقع خبرتي بها.. خرجت من السودان طواعية عندما استشرت الاخوة بكوبر داخل السجن حول بقائي وخروجي وتركوا لي التقدير.. عندما كان الاخ الصادق بالخرطوم مختفيا كنا نتراسل فارسل لي رسالة قال انه اصدر تعليمات باصدار بيان يوضح موقف الحزب وانه ارسل رسالة لدكتور بشير عمر الموجود بايطاليا كي لا يرجع السودان وينسق المعارضة بتوجهه شرقا لاثيوبيا مع الحركة الشعبية ورسالة اخرى الى الاخ ميرغني النصري عضو مجلس السيادة الموجود بالخارج رسالة ان يتوجه غربا وينسق العمل المعارض من ليبيا... الذي حدث ان الاخ بشير عمر لم يقبل التكليف ورجع للسودان واعتقل وكذلك ميرغني النصري.. ولم يتصد الكثير من قادة الحزب بالخارج لامر المعارضة مثل بروفيسور محمد ابراهيم خليل الذي خرج بعد شهرين من انقلاب 1989, وكثيرين غيرهم لم يتصدوا للنظام لان التصدي للعمل ضده فيه مخاطر كبيرة ويحتاج لمعرفة وانا تمرست في هذا المجال لان اول منصب رسمي حزبي كان في 85 امين العلاقات الخارجية ومهامي سرية مع العديد من الدول الصديقة لم اكن وزيرا للخارجية الا انني كنت المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء لدى الحكومة الاثيوبية وكنت مسؤولا عن العلاقات الليبية السودانية وكنت منسق العلاقات الامريكية السودانية كل هؤلاء المسؤولين اتصل بهم وقتما اشاء (تليفوناتهم في اجندتي) .. وخلاف ما يقال شخصيا كونت عددا كبيرا من الكوادر بالخارج. ابان الديمقراطية الاخيرة اتهمت بأنك يد الجبهة الاسلامية ولسانها في حزب الامة, كنت مقربا من الجبهة.. دعوت لحكومة وفاق تكون الجبهة طرفا رئيسا فيها. بل وقمت بتعبئة جماهير واعضاء حزب الامة للقبول بمبدأ دخول الجبهة ـ المرفوضة من قبلهم ــ للحكومة فما الذي قطع شعرة معاوية بينك وبينها؟ قاطع شعرة معاوية هو من خرج عن الخيار الديمقراطي لذا اخذت موقفا حقيقيا حتى من اصدقائي الشخصيين المنتمين للجبهة. ضعيف لا يستطيع مواجهة التحديات القائمة لذا لابد من معالجة هذا الضعف باضافة المعارضة لكي لا تتمكن من الكسب السياسي على حساب مشاكل موضوعية وموروثة فقط كنت الآلية المنسقة بين الحزب والجبهة لتحقيق هذا الهدف. السياسة في دمي أين كنت قبل يوليو 1976م لم نسمع لك عن نشاط وطني لك ابان الحركة الطلابية.. ما الذي زج بك في اتون العمل العام؟ كنت كأصغر الابناء ملازما للوالد في الانتخابات والاجتماعات هذه العلاقة اعطتني شعورا عميقا بالمسؤولية تجاه الانصار وان رسالتي يجب ان تكون تكملة مشوار الاباء والاجداد.. اول حملة انتخابية شاركت بها 1968 وكنت في الثامنة عشرة واول عمل سري مارسته في التاسعة عشرة حين كنت دارسا بالثانوي ببيروت فكنت صلة الوصل بين الشريف حسين الهندي ود.عمر نور الدائم بالخارج والامام الهادي المهدي بالداخل حول اخطر القضايا: السلاح والدعم المادي. بعد استشهاد الامام الهادي استمريت كحلقة وصل بين الهندي ونور الدائم من جهة والصادق المهدي الذي زرته وهو قيد الاقامة الجبرية كمعتقل ببورتسودان عام 70 وحملت معي له ميثاق الجبهة الوطنية كي يعلق عليه.. فاعطاني الرد وكانت هذه اول علاقة بيننا في اطار العمل, وبرغم العلاقة الاسرية لم نكن نتعارف انا والصادق, بل كانت علاقتي وثيقة بدكتور عمر نور الدائم. عام 75 عندما تخرجت طلب مني د. عمر الرجوع للسودان وانتظار التوجيهات على الا اشترك في اي عمل معارض وقتها. رجعت السودان وعملت بالقطاع الخاص وجاءتني رسالة بعد اسبوعين كي اتولى مسؤولية العمل العسكري بدلا من الاخ بكري عديل وانتظرت من يعرفني به لأنني لم اكن اعرفه وقتها, لكن ذلك تأخر. في اثناء ذلك اندلعت حركة 5 سبتمبر بقيادة حسن حسين وقد قرر بكري عديل والشهيد برشم على الاثر المشاركة في الحركة بالتنظيم العسكري الذي ضرب في هذه العملية والذي كان مفروضا ان اتولى مسؤوليته لاعد لـ 2 يوليو 1976 كلفت بعدها بمسائل متعلقة بالتحضير لـ 2 يوليو دون ان الم بتفاصيل سرية حيث طلب مني مسائل متعلقة بتمويل وترحيل وتسكين, وعندما وصل قائد العملية تسلمناه من القضارف حيث ارسلت له عبد الرسول النور وكان يعاونني ليستقبله وكان معروفا لنا باسم (بشرى) عند عبوره من الحدود الاثيوبية وعند حضوره للخرطوم اتضح لي انه العميد (محمد نور سعد) واصبحت المدير الاداري لحركة 2 يوليو 1976 وحلقة وصل بين الداخل والخارج والمسؤول عن اعاشة وربط المقاتلين المسربين للعاصمة بالقيادة السياسية بالخارج. كما توليت مسؤولية رعاية وايواء القائد محمد نور سعد لشهرين قبل العملية وبعد فشل العملية خرجت من الحدود الاثيوبية في رحلة شاقة للخارج ومعي شقيقي (الفاضل) ونصر الدين الهادي المهدي وحكم عليّ غيابيا بالسجن المؤبد وبمصادرة الممتلكات, ذهبت بعدها للالتحاق بمعسكرات الجبهة الوطنية بليبيا كمندوب عسكري بقسم القوات الخاصة ببنغازي وبعد المصالحة 77 رجعت لعملي بالقطاع الخاص واعتقلت سبتمبر 83 ولم يطلق سراحي الا قبل ثلاثة شهور من الانتفاضة اذن مشواري منذ 69 وللآن لم ينقطع في العمل السياسي العام. ورفضت طوال ثماني سنين مقابلة اي منهم علاقتي وتاريخها بهم هي وجه آخر لعلاقة حزب الامة بالجبهة التي استمرت 25 سنة, لكن اود ان اقول انني من التيار الرافض بشدة لدخول الجبهة الحكومية ابان حكم الصادق لكن وجودي في لجنة الحزب المكلفة التنسيق مع الجبهة هو سبب هذا الاتهام نظرا لمعرفتنا ان الائتلاف القائم مع الحزب الاتحادي سبب مشاكل حقيقية تهدد البلد مما اوجب دخول الجبهة للحكومة لاسكات صوتها المعارض السلبي وفق برنامجنا لذا صنفت باني مهندس العلاقة مع الجبهة الاسلامية ومحسوب عليها. والانطباع الخاطىء بأني حزب امة جناح الجبهة روجت له بعض قيادات حزبنا المعارضة لمشاركة الجبهة بالحكومة وكانوا أقلية لأن الحزب الذي صوت بنسبة 100% على عدم دخولها عام 86 للحكومة صوت 100% عام 88 لدخولها الحكم لأنه اقتنع ان الشريك في الائتلاف. حاوره في أسمره: لنا مهدي

Email