في ندوة بمناسبة الوحدة المصرية السورية في القاهرة: الرئيس اليمني يشدد على التعاون الاقتصادي ، عبد المجيد يحذر من محاولات تذويب الهوية العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكد ثلاثة من الزعماء والسياسيين العرب اهمية التقارب العربي الحميم لمجابهة التغيرات السياسية والاقليمية والدولية في عالم اليوم . فشدد الرئيسي اليمني علي عبدالله صالح على اهمية التعاون الاقتصادي الاقتصادي باعتباره الخطوة الاولى لخلق تكتل عربي فاعل ومن جانبه حذر الدكتور عصمت عبد المجيد الامين ا لعام لجامعة الدول العربية من محاولات بعض القوى تذويب الهوية العربية في هوية شرق اوسطية. ودعا الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك الى تخفيف التناقضات وتحييد الخلافات للتغلب على خلل ميزان القوة وقد سيطرت قضية السلام العربي الاسرائيلي الذي يتعرض لمخاطر شديدة حاليا ندوة (آفاق العمل العربي المشترك) التي نظمتها لجنة التضامن المصرية برئاسة أحمد حمروش بمناسبة مرور 40 عاما على الوحدة المصرية السورية وشهدها عدد كبير من السياسيين والمثقفين العرب ووجه اليها كل من د. عصمت عبدالمجيد الامين العام لجامعة الدول العربية والرئيس اليمني علي عبدالله صالح كلمتين. وفي كلمة له اكد د. اسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك ان عملية السلام تمر بأزمة خطيرة في الوقت الراهن بسبب رفض الحكومة الاسرائيلية تنفيذ الاتفاقيات السلمية التي تم توقيعها بين العرب واسرائيل على اساس مبدأ (الارض مقابل السلام) وعدم احترامها لقرارات الامم المتحدة الخاصة بتسوية الصراع العربي الاسرائيلي. وقال الباز ان التسوية السلمية الراهنة تعاني من خلل في ميزان القوة لصالح اسرائيل فضلا عن غياب المرجعية الدولية. واذا اردنا ان نصحح هذا الخلل فلابد من العمل على تخفيف حدة التناقضات العربية على المدى القصير وأن نسعى لتحييد الخلافات الجوهرية وان يكون لدينا فكر به قدر من الوحدة, مشيرا إلى ان التناقضات في التوجهات والرؤى بين الدول العربية تجعل قدرة العرب على المواجهة محدودة (وهذا ما حدث في الماضي ويحدث الآن) . ووصف الباز الصراع العربي الاسرائيلي بأنه معقد ومتداخل وتتشابك فيه اطراف اقليمية ودولية مؤكدا اهمية عنصر الزمن في هذا الصراع والذي تستغله اسرائيل لصالحها في تغيير الواقع على الارض. واشار الباز إلى ادراك القيادة الاسرائيلية مدى تكلفة اتفاق يمكن ان يبرم مع سوريا حول الجولان ولذا طرحت شعار لبنان اولا وكانت تقصد بذلك في حقيقة الامر (لبنان أولا واخيرا) . وقال الباز ان ما طرحه نتانياهو (بخبث) مؤخرا حول الانسحاب من جنوب لبنان بعد انفراج الأزمة في الخليج كان لاعادة الانقسام والصراع في الصف العربي وليبدو وكأنه يعمل من أجل السلام في المنطقة. وأشار الباز الى أن الحركة الصهيونية لم تلزم نفسها بأهداف محددة لكل مرحلة وإنما كانت تنمي أهدافها باستمرار وكانت تنجح في توسيعها وتبريرها. ودعا الباز العرب الى التحرك السريع والاستفادة بما لديهم من عناصر قوة في الموقف العربي والدولي واستغلاله على كافة الأصعدة مثلما فعلت الحركة الصهيونية مستفيدة من عناصر القوة في البعد الدولي والاقليمي لصالحها. وطالب د. الباز بانشاء لوبي عربي قادر على مواجهة اللوبي الصهيوني.. ودعا الى مساندة الجانب الفلسطيني في مفاوضاته مع اسرائيل ومواجهة التطلعات الاسرائيلية المتزايدة. وفي كلمة وجهها د. عصمت عبد المجيد أمين عام جامعة الدول العربية وألقاها نيابة عنه المستشار طلعت حامد نائب رئيس مكتب الأمين العام أكد أن أمتنا العربية تواجه تحديات اقليمية ودولية تستهدف الأمن القومي العربي في عمومه حيث تسعى بعض القوى الى تذويب الهوية العربية في هويات شرق اوسطية, الأمر الذي يستدعي العمل على استعادة التضامن العربي الذي يعد السياج الواقي للأمن القومي العربي ضد كافة المحاولات الرامية الى النيل من الأمة العربية. ولقد أثبتت الخبرة والتجربة التاريخية الطويلة التي مرت بأمتنا العربية أن قوة تضامنها وتنسيق مواقفها تعد السد المنيع الذي تتحطم أمامه كافة المحاولات الهادفة إضعاف الأمة العربية والتأثير في بنيانها القومي. وفي كلمة ارسلها الى الندوة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اكد فيها ان الوحدة العربية لا تزال حلما مشروعا يراود ابناء الامة وطموحا ينشدون تحقيقه لما تملكه امتنا من مقومات الوحدة التي تجعلها تتميز عن أمم كثيرة اتحدت وكونت دولا عظيمة على الرغم من انها تمتلك نفس القدر من مقومات الوحدة العربية, كما دعا الى اهمية التعاون الاقتصادي الذي يؤدي الى خلق شبكة من المصالح المشتركة معتبرا ذلك الخطوة الاولى التي ستعمد لخلق تكتل عربي فاعل يمتلك صفة الديمومة وقال صالح: وليس من شك في ان اول اسس هذا التكتل وجود السوق العربية المشتركة وحرية انتقال رؤوس الاموال والسلع والايدي العاملة وازالة ما يعترضه من حواجز بين الاقطار العربية بعيدا عن التوجس والشكوك وتجسيدا لاهداف التكامل الاقتصادي المنشود. وكان احمد حمروش رئيس لجنة التضامن قد افتتح الندوة التي اختتمت فعالياتها امس بمشاركة نخبة من المفكرين والسياسيين المصريين والعرب ناقشت قضية مسار الصراع العربي الاسرائيلي في ضوء التغيرات الاقليمية والدولية الراهنة. وكان من بين المشاركين د. زكريا الاغا رئيس لجنة التضامن الفلسطيني ورئيس دائرة العلاقات الدولية والاقليمية بمنظمة التحرير الفلسطينية, والقيادي السوري الوحدوي احمد الاسعد والكاتب الكبير محمد سيد احمد ود. حسن نافعة الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ـ جامعة القاهرة. القاهرة ـ ماجدة معمر

Email