رئيس الحركة الشعبية الديمقراطية بلبنان: المصالح النفطية والتحالف مع إسرائيل وتسويق الأسلحة وراء الحملة ضد العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبر النائب السابق رئيس (الحركة الشعبية الديمقراطية) رئيس المجلس الثقافي للبنان الجنوبي حبيب صادق ان المصالحة الامريكية هي محور وبوصلة الازمة الراهنة مع العراق. وحدد صادق في حوار مع (البيان) المصالح الامريكية. بثلاثة محاور هي : الطمأنينة على تأثير هيمنتها على الثروة النفطية, وضمان اهداف تحالفها مع العدو الصهيوني, وتسويق انتاج مصانعها الحربية. وقال صادق: المصالح الامريكية هي التي تملي على الادارة الامريكية شن هذه الحملة الواسعة النطاق, ليس ضد النظام العراقي والمتسلط على هذا النظام, انما ايضا باتجاه تهديد بضرب طاقة هذا القطر العربي وهي مقرونة بطاقات البلاد العربية بأسرها, ذلك في سياق تحقيق المصالح الامريكية الثلاث المرتبطة عضويا, اولها: الطمأنينة على تأييد سيطرتها وتحكمها بالثروة النفطية العربية. والهدف الثاني: ضمان اهداف تحالفها مع العدو الصهيوني في المنطقة, اما الهدف الثالث فهو: تسويق انتاج مصانعها الحربية. فالولايات المتحدة باثارتها الموضوع العراقي تثير مشاعر الخوف لدى المحيط, وخاصة لدى الدول الخليجية المالكة للثروة النفطية, فتتوالى انظمة هذه البلاد على مطالبة الادارة الامريكية في اسباغ مظلة الحماية من جهة في وجه هذه الفزاعية التي تسمى نظام صدام حسين, ومن جهة ثانية تحمل سادة هذه الانظمة الى الاستزادة من الاسلحة, وبالتالي يتم في ذلك ثمن الحماية من جهة وتحقيق هدفين رئيسيين من الاهداف الاستراتيجية للسياسة الامريكية في المنطقة العربية. وفي تحقيق ذلك تتحقق ايضا المصلحة الصهيونية التي تشكل الهدف الثالث للسياسة الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة بأسرها) . ويتابع صادق قائلا: هذا القول لا يحمل على الاطلاق ما يمكن ان يشير الى موقف ايجابي في النظام العراقي. فنحن نجمع على سوء هذا النظام, ليس على اهل العراق فحسب, انما على الامة العربية بأسرها. فلو كانت غاية الولايات المتحدة سيد النظام العراقي, لكان هذا الرأس قد اطيح به في (عاصفة الصحراء) العدوانية,والتي تمكنت الادارة الامريكية من تجييش, ليس الرأي العام فقط, وانما ايضا الغلبة من قوى هذا العالم في ذلك الحين. هذا ما لم تستطع ان تفوز به من قبل. نتذكر جيدا الانتفاضة التي اعقبت هزيمة النظام العراقي, وكيف سهّلت الادارة الامريكية لهذا النظام امر الاطاحة بتلك الانتفاضة الشعبية, وذلك بالسماح له باطلاق طائراته الطوافة للاجهاز على القوى الشعبية التي انتشرت في غالبية المحافظات العراقية, والتي كان من المتوقع ان تنتهي الى انجاز ما ترمي اليه من الاجهاز على النظام العراقي انذاك) . وحول توقعات الاوساط السياسية لما يمكن ان ان يستجد في الخليج بشأن المسألة العراقية يقول صادق: (الواقع انه على ضوء ما تقدم وذكرت فان النظام العراقي الراهن ما زال يشكل امكانية خدمة لتحقيق المصالح الامريكية في المنطقة, ومن هنا تحرص الادارة الامريكية على الابقاء على هذا النظام, دون ان يعنيها من قريب او بعيد المعاناة البالغة الشدة التي يكابدها الشعب العراقي بأسره, وبخاصة اطفال العراق وشيوخه من اثار الحصار الامريكي حول العراق منذ (عاصفة الصحراء) حتى يومنا هذا. والمهم في هذا الشأن ان تدرك الشعوب العربية وخصوصا قواها الديمقراطية, هذه الحقيقة لتخرج من حالة استقالتها من العمل العام في مواجهة هذا التهديد بالغ الخطر الذي يحيق بالشعب العراقي فحسب, انما بالشعوب العربية بأسرها, وهو عدوان تحضّر له الادارة الامريكية في سياق تأكيد هيمنتها على ارادة الشعوب في هذا العالم, تثبيتا لوحدة قطبيتها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية, ومما يؤسف له ان الولايات المتحدة تستظل بعلم الامم المتحدة في التحضير لهذا العدوان الجديد, بعد ان حولته المنظمة العالمية الى مجرد مكتب اداري في اجهزتها الخاصة) . ويتابع: (من هنا نرى ان منظمة الامم المتحدة تخرج عن نطاق ميثاقها واحكام قوانينها في النظر الى احداث هذا العالم خصوصا احداث منطقة الشرق الاوسط. فهي تكيل بمكيالين على نحو مستفز. ففي حين تلجأ. او تحمل على اللجوء الى القوة الامريكية لتنفيذ قراراتها الخاصة بالعراق نراها, اي هذه المنظمة الدولية, في حالة سبات عميق تجاه استهتار الكيان الصهيوني بكل القرارات التي صدرت سواء عن مجلس الامن اوعن هيئة الامم المتحدة, دون استثناء, من غير ان تحرك ساكنا, او تكشف على الاقل هذا الاستهتار المتمادي المتمثل بالموقف الاسرائيلي من قرارات الشرعية الدولية) . ويختم صادق قائلا: (اذن نقول مع القائلين بضرورة ان تتحلى الشعوب العربية بوعي حقيقة هذا الامر,خصوصا ابناء الخليج لكي نعمل جميعا من اجل الانفكاك من أسر العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية على كل صعيد. ما دامت هذه الدولة التي اطلقت في غبار (عاصفة الصحراء) قرارها بتشكيل النظام العالمي الجديد. فهي تسعى بهذا التجييش الراهن الى تأكيد زعامتها على هذا النظام العالمي الجديد, انطلاقا من المنطقة العربية ذاتها) . بيروت ـ وليد زهر الدين

Email