فاروق قدومي لـ (البيان): هناك تواطؤ بين أمريكا ونتانياهو لتعطيل تنفيذ الاتفاقيات الموقعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية ان هناك تواطؤا واضحا بين الولايات المتحدة الامريكية وبنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لتعطيل تنفيذ الاتفاقيات المعقودة بين الجانب الفلسطيني واسرائيل . وأشار القدومي في حوار مع (البيان) الى أن الكونجرس الامريكي يبدو أكثر عداء من اسرائيل لمنظمة التحرير الفلسطينية. وشدد القدومي على ضرورة التضامن بين الاطراف الفلسطينية والسورية واللبنانية للتعامل مع الواقع المشترك بشأن مسيرة التسوية التي تشارك فيها هذه الأطراف والتي تشهد حالة ترنح هذه الأيام. وفيمايلي نص الحوار الذي أجرته (البيان) مع قدومي خلال زيارته مؤخرا لبيروت: زيارتكم المتكررة الى لبنان توحي وكأن هناك ثمة قضايا لم تحل بعد بين سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية او منظمة التحرير الفلسطينية وبين لبنان, فما هي طبيعة المهمات التي تأتي بها عند زيارتك الى بيروت؟ ـ نحن اخوة واشقاء, اي ان مصالحنا مشتركة, ونحن حريصون على تعميق هذه الاخوة بيننا, ومع اللبنانيين عامة, كما أن هناك مسيرة سلمية نعيشها كلانا مع اشقائنا السوريين, وهذه المسيرة تتعطل, تتأرجح, تترنح, وتجمد وهناك مصالح مشتركة بيننا, فلابد من التشاور في هذا المجال لان اسرائيل لا تريد السلام, وبالتالي فإن امتنا وامن لبنان في خطر. فلابد من تعزيز التضامن بيننا وبين لبنان الشقيق, كما بيننا وبين سوريا الشقيقة. فالاوضاع التي تمر بها المنطقة هي اوضاع سيئة بسبب التعنت الاسرائيلي, وبسبب تنكر الحكومة الاسرائيلية للاسس التي قامت عليها المسيرة السلمية, وبسبب عجز وتردد راعي المؤتمر الولايات المتحدة في اتخاذ اجراءات وقائية واحترازية من شأنها انعاش المسار السلمي. فالمسألة إذن تتعلق بالامن والمصير ومستقبل المنطقة باكملها, فكلنا ابناء هذه المنطقة, ونحتاح الى التنسيق والتعاون الاستراتيجي فيما بيننا. المسار الفلسطيني يتعثر لكن لا نلاحظ ان درجة ذلك التنسيق عالية وفق ما هو مطلوب, خاصة في ظل مظاهر النفور في التعاطي بين سلطة الحكم الذاتي وسوريا مثلا, كذلك ولبنان في هذه المرحلة؟ ـ لو صح ذلك لما كنا قد جئنا الى لبنان, لكن العكس هو الصحيح, والدليل على ذلك ان الامور تختلط, فمنا من هو يسير في طريق يظن ان (اتفاق اوسلو) سوف توصله الى الهدف المطلوب, ومنا من يرى ان هذا الطريق مسدود ولابد من العودة الى المنابع والتنسيق مع اشقائنا. هذا مأزق على المستوى الفلسطيني ايضا؟ ـ (نعم) هناك مشكلة في الوسط الفلسطيني, لان المسار الفلسطيني يتعثر, وظن البعض منا ان بالامكان ان نحصل على جزء من حقوقنا من خلال (اوسلو) فتبين لهم ان بنيامين نتانياهو لا يريد أن يحترم الاتفاقات المعقودة, وان الولايات المتحدة متواطئة في هذا الامر ايضا, فهي بدت تقوم بالجهد المسؤول خلال فترة طويلة من الزمن لانقاذ المسار السلمي الى شواطىء الأمان والسلام) . تقديرك للازمة مع نتانياهو: هل يمكن اعادة فتح قنوات (حوار فلسطينية معه, أم انه ان كل شيء قد انتهى, وان المطلوب طي صفحة التفاؤل او الاحتمالات حسنة النية بين السلطة الفلسطينية واسرائيل؟ ـ نعم لقد انتهت الامور دون رجعة منذ زمن طويل. جاء نتانياهو فلم يحترم (اتفاق الخليل), واصر على اعادة مناقشة هذا الاتفاق. وكانت النتيجة عندما أعيد مناقشة هذا الاتفاق الجديد لم يحترم, ولم يعد الانتشار, وبقيت جميع السلطات في يد (نتانياهو) اي السلطات الاساسية, كالماء والكهرباء والهواتف, والاستيراد والتصدير, ولم نحظ على رقابة على المعابر, وبقي المناضلون في السجون, واستمر الاحتلال بكل مظاهره, وهو يتحدى العالم ويقول: (لن انسحب) . ان المصالح الحيوية والأمنية لاسرائيل تفرض ان نأخذ جزءا كبيرا من المنطقة الشرقية حول غور الاردن, وايضا من المنطقة الغربية. اي ان الاسرائيليين يريدون ان يتركوا لنا 22 بالمائة من الضفة الغربية, اي ان هذه هي أرض اسرائيلية نعيش عليها, ونقيم عليها بشكل دائم, وليس لنقيم سلطة وطنية مستقلة, او دولة فلسطينية, او حتى ننشىء وطنا قوميا. هذا ما اراه. واثبتت التجربة صحة ما نقول. والاجتماعات التي تمت في برن وباريس ولندن وواشنطن اكدت بأن اسرائيل لا تريد ان تعيد الانتشار. فكيف بها تقوم بالانسحاب وامريكا في موقفها المتخاذل اصبحت راعيا غير قادر على احداث انفراج في أزمة السلام في المنطقة) . ذلك يعني ان المطلوب الدرجات الاعلى من التضامن العربي, هل برأيك ان هذا التضامن حاصل معكم حول مثل القضايا الشائكة التي تواجهونها, وهل هو بالمستوى المنشود؟ ـ بدأت الولايات المتحدة تشغل المنطقة بالكثير من المشاكل. انظر من هذه المشاكل ومن زمن بعيد, قامت ارتيريا, التي ما زالت تحبو كحركة تحرير باحتلال جزيرة حنيش. وجه ارتيري للاحتلال لكنه وجه مزيف اسرائيلي ــ امريكي. انظر الهجومات التي تحيط بالوطن السوداني من الحبشة واريتريا واوغندة, وخاصة اوغنده, انهم يريدون ان يقتطعوا جزءا من الوطن السوداني, انظر الى تركيا, انها تعتدي على الطرف العربي في الشمال فتدخل الاراضي العراقية وتستبيحها. انظر الى اسرائيل تقول (لا) للانسحاب من الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية. بيروت ـ وليد زهر الدين

Email