دمشق تدعو واشنطن للالتفات لعملية السلام: توجس سوري من النوايا الامريكية المبيتة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت الاوساط السورية بمختلف مستوياتها الولايات المتحدة الامريكية الى انهاء الحصار المفروض على العراق والالتفات بجدية الى مصير عملية السلام والتفرغ لانتشالها من مأزقها الحالي بعد أن انتهت أزمة المفتشين بالعراق فيما أكدت مصادر عليمة لـ (البيان) ان قمة سورية مصرية سعودية اصبح انعقادها وشيكا بالقاهرة على خلفية الأزمة العراقية وتداعياتها. في هذه الغضون ابدت الصحف السورية الصادرة امس توجسا من النوايا الأمريكية في المنطقة رغم الاتفاق الذي توصل اليه كوفي عنان الامين العام للأمم المتحدة مع بغداد حول أزمة المفتشين. وترى الاوساط السورية بمختلف مستوياتها ان الخطوة الآن وبعد الاعلان عن اتفاق كوفي عنان مع القيادة العراقية يجب ان تكون من جانب الولايات المتحدة التي يفترض أن تقوم بإزالة اسباب حدة التوتر وسحب فتيل الوضع المتفجر في المنطقة. والعودة الى حل المشكلات بالطرق الدبلوماسية والاحتكام الى قرارات الشرعية الدولية وانهاء حالة الحصار المفروض على العراق وبالتالي الإلتفات بجدية الى مصير عملية السلام في الشرق الاوسط وتفرغ الادارة الامريكية الى انقاذها عوضا عن توتير المنطقة ودفعها الى الهاوية بما ينسجم مع أهداف اسرائيل وتطلعاتها. وعلى صعيد آخر أكدت مصادر عليمة في دمشق لــ (البيان) ان قمة تلاثية سورية ــ مصرية ــ سعودية اصبح انعقادها وشيكا في القاهرة لتدارس تطورات الأزمة العراقية الامريكية وأبعادها الاقليمية والدولية وتداعياتها والعمل على بلورة موقف عربي موحد تجاه الاحداث الجارية في المنطقة ووضع اسس تحرك غربي جديد لمرحلة ما بعد انتهاء الأزمة العراقية الامريكية تقوده كل من سوريا ومصر والسعودية. ومن جانبها رحبت الصحف السورية امس بالاتفاق العراق والامم المتحدة حول عمل المفتشين الدوليين الا انها اعربت عن تشككها تجاه موقف الولايات المتحدة من العراق وامكانية توجيه ضربة عسكرية ضد بغداد. وقالت صحيفة (تشرين) الحكومية في تعليق كتبه مديرها العام محمد خير الوادي انه يجب عدم توقع التوصل الى حل قريب للازمة بالرغم من الاتفاق الذي توصل الىة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في بغداد امس الاول. وقالت ان الازمة خلقتها الولايات المتحدة لتحقيق عدة اغراض منها (صرف الانظار عن تعنت الحكومة الاسرائيلية تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط وابتزاز دول الخليج النفطية وامتصاص مزيد من ثرواتها المالىة واحكام السيطرة على المنابع النفطية وتهديد ايران) . ومضت الصحيفة تقول ان الازمة تهدف ايضا الى (الى احباط كل الجهود الدولية الهادفة الى انهاء الحصار المفروض على العراق بهدف تخليص الشعب العراقي من المعاناة التي تستمر منذ سبع سنين) . وقالت تشرين (لهذه الاسباب تسعى واشنطن ومعها تل ابيب الى زيادة عمر الازمة الحالىة.. وينبغي الا نتوقع حلا قريبا حتى ولو انجز الامين العام خطوات ايجابية في زيارته الحالىة للعراق) . وقالت (ان ما يجري الان حول العراق يؤكد ان السياسة الامريكية باتت مطية لتحقيق المصالح الاسرائيلية في المنطقة وان صناعة القرارات الاستراتيجية في هذه السياسة انتقلت للاسف من واشنطن الى ايدي المتطرفين العنصريين في اسرائيل) . ومن جانبها قالت صحيفة (البعث) الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا ان (المطلوب الآن من الولايات المتحدة ومن يؤيدها من دعاة التصعيد والمطالبين باستخدام القوة ضد العراق ان يعطوا الفرصة كاملة الى مجلس الامن الدولي لتطبيق الحل الدبلوماسي وترجمته الى الواقع العملي لخدمة الامن والاستقرار الدوليين) . وتابعت تقول ان (هذا النجاح يعيد الالق للمنظمة الدولية ويسلط الضوء مجددا على الدور الايجابي والبناء الذي يجب أن تمارسه على الصعيد الدولي ولا سيما في معالجة الازمات الاقليمية المستفحلة وفي مقدمتها بالتأكيد قضية الصراع العربي الصهيوني) دمشق ـ يوسف البجيرمي

Email