نائب برلماني يروي أحداث المدينة: معان تطلق الشرار الاردني للمرة الثالثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة ثالثة اقتحمت معان دائرة الاحداث لتحافظ على لقب (منطلق الشرارات الاردنية) كذلك كانت للمرة الاولى في الاحداث التي اعقبت زيادة اسعار البنزين عام 1989 تم في انتفاضة الخبز عام 1996. على مدى يومين تصاعدت موجة الغضب الشعبي في معان تضامنا مع العراق وتحولت التظاهرات الشعبية في المدينة الاردنية إلى مصادمات مع الشرطة . وفشل نواب برلمانيون ووجهان المحافظة في ضبط الموقف. فمازال التوتر المشوب بالحذر يسود مدينة معان في جنوب الاردن بعد يومين من المصدامات الدامية التي دارت فيها بين متظاهرين مؤيدين للعراق وبين قوات الامن. وانتشرت قوات الجيش ومصفحاته ودباباته على مشارف المدينة منذ بعد ظهر امس الاول وتم قطع الاتصالات الهاتفية والكهرباء عن المدينة وذلك في اطار خطة لاحتواء الازمة ومصادرة الاسلحة الموجودة في المدينة حيث اشار الملك حسين خلال لقائه مع الضباط والجنود على مشارف المدينة إلى وجود نحو 500 مسلح في المدينة. وبعد زيارة حسين إلى المدينة امس الاول ولقائه مع شيوخها ووجهائها شيع المواطنون جثمان الشاب محمد عبدالله الكاتب الذي قتل يوم الجمعة الماضي عند انطلاق المسيرة الشعبية المتضامنة مع العراق من مسجد معان الكبير. وقد اجبر المواطنون الذين تجمعوا وسط المدينة سيارة الاسعاف التي كانت تقل الجثمان من مستشفى معان الحكومي باتجاه المقبرة على التوقف وحملوا الجثمان على الاكتشاف عبر مسيرة حاشدة في ظل غياب تام لقوات الامن من الشوارع المؤدية إلى المقبرة. غير ان قوات الامن عادت بعد انتهاء مراسم الدفن لتفرقة المشاركين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والاعيرة النارية. النائب أحمد آل خطاب الذي كان في معان خلال يومي الصدامات قال ان زيارة الملك للمدينة ولقاءه بنواب المحافظة والبادية الجنوبية وعم الفقيد محمد عبدالله الكاتب, عملت على طمأنة النفوس وتهدئة الخواطر في دفعهم بقبول تسلم جثته ودفنه بعد صلاة العصر. وقال ان الاوضاع العامة كانت صباح السبت هادئة. وحمل النائب خطاب ردا على سؤال لـ (البيان) وزير الداخلية ومدير الامن العام ومدير شرطة محافظة معان المسؤولية الكاملة عن الاحداث الدامية التي وقعت في المدينة وطالب باقالة هؤلاء المسؤولين فورا. وقدم آل خطاب وصفا لبداية اعمال العنف التي انطلقت بعد صلاة الجمعة وقال انه كان قد طلب ومعه وزير الشؤون البلدية والقروية توفيق كريشان وهو نائب سابق عن معان والوزيران السابقان خالد الفراوي واحمد العقايلة من مدير شرطة المحافظة والمحافظ التدخل مع المصلين وحثهم على الغاء المسيرة مشيرا الى انهم استطاعوا اقناع المصلين بذلك حيث تفرق اغلبهم عائدين الى بيوتهم واضاف ان الشرطة تدخلت بعد ذلك بشكل غير مفهوم في الوقت الذي لم يبق الا نحو مائة مواطن كانوا في طريقهم للتفرق حيث قامت مصفحات الشرطة ورجالها بالتدخل واطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص على من تبقى من المواطنين دون ان تنطلق رصاصة من المواطنين مما ادى الى حدوث الصدام واراقة الدماء. وعن احداث السبت قال النائب خطاب ان المدينة افاقت بعد يوم حافل بالاحداث على انباء تشير الى ان الملك حسين سيزور المدينة الامر الذي دفع بوجهاء وشيوخ المدينة للتوجه الى مديرية شرطة معان للتأكد من ذلك وليكونوا في استقبال الملك . وتجمهر المواطنون في شوارع المدينة غير ان قوات الامن رفضت السماح للوجهاء والشيوخ بالبقاء في حرم مديرية الشرطة وقامت بمحاولة لتفريق المواطنين من الشوارع الامر الذي ادى الى اندلاع الصدامات من جديد حيث تشكلت مسيرات اقدم المشاركون فيها على اضرام النار في اطارات السيارات و اقامة المتاريس على مفترق الطرق واقدم عدد من المواطنين على تكسير زجاج مديرية تربية معان ودار البلدية. واضاف ان الامر الذي دفع المواطنين بقبول دفن جثمان الشاب محمد الكاتب هو ما اشيع بعد الظهر عن قبول الحكومة بشروط اهالي معان والتي تمثلت بالافراج عن المهندس ليث شبيلات واقالة وزير الداخلية نذير رشيد والاعتراف الرسمي باسم مطلق الرصاص على الشاب الكاتب. واكد رئيس الوزراء ان اعلان حالة الطوارىء في الاردن وارد اذا ما حدث خلال بالأمن وهذا الاعلان سيكون امرا طبيعيا مشيرا الى وجود قانون مصدق عليه في البرلمان الحادي عشر وتفعيل هذا القانون يحتاج الى قرار من مجلس الوزراء واوامر من الملك اذا لزم الامر . واضاف: لانريد ان نستبق الامور ونرجو ان لانحتاج لاعلان حالة طوارىء فشعبنا الاردني شعب على درجة كبيرة من الوعي. وحول اعلان حالة الطوارىء اذا وقع عمل عسكري ضد العراق قال نتمنى ان لايحدث اي عمل عسكري واذا وقع وحدثت حرب وشعرنا اننا في خطر فأننا سنعلن حالة الطوارىء وهذا امر طبيعي في كل بلدان العالم. عمان ـ خليل خرمة

Email