تحليل اخباري: فرص نجاح عنان أو فشله.. متعادلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما يحبس العالم انفاسه..يقول خبراء في الشؤون الدبلوماسية ان فرص الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في العودة من بغداد بحل سلمي للازمة تكاد تكون متعادلة بين النجاح والفشل. وينتظر ان يصل عنان الى بغداد غدا الجمعة حاملا رسالة من الخمسة الكبار الاعضاء الدائمين بمجلس الامن الى الرئيس صدام حسين تطلب السماح لمفتشي الامم المتحدة بلا قيد او شرط وبلا حدود زمنية بدخول اي موقع يشتبهون به بحثا عن اسلحة كيماوية او بيولوجية. ويقول مسؤولون غربيون ان الفسحة الوحيدة المتاحة للتفاوض تتمثل فيما يبدو في اقتراح بأن يرافق دبلوماسيون من الدول الاعضاء في مجلس الامن مفتشي اللجنة الخاصة (اليونسكوم) في زيارة (المواقع الرئاسية) الحساسة. ويري دبلوماسيون ومحللون غربيون انه على الرغم من اظهار عنان مهارة اكبر وتمتعه بثقل اقوى مما كان لسلفه خافيير بيريز دي كويلار عندما قام بزيارتين فاشلتين لبغداد في عامي 1990 و 1991 فان النتيجة المرتقبة لا تزال تعتمد الى حد بعيد على نزوات صدام. وقال دبلوماسي اوروبي: الامر كله بين يدي صدام. بمقدور عنان ان يوفر له الغطاء الدبلوماسي اذا اراد التراجع واجتناب ضربة عسكرية. لكن ذلك متروك لتقديره0 وسجله السابق لا يطمئن. وقال مسؤول بالامم المتحدة ان عنان ما كان ليقوم بمهمة محفوفة بالخطر ما لم تكن لديه توقعات معقولة بأن العراق مستعد لقبول حل يتفق والخطوط العامة لصيغة (يونسكوم زائد) التي اقترحتها فرنسا. غير انه استطرد قائلا انه (لا عنان ولا صدام لديه مجال كبير للمناورة) . وقال دبلوماسي اخر ان من المحتمل جدا الا تؤدي مهمة عنان الى نتيجة واضحة ومحددة بالرفض او بالقبول وانما الى اقتراح جديد يتعين على عنان عندئذ ان يرجع به الى مجلس الامن. واضاف (الخطر الاكبر يتمثل في ان يخرج بشيء يبدو جذابا للجميع باستثناء الامريكيين والبريطانيين0 لكن الموقف الموحد الذي اتخذه الخمسة الدائمون يقلل من هذا الخطر) . وربما يستفيد عنان ايضا من ادراك الولايات المتحدة وبريطانيا ان العمل العسكري رغم ما يحظى به من تأييد داخلي في بلديهما سيكون عملا كريها بالنسبة لشعوب الشرق الاوسط وما ورائه. وقال الكولونيل تيري تيلور من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية انه على الرغم مما يصدر عنهما من كلام شديد اللهجة فان (اخر ما تريده لندن وواشنطن هو استخدام القوة العسكرية) . وفي تقدير هارولد ووكر وهو دبلوماسي متقاعد كان اخر سفير لبريطانيا لدي العراق في عام 90/1991 فأن فرص نجاح عنان هي 51 مقابل 49 للفشل. وقال ووكر (هناك فرصة طيبة لان يذعن العراق في اخر لحظة تحت تهديد التعرض لضربة عسكرية وشيكة كما فعل في مناسبات عدة منذ عام 1992. لدينا الان اليات افضل كثيرا لايصال الرسائل الى صدام حسين مما كان لدينا قبل ان يغزو الكويت في عام 1990) . واضاف انه مع الحفاظ على تماسك نظام المراقبة الدولية فان من الممكن ان تعرض على العراق صيغ لحفظ ماء الوجه مثل وجود دبلوماسيين اثناء تفتيش قصور صدام. لكن السير الان مونرو وهو من صانعي السياسة البريطانية في الشرق الاوسط سابقا كان اقل تفاؤلا. وقال (لا اعطي فرص نجاح عنان اكثر من 40 في المئة0 فاحيانا ما تسيطر روح الولع بالخصام والمشاكسة على صدام وتعمي ابصاره) . واعاد مونرو الى الاذهان ان صدام لم يتراجع في ازمة سابقة حول مفتشي الاسلحة ايضا في عام 1993 الا بعد ان تلقي ضربات جوية امريكية وان مسارعة الولايات المتحدة بحشد قواتها وتهديده هو الذي جعله يسحب قواته التي دفع بها في اتجاه الحدود الكويتية في عام 1995. ـ رويتر

Email