على الهامش: مفاصل الأزمة: بقلم - عمر العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاجماع على مخرج من الأزمة العراقية يبدو الآن مستحيلا. في ملف القضية مغالطات عدة. الالتفاف على محاور الأزمة أسهل لجميع الأطراف من الاتفاق ازاءها. مفاصل الأزمة تستعصي على المعالجة المنطقية مع تقادم الزمن وتراكم الاحداث . في البدء من الذي اخرج الامة العربية من فردوس الاستقرار الى الجحيم الحالي. الطموح القطري أم الأطماع الأجنبية؟ لم يحدد بعد المسؤول عن الخطيئة الأولى في غزو الكويت! الاجابة تراوح ــ لا تزال ــ بين صدام والادارة الامريكية. من هو المسؤول كذلك عن مراقبة تنفيذ القرارات الدولية؟ يختلط الامر بين الامم المتحدة والولايات المتحدة. من يفتعل الازمات لجهة التصعيد ودفع المنطقة الى حافة الهاوية؟ فريق عربي يزعم انها بغداد. فريق آخر يجزم انها واشنطن. تحديد غايات الضربات العسكرية مثل بواعثها تثير غبارا يغطى الساحة العربية قاطبة. الجدل العربي مثار عما اذا كانت امريكا تستهدف تنفيذ القرارات الدولية ام تدمير القدرات العراقية. المواجهة لم تعد بين النظام العراقي والمنظمة الدولية. من فوض الولايات المتحدة للقيام بأعباء الامم المتحدة؟ غاب شركاء التحالف الدولي ابان تحرير الكويت عن المعركة. السؤال العربي المفصلي يعري تركيز امريكا على الزام العراق بالقرارات الدولية وتجاهل اسرائيل عمدا مع سبق الاصرار. ثمة اجماع عربي ـ هذه المرة ـ علنا على رفض الضربة الامريكية. في بعض العواصم العربية تقمع اجهزة الامن المتظاهرين ضد امريكا. الأنظمة التي صفت الى جانب صدام ابان الأزمة الاولى تقمع اكثر من غيرها المتظاهرين ضد الضربة المرتقبة!! الشارع العربي يتحدث لغة مغايرة للهجة الانظمة. بعض الانظمة تتحدث لغتين في وقت واحد.

Email