الواشنطن بوست تعرض سيناريو الضربة العسكرية:ألف طلعة جوية متواصلة على مدى خمسة أيام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول صحيفة (الواشنطن بوست)الامريكية ان الضربة المحتملة للعراق خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستكون شبيهة بالغارات التي نفذتها في الايام الاولى للحملة الجوية طائرات التحالف الدولي ضد العراق في حرب الخليج عام 1991. وتقول الصحيفة, في موضوع مطول نشرته الاحد ضمنته تصورا لما ستقوم عليه الضربة الامريكية اذا لم تفلح الجهود الدبلوماسية في نزع فتيل هذه الازمة سلميا خلال اسابيع معدودة, ان الغارات الاولى ستنفذ حوالي الساعة الثالثة صباحا من ليلة لا قمر فيها بعد ان يكون المراقبون الجويون والعاملون في محطات الرادار العراقية قد غالبهم النعاس وايقنوا ان الضربة لن تحدث تلك الليلة) . ويقوم تصور الصحيفة لسيناريو الضربة على المعلومات التي لديها عن طبيعة الاسلحة الامريكية المحشودة في المنطقة, وعلى لقاءات مع مسؤولين عسكريين في الخدمة الفعلية ومتقاعدين, ولقاءات اخرى مع عدد من الخبراء العسكريين, وتبدأ العملية حسب هذا التصور بقيام عدد من طائرات ف 117 (الشبح) , التي لا يكتشفها الرادار المرابطة في الكويت بالغارات الاولى. وتكون مهمة هذا الفوج الاول من الطائرات, التي تحمل قذائف زنة 2000 باوند تستخدم لضرب الاهداف التي يصعب اختراقها, بمهاجمة الاهداف التي يشتبه في أنها تحوي اسلحة او معدات او برامج انتاج الاسلحة الكيماوية او البيولوجية العراقية, او مراكز الدفاع الجوي العراقية. وتتبع هذه الطائرات طائرات أي ايه 6 ب وف ــ 18 المرابطة على متن حاملتي الطائرات الامريكيتين في الخليج التي تحمل صواريخ (هارم) القادرة على تدمير محطات الرادار والدفاعات الجوية العراقية فور قيام العاملين فيها بادارتها لتشغيلها والبدء في تصويبها على الطائرات الامريكية. ويتحدث تصور الصحيفة الامريكية عن حملة قصف جوي وصاروخي تشتمل على ما معدله 300 طلعة جوية يوميا, أو ما مجموعه 1000 طلعة جوية على مدى ما بين يومين الى خمسة ايام, وتستهدف عددا واسعا من الاهداف العراقية الحيوية, وتقول الصحيفة ان المخططين الامريكيين يعكفون على تمشيط قائمة طويلة من الاهداف العراقية للتركيز على اكثر هذه الاهداف اهمية للرئيس العراقي, ومن هذه المعدات العسكرية الثابتة التي لايمكنه استبدالها او اعادة بنائها, مواقع الانتاج الحربي, رموز نظام صدام, اي الاماكن التي توجه رسالة معينة الى النظام مثل قصور صدام حسين, التي يبلغ عددها حسب المعلومات الامريكية 170 معظمها تحول الى مواقع عسكرية في غاية التحصين. واضافة الى ذلك سيتم استهداف المواقع المحصنة للقيادة والتحكم العسكري ومقرات الاستخبارات, بالاضافة بالطبع الى مواقع الاسلحة البيولوجية والكيماوية. وتنقل الصحيفة عن جنرال امريكي ابلغ في اجتماع سري للجنة في مجلس الشيوخ الامريكي الاسبوع الماضي ان عدد المدنيين العراقيين المتوقعة وفاتهم في هذه الحملة سيصل الى ما لايقل عن 1500 مدني, كما يقدر الجنرال الامريكي ان ما بين 10 و15 طيارا ومساعد طيار امريكي يمكن ان يسقطوا في هذه العملية ايضا, ولكن الصحيفة لاتقدر عدد العسكريين العراقيين الذين يمكن ان يقضوا من جراء هذه الحملة. وتقول الصحيفة ان توقيت واهداف هذه الضربات الجوية التي تعتزم ادارة الرئيس كلينتون تنفيذها ضد العراق يتم بحثها (بسرية مطلقة في غرف التخطيط السري للحرب الجوية في البنتاجون بقاعدة جوية بالخليج) وتقول ان نتيجة هذا النقاش, الذي لم يحسم بعد سيقرر لا (حياة او موت عدد من العراقيين, بل سيقرر ايضا مستقبل النفوذ الذي سيتمتع به الامريكيون على الرئيس العراقي صدام حسين وموقفه في العالم العربي) . وتقول ان المخططين الامريكيين يحاولون (تنسيق تفوقهم الساحق عسكريا على العراق مع عدد من القيود التي يفرضونها على انفسهم في تنفيذ الضربة المقبلة اي تنسيق تحقيق الاهداف التي تريد الادارة تحقيقها مع مراعاة عدم ايقاع العدد الاكبر من الخسائر بين المدنيين العراقيين او تعريض الطيارين الامريكيين لاخطار غير ضرورية. ويؤكد هذا التصور ان الهجوم الامريكي الاول سيشمل الليلة الاولى من القصف الجوي التي قامت بها طائرات التحالف في الثالثة من صباح 18 يناير عام 1991 بتوقيت بغداد, مع فارق واحد هو ان عدد الطائرات المشاركة في العملية الحالية سيكون 300 طائرة قياسا بثلاثة آلاف طائرة كانت جاهزة للقيام بعمليات قصف جوي في الليلة الاولى لحرب الخليج, ويضيفون انه بسبب رفض السعودية السماح للطائرات الامريكية باستخدام القواعد العسكرية لمهاجمة الاهداف العراقية هذه المرة, فإن الحملة الجوية ستعتمد على طائرات الستيلث المرابطة في الكويت وعلى حاملتي الطائرات الامريكيتين في الخليج اندبندانس وجروج واشنطن, وهناك احتمال بان يتم استخدام طائرات بي -2 الامريكية الجديدة, التي تكلف كل منها ملياري دولار, في العملية المحتملة, واذا ما تقرر استخدام هذه الطائرة لنقل قذائف جي بي يو -28 التي تبلغ زنة كل منها حوالي 5000 باوند القادرة على اختراق عدة امتار من الخرسانة المسلحة, فانه يمكن ان تنطلق هذه الطائرة من قاعدتها في ميزوري الامريكية الى الخليج في رحلة واحدة متواصلة يتم فيها اعادة تعبئتها بالوقود عدة مرات اثناء تحليقها. وستركز الغارات الجوية الاولى على عدة مواقع يشتبه في انها تحوي معدات واجهزة, وربما اسلحة بيولوجية وكيماوية, تقول المصادر الاستخبارية الامريكية ان العراقيين يحتفظون بها في مختبرات ومصانع ومدارس ومستشفيات في انحاء البلاد, وهي مواقع تستخدم كمواقع تخزين وانتاج موقتة لهذه الاسلحة, وتقول الصحيفة الامريكية انه اذا تأكد ان هذه المواقع تحوي بالفعل هذه الاسلحة, فانها ستمثل الاهداف ذات الاولوية الاعلى بالنسبة الى المخططين الامريكيين (ولكنها تقول ان (هؤلاء يوازنون بين الادلة على وجود هذه المواد والاسلحة في هذه المواقع وبين امكانية تعريض المدنيين للاخطار فيها او في ضواحيها وتقول الصحيفة ان المخططين الامريكيين يدرسون بعناية ايضا امكانية قيام الحكومة العراقية بحشد المدنيين كدروع بشرية في اهداف معينة من اجل جعل ضرب هذه الاهداف صعبا على الطائرات والصواريخ الامريكية. واشنطن ـ البيان

Email