على الهامش: العراق اولا:بقلم - عمر العمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

السياسة الامريكية تجاه المنطقة تتسم بالازدواجية. المسألة العراقية تفضح ازدواجية واشنطن. العراق يعمق فينا ــ نحن العرب ــ الازدواجية السياسية. المواقف العربية تجاه العراق ليست حادة الملامح والقسمات. ليس جميع العرب مع كل العراق. الرافضون كذلك ليسوا ضد كل العراق. نحن مع العقوبات الدولية المفروضة على بغداد وضدها. كل فريق يتمسك بمشاعره ــ ليس مواقفه ــ تجاه الشعب العراقي او نظامه. الضربة الامريكية المرتقبة تدفعنا ــ قبل وقوعها ــ لمغادرة خندق الازدواجية العربية الذي تمترسنا فيه ثماني سنوات. الحشود الامريكية المتدافعة تحرضنا على خلع سترات انقسامنا الداخلي ومجابهة المسألة العراقية بجلدنا العربي العاري. التحذير الامريكي البريطاني المشترك يشجع العرب على تجميع الصفوف والخروج من نفق الانقسام القومي. النظام العراقي أجبر العرب على حالة الانقسام عندما عبرت جيوشه الحدود الى الكويت. التأييد العربي لضرب العراق في مطلع العقد الحالي كان حالة استثنائية نتيجة ممارسة شاذة من قبل بغداد. الكويت الآن آمنة. النظام العراقي منكمش لايبسط نفوذه على كامل العراق. الضربة الامريكية المرتقبة ليس لها مبرر عربي واحد. امريكا تستعدى العراق. الازدواجية العراقية تطال شعب العراق ونظامه. الرفض الفرنسي ـ الروسي ـ الصيني للعمل العسكري الامريكي في العراق ينطوي على ازدواجية. الدول الثلاث مدفوعة بمصالحها في ممانعتها تجاه التصعيد الامريكي باتجاه الضرب العسكري. الدول الثلاث لن تمنع الضربة الامريكية. نحن العرب الاقدر على حماية شعب العراق. ربما تتباين الرؤى العربية تجاه النظام الحاكم في بغداد. ليس ثمة (انش) واحد للاختلاف تجاه سلامة شعب العراق. الضربة الامريكية المرتقبة يجب ان تجبرنا ــ نحن العرب ــ على كسر حاجز ازدواجيتنا الهش. انهاء انقسامنا الفج. الضربة الامريكية على العراق لن تحقق غاية عربية واحدة. الصواريخ الامريكية لن تقتلع ـ وحدها ـ النظام العراقي. اي عدوان عسكري سيزيد بؤس العراقيين ويعمق مأساتهم. النظام العراقي ليس حريصا على سلامة شعبه حرصه على بقائه. الضربة الامريكية ستزيد ـ اذا وقعت ـ الازدواجية العربية. بعد العدوان الامريكي سنخسر ـ نحن العرب ـ الكثير في العراق وسيبقى نظامه. الضربة الامريكية ستفقدنا ـ نحن العرب ــ هذه المرة العراق اولا.

Email