( مسيرة شعبية الجمعة والحكومة مطالبة بـ (موقف قوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استحوذت تطورات الازمة العراقية الامريكية كل اهتمام الاردن الرسمي والشعبي وعقدت الحكومة الاردنية جلسة سرية مع النواب اطلعتهم خلالها على ما استجد من معلومات شبه مؤكدة بأن الضربة العسكرية للعراق قادمة ومؤكدة وان الاهم من الضربة هو الفوضى المتوقع ان يشهدها العراق بعد العمل العسكري. وعلمت (البيان) ان الحكومة بدأت باتخاذ اجراءات لاغلاق الحدود مع العراق قدر المستطاع حيث ان الاغلاق لا يشمل نقطة العبور الرسمية بين الاردن والعراق في منطقة الرويشد, بل المقصود منه ضبط ومراقبة الحدود الطويلة بين البلدين للحيلولة دون تدفق اللاجئين العراقيين الى الاردن. وقد قام عدد من كبار المسؤولين الاردنيين صباح امس الاثنين بتفقد الحدود الشرقية مع العراق للاطمئنان على الاستعدادات المتخذة هناك وللحفاظ على التحصينات الحدودية. ولم يخف المسؤولون الاردنيون خلال الجلسة السرية للنواب قلقهم من الاثار التي ستترتب على الاردن في حال وقوع العمل العسكري ووصفوها بأنها ستكون مدمرة على صعيد الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الاردنية. اما على الصعيد الشعبي فقد شكلت الاحزاب الاردنية والنقابات المهنية والشخصيات المستقلة لجنة تعبئة وطنية للدفاع عن العراق حيث عقدت هذه اللجنة مهرجانا خطابيا حاشدا مساء امس الاثنين في مجمع النقابات المهنية لنصرة العراق الشقيق والتضامن معه بوقوفه في وجه الهجمة الامريكية والتهديدات بتوجيه ضربة عسكرية له. وقال سليمان غرار رئيس اللجنة الامين العام لمؤتمر الاحزاب العربية ورئيس حزب المستقبل الاردني ان المؤامرة الامريكية الصهيونية الجديدة على العراق هي عدوان موجه ضد الامة العربية في مختلف اقطارها وهي مؤامرة باتت تكتمل ملامحها بشكل متسارع وفق مخطط عدواني مدروس. واضاف غرار في تصريحات لـ (البيان) في عمان ان التحركات الامريكية والبريطانية وتصريحات بعض عواصم الدول حول استنفاذ الجهود الدبلوماسية ليست الا محاولة مكشوفة لتبرير العدوان بحد ذاته. واكد ان هذا العدوان يهدف الى تدمير العراق وتمزيق وحدته الوطنية ارضا وشعبا تمهيدا لتأهله للدخول في حظيرة الهيمنة الامريكية الصهيونية وبالتالي الوصول الي بلقنة الوطن العربي واثارة الحروب الاهلية الطائفية والعرقية واعطاء الفرصة للكيان الصهيوني للتسلل والسيطرة على وجود وثروات الوطن العربي. ووصف المحامي احمد النجداوي الناطق الرسمي بلسان حزب البعث الاردني القريب من العراق هذه (المؤامرة) بأنها تشكل (سياكس/ بيكو) القرن الحادي والعشرين باسم جديد هو (كلينتون نتانياهو) مؤكدا انها ستؤدي الى تغير الجغرافيا السياسية في المنطقة وتفتيت اقطار الوطن العربي بأكثر مما هي مشرذمة حتى الان وبما يحول دون تحقيق اي فرصة مستقبلية لجمع الشمل العربي ووحدة الامة وتحقيق اي مشروع نهوضي لها. واضاف في تصريح لـ (البيان) ان نجاح العدوان في الاستفراد بالعراق سيمهد الطريق امام التحالف الامريكي الصهيوني التركي الجديد بشن حروب وتوجيه ضربات مماثلة ضد سوريا وايران وأكد ان الحرب التي ستشنها امريكا على العراق هي حرب مخالفة لارادة المجتمع الدولي ولا علاقة لها بقرارات مجلس الامن وتجيء استجابة من كلينتون واداراته اليهودية لاملاءات الصهيونية العالمية وتصدير الازمة الداخلية وثمنا لانقاذ الخلل في مصداقيته وانحرافاته الاخلاقية. الى ذلك اصدرت لجنة التعبئة الوطنية, وخلال المهرجان الحاشد بيانا عبرت فيه عن اسف الشعب الاردني لمواقف بعض الحكومات العربية التي لزمت الصمت حيال ما يجري تدبيره ضد العراق. واشار البيان الى ان الشعب الاردني الذي لم يتخل يوما عن اداء واجه المقدس تجاه امته ووطنه والذي كان ولا يزال بحكم انتمائه القومي متلاحما استراتيجيا مع العراق المجاهد ومع كل قضية قومية يؤكد وقوفه في خندق واحد مع العراق في مواجهة هذا العدوان باعتبار ان اي عدوان على العراق هو عدوان على الامة العربية بأكملها. واكد البيان على ادانة السياسات الرسمية الاردنية التي لا تتفق مع نبض الشارع الاردني ولا تستجيب لادارة الجماهير العربية وما اكده دستور البلاد من ان الشعب في الاردن هو جزء من الامة العربية الواحدة وهي بالتالي سياسات تصب في خدمة ومخططات العدوان الصهيوني الامريكي, ويجب الوقوف في خندق واحد مع العراق في معركته لدحر العدوان الامريكي الصهيوني ورفع الحصار الظالم عنه. وطالب البيان الجامعة العربية بتبني الدعوة الى مؤتمر قمة عربية لمواجهة الاخطار المصيرية الناجمة عن التهديدات الصهيونية والامريكية ضد الامة العربية. وناشد البيان جماهير الامة العربية بالمزيد من الدعم للعراق لتلك الوقفة التي وقفتها الامة العربية ابان العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956. وقررت لجنة التعبئة الوطنية في اجتماعها امس تنظيم مسيرة جماهيرية حاشدة بعد صلاة ظهر يوم الجمعة المقبل تنطلق من ساحة المسجد الحسيني في وسط عمان باتجاه الساحة الهاشمية لاقامة مهرجان خطابي آخر هناك. وقررت اللجنة الاكتفاء باعلام محافظ العاصمة عن زمان ومكان المسيرة دون التقيد بقرار المحافظ اذا رفض الموافقة على المسيرة باعتبار ان من حق المحافظ فقط ان يحاط علما بمكان المسيرة وزمانها قبل موعدها بـ 48 ساعة على الاقل و ليس له الحق في منعها. ويذكر ان اللجنة شكلت خلال اجتماع موسع حضرته اكثر من 250 شخصية ممثلة لتيارات سياسية واسعة ومختلفة على الساحة الاردنية وقررت توجيه مذكرات الى الحكومات العربية والبرلمانات بضرورة اتخاذ موقف حاسم وواضح تجاه العراق والوقوف معه ضد النوايا الامريكية بشن هجوم عسكري ضده. كما قررت اللجنة تشكيل وفد شعبي للقيام بزيارة سوريا والالتقاء مع الرئيس الاسد والطلب منه الوقوف الى جانب العراق في معركته الوجودية والقومية. وقررت اللجنة كذلك اقامة مهرجان خطابي حاشد في مجمع النقابات المهنية في مدينة اربد اليوم الثلاثاء. من جهة اخرى التقت الهيئات النسائية في الاردن وناقشت التهديدات الامريكية للعراق واقرت جملة من الفعاليات منها ارسال رسالة تضامن الى الاتحاد العام لنساء العراق والسفارة العراقية تعلن تضامنها مع العراق. كما وجهت مذكرة الى الامين العام للجامعة العربية حثته فيها على اتخاذ موقف صارم ضد التهديدات الامريكية الاخيرة للعراق. وشكلت الهيئات الانسانية عدة وفود لزيارة سفارات كل من مصر والسعودية وسوريا وتقديم مذكرات تطالب هذه الدول بالوقوف الى جانب الشعب العراقي. ووجهت ايضا مذكرة الى رئاسة الوزراء الاردنية طالبتها باعلان موقف واضح, واعتبار اي اعتداء على العراق بمثابة اعتداء على الاردن. من جانبه طالب الحزب الوطني الدستوري وهو الحزب الوحيد الذي لم يشارك في لجنة نصرة العراق لعقد قمة عربية تؤكد رفضها لضرب العراق محذرا من خطورة اي ضربة للعراق على مقدرات الامة وامنها القومي. وعلمت (البيان) ان مجلس الوزراء الاردني سيعلن اليوم على تشكيل لجنة طوارئ برئاسة الدكتور عبدالله النسور نائب رئيس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء ومدراء الدوائر الامنية المختصة لوضع الخطط اللازمة لمواجهة اثار العدوان على العراق على الشعب الاردني. وتهدف هذه اللجنة الى توفير المواد الغذائية والتموينية اللازمة, كذلك توفير بديل للنفط العراقي في حال انقطاع امداداته للاردن. وذكر الدكتور سمير مطاوع وزير الدولة لشؤون الاعلام ان الاردن لديه احتياطات من النفط الخام تكفي لمدة ثلاثة اشهر اما احتياطياته التموينية فتكفي لمدة ستة اشهر. عمان ـ خليل خرمة

Email