حملة بريطانية مسعورة ضد بغداد: بلير يدشن زيارته لواشنطن بالدعوة لــ (لجم) صدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت بريطانيا التزام خطها المساند لامريكا في ضغوطها على العراق, واطلقت امس في هذا السياق موجة تصريحات نارية ضد العراق ورئيسه صدام حسين قائلة ان على العالم (لجم) هذا الرجل. وجاءت احدث حملة مساندة بريطانية لامريكا خلال زيارتين قام بهما رئيس وزراء بريطانيا توني بلير لواشنطن ووزير خارجيته روبرت كوك الى السعودية. وقال بلير لدى وصوله الى واشنطن امس ان صدام حسين (رجل ينبغي لجمه بالقوة اذا دعت الحاجة) وذلك في سلسلة من المقابلات التلفزيونية التي اجريت معه. واضاف لـ(هيئة الاذاعة البريطانية) (بي بي سي) (علينا ان نجد حلا بالقوة اذا دعت الحاجة وان كانت هذه الطريقة ليست المفضلة لدينا) . واضاف بلير (اذا لم نلجمه فان المجتمع الدولي يكون قد اخل بواجبه) . وقال (انني مقتنع بان في امكاننا تحقيق توافق دولي قوي جدا ازاء المسألة) . تابع (من الواضح اننا نتمنى حلا دبلوماسيا. لا احد يتمنى ان يستخدم القوة لكن اذا لم نرغم صدام حسين على وضع حد لتطوير اسلحة الدمار الشامل فان التهديد بحرب عالمية سيكون اكبر مما سيكون عليه اذا تحركنا الآن) . واعترف رئيس الوزراء البريطاني بان الخيار العسكري سيكون (قرارا صعبا) , مضيفا (علينا ان نكون حازمين وألا نساوم على الاطلاق على مبدأ) التدخل العسكري. وردا على سؤال حول ما اذا كان الحلفاء يمكنهم ان يفكروا باغتيال صدام حسين قال بلير (ليست هذه المسألة المطروحة) . واضاف (انني متأكد من ان الجميع يريدون القيام بذلك لكن ثبت انه امر صعب جدا واعتقد ان غالبية الناس تعتقد ان الاكثر اهمية الآن هو حمله على احترام قرارات الامم المتحدة) . وصل رئيس الوزراء البريطانى للولايات المتحدة امس في زيارة مدتها اربعة ايام تشمل اجراء مباحثات في البيت الابيض مع الرئيس بيل كلينتون تتركز على ازمة تفتيش الاسلحة في العراق. وصل بلير ومعه زوجته شيرى والوفد المرافق له قاعدة اندروز الجوية في ماريلاند على متن طائرة للخطوط الجوية البريطانية من طراز كونكورد. وعقب الاجتماع بين كلينتون وبلير امس اقيمت مأدبة عشاء رسمية في البيت الابيض, وبعد مؤتمره الصحفي اليوم يرافق بلير وزوجته كلينتون وقرينته الى منتجع الرئاسة في كامب ديفيد في جبال ماريلاند. وكان بلير قال انه سيساند اى عمل عسكرى امريكى ضد العراق. واجرى محادثة هاتفية مدتها عشرة دقائق مع الرئيس الروسى بوريس يلتسين قبيل سفره الى واشنطن. وقال المتحدث باسم بلير ان رئيس الوزراء ابلغ يلتسين انه يجب ان (يكون هناك تهديد حقيقى بالقوة واستخدام القوة اذا اقتضت الضرورة) لدعم مطالب الامم المتحدة بمنح مفتشي السلاح حرية الوصول الى المنشآت العسكرية العراقية. وبعد وصوله مقر الاستراحة الحكومية اجتمع بلير مع ميشيل كامديسى عضو مجلس الادارة المنتدب لصندوق النقد الدولى ثم ينضم الى كامديسى ووزير الخزانة روبرت روبن ورئيس مجلس الاحتياطى الاتحادى الان جرينسبان في مأدبة عشاء خاصة. على الناحية الاخرى وفي سياق تبريري لضرب العراق زعم روبن كول وزير الخارجية البريطاني ان توجيه ضربات جوية يمكن أن تؤدي الى زعزعة نظام الرئيس صدام حسين. الا ان كوك الذي كان يتحدث لصحافيين في الطائرة التي تقله الى المملكة العربية السعودية حيث سيبدأ في جولة دبلوماسية, امتنع عن القول ان بريطانيا والولايات المتحدة تريدان الاطاحة بالزعيم العراقي. لكنه رأى انه (اذا كانت الضربات الجوية ستضعف النظام العسكري الذي يتيح له البقاء في السلطة بالقوة والرعب, فان ذلك قد يفتح آفاقا اخرى لمجموعات معارضة) . ورفض التحدث عن اهداف محتملة ولكنه شدد على ضرورة احترام صدام حسين لقرارات مجلس الامن الدولي (اذا اراد الاحتفاظ بالقوات والبنى التحتية التي يرتبط بها) . واعتبر ان الزعيم العراقي (سيرتكب خطأ فادحا) اذا اعتقد ان بريطانيا والولايات المتحدة لن تذهبا الى حد توجيه ضربات جوية من اجل اجباره على الامتثال للقرارات. وفور وصوله الى الرياض اجتمع كوك مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل, قبل مواصلة جولته الى الكويت لحشد التأييد لتوجيه ضربة عسكرية الى العراق. وقال بيان رسمي سعودي ان كوك ونظيره السعودي الامير سعود الفيصل شددا على ضرورة (استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية التى من شانها ايجاد الحل المناسب للازمة) . واكد البيان ان (فشل حل الازمة بالوسائل الدبلوماسية سيترتب عليه عواقب وخيمة يتحملها النظام العراقي فى حال اصراره على عدم الامتثال لكافة قرارات مجلس الامن) . والتقى كوك القادم من الرياض أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح وكبار المسؤولين الكويتيين ايضا. وزعم كوك ان العراق لديه القدرة على انتاج 200 طن من غاز الاعصاب المميت فى اكس. واضاف قوله لصحفيين يرافقونه (اذا كانت لديه القدرة لاطلاق هذه (الكمية) فانها ستكون كافية لازالة الحياة الانسانية من على وجه الارض) . وقال ان احد اسباب زيارته هو التشديد على ان المواجهة بين العراق وواشنطن ليست مجرد تعارك بين صدام وواشنطن. في هذه الغضون كشف وزير الخارجية البريطاني أن الرئيس العراقي صدام حسين اقترح السماح لخبراء الأمم المتحدة بالقيام بزيارة وحيدة لـ 45 (موقعا رئاسيا) . واعتبر كوك في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) خلال زيارته للمملكة العربية السعودية أن ذلك (ليس كافيا) . وشدد على ضرورة السماح لخبراء لجنة الأمم المتحدة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية بـ (دخول (المواقع) من دون شروط) . من جهة اخرى اشار كوك في مؤتمر صحافي ان الاقتراحات العراقية الجديدة التي نقلها وزير الخارجية الروسي يفجيني بريماكوف الى بريطانيا (مثيرة للاهتمام) . وتابع يقول (ابلغني بريماكوف بفحوى المحادثات التي اجراها الروس في بغداد, وثمة اقتراحات مثيرة للاهتمام لكنها لا تلبي شروطنا المتمثلة باحترام كامل للقرارات التي تدعو الى دخول غير مشروط) لخبراء نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة الى المواقع التي يشتبه انها تحوي اسلحة محظورة. وطالب كوك من جهة اخرى ان يكون اي اتفاق يبرم مع العراق بشأن عمليات التفتيش (خطيا) والا يقتصر على تعهد شفهي. ـ الوكالات

Email