أكد رفض الضربة ودعا لاعطاء الدبلوماسية فرصة، عبد المجيد وصل بغداد على ثلاث مراحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبد المجيد زيارة لا سابقة لها الى بغداد منذ العام ,1990 في مهمة وصفها بأنها (صعبة وخطيرة تستهدف تجنيب العراق ضربة عسكرية أمريكية. ووصل عبد المجيد الى بغداد على ثلاث مراحل , اذ استقل طائرة خاصة من مصر الى الاردن, قبل أن يتوجه بعد ذلك عن طريق البر الى الحدود العراقية ــ الاردنية, حيث اقلته من هناك طائرة مروحية الى بغداد. واجتمع عبد المجيد خلال توقفه القصير في مطار عمان ووزير خارجية الاردن فايز الطراونة وبحث معه الجهود الدبلوماسية الرامية الى نزع فتيل الأزمة الناشبة بين العراق والامم المتحدة. واوضح عبد المجيد في تصريحات عقب اللقاء انه (لا يحمل افكارا او مقترحات محددة حاليا) الى الجانب العراقي, لكنه اكد (حرص الدول العربية على العمل بكل الوسائل لتفادي المزيد من العمليات العسكرية) . واوضح انه سينتظر (قرارات اللجان الفنية الثلاث) المتعلقة بالمسألة العراقية قبل ان يتقدم بأفكار لم يحددها الى القيادة العراقية. الى ذلك شدّد على انه سيبذل (كل جهد خلال محادثاته مع الرئيس العراقي صدام حسين لتسوية الأزمة سلميا) . وقال (لا اتصور ان اي دولة عربية توافق على ضرب العراق عسكريا لاننا في سبيل ايجاد حل للمشكلة بالطرق السلمية رغم ان الموقف خطير ويقلقنا ويزعجنا) . وبنى اقتناعه هذا على (اتصالات الرئيس المصري حسني مبارك مع قادة الدول العربية وعدم تحفظ اي دولة عربية على مهمته) . وشدد على الرفض العربى للتهديد او استخدام القوة ضد العراق وضرورة وضع حد للعقوبات المفروضة على العراق والتى وصفها بأنها طالت اكثر من اللازم. وقال ان المشكلة الحالية يجب ان تحل بالوسائل السلمية لان استخدام القوة سيزيدها تعقيدا وانه يجب اعطاء الفرصة للجان التفتيش الدولية المختصة لرفع تقريرها الى مجلس الامن الذى يحدد قراره بناء عليها. وطالب باعطاء الحل الدبلوماسى مهلة زمنية كافية معربا عن امله فى ان تتوقف الولايات المتحدة وبريطانيا عن التلويح باستخدام القوة لاعطاء الفرصة للوسائل الدبلوماسية مؤكدا ان استخدام القوة يهدد ليس فقط العراق وانما الامن القومى والمصالح العربية العليا للخطر. من جانبه أكد وزير خارجية الاردن دعم بلاده للجهود الدبلوماسية (في اطار الجامعة العربية ومؤتمر القمة العربي) مشيرا الى ضرورة (اخذ الامر بمنتهى الجدية للخروج من الأزمة) . ورأى أن المهمة تكمن في التوفيق بين تطبيق قرارات الأمم المتحدة واحترام (السيادة الوطنية للعراق) . وبعد انتهاء محادثاته في الاردن توجه عبد المجيد الى الحدود العراقية الاردنية, حيث استقل طائرة ارسلتها السلطات العراقية الى هناك لنقله. وأبدى العراق ترحيبا وابتهاجا كبيرا بزيارة عبد المجيد ولكنه تحفظ على وصفها (بالوساطة) داعيا الى ضرورة صياغة موقف عربي موحد لردع الولايات المتحدة عن القيام بأي هجوم عسكرى جديد على الاراضى العراقية . وأشار الدكتور نبيل نجم مندوب العراق لدى الجامعة العربية فى تصريحات الى ان هذه المسالة ستكون ضمن اجندة مباحثات الدكتور عبد المجيد فى بغداد اضافة الى التحاور بشأن حل المشكلة بالشكل الذى يحفظ للعراق سيادته وأمنه الذى هو من أمن وسيادة الدول العربية جميعها . وقال اننا نرحب بزيارة عبد المجيد كأمين عام للجامعة العربية وكمبعوث باسم رئاسة القمة العربية.. ووصف الزيارة بأنها (مبادرة قومية عربية طيبة) للتعرف على وجهة نظر العراق ومطلبه العادل برفع الحصار عنه والتأكيد على رفض استخدام القوة والتهديد بالعدوان على العراق.

Email