مترددون سياسيا وواثقون من كرم الضيافة:(الغذاء الاخير) للدبلوماسيين العرب والاجانب في قصور صدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

انهى العراق امس الاول جولة استمرت ثلاثة ايام نظمها للدبلوماسيين الاجانب فى قصوره بهدف اظهار ان تلك (المواقع الرئاسية لا تحوي اى اسرار او مواد قاتلة) . وجاءت تلك الدعوة النادرة التى وجهت للبعثات الدبلوماسية فى بغداد للتجول فى اروقة عدد من افخم مبانى العراق واشدها حراسة فى الوقت الذى يستعد فيه العراق لضربة عسكرية امريكية محتملة لرفضه السماح لمفتشى الامم ورافق وزير الخارجية العراقى محمد سعيد الصحاف الدبلوماسيين فى جولة الامس التى شملت القصر الملكى السابق فى قلب بغداد وفيلا فاخرة عند مشارف العاصمة اقيمت للضيوف فيها مأدبة غداء. وجاءت تلك الجولة فى اعقاب جولات مماثلة نظمت خلال عطلة عيد الفطر لمجمع يشرف على بحيرة غربى العاصمة بغداد وقصر فى تكريت مسقط رأس الرئيس العراقى صدام حسين. وقال دبلوماسيون انهم لم يشاهدوا ما ينم عن ان اى موقع من تلك المواقع يستخدم لانتاج اى نوع من الاسلحة المحظورة. لكن دبلوماسيا شارك فى الجولات الثلاث صرح بان تلك الجولات لا تثبت شيئا غير كرم ضيافة الحكومة العراقية. وقال الدبلوماسى عن تلك الجولات (اننا نقدرها كثيرا, انها رغم كل شىء تنم عن كرم ضيافة, لكن لا يسعنى على الاطلاق الخروج بحكم سياسى عن اسلحة الدمار الشامل) . وقال رئيس بعثة دبلوماسية اخر (بالنسبة لى لا يوجد فى تلك الاماكن اى شىء غير عادى, لكننى لست خبيرا, يمكنك اخفاء اى شىء فى اى مكان, يمكن اخفاء (الاسلحة) فى منزل صغير وليس بالضرورة فى قصر) . واضاف ان الفيلا التى اقيمت فيها المأدبة للدبلوماسيين امس الاول كانت محور نزاع نشب فى سبتمبر حين حاول مفتش الاسلحة الامريكى سكوت ريتر دخول ثكنات تابعة للحرس الجمهورى. ومنع المسؤولون العراقيون ريتر الذى اتهمته بغداد فى وقت لاحق بالتجسس لحساب الولايات المتحدة من استخدام طريق قريب من الثكنات لانه يمر عبر مناطق رئاسية. وقال الدبلوماسى (العراقيون رافقونا فى جولة حول الفيلا وحول حمام سباحة وبحيرة صناعية اعطت المكان جوا هادئا ملحميا, لكنها لا تتمتع بقدر كبير من الفخامة بل تبدو كمنتجع ريفى) . وذكر ان القصر الواقع فى قلب بغداد كان (اكثر فخامة وذا طراز قديم الامر الذى اعطاه طابعا اكثر ارستقراطية) . واضاف انه اضيف الى القصر اخيرا جناحان رغم العقوبات الصارمة التى اصابت اقتصاد العراق بالشلل والتى فرضت على العراق بعد ان غزا الكويت عام 1990. وقبل ثلاثة اشهر حين خاض العراق مواجهة سابقة مع الامم المتحدة بشأن فرق التفتيش الدولية تدفق المواطنون العراقيون على ذلك القصر قائلين للصحفيين انهم تطوعوا تلقائيا ليكونوا دروعا بشرية تحميه من القنابل الامريكية. ويطالب مفتشو الامم المتحدة بالوصول الى كافة المواقع العراقية دون استثناء. ويقولون ان العراقيين لم يقدموا معلومات كاملة عن كل اسلحة الدمار الشامل وان مواد او وثائق ذات صلة ببرامج التسليح العراقية قد تكون مخبأة فى تلك المواقع. وسخر العراق من فكرة تخزين مواد كيماوية او بيولوجية حساسة فى مواقع يقيم فيها الرئيس العراقى, لكن بغداد تصر على عدم السماح لمفتشى الامم المتحدة بدخول ثمانية مواقع حماية للامن القومى والسيادة العراقية. وقال دبلوماسى (لا اعرف ماذا كانوا ينتظرون من وراء تلك الزيارات لكن ليس بوسعي سوى ان اهنئهم على كرم ضيافتهم) . ـ رويتر

Email