على الهامش:الميرغني والمهدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحزب الاتحادي السوداني اختتم للتو مؤتمراً محدوداً. حزب الامة يعقد مؤتمرا موسعاً. الاجتماعان ظاهرة صحية في السياسة السودانية. الاتحادي والامة هما الحزبان الاكبر في السودان.المؤتمران يؤكدان نشاط الحزبين تنظيميا في المنفى. المؤتمر الحزبي اطار دوري ضروري لتجديد خلايا الحزب . منعطف تقييم الماضي واعداد العدة للأتي. الاتحادي والامة حكما السودان في مراحل الديمقراطية الثلاث. لا يمكن اعفاؤهما معاً من المأزق الذي انتهى بهما الى المعارضة في المنفى. ثمة قناعة لدى الحزبين أن المأزق الحالي وضع طارئ. المعارض متفائل بحكم انتمائه دائما أن المستقبل لصالحه. تشاؤم المعارض يعني وأد أمانيه في المهد. مؤتمرا الحزبين السودانيين يكتسبان أهميتهما من الرهان على الانفراج الحتمي. عقد المؤتمرين السودانيين في المنفى يضفي على الحزبين بعداً سياسياً ايجابياً. المؤتمران يغلبان الجهد الفكري والتنظيمي على الخلفية الطائفية للحزبين. قوام المؤتمرين كادر مثقف. اتساع مؤتمر الامة مؤشر على قطع حزب المهدي مشوارا على هذا الدرب. المفارقة التنظيمية في حزب المهدي ان الرافد الطائفي للحزب يبدو أفضل معافاة من الجذع السياسي. الامة مسكون بأزمة تستوجب الاستقصاء الجذري. الانتماء الجهوي يشكل كعب أخيل الحزب. الهوية الاقليمية داخل الامة تنطوي على عقدة أثنية. العرق دساس كذلك في العمل السياسي. علة الاتحادي انه فقد مغنطيسيته السياسية. ظل الحزب يعطي الاخرين دوما ولا يأخذ. حزب الميرغني يتعرض لانشقاقات في قمة هرمه التنظيمي. كل التنظيمات السودانية تستقطع من قاعدة الهرم الاتحادي. في غياب الايديولوجية المؤطرة لحزب الوسط السوداني اعتمد الاتحادي على كارزيماتية القيادة. فقد الحزب في ظل التصدعات من القاعدة الى القمة ثلة الوجوه الوضيئة. كان الرعيل الاول يضم قامات من طراز مبارك زروق. ابراهيم جبريل, المفتي, حسن عوض الله, تلى هؤلاء كوكبة لها بريق حسين الشريف الهندي. محمد جبارة العوض. موسى المبارك, صالح محمود اسماعيل. حزب الامة استطاع ردم الهوة بين الاجيال. هذا التواصل منح الحزب قدرة الاحتفاظ بديناميكية القيادة. بعد جيل المحجوب وامين التوم ونقدالله جاءت فئة من طراز كمال الدين عباس, عمر نور الدائم عثمان جاد الله. في صدارة الحزب حاليا شباب من طراز مبارك الفاضل الامير نقدالله, بكري عديل, وبشير عمر. في الاتحادي استطاع محمد عثمان الميرغني وحده ان يعوض الانكسار في تواصل الاجيال وغياب مغنطيسية النجوم المألوفة في قيادة الحزب. حقق الميرغني على هذا المسار انجازا تاريخيا. وحده الميرغني اعطى الحزب جمر التوهج. المؤتمران السودانيان يكتسبان أهميتهما من اتاحة الفرصة امام الحزبين لتجديد خلايا العمل السياسي. لا ثمار لمعارضة في المنفى لا جذور لها في الوطن.

Email