ا لبيان تستطلع آراء (مخزنين) واطباء ورجال دين حول (القات).. اليمن: (تقاسيم) على مسألة القات

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما ان يذكر اسم اليمن حتى يذكر على الفور القات, فيما يشبه المتلازمة المأساوية بين البلد, وهذه العشبة الآفة. وقد ذهب البعض الى وصف القات بانه الجرح النازف للمجتمع اليمني, وبوصفه آفة اجتماعية, وبلوى ابتلى بها المجتمع اليمني, فاستعصت على الحل . ومع مرور الزمن, تفاقمت الممارسة من ظاهرة اجتماعية فقط, الى مشروع ازمة تحمل الطابع الاجتماعي والثقافي من جهة, وتؤثر على الاقتصاد من جهة اخرى. وتدل الاحصائيات على ان 75 بالمائة من مصروفات الاسرة اليمنية تذهب لشراء القات ويذهب العديد من الافراد للتفكير بهذه المادة قبل ان يفكر بمادة الغذاء والملبس والسكن والعلاج, كما اصبح المجتمع اليمني مهددا بالخمول والمرض والتخلف جراء التأثيرات الخطيرة الناجمة عن تعاطي القات, ابتداء بالتأثيرات الصحية والنفسية والاقتصادية وانتهاء بالتأثيرات الاجتماعية والسياسية والحضارية. (البيان) فتحت ملف القات في اليمن عبر استطلاع موسع شمل (مخزنين) للقات واكاديميين دارت اسئلة على المحاور التالية: * كيف تنظر الى عادة استعمال القات؟ * ماهي فوائد ومضار القات بنظركم؟ * هل لهذه العادة مضار شرعية ـ مادة ومزاجا ــ وما رأيكم في ما يشاع عن ان بابا للرشى قد فتح بدعاوى (حق القات) ؟ وما الحلول التي تتصورونها لتقليص رقعتي زراعة القات, والمتعاطين له كيفا ومعه زراعة؟ وفيما يلي حصيلة الاستطلاع. ضرره اكثر من نفعه علي اليحيري (موظف ــ مخرن) ـ لا شك ان عادة التخزين (تعاطي القات) لها من المضار والسلبيات ما يفوق الايجابيات بكثير. فاذا مانظرنا الى ايجابياتها قد تنحصر بالتالي. ـ يشكل القات مصدرا رئيسيا للدخل المادي لشريحة كبيرة من فئات المجتمع. ـ يعتبر وسيلة لاقامة منتديات ادبية وثقافية في كثير من البيوت المهتمة بهذه المجالات. ـ يساعد على زيادة الانتاج العملي حيث يولد طاقة ونشاطا اكبر اثناء وبعد تعاطيه. ـ يلعب دورا اساسيا في الحد من انتشار ظاهرة المخدرات. ـ يعتبر متنفسا للتعبير عما يعانيه الفرد من مساوىء الاوضاع السلبية القائمة في البلاد. ـ يعتبر وسيلة للتعارف واقامة العلاقات الاجتماعية. اما المضار والسلبيات فهي: ـ اتساع رقعة زراعته على حساب الكثير من المنتجات الزراعية واهمها البن اليمني الفائق الجودة. ـ يعتبر حاجزا منيعا امام اقامة ونجاح البدائل الحديثة كالنوادي بمختلف انشطتها والمسارح والمرافق الترفيهية. ـ يشكل عبئا ماليا كبيرا لذوي الدخول المحدودة على حساب النفقات المنزلية. ـ ينتج عنه مضار صحية عديدة: ـ الامراض الناتجة عن استخدام المواد الكيميائية في زراعته. ـ يقضي على الفرصة في الوقت المناسب لممارسة الرياضة الفردية. ـ يحد من الشهية للمواد الغذائية. ـ يزيد من الرغبة بالتدخين. ـ ارتبط لدى البعض (القليلون) بتعاطي المشروبات الروحية (الكحولية) . ـ يؤثر في وضعيه الحالة النفسية بعد مضغه. رغم تحسنها اثناء المضغ. ـ يسبب الارق والارهاق. ـ يزيد من الرغبة الجنسية التي قد تؤدي احيانا الى مشاكل اجتماعية او انحرافات سلوكية. ولكنها ليست قاعدة عامة فقد يحدث العكس عند البعض. ـ يعتبر احد الاسباب في انتشار الرشوة. ـ اشد مضاره هو تزايد انتشاره بين الشباب ذوي السن المبكرة عكس ما كان التصور قبل عقد ونصف من الزمن تقريبا. اما الحلول المقترحة لمعالجة هذه الظاهرة فأراها من وجهة نظري كالتالي: ـ وضع خطة اعلامية تشمل كافة الوسائل بما فيها المدارس بمختلف مراحلها والنوادي وغيرها لغرس مفاهيم اضرار القات. ـ منع استيراد المواد الكيماوية التي تستخدم, في زراعته. ـ رفع نسبة الضريبة على مبيعاته. ـ توفير الاغراءات الكافية للمزارعين لاستبدال شجرة القات بالمزروعات الاخرى المناسبة. ـ منع تناول القات في مرافق العمل. ـ التفكير بتوفير البدائل المادية للمعتمدين عليه في دخولهم المادية على الامد القريب والبعيد. ـ التفكير بايجاد البدائل المناسبة, والتي تعوض عن مجالس القات. ـ استخدام القات في صناعة تحويلية تساعد على حل مشكلة المدمنين عليه, ولكن معظم هذه الخطوات والحلول ترتبط بقدرة الحكومة على امتلاك او توفير امكانيات نجاحها, وهو الامر الذي تفتقر اليه الآن. انما اذا توفرت النية الجادة لبدء المعالجة فيمكن طرح المشكلة بالاسلوب المقنع لدى اصحاب رأس المال المحلي والدول المجاورة التي تخشى انتشار هذه الظاهرة في مجتمعاتها وتسعى لمحاربتها للتعاون في توفير الامكانات المادية باعتبارها الركيزة الاولى والاساسية في نجاح هذا المسعى. مخدرات اليمن عبدالفتاح محمد مصلح (رياضي غير مخزن) : ظاهرة مضغ القات تتفشى في اوساط الرياضيين والشباب وتتسع في ممارستها بصورة تدعو للقلق لانها في طقوسها عادة او ظاهرة اجتماعية ولانها في ممارستها تعبير عن واقع عام وفي ظروف اجتماعية واقتصادية تتصل بالمتغيرات في التوجهات العامة الى حد الارتباط. ان الهروب من اجواء الفراغ والتلذذ بطقوس اجواء مضغ القات مثلا هما من اشد العوامل والمؤثرات جذبا للشباب والرياضيين وفئات المجتمع الاخرى. واذا كنا لا نستطيع عمل شيء مؤثر لالغاء المشكلة كظاهرة اجتماعية في طقوسها فان الاسوأ اننا في مستوى العجز عن توفير بدائل لقضاء وقت الفراغ فيما هو اكثر نفعا واقل ضررا... فالرياضة في اليمن مازالت صوتا وصدى للصوت اكثر منها نشاط موضع رعاية ودعم واهتمام بدليل عدم توفر الملاعب القانونية والصالات المغلقة وبدليل ضآلة ما ينفق ومايعتمد لمجمل الانشطة والبطولات الداخلية. ثم ان تخلف اليمن مازال من النوع المركب وشديد التعقيد بأعمق مما يظهر في السطح عمرانيا واستخداما لاحدث موديلات السيارات, وبأبعد مما تبديه الصورة السطحية من تخريجات عن المجتمع المدني ومؤسساته وآلياته. واذا كان اخطر انواع التخلف هو الذي يكرس في احشاء الحياة وفي مفاصل حركتها فإن ما حققناه وتحقق لنا من مظاهر تطور لم يتخلص من هذا النوع من التخلف بحيث نحس بقدر من التباعد بين ما نقوله عن التطور والاتجاه للمجتمع المدني وبين ما يعتمل في مسار وواقع الحياة. ما دمنا لا نملك حدائق ومتنفسات فإننا لا نملك وعي حداثة ووعي مجتمع مدني ومادمنا غير قادرين على مسايرة من هم في مستوانا واقل معاناة وامكانات في رعاية الشباب وبناء ماهو ضروري لانشطتهم الابداعية فاننا نظل بعيدين عن الوعي بمنبع مشكلاتنا وعن قدرة التعامل السليم معها. ان القات وتعاطيه خاصة بين الشباب والرياضيين ظاهرة سيئة جدا, ولكن العديد من الدوافع قد تجبر تلك الشريحة على تعاطي القات وهي معروفة للجميع, فعدم وجود المتنزهات التي تستحق التسمية والحدائق العامة والنوادي التي تستثمر اوقات الشاب وتنمي طاقاتهم وابداعاتهم, وان وجدت تلك الاماكن فانها غير متوفرة في كل المدن وكذلك الارياف ولكن هناك للقات بعض المحسنات التي قد تجعله مقبولا بشكل ما فالقات قد يكون هو البديل الافضل بين الخيارات الموجودة امام الشباب في اوقات الفراغ. وبالمقارنة بين شباب اليمن وشباب البلدان الاخرى نجد ان القات قد حل محل المخدرات والخمور التي يدمنها شباب البلدان الاخرى وبذلك يكون القات قد وفر على شباب اليمن ذلك النفق المظلم الذي نهايته معروفة وهي وأد الوطن بوأد شبابه. فالمشكلة اكبر بكثير من ان يتشدق القائلون بحلول سطحية وغير واقعية فهي اقتصادية اجتماعية بدرجة اساسية وتحتاج الى جهود وبحوث كثيرة ومطولة. اكبر من دخل جامعي عبدالله حزام (بائع قات ـ مخزن) : بالنسبة لامتهاني عمل بيع القات فهو من جهة عمل اضطراري لعدم الحصول على وظيفة ومن جهة اخرى لو افترضنا الحصول على الوظيفة فان الدخل العائد من القات اكثر بكثير من دخل اي وظيفة قد يحصل عليها طالب جامعي والفئة العاملة بالقات من المثقفين والطلاب الجامعيين كبيرة وآخذة بالتزايد. وفي نهاية المطاف فنحن على استعداد كامل للتعاون لانهاء ظاهرة تعاطي القات بين الشباب بل والوطن بأكمله بشرط ايجاد البديل لكل المنتفعين والمتضررين. فالقول بان تزداد الضرائب المفروضة على القات لانشاء مصالح عامة غير مقبول لانه حل لمشاكل شريحة اجتماعية على حساب شريحة اجتماعية اخرى قد تكون اكبر وهذا لا يمت للعدل الاجتماعي الذي تنادي به الديمقراطية بأية صلة. ادمان مكلف د. علي محمد صالح غراب (مخزن) : يمكن تركز الاضرار التي يخلفها القات في انها ظاهرة ينفق عليها اشياء غالية الثمن ممثلة في صحة الانسان وماله وحياته واكثر من هذا ماذا يمكن ان يقال من الاضرار اطفالنا يولدون بوزن ناقص وهم يعرفون ماهو السبب... اطفالنا اليوم بينهم نسبة عالية جدا من الاقزام او التقزم وهاتان الحالتان ظهرتا نتيجة سوء التغذية وهو ناتج عن انفاق رب الاسرة على شجرة القات بمبلغ يصل الى خمسمائة ريال وخمسين ريال للغذاء للاسف الشديد... واطفالنا ضائعون في الشوارع لغياب الاسرة فان كانت الاسرة غنية فانها تلهث وراء جني الاموال وان كانت الاسرة فقيرة فانها مشغولة للبحث عن قيمة القات... اطفالنا مهملون تربويا. الارض الزراعية تصل الى (500) مليون هكتار والارض التي تزرع والتي تركوها الاجداد تصل الى مليونين وخمسمائة الف هكتار فقط بحسب احصائية وزارة الزراعة. أهمية دراسة المشكلة علميا ويتابع د. غراب قائلا: الدراسات التي ظهرت حول علاقة القات بالسرطان دراسات متناقضة لا تتكرر نتائجها بين دراسة واخرى ودراسات لا تنطبق عليها معايير علمية. وعلى سبيل المثال ظهرت دراسة علمية حول علاقة القات بسرطان الفم واللسن في احد المستشفيات بالسعودية ودرسوا خلالها حالات لعشرين مريضا يمنيا وجدوا عندهم سرطانا بالفم منهم ثمانية او تسعة كانوا يتناولون القات منذ سنوات طويلة وهي دراسة لا تنطبق عليها المعايير العلمية ودراسة اخرى في مستشفى جبلة لفريق طبي انجليزي اظهرت عدم وجود علاقة بين القات وسرطان الفم ولكن نجد علاقة بين استخدام القات وسرطان الفم... واقصد باننا عندما نقول بان هذا سيؤدي الى السرطان فيجب ان نكون علميين ونلتزم بالمعايير العلمية... نحن بحاجة الى دراسة علمية تنطبق عليها المعايير العلمية لنخرج برأي علمي صريح وواضح... الشيء المؤكد والذي يجب توضحيه هو وجود علاقة بين المبيدات والسرطان وهي علاقة ثبتت علميا في عدة دول عن وجود علاقة بين السرطان وبين المبيدات ولأن القات يتعرض للمبيدات قبل خمسة ايام فقط من قطفة.. ونحن نوصي وبقوة علمية بأن يكون هناك قانون لحظر استخدام المبيدات مع شجرة القات وان ينفذ هذا القانون وتفرض على المخالفين غرامات عالية لأن للمبيدات علاقة بالسرطان بأنواعه المختلفة. وهناك علاقة للقات بالسرطان بطريق غير مباشرة من خلال الضرر الناتج من التدخين وهي ظاهرة وعلاقة معروفة في العالم كله تجمع بين التدخين والسرطان ونحن الآن من اكبر الدول المستهلكة للسجائر في العالم الثالث. ارادة ضعيفة: عبد الباري طاهر (غير مخزن): ظاهرة القات قضية ترتبط بحياتنا ككل ونحن الآن نكيف حياتنا, نكيف عمراننا, نكيف ونعمل في المنزل مكانا للقات نكيف ثقافتنا, نكيف دوامنا اليومي ووظيفتنا العامة واموالنا ويخضع كل شيء لمسألة القات.. ومسألة القات لا ينبغي معالجتها بعاطفة ولا استعجال لأنها تمس حياة الناس جميعا وبالقدر الذي نحن متآذون والمستقبل وسمعة اليمن ومكانتها بالتأكيد متضررة ولكن القضية ترتبط بمصالح للناس ويرتبط بها معاشهم ولابد من نظرة موضوعية الى هذه المسألة. فالمسألة تحتاج الى معالجة ومعالجة في جزء كبير جدا منها خارجة عن الارادة. وللاسف ايضا ارادتنا السياسية في مواجهة تحدي القات هي في غاية الضعف. يقود الى التسول مختار عبد الرؤوف الصلوي (غير مخزن): ــ شجرة القات لا تحوي بداخلها اية مادة غذائية او علاجية بل انها تحمل اضرارا صحية واجتماعية خطيرة واضرارها الصحية تفشت كثيرا في الاونة الاخيرة بشكل ملحوظ نتيجة للمواد الكيماوية التي ترش على هذه الشجرة مما يؤدي الى التسمم احيانا. ومع تصاعد ظاهرة التسول برز القات في مقدمة الاسباب الرئيسية للتسول في المجتمع اليمني. ومثلما انه ليست للقات قيمة غذائية او دوائية فان القات ليس له اية قيمة جمالية ايضا! فشجرة القات لا تسر الناظرين فلا تتفتح عليها الازهار ولا تتدلى منها الثمار. والعصافير لا غرابة ان لم تتخذ منها مكانا لبناء اعشاشها بل ان العصافير قليلة جدا في المناطق المزروعة بالقات وهذا ناتج عن مج منظر هذه الشجرة الشمطاء! ولأن العصافير لا تجد ما تتغذى به من هذه الشجرة او تغذي صغرها وما يقوله المؤرخون عن شجرة القات ان اصل هذه الشجرة ليس يمنيا وانما تزامن دخولها الى اليمن مع احتلال الاحباش لليمن, وهذا يعني ان اجدادنا السبأيين والحميريين القدماء بنوا الحضارة اليمنية العملاقة قبل دخول القات الى اليمن وما يؤيد اقوال المؤرخين انه لم يوجد اي تمثال من تماثيل اجدادنا القدماء وهو يمضغ القات. والسدود التي تجاوز عددها الثمانين سدا انما كانت لارواء الاشجار المثمرة من اعناب وتفاح وبرتقال وحبوب وخضروات. .. وتهدد اليمن وما يدمي القلب في الوقت الحاضر هو ان هذه الشجرة قد زحفت على كثير من المناطق الزراعية واسقطتها واحدة تلو الاخرى. وهذا من شأنه ان يدمر الاقتصاد الوطني فمثلما ان القات لا يمكن ان نتغذى به فأيضا لا يمكن ان نشحنه بالبواخر والطائرات لنقوم بتصديره الى العالم الخارجي. ان شجرة القات تهز كيان المجتمع اليمني واقتصاده وهذا هو الوقت المناسب لانتزاع هذه الشجرة اللعينة. والشيء المشجع حقا هو تزايد عدد الثائرين على القات!! من سياسيين واقتصاديين وادباء ومثقفين, ان اليمن غالية على قلوب الجميع. ويجب ان تدخل القرن الواحد والعشرين وارضنا مملوءة بالاشجار الغذائية. صالح السنباني (بائع قات ــ مخزن): ـ بدأت العمل كبائع قات منذ بداية الوحدة وابيع انواع السوطي والضالعي والرداعي حسب توفر الانواع اما الغلاء فحسب ما يقول يمكن الفلوس نقصت مع الناس احيانا تأتي كمية قليلة من القات وخاصة الضالعي والناس كلها تريد تخزن فيزيد الطلب ويزيد السعر اما عن نتائج القات كثيرة, وبعض الناس تقوم برهن دبلة ذهب او تلفزيون ومسجلات وساعات مقابل شراء القات. وحول ما اذا كان سينصح المواطنين بعدم التخزين لأن القات مضر صحياً ومادياً, قال كل واحد عقله في رأسه الذي معه (نقود) يخزن والذي ما يريد التخزين لا يخزن. وظائف بالجملة الدكتور علي الطارق استاذ الصحة النفسية المساعد رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب ــ جامعة صنعاء: ـ هناك الكثير من الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع اليمني, فبالاضافة الى ظاهرتي الثأر والتعصب القبلي وغيرهما هناك ظاهرة القات والتي تعد اكثر القضايا الاجتماعية ذات التأثيرات السلبية المتعددة في مسيرة البناء والتقدم, وعلى الرغم من القول بوجود اثار ايجابية كما يظن البعض وهم من المدمنين عليه مثل اكساب المتعاطي (المخزن) النشاط الفكري والحركي وكذلك علاج ــ كما يزعمون ــ بعض الامراض النفسجسمية (السيكوسوماتية) المتمثلة باعراض مرضية عضوية منشأها نفسي, مثل الرازم, الكوابيس, دبيب المفاصل والارجل, آلام الظهر, صداع.. الخ الا ان هذه الاثار ليست لها اهمية تذكر اذا ما قيست بأثارها وانعكاساته السلبية العديدة ولا سيما في المجالات الاتية: 1 ــ المجال الاقتصادي ويتمثل بالآتي: ــ زيادة المساحات المزروعة عليها القات مما ادى الى تعطيل الكثير من زراعة الحبوب والفواكه والبن وغيرها. ــ تعطيل الايدي العاملة ومكوثها لساعات طويلة تزيد يوميا عن ست ساعات ان لم تكن اكثر في بلد نامي ثمل اليمن هو بحاجة الى الساعة في العمل. ــ القات لا يصدر للخارج كسلعة تباع بعملات اجنبية وانما يتم التداول في بيعه وشرائه عن طريق العملة المحلية بالريال اليمني وبالتالي لا يوجد مدخول للبلاد مثلما كان في السابق عن طريق البن. 2 ــ المجال الاجتماعيي ويتمثل بالآتي: ــ في حالة عدم تناول القات لرب الاسرة تحدث مشكلات اسرية عديدة قد تصل احيانا الى الطلاق ما بين الرجل وزوجته. ــ يسبب تناول القات ضعف العلاقات الاسرية المتمثلة بعدم التزاور وعدم القيام بالواجبات الاسرية. ــ يسبب تناول القات تفشي بعض الامراض الاجتماعية, كالرشوة والمحسوبية وغيرها. 3 ــ المجال الصحي: ــ الفرد اليمني لا يهتم بغذائه ولا بلباسه ولا بأي حاجة من حاجاته كما يهتم بتناول القات, فالفرد الذي يتعاطى القات بكميات كبيرة وبشكل مستمر يؤدي الى آثار نفسية في شخصيته مثل القلق النفسي, التوتر العصبي, وقد يصبح تفكيره بطيئا وتقل قدرته على العمل المنتج ويميل الى الهلوسة والارق, كما يؤدي تناول القات الى تلف الاسنان والى بعض امراض الفم, ويشكو معظم الذين يتعاطون القات من امراض عديدة بسبب سوء التغذية والهضم وفقدان الشهية وقلة النوم. وكما يقول العيني.. ان جميع جوانب الفساد انما تعود الى القات. المضغ ام التعاطي أحمد علي الحضري (غير مخزن) رجل دين: إن (مضغ القات) وليس كما يقول البعض (تعاطي القات) لأن (تعاطي) كلمة تستخدم مع اشياء اخرى بعيدة كل البعد عن القات وبالتحديد مع المخدرات فيقال (تعاطي المخدرات) لذا لا تقترن هذه الكلمة مع القات. ان هذه العادة الموجودة في اليمن كغيرها من العادات التي تتميز بها بلد دون غيره ولكن نظرا لأن القات تتضمن ممن يريد مضغه وقتا يتراوح تقريبا بين الثلاث الى الخمس ساعات فان هذه فترة لا بأس بها وايضا لأن القات يغير نسبيا من شعور ماضغه كأن يجعله يفكر كثيرا ويكون جادا غير محب للضحك والمزاح, نظرا لكل ذلك فقد حظيت هذه العادة باهتمام وبانجذاب كبير الى كلام حولها سواء في اليمن او في بلدان اخرى فنحن دائما نتكلم عن القات وبعضنا يمدحه وآخرون يكرهونه وترى آخرين من تلك البلدان ينظرون الى القات نفس النظر الى المخدرات وهذه بالطبع نظرة خاطئة جدا لأن القات لا يدفعك الى الادمان عليه وبامكان اي شخص الابتعاد عنه واكبر دليل ان اليمنيين يسافرون الى بلدان اخرى لا يسمح بدخول القات اليها ورغم ذلك لا يحصل لهم ما يحصل لمن يترك المخدرات اجارنا الله منها. وليس معنى كلامي هذا اني اؤيد ماضغي القات انما تفريق فقط وتوضيح فأنا لست منهم (لست مخزنا) . واعتقد ان ما يجعل الاندفاع الى القات اكثر هو انتشار هذه العادة بشكل كبير داخل مجتمعنا فمن اراد ان يجلس مع زميل له لابد ان يخزن لأن زميله يخزن والا لما اتيحت له الفرصة للقاء به والجلوس معه.. ومن اراد ان يجتمع بأفراد منطقته او جيرانه فليس هناك فكرة تتبادر الى ذهنه غير المقابلة معهم ومضغ القات. وامكانية الابتعاد عنه تتطلب رؤية عامة وقرار حاسم ونصيحة مطبقة وليس نصح الناس بعدم مضغ القات ويكون الناصح في طريقه الى سوق القات او كما يعمل بعض الاطباء حيث يؤكدون ضرر هذه الشجرة ويسردون تأثيراتها السلبية ولكنهم يخزنون فينفون كل ما قالوه. فالابتعاد عن القات لن يكون الا باقتناع تام من الجميع او من الاغلب وبقرار تدريجي من الحكومة كمنع مضغه في المرافق الحكومية والعامة ثم منعه في المدن ثم منع بيعه وشرائه ثم منع زراعته وليس دفعة واحدة كل تلك الخطوات ويتطلب ذلك وقتا طويلا جدا حتى يتم الاقتناع. وفاة الامهات الدكتورة أماني شرف, طبيبة نساء وولادة (غير مخزنة): ان مضغ القات اثناء الحمل سبب غير مباشر للنسبة العالية لوفيات الامهات. ومضغ القات لدى النساء يسبب فقدان القدرة على النوم, وفقدان الشهية, والامساك, وبعض المشكلات الاخرى في المعدة والامعاء, وقد يكون سببا رئيسيا للانيميا وسوء التغذية لدى الامهات. وهذه بدورها تزيد من فرص انجاب المرأة لطفل ضعيف الوزن من المحتمل ان يظل يعاني من سوء التغذية في طفولته وان يغدو اضعف من المعتاد في سن الرشد. وقد وجدت دراسة اجريت عام 1987م في اليمن ان استعمال النساء الحوامل للقات ينقص من وزن المولود بمعدل 100 جرام. والنساء اللواتي يبدأن حياتهن كطفلات ضعيفات الوزن يكن اكثر تعرضا للوفاة المرتبطة بالولادة, وخاصة بسبب الرحم الممزق نتيجة لعدم التناسق في الحوض (الذي يرد في الكثير من الحالات الى سوء التغذية في مرحلة الطفولة). ومضغ القات يستهلك جزءا من دخل الاسرة كان يمكن ان يستعمل بحكمة اكثر لشراء الطعام المغذي وتحسين المنزل, ونفقات التعليم, او اي حاجات اخرى للاسرة. وتنفق الاسرة العادية مالا يقل عن 300 ــ 400 ريال يوميا لشراء القات, وقد تنفق حوالي الف ريال تقريبا اذا كان هناك عدد كبير من افراد الاسرة يمضغون القات, او اذا اتجهت الاسرة الى شراء افضل انواع القات, ووفقا للمسوح المحلية الحديثة والشواهد التي يتناقلها الناس, يبدو ان اسرة عادية لديها خمسة اطفال في البيت تنفق حوالي الفين ريال يمني على التعليم (400 ريال يمني لكل طفل من الاطفال الخمسة) (500.7) ريال سنويا على الشؤون الطبية (500.1 ريال لكل زيارة بمعدل خمس زيارات في العام) و000.60 ريال على القات (200 ريال يوميا لمدة 300 يوم). وهذه الارقام تشير الى منحى واحد فقط من الاثر السلبي للدور البارز الذي يلعبه القات في الحياة اليمنية بالنسبة لنوعية الحياة. فالقات لا يحدد مدى انفاق الاسرة على الحاجات الاجتماعية والصحية فحسب, ولكنه يؤدي ايضا الى تخفيض الانتاجية وتقليص الاراضي المرورية المتوافرة لزراعة الغذاء والمحاصيل القابلة للتصدير, وتحويل المياه عن الاستعمالات الاكثر انتاجية, كما ان له اثرا سلبيا مباشرا على الصحة بالنسبة للرجال والنساء والاطفال وبالرغم من هذه المناحي السلبية المعروفة لمضغ القات, فليس من المحتمل ان تتغير هذه العادة بشكل ملموس في السنوات المقبلة, وقد تكون في الواقع على ازدياد في الجنوب اذا كان مسموحا بها هناك في عطلة نهاية الاسبوع فقط قبل الوحدة عام 90م.

Email