البابا أشعل شرارة الثورة... وغادر كوبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

غادر البابا يوحنا بولس الثاني كوبا بعد يوم اعتبر تتويجا لزيارته التي استمرت 100 ساعة وخصصت للدفاع عن الديموقراطية و(الاعتراف بحقوق الانسان) والمعتقلين السياسيين. وترك البابا في كوبا مئات الالاف من الاشخاص الذين اعلنوا امس بصوت عال توقهم الى الحرية امام الرئيس فيدل كاسترو (المتمسك بمواقفه) . وقال كاسترو ساخرا (لقد حضر الاشخاص الذين توقعوا حصول احداث مأساوية. وبعضهم كان حتى يتمنى حدوث ذلك) رافضا فكرة اجراء اي تعديل خلال الخطاب الذي القاه قبل مغادرة البابا كوبا. واكد للكوبيين الذين تابعوا الحدث مباشرة عبر شاشات التلفزيون ان (كوبا لا تعرف الخوف وترفض الكذب وتصغي باحترام وتؤمن بافكارها وتدافع بثقة عن مبادئها ولا تخفي شيئا) . ولاحياء قداسه الاخير على الجزيرة الشيوعية وقع اختيار البابا على ساحة الثورة قلب هافانا السياسي النابض ومكان التجمع التاريخي لتظاهرات الدعم للنظام الشيوعي. وامام سيل بشري اطلق العنان لعواطفه, طلب يوحنا بولس الثاني وسط صور (تشي) جيفارا والمسيح وامام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي جلس في الصف الاول, من كوبا (سلوك طرق جديدة) . وبدا البابا سعيدا ومازح الجمهور الذي قدر بنصف مليون نسمة وشكرهم على تصفيقهم المتكرر قائلا (عندما تصفقون يمكن للبابا ان يستريح) الامر الذي اطلق ضحكة من القلب من جانب فيدل كاسترو. لكن كلمات بسيطة مثل (الحرية) و(العدالة الاجتماعية) و(حقوق الانسان) و(الحق والحقيقة) و(الامل) هي التي اثارت حماسة الجمهور في الساحة. وفي مشهد مؤثر للغاية شوهد فيدل كاسترو يرافقه الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز حائز جائزة نوبل للاداب وصديق الزعيم الكوبي يصافح الجالسين الى جانبه بحرارة. وخلال زيارته التي استغرقت خمسة ايام لم يوقر البابا واشنطن ولا الاوساط المعادية لكاسترو وندد بشدة بالحصار الامريكي المفروض على كوبا منذ اكثر من 35 عاما ووصفه بأنه (جائر ومرفوض اخلاقيا) . وقال البابا في خطاب الوداع الذي القاه مخاطبا الزعيم الكوبي الذي ودعه في مطار هافانا (ان العزلة تؤثر على جميع السكان بلا استثناء) .

Email