البشير يطلب من المهدي الاستقرار على رأي واحد بشأن الوفاق

ت + ت - الحجم الطبيعي

رهن الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير زيارته للقاهرة بوجود الظروف المناسبة لها الا انه لم يوضح في اول تصريح له للصحافة المصرية منذ توتر العلاقات المصرية السودانية طبيعة هذه الظروف مكتفيا بالقول (ان كل الانباء التي ترددت حول الزيارة كانت توقعات متفائلة شجع عليها التحرك الايجابي والسريع باتجاه اعادة العلاقات السودانية المصرية الى طبيعتها) . واضاف البشير في حوار لمجلة (الاهرام العربي) اننا لم ننف هذه التوقعات لان الزيارة الى القاهرة تكون دائما احتمالا قائما حتى في ظل فترات التوتر التي مرت بها علاقاتنا الثنائية (ولم نؤكدها بميقات لاننا لم نقررها ولم نتشاور بشأنها مع الاخوة المصريين) فيما قال وزير الخارجية المصري عمرو موسى (ان هذه الزيارة لم تدرج بعد على جدول اللقاءات او في المباحثات التي تمت مع الجانب السوداني) . ونفى الرئيس السوداني ان يكون قد ربط زيارته للقاهرة بزيارة مسؤول مصري للخرطوم وقال (يكفي ان المسافة قريبة بين القاهرة والخرطوم ولأي منهما نصيب في الزيارات بين الاخوة الاشقاء) . وحول ما اذا كانت هناك ملفات لم تتم تسويتها بعد بين مصر والسودان قال البشير (لقد قررنا معالجة كافة المشكلات العالقة بروح الثقة والجدية ومن خلال هذا المبدأ سنعاين كل الملفات وقد تعاهدنا الا نجعل امام علاقاتنا عائقا وقد اعلنا حسن النوايا وسيتكامل العمل بارادتنا وتصميمنا المشترك لتجاوز كل ما طرأ على العلاقات من توتر للوصول بها الى اصلها المترابط واصولها المتداخلة ومستقبلها الواحد) . واكد البشير ان كلا من مصر والسودان لهما عمق استراتيجي واحد وقال ان ما يهدد امن السودان يهدد امن مصر والعكس صحيح ووحدة الهم تؤكد حتمية الدور الذي يمكن ان يلعبه كل طرف لاعانة الطرف الآخر, واذا كانت حدود مصر الجنوبية هي مدينة نمولي اقصى جنوب السودان فان حدود السودان الشمالية هي مدينة الاسكندرية اقصى شمال مصر) . وفيما يرتبط بقضية الارهاب ادان البشير حادث الاقصر الذي وقع العام الماضي وقال لن يكون وادي النيل ملجأ لمجرم ونحن حريصون على امن مصر كحرصنا على امن السودان. وفيما يتعلق بطرح زعيم حزب الامة السوداني الصادق المهدي لحوار مع حكومة السودان على جسر مصري بشرط وضع اساس لمساءلة الحكومة عما تعتبره المعارضة اجحافا بالشعب السوداني, قال البشير (نستحسن من الاخ الصادق تصريحاته الايجابية ونستغرب ما يتخللها من تناقض احيانا وقطعا عندما يستقر هو على رأي سيجدنا باذن الله جاهزين للرد عليه بقدر ما يطلب وما نعتقد ان فيه اجابة شافية) . اما المهدي وفي حوار مماثل مع المجلة فقد وضع شرطين لتحسن العلاقات المصرية السودانية من وجهة نظره وهما (تخلي السودان عن مساندة الارهاب) و(تسليم المتهمين في انشطة ارهابية) , وقال ان طبيعة النظام السوداني وروابطه بشبكة التطرف الاسلامي لا تسمح له بالتجاوب المطلوب في هذا الصدد, حيث ان ثمن التحسن في العلاقات المصرية السودانية هو تخلي هذا النظام عن ثوابت جعلها مبررا لانقلابه وحكمه) . ورأى المهدي ان تحسن العلاقات المصرية السودانية يمر حتما عبر اهداف الشعب السوداني المشروعة في السلام والديمقراطية والعدالة مؤكدا ان محاولة ابعاد مصر عن الشأن السوداني هي محاولة خاطئة وترفضها جميع الاطراف السودانية. واعتبر زعيم حزب الامة السوداني ان الظروف الآن مهيأة أكثر من اي وقت مضى كي تساهم مصر في حل الازمة السودانية كاشفا عن ان قادة التجمع الوطني الديمقراطي سيلتقون بوزير الخارجية المصري عمرو موسى قريبا في اطار سعي المعارضة السودانية لأن تلعب مصر دورا بارزا في اطار منظمة الايجاد لانهاء المشكلة السودانية المعقدة. وتعاطى وزير الخارجية المصري مع تصريحات المهدي فأكد ان مصر لن تقدم اي تنازلات في موضوع علاقة حكومة السودان بالجماعات المتطرفة وقال (ان هذا امر يتعلق بأمن المواطنين المصريين) فيما تعاطى مع تصريحات البشير فأكد حرص مصر على الحفاط على وحدة السودان وقال ان العلاقات المصرية السودانية انتقلت من مرحلة التوتر الى مرحلة التهدئة وان الخلافات بين البلدين يمكن حلها. وشدد موسى على ان العلاقات المصرية السودانية تحتل الاولوية لدى مصر كما هو الامر بالنسبة للسودان وقال انه من المهم ان نفتح صفحة جديدة وهناك اختلافات ولكن يمكن حلها وهو ما يتم التباحث حوله حاليا, ونحن لا نتحدث فقط عن العلاقات مع النظام اسوداني ولكن عن علاقتنا مع السودان ككل) . وفيما يتعلق بالملف الامني قال موسى انه تم تحقيق تقدم في اعمال اللجنة الامنية المصرية السودانية. ورفض وزير الخارجية المصري ان يكون سعي مصر لتحقيق المصالحة في السودان سيؤدي الى خلافات بين القاهرة وواشنطن وقال (لا يوجد خلاف والجهود المصرية لايجاد تفاهم بين الاطراف السودانية تنبع من العلاقات المصرية السودانية التاريخية) . وحول طلب الفصائل السودانية المعارضة من مصر التوسط والترتيب لمصالحة مع حكومة الخرطوم على غرار المصالحة بين الفصائل الصومالية قال موسى (لا استطيع القول ان احدا طلب هذا من مصر ولمصر موقف ثابت من ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة السودان) . اما زعيم ما يسمى بالحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق فقد رأى في حوار مع المجلة ان تبني حكومة السودان لمشروع سياسي (اسلامي) يتخطى حدوده كان احد اهم الاسباب لتردي العلاقات المصرية السودانية وقال: (ان وجود ارهابيين مصريين في السودان وتبنيهم لعمليات ارهابية في مصر سببا مهما في تردي العلاقات خاصة في ظل ضبط شحنات اسلحة مرت من السودان الى مصر) . وحول مدى تأثير الخريطة التي قدمها لمؤتمر نيروبي بشأن الوضع الجغرافي السياسي للسودان كما يراه على علاقاته مع مصر قال قرنق (اعترف بان الخريطة سببت قلقا لمصر وللمحيط العربي كله ولكنه قلق مؤقت لانه مرتبط بموقف تكتيكي في المفاوضات وكنت انوي شرحه لمصر وانا مقتنع بأن هذا القلق سيتبخر لان دوافعه غير صحيحة) .

Email