الترابي شارك الاقباط المصريين في حفل إفطار السعودية تدخل على خط المصالحة السودانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تربط الاوساط السياسية من الخرطوم بين الزيارة التي بدأها نائب الرئيس السوداني الفريق الزبير محمد صالح للمملكة العربية السعودية وتكهنات بأن القيادة السعودية دخلت خط المصالحة بين الحكومة السودانية والمعارضة الشمالية التي يتزعمها محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي المقيم هناك, والذي اكدت مصادر المعارضة هنا في الخرطوم لـ (البيان) انه يشترط اشتراك السعودية في اي جهود للوفاق السوداني التي يتردد هنا ان هناك مساعي ليبية بشأنها بدعم من مصر وعلى غير العادة في حال الجهود التي تقوم بها السعودية من مصالحات بين الاطراف العربية وتسييجها بدبلوماسية (الكتمان) فانه تم الكشف صراحة عن مهمة الفريق الزبير بانه يحمل رسالة خطية من الفريق البشير تتعلق بجهود حكومته للمصالحة في السودان وايقاف العنف في شرق وجنوب البلاد. وكان احمد عبد الرحمن الامين العام لمجلس الصداقة الشعبية والقيادي البارز في الجبهة الاسلامية التي يتزعمها الدكتور حسن الترابي صرح لـ (البيان) بإن الدبلوماسية السعودية تفضل فرض السرية على اية مفاوضات بين الاطراف الى حين وصولها الى نقطة تقترب بها من النجاح واضاف ان بعض اطراف المعارضة الشمالية يفضلون الوساطة السعودية على غيرها لانها تكون مرتبطة بمشروعات ومساعدات فاعلة لتجاوز بعض المصاعب المادية كما حدث في حالة لبنان. وشهدت الآونة الاخيرة تحركات من جانب الحكومة تهدف الى تحقيق الوفاق الوطني رغم ما تصفه اتصالات بين الجانبين ظل في اطارها وزير الدولة للخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل منذ مغادرته السودان قبل اسبوعين يتنقل بين القاهرة وطرابلس واخيرا الرياض.. وبشأن التحرك الليبي اكدت آخر الانباء كما اوردتها صحيفة (الرأي الاخر) الصادر في الخرطوم امس ان طرابلس استضافت اطرافا من حزب الامة والحكومة ورعت بالفعل مفاوضات بينهما حيث رأس جانبا الحكومة الدكتور غازي صلاح الدين امين تنظيم السياسة لحكومة الفريق البشير بعد ان تم اطلاعه على مفاوضات سابقة اجرتها القيادة الليبية مع الصادق المهدي لتقريب وجهات النظر, وأضافت صحيفة (الجمهورية) الرسمية إلى أن الحكومة السودانية ستدعو قادة المعارضة قريباً للتفاهم حول بعض نقاط الخلاف وذلك بعد التنسيق مع القاهرة وبين القاهرة والسعودية ويتحدد بعدها مكان انعقاد مفاوضات الحوار بين الحكومة والمعارضة. وفي نغمة جديدة من قياديي حزب الأمة بالداخل الذي يتزعمه الصادق المهدي وبالرغم من توزيع منشور يتم تداوله بكثافة صادر من قيادة الحزب الداخلية بإيقاف أية مفاوضات مع الحكومة, فإن الدكتور مادبو القيادي في حزب الأمة أكد أن هناك خلافاً بين تجمع المعارضة الخارجية والصادق المهدي لان الأخير يدعو إلى تغيير الحكم عن طريق الحوار والتفاوض, وأضاف (لا توجد خلافات حول الأهداف العامة) , وقال ان الشيوعيين وحدهم هم الذين يلتزمون بقرار إسقاط النظام بالقوة واستبعاد الحوار والتفاوض) . من جانبه تحدث للمرة الأولى الدكتور حسن تاج الدين عضو مجلس رأس الدولة الذي أطاح به انقلاب البشير, فطالب باشراك مصر في مفاوضات الايجاد القادمة وان يتم تمثيل كل المعارضين فيها, وأضاف لصحيفة (الاسبوع) ان أمن السودان مرتبط بأمن مصر وإذا خلصت النوايا وجلس أهل السودان وحدهم واتفقوا بأن يكون دور الايجاد مؤازرة السودان في الاستقرار والسلام, وأضاف تاج الدين وهو من حزب الصادق المهدي ان أي اتفاق مع فريق بمعزل عن المعارضة الشمالية سيكون (معيباً) . وعلى الجانب الآخر وفي خطوة تعبر صراحة عن جانب المتشددين في النظام بشأن المصالحة, قال محمد أحمد الفضل نائب الدكتور غازي صلاح الدين في أمانة التنظيم السياسي للدولة, ان الاتصالات التي تجري حاليا للوفاق هي اتصالات بحسن النية والأمل وليس لها أي الية وأطر محددة) وأضاف في مؤتمر عقد بالخرطوم (ان البلاد لن تعود مرة أخرى إلى عهد الحزبية والطائفية وان عودة رموز الطائفية والحزبية بصورتها القديمة غير وارد اطلاقاً وأضاف اننا لن نتحدث الآن عن وفاق الأشخاص والرموز وأما عن (وفاق المجتمع: فإن الاتصالات الجارية حالياً تتم في هذا السياق) . ومما يؤكد ارتياح اوساط خارجية ومتابعتها لمساعي الوفاق السودانية يصرح الدكتور فرنر داوم سفير المانيا بالخرطوم, بأن مسؤلا كبيرا ممثلا لحكومته سيصل الخرطوم الشهر المقبل للمساهمة في دفع الحوار بين الحكومة والمعارضة, قال السفير ان تباشير الوفاق بأنه رفيع المستوى قد لاحت في الافق وكشف السفير الذي وصف المسؤول القادم لصحيفة (الرأي العام) بأن الحكومة الالمانية بدأت بالفعل مساعيها في هذا الاتجاه بالاتصال مع كافة (الجهات) في وقت سابق. من ناحية اخرى يتجاوز المسؤولون السودانيون الانتقادات التي بدأت بعض صحف القاهرة توجيهها الى الدكتور الترابي, والذي قام لاول مرة بالمشاركة الى جانب الفريق البشير في حفل افطار رمضان الذي درج على اقامته المسيحيون الاقباط المصريون بناديهم بالخرطوم منذ عشرات السنين. وقال الدكتور الترابي انه من بشارات هذا الشهر (اندفاع المياه الى شمال وادي النيل) حيث بدأ السلام يتحرك مع مصر, كما ان وزير الاعلام الاسبق محمد خوجلي صالحين ورئيس لجنة الاعلام حاليا بالبرلمان دعا الى وقف الحملات الاعلامية ووصفها بأنها لا تخدم مصالح البلدين, وطالب بحسن التصرف وان يخدم الاعلام الخط السياسي, واضاف ان الآراء الشخصية يجب الا تؤثر على العلاقات خاصة بعد ان اتضح ان القيادات العليا جادة في تحقيق التعاون المنشود بين السودان ومصر, وذلك في اشارة واضحة الى الدكتور الترابي رئيس البرلمان الذي هاجمته صحيفة الحزب الحاكم في مصر.

Email