حكومة المجالي تحت نيران المعارضة … رئيس اللجنة القومية: المشاركة استرضاء لامريكا

ت + ت - الحجم الطبيعي

فجرت مشاركة الاردن في المناورات العسكرية البحرية الامريكية الاسرائيلية التركية في البحر المتوسط عاصفة سياسية عارمة لم تتوقف عند المناورات فحسب بل طالت كافة اشكال التعامل مع اسرائيل. احزاب المعارضة الوطنية الاردنية والنقابات المهنية والشخصيات الوطنية الاردنية المستقلة تداعت الى اجتماع موسع في مقر حزب جبهة العمل الاسلامي حيث شكلت لجنة لوضع آليات عمل لمواجهة استحقاقات هذه المشاركة في المستقبل واثرها على الاردن في البعدين القومي والاسلامي. وترأس هذا الاجتماع حمد الفرحان رئيس الجبهة القومية في الاردن والتي هي عبارة عن ائتلاف من ثلاثة احزاب قومية وقال الفرحان ان هذه المشاركة في المناورات تعني المزيد من التبعية لامريكا واسرائيل وجاءت لاسترضاء الجانبين الامريكي والاسرائيلي على حساب مصلحة الاردن وانتمائه العربي والاسلامي واقترح الفرحان ان يتوجه المجتمعون الى الحكومة لمطالبتها بوقف التنسيق مع اسرائيل بكافة اشكاله. ثم تحدث فؤاد دبور رئيس لجنة التنسيق العليا لاحزاب المعارضة فطالب الجميع بالمشاركة في ابداء الرأي للوصول الى صيغة المعارضة لوضع آليات التحركات السريع لتوعية الجماهير الاردنية وتعبئتها ضد استحقاقات المرحلة المقبلة وضد التحالفات التي قد يشارك فيها الاردن مستقبلا. وتحدث المحامي ملحم التل امين عام حزب الجبهة الدستورية فقال ان الهدف من هذا اللقاء هو توسيع جبهة المعارضة الشعبية لمشاركة الاردن في المناورات مؤكدا ان مبدأ المشاركة في مثل هذه المناورات مرفوض من اساسه في الوقت الذي يصمد فيه القطر العربي السوري في وجه كل الظروف والتحديات وفي الوقت الذي يصمد فيه القطر العراقي على الحصار ويعاني من جراحاته. وقال التل: لايجوز لنا ان نحيط بادراكنا ووعينا في دراسة وتقييم خطورة هذه المناورات التي تأتي في اطار الاعداد لشن عدوان على الامة العربية وهي تشكل تباعدا للسياسة الاردنية عن البعد القومي والاسلامي للاردن. واشار التل الى ان بعضا من الاهداف غير المعلنة لهذه المناورات هي الضغط على سوريا التي عجزوا عن حرفها عن مواقفها ومبادئها القومية. عبدالحفيظ علاوي وهو عضو في مجلس نواب 1989 ومن التيار الاسلامي اعرب عن خشيته من ان يصبح الاردن دولة حكم ذاتي داخل اسرائيل, وتساءل عن الآليات التي يمكن ان توقف هذه العملية وعن الامكانيات المتاحة لتحريك الناس. الدكتور سعيد ابو بنرر نقيب اطباء الاسنان طالب الاحزاب بوضع خطة عمل شعبية لتفعيل دور المواطن الاردني في جميع مناطق المملكة وضرورة عقد مؤتمر وطني عام في اسرع وقت ممكن. وقال ان التعامل اليومي من قبل الحكومة مع النقابات لايتم بالاحتكام للقوانين وانما بتطبيق تعليمات هدفها ابعاد النقابات عن المواطنين. واضاف ان اموال صندوق الضمان الاجتماعي تذهب لتمويل مشاريع اسرائيلية اردنية مشتركة وان هناك 35 شركة اسرائيلية اردنية تعمل بدعم من صندوق الضمان الاجتماعي بما يعني اننا جميعا (مطبعون) لان اموالنا تذهب للمشاريع الاسرائيلية الاردنية المشتركة. ونوقشت عدة اقتراحات تراوحت بين تنفيذ اعتصام جماهيري امام السفارة التركية في عمان وتشكيل لجان شعبية للدفاع عن الوطن في كل محافظات المملكة وارسال برقيات مساندة وتأييد لموقف سوريا واعلان الاردن الشعبي رفضه لهذه المناورات والتركيز على حشد المواطنين ضد مايجري واعلان فك الشراكة بين الشعب والحكومة واسقاط قناع الديمقراطية. حاكم الفايز وهو احد الرموز القومية في الاردن وصف هذه المناورات بانها تشكل اهانة لكل الشعب الاردني وقال ان حجة الحكومة بالمشاركة بصفة مراقب هي حجة داهية اذ ان المراقب عليه التزامات تلك الالتزامات ملزمة للحكومة وهي بدورها ستلزمها للشعب. المهندس ليث شبيلات نقيب المهندسين قال ان الشعب لا يحتاج الى توعية (لانه اوعى منا) . واقترح شبيلات الابتداء بالاعتصام وان يبدأ الاعتصام فورا وينفذه امناء الاحزاب والنقباء والشخصيات الوطنية قائلا انه اذا تم اعتقال هؤلاء فان الشعب سيتحرك عندها. وقال شبيلات: ان الشعب الاردني يبتلى بقياداته الشعبية والحزبية لانها ليست على المستوى المأمول منها لانها لاتقدم التضحيات المطلوبة منها. واضاف اننا نواجه ازمات خطيرة من الاستبداد واغتصاب السلطات الشعبية وتقزيم الحياة النيابية والديمقراطية. وشن شبيلات هجوما شديدا على الحكومة وقال انها تقوم بصهينة الوطن. عبداللطيف عربيات الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي وهو اكبر حزب سياسي اردني قال ان اقتراحات شبيلات بحاجة الى تحديد واضح يوصلنا الى نتيجة وان الاوصاف لاتحل لنا مشكلة خاصة واننا مسلمون مأمورون بمخاطبة الناس باللين والحوار وان التوصيفات وحدها لاتؤدي الى التغيير. واضاف عربيات اذا كان الاعتصام سيحل مشكلة فاننا مستعدون للاعتصام فورا. حمد الفرحان وصف شبيلات بانه طليق في طرحه وفي كلماته ومارس ذلك لمدة طويلة لكنه لم يغير شيئا. وتساءل الفرحان: عن اي وعي شعبي نتحدث وثلث شعبنا جائع لايفكر الا بلقمة العيش لذلك يجب ان يكون التحرك منطقيا, هذه التحركات المشاركة على الساحة الاردنية جعلت الحكومة تتراجع عن نواياها باصدار قوانين جديدة للاحزاب السياسية والنقابات المهنية تحسبا من زيادة حالة الاحتقان الشعبي التي تسود الاردن بسبب سياسات الحكومة وتعاملها مع اسرائيل على حساب علاقاتها العربية والاسلامية. وبدأ بعض الوزراء يهمسون في آذان المقربين منهم ان الحكومة باتت مرشحة ليس لاجراء تعديل عليها بل ترحيلها في فترة لاتتجاوز اواخر شهر مارس المقبل. واذا كانت الاحزاب السياسية والنقابات المهنية تحظى بشعبية واسعة في الشارع الاردني فان قيام شخصية سياسية لها باع طويل في السياسة وهي طاهر المصري رئيس الوزراء الاسبق يدق ناقوس الخطر الذي يتهدد الاردن جراء التعامل مع اسرائيل كان له الاثر الابلغ في حشد الرأي العام الاردني ضد التوجهات الحكومية نحو اسرائيل. المصري الذي تساءل: هل تاهت البوصلة الاردنية قال ان الهدف الاستراتيجي والبعيد المدى للمؤتمر الصهيوني الذي عقد في بازل عام 1897 كان انشاء دولة لليهود في فلسطين وللوصول الى هذا الهدف ارسى المؤتمر وما يتبعه من مؤتمرات نمطا من التخطيط والسلوك يعتمد على سياسة المراحل والانجاز التراكمي, حيث كانت الحركة الصهيونية تحدد هدفها الآني واولياتها وتسعى لتحقيق ذلك ضمن تلك المرحلة وعندما تنتهي المرحلة تبدأ مرحلة اخرى بأولويات مختلفة وهكذا جاء وعد بلفور ضمن ذلك السياق الذي يهدف في مداه البعيد الى انشاء دولة اسرائيل على كامل التراب الفلسطيني وكذلك جاء انشاء دولة اسرائيل عام 1948 واحتلالها لباقي فلسطين عام 1967 ضمن السياق نفسه. وقال المصري ان الحكومات والاحزاب الاسرائيلية لاتختلف الا في التفاصيل وطريقة الوصول الى الهدف والتوقيت في مجرد قبول هذه الحكومات والاحزاب بحق اليهود في الاستيطان في كافة الضفة الغربية وقطاع غزة ماهو الا تأكيد من قبلها على ان الارض لهم وان السكان الفلسطينيين ماهم الا ذوي وجود طارق على هذه الارض يجب ان ينتهي في الوقت المناسب. وبعد ان يستعرض المصري حقائق التاريخ وخطط الحكومة الاسرائيلية الحالية التي تعتبر اكثر حكومة اسرائيلية وضوحا في كشف النوايا الحقيقية لليهود يقول المصري ان على الاردن ان يتصرف على اساس هذه الحقائق عندما يتعامل مع اسرائيل في كافة المجالات, ومن السذاجة ان نبقى في الاردن نفترض حسن نية اسرائيل تجاه الاردن وان الاردن منيع على الاختراق الاسرائيلي فالمشروع الصهيوني مستمر ولايزال يسير حسب المخطط الذي يعتمد مبدأ المراحل وهو مخطط يشكل فلسطين اولا والاردن في مرحلة لاحقة والاستهداف قد يأتي بشكل مباشر او غير مباشر. ويشير المصري الى تصريحات حاييم راسون وهو احد القادة المعتدلين في حزب العمل على انها احدث مثال يعكس نوايا وخطط اسرائيل تجاه الاردن. ولهذا يرى طاهر المصري ان السياسات الحكومية التي تسمح وترحب وتسهل كل انواع التعاون مع اسرائيل هي سياسات خطرة وان حجم ونوعية وكيفية التعاون الثنائي بين الاردن واسرائيل اصبح يشكل خطرا على الامن الوطني الاردني وسوف يأتي اليوم الذي تندم فيه عليها وعلى سكوتنا عنها. واشار المصري الى التعاون التجاري والصناعي والزراعي والعقاري والاستثماري بين الاردن واسرائيل مشيرا الى انه بدأ ياخذ بعدا وعمقا لايستهان به ويشكل خطرا على مصالح الوطن العليا وعلى العلاقات الاردنية العربية وارتباط الاردن بمحيطة العربي قائلا ان هناك بعض انواع التعاون مع اسرائيل تشكل خطوطا حمراء لايستطيع التحدث عنها. ويكشف المصري عن وجودنية لكي تكون كافة الاستثمارات الجديدة لاستخراج املاح البحر الميت والمعادن منه ضمن مشاريع مشتركة مع اسرائيل وتعمل شركة ابو ناس العربية وواجهتها الشركة القابضة لصناعات البحر الميت على بلورة هذا التوجه وبناء المشاريع المشتركة وبوتيرة متسارعة. ويضيف المصري: انني اتساءل والالم يعتصرني, لماذا نسمح لاسرائيل بالذات ان تكون شريكنا مناصفة في خيرات وثروات البحر الميت (بترول الاردن) بينما هي تمتلك كافة مشاريعها على الجانب الآخر. ويتطرق الى انشاء شركة قابضة للاستثمار مناصفة بين مؤسسة الضمان الاجتماعي الاردنية وشركة كور الاسرائيلية والى تحويل جزء من الدين الخارجي لاحدى الدول الاوروبية على الاردن الى استثمار تستفيد منه شركة اسرائيلية مسجلة للتمويه في هولندا لتبني مع شركة استثمارية اردنية لها سجل عريق في الاستثمارات المشتركة مع اسرائيل مجمعا تجاريا ضخما امام مدينة الحسين الطبية. عمان ـ خليل خرمة

Email