قانون جيسو تحت النيران والصهاينة (يتنمرون):وقائع الجلسات الاربع الصاخبة لمحاكمة جارودي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اربع جلسات وعلى مدى اربعة ايام اختتمت محاكمة المفكر الفرنسي روجيه جارودي وسط اجواء متوترة, بين المنظمات اليهودية من جهة والعرب المسلمين الذين حضروا قاعة المحكمة. وقد خرج جارودي من قاعة المحكمة وسط تصفيق حاد ووضع تحت حراسة مشددة لنقله الى منزله خوفا من مبادرات اعتداء المتطرفين الصهاينة عليه. وقرر القاضي الفرنسي بان الاحكام ستصدر بحق جارودي في 27 فبراير المقبل. تميزت الجلسة الثالثة التي افتتحت يوم الخميس الماضي في المحكمة الجزائية, الفرقة 17 بقصر العدالة في باريس, بهجوم من قبل فريق الادعاء الذي تمثله مجموعة من المنظمات اليهودية, ذات التوجه الصهيوني وهي ــ ليكرا ــ الرابطة العالمية ضد العنصرية للاسامية وـ مراب ــ الحركة المعادية للعنصرية ومن اجل الصداقة بين الشعوب وSEBAN (رابطة الرياضة والثقافة) و(محامون بلا حدود) , على المفكر جارودي وقد اثار فريق الادعاء الاتهامات ذاتها التي وجهها الى جارودي, وتم التركيز في هذه الجلسة على استخدام جارودي لتعبير shoah business اي (تجارة المحرقة) واتهم بانه يحمل على تحريف الحقائق وانه استخدم مصطلح الصهيونية كقناع من اجل التعبير عن بواطنة في معادلة السامية واليهود. كما اشاروا الى ان جارودي اوقع الان بير, الذي يمثل الكنيسة الفرنسية في فتح تقديم الدعم له, شريطة حذف مقاطع من كتابه (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) . الا ان جارودي دحض هذا الادعاء من خلال رسالة دعم قرأها جارودي في قاعة المحكمة. واثار فريق الادعاء مسألة الهولوكوست وغرف الغاز. وبين جارودي انه لابد من العودة الى جذور الصهيونية التي اسسها تيودور هيرتزل الذي لم يكن يعتبر المسألة اليهودية مسألة دينية او عرقية بل انها مسألة قومية تسعى لتأسيس دوله. واكد جارودي ان معاداة السامية بالنسبة له بمثابة جريمة لاتغتفر, لكن فريق الادعاء لايريد الاستماع الى التمييز الذي يطالب به جارودي واضاف بأنه لم يبتدع مصطلح الــ shoah business, معتبرا ان البعض قرأ كتابه بــ (نظارات ملونة) واكد بانه لم يحضر المحكمة ليشرح ابعاد قضية غرف الغاز لانه غير مؤهل لذلك. وانتقد محامو فريق الادعاء جارودي على قوله بان يهود فرنسا لايشكلوا سوى 2بالمائة الا انهم يسيطرون على 80بالمائة في وسائل الاعلام والتلفزيون ورق النشر. ثم قالوا له: اذن لماذا للا نتحدث عن لوبي عربي) فأجابهم: لانه ببساطة غير موجود وهاجم جارودي قانون جيسو الذي يخنق حرية الفكر والتعبير ويشكل ارهابا فكريا لمن يتصدى لفحص التاريخ واعادة تقييمه..واكد بانه لم يقوم باية اساءة للديانة اليهودية في اعادة قراءته للتاريخ, وسأله فريق الادعاء عن عدد الذين قرأوا كتابه الاساطير) بجميع اللغات التي ترجم اليها فأجاب جارودي المليون قارىء تقريبا.. فاتهمه فريق الادعاء, بتسميم عقول مليون شخص بافكاره وخصوصا اطفال المدارس وزعم ان كتابه عمل على مسح ذاكرة آبائهم واسلافهم! واتهمه فريق الادعاء ايضا باستخدام مصطلح (التطهير العرقي) . وهي جريمة في نظر القانون. وقال محامي رابطة (ليكرا) بانه لا توجد دولة ديمقراطية تمثل العرب في برلمانها في الشرق الاوسط سوى اسرائيل مما رد عليه احد المحامين الذين يمثلون وفد المحامين المغاربة بان اليهود ممثلين في البرلمان المغربي وان مستشار الملك المغربي يهودي. واكد احد محامي فريق الادعاء بان جارودي يشكل خطرا على الاجيال المقبلة وخاصة الشبيبة اليهودية لان هناك اناساً يرضعون افكاره كالحليب! وكادت المحكمة ان تتحول الى محاكمة تاريخ جاروي بأكمله مما جعل القاضي يؤكد لمرات عديدة ان المحكمة لا تحاكم جارودي بل تحاكم بعض الصفحات التي جاءت في كتابه (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) . اما الجلسة الرابعة التي افتتحت في يوم الجمعة فقد كرست للدفاع عن جارودي اذ قال محامي الدفاع (باننا ندافع عن سلمان رشدي لان قضيته تقع خارج حدود بلدنا فرنسا. واشار الى اميل زولا الذي تحتفل فرنسا بأكملها بمناسبة مرور مائة عام على كتابته لمقاله الشهير (اني اتهم) دعما للضابط الفرنسي دريفوس الذي اتهم بـ (معاداة السامية) وذكر محاكمه جاليليه الذي لم يحترم قوانين الفلك التي حددتها الكنيسة وقال بانها فضيحة وبعد اعوام سنتحدث عن فضيحة محاكمة جارودي وكتابه (الاساطير) ثم اضاف لماذا لا يحق لنا انتقاد (المؤتمر اليهودي العالمي) الذي لم يتم انتخابه من احد واستشهد بأقوال المؤرخ الامريكي ارنو ميللر الذي يؤكد على انه لا يمكن صناعة التاريخ من ركام الشهادات! واضاف: لماذا لا نشكك في وجود غرف الغاز ما دمنا نعيش في بلد فولتير وديكارت وكل شيء يقاس بالبراهين وقال تصوروا اننا نقول اليوم بان الفلسطينيين يبادون على يد الاسرائيليين كما يقال بان اليهود ابيدو على يد الالمان لقامت القيامة اثمة اشياء لا يحق لنا ان نشكك بها لكني اقول يعيش الشك وفولتير لابد له من العودة الى زماننا! وقد حضر المحكمة وفد من (اتحاد المحامين العرب) ودافع علي السفياني ممثل المغرب في (اتحاد المحامين العرب) عن جارودي قائلا: باننا جئنا هنا ليس للخوض في تفاصيل الدفاع عن جارودي ولكن للوقوف الى جانبه لان زملائنا الفرنسيين قاموا بعملهم على اتم وجه. واشار الى ان رابطة (مراب) التي وقفت ضد العنصرية ازاء المهاجرين العرب المقيمين في فرنسا تقف الان ضد مفكر مثل جارودي. ثم اضاف لا يملك ان يكون جارودي معاديا للسامية ولم يتم الهجوم عليه الا عندما اعتنق الاسلام. وقال: (لماذا لا نحاكم المشككين في جريمة مجزرة قانا اولئك الاطفال والشيوخ والنساء الذين لا ذنب لهم سوى انهم عرب وفلسطينيين! واكد على انه لا يمكن ان يوجد في بلد عريق مثل فرنسا قانون من طراز قانون جيسو الذي يخنق حرية التعبير والفكر. ولماذا لا نعتبر كسر اذرع وايادي الاطفال الفلسطينيين امام شاشات التلفزيون عملا من اعمال الجرائم ضد الانسانية؟! وانظروا الى القدس كيف يتم تدمير ثقافتها وعراقتها. واشار الى ان هناك استخداماً اعلامياً وسياسياً لهذه المحاكمة وذلك لاخفاء ما يحصل من جرائم بحق الفلسطينيين وقال: بان لعرفات مستشارون يهود.. وان اليهود يتمتعون بكل حقوقهم في العالم العربي. ثم دافع عن جارودي ممثل اتحاد المحامين المصـريين علي حامد مؤكدا بانه هو الاخر لا يخوض تفاصيل المحكمة بقدر ما جاء في مصـر الى جانب جارودي وقال بان حرية الفكر اصبحت ضحية في فرنسا. واكد على ضرورة النظـر الى جميع الحقائق بنظرة نسبية خالية من التعصب. واشار الى جارودي كمفكر ومؤمن قد ناقش وانتقد جوانب عديدة في الاسلام وخاصة الاصولية التي اعتبرها مرض الاسلام ولم يعترض عليه او ترفع ضده شكوى او قضية وقال ان جارودي يحاكم الان لانه اعتنق الاسلام. وهو مفكر اكبر من هذه المحكمة ان الذين يهاجمون جارودي الان هم الذين يؤمنون بوجود حقيقة واحدة فقط. واكد جاك فيرجيس بان (قانون جيسو الذي يحاكم بموجبه جارودي هو قانون فاشي وعنصري ووسمة عار على جبين فرنسا) . باريس ـ البيان

Email