الناجون من المذبحة يتذكرون وقائعها دماء ودموع في سيدي حامد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقف أطلال محترقة هي كل ما تبقي من بيت بشير سالمي شاهدا على مجزرة بشعة سالت فيها دماء سكان قرية سيدي حامد الفقيرة بجنوب الجزائر يوم الاحد . تحكي برك دماء جافة عند الباب الامامي وعلى ارض الفناء والممر المترب قصة هجوم وحشي تكرر في بيوت أخرى قريبة حيث ذبح أكثر من 100 رجل وامرأة وطفل. في تلك الليلة وضع سالمي وزوجته أطفالهما الخمسة في سريرهم الكبير الوحيد في بيتهما المتواضع المكون من غرفتين ثم سمعوا دقا علي الباب وصوتا يقول (افتحوا نحن شرطة) كما يقول جار لهما هرب من المجزرة. عندما فتح سالمي الباب الامامي ذبحه مسلح0 أيقظت زوجته الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين سنتين وعشر سنوات وجروا ولكنهم لم يذهبوا بعيدا جز المهاجمون اعناقهم. قال الجار ( بكل هدوء ذبحوهم بالسكاكين مثل الغنم0 رغم صراخ الاطفال0 لعن الله القتلة0) . ومذبحة سيدي حامد التي تبعد 30 كيلومترا تقريبا جنوب الجزائر واحدة من عدة مجازر قتل فيها أكثر من 1100 مدني منذ بداية شهر رمضان في 30 ديسمبر . المشهد في بيت سالمي تكرر في بيوت وشوارع قريبة0 برك من الدماء الجافة وبيوت محترقة واحذية وغيرها منتثرة. قال ناجون يعانون من صدمة عنيفة ان نحو 70 مسلحا في ملابس الميدان التي يرتديها أفراد الميليشيا الحكومية أغاروا على القرية من جبل قريب مسلحين ببنادق وقنابل يدوية وسكاكين حوالي الساعة الثامنة من مساء الاحد الماضي. تجولوا من مكان الى اخر يذبحون بالسكاكين ويطلقون الرصاص ويحرقون البيوت0 قال سكان ان ريحا قوية في تلك الليلة لم تمكنهم من سماع ما يحدث في القرية. قال نصري العابد (50 سنة) وهو يقف امام اطلال مقهاه الصغير الذي نسفه المهاجمون بقنبلة يدوية بينما كان نحو 50 مراهقا يشاهدون شريط فيديو (يقتلوننا ولكننا لا نعرف لماذا) . واصيب في الهجوم ثلاثة من أطفاله. قال رزوق سفيان (لاحظ احد الجيران واسمه حسن بوزة رجلا يحاول القاء قنبلة داخل المقهي0 قاومه والقى القنبلة خارجا ثم أنزلنا المصاريع) . وبعد لحظات انفجرت القنبلة ثم ألقوا بأخرى في الداخل0 مات حسن و20 غيره0 ولولا حسن كنا متنا جميعا) . وأضاف سفيان (17 سنة) يقول (هربنا نحن الاحياء من النافذة. وجريت مع صديق بينما كان أحد المسلحين يطلق النار0 ورغم اصابتي في اذني فاننا نجونا) . قال ان بعض المهاجمين كان بدون لحى والبعض الاخر كان له لحى والباقون كانوا ملثمين. وقال أحد الناجين انه تعرف على احد المسلحين وهو من قرية مفتاح0 اضاف قائلا (عندما التقت اعيننا تردد0 ولكنني امسكته من الحزام وطرحته أرضا ثم هربت) . قال ناجون ان المهاجمين كانوا منظمين في عمليات الذبح التي استغرقت نحو ساعتين. قال اثنان من سكان القرية نجيا من المجرزة انهما أبلغا قوة امنية ترابط على مشارف القرية ولكنها لم تستجب سريعا. ولكن مسؤولين أمنيين قالوا انهم استجابوا سريعا وقتلوا خمسة من الارهابيين بينما مات اثنان من قوة الدفاع المحلية وجرح اثنان اخران. وبعد المجرزة كان أحياء يحزمون امتعتهم استعدادا للرحيل من سيدي حامد بينما كان حفارون يوسعون مقبرة القرية لدفن ضحايا المذبحة التي قال مسؤولون ان عددهم 103. ـ رويتر

Email