حدث وحديث: الذبح الحلال:بقلم : محمد العزبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

رائحة الدم بدأت تنتشر في عالمنا العربي وباقي انحاء الكرة الارضية, هذه المرة قادمة من الجزائر الدولة العربية التي تعاني بشدة والخطر يهدد حاضرها ومستقبلها ويمحو ماضيها.. بلد المليون شهيد تقترب من لقب جديد (بلد المليون ذبيح) . من يذبح ابناء هذا الشعب, هل الجماعات المسلحة التي تتستر خلف الاسلام ام جماعات اخرى لا احد يعلم ما هي وما غرضها الا الله, ما يحدث في الجزائر ليس ارهابا بالمعنى الذي نعرفه فهو ارهاب جديد يدعو للقضاء على امة بأكملها بلا رحمة او هوادة. الارهابيون الا القليل منهم تهتز ايديهم رأفة ورحمة وهم يلقون القنابل او يطلقون الرصاص على الابرياء اما في الجزائر فقطع رقاب المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة هي الطريق المعتادة للقتل فلم لا تهتز ايدي هؤلاء القتلة وهم يذبحون النساء والاطفال والشيوخ ومما صنعت قلوبهم؟! علامات الاستفهام كثيرة ولا احد يجيب, الغرب بدأ يشعر بفداحة ما يحدث في الجزائر بعد فوات الأوان وبعد ان اصبح الموت وليس الحياة هو اسلوب المعيشة هناك. لماذا يقتل الارهابيون الابرياء ولا تتجه اسلحتهم الملطخة بالدماء تجاه رجال الامن ووحدات الجيش طالما مطالبهم سياسية.. سؤال محير ولكن لا يعني ان الحكومة ترتكب مثل هذه المذابح ولكن الارجح انها تغمض الاعين عن الكثير منها فليس من المعقول ان ينصب المقسم بمنطقة محاصرة من كافة الاتجاهات بوحدات عسكرية مسلحة ولا تتحرك اسلحة الحكومة واقدام جنودها الا بعد حصد ارواح الجميع. ربما تترك الحكومة الحبل للارهابيين حتى يلتف حول اعناقهم ويقضي عليهم فمن وجهة النظر الشيطانية المزيد من القتل والعنف يشعر هذه الجماعات بالمزيد من القوة والسلطة, وعندما تكون هناك سلطة لابد وان ينشأ خلاف قد يتحول الى قتال وتصفية جسدية ولكن الرهان هنا يكون على ارواح الشعب وكأن كل الجزائريين يصطفون على رقعة شطرنج ضخمة يموت منهم من يموت والمهم ان ينتصر الملك في النهاية. العنف يزداد والصراخ يتعالى والعالم يشجب والدماء تسيل وستظل كذلك حتى تتكشف الحقائق ونعرف من القاتل. الجزائر تحتضر وكأنها شخص مريض بمرض خبيث يفتته من الداخل وللأسف هذه المرة لن يستطيع احد مداواتك يا جزائر ولو كان ساحرا من العصور القديمة فاذا اردنا انقاذها فلابد وان نعرف الداء ونحدد موطنه حتى نستطيع علاجه او استئصاله, وربما ظل هذا الامر مجهولا لسنوات لنعرف بعدها هل كان الذبح حلالا طبقا للشريعة الاسلامية ام انه لاغراض سياسية اخرى؟

Email