مباحثات ايرلندا الشمالية غدا: وزيرة بريطانية تجري محادثات داخل السجن لإنقاذ السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

التقت موموليوم وزيرة شؤون ايرلندا الشمالية قيادات ارهابية تقضي عقوبات بالسجن لارتكابها عمليات اغتيال وقتل لشخصيات طائفية مختلفة لعقائدها ومواقفها السياسية وتستأنف غدا المباحثات الموسعة حول القضية الايرلندية بمشاركة كافة الاطراف . وقد دخلت موليوم سجن (الميز) لاجراء محادثات مع زعماء لحركات مسلحة ايرلندية سواء تنتمي الى الجانب الجمهوري او الاتحادي الايرلندي. وتعد زيارة موليوم الى سجن (الميز) من الاجراءات الجريئة للغاية. فلم يقم وزير بريطاني من قبل باجراء محادثات مع قتلة يقضون فترة عقوبة لارتكابهم عمليات اغتيال. وتأتي الزيارة في نطاق محاولة انقاذ مسيرة السلام في ايرلندا الشمالية بعد عودة العنف مرة اخرى. قالت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية امس ان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا يعتزم بدء حملة جديدة من اجل السلام في ايرلندا الشمالية وقد ينشر خططا جذرية لانشاء مؤسسات ايرلندية محدودة هذا الاسبوع. واضافت ان بلير ينوي تقديم هذه المقترحات الى المشاركين في المحادثات المتعددة الاطراف بشأن مستقبل ايرلندا الشمالية والتي تستأنف خارج بلفاست غدا. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها ان بلير اتفق بالفعل على هذه المقترحات مع ديفيد تريمبل زعيم الحزب السياسي الرئيسي المؤيد لبريطانيا في ايرلندا الشمالية وهو حزب اتحادي الستر. واضافت ان هذه المقترحات ستعطي ايرلندا الشمالية التي تحكم حاليا من لندن مجلسا يتم انتخابه عن طريق التمثيل النسبي يماثل المجالس التي على وشك تطبيقها في اسكتلندا وويلز. واردفت الصحيفة قائلة ان بلير اقترح (مجلس الجزر/البريطانية) يجلس فيه ممثلو المجالس الثلاثة الى جانب ممثلي الحكومتين البريطانية والايرلندية ولكنها لم توضح السلطات التي سيتمتع بها المجلس. وقالت ان مساعدي بلير مازالوا يعملون من اجل كسب موافقة دبلن والاحزاب الكاثوليكية في ايرلندا الشمالية على هذه الفكرة. وقد اثمرت مغامرة موموليوم عن نتائج ايجابية للغاية حيث قرر معتقلون من الحزب الديمقراطي الذي يعد من ابرز الميليشيات البروتستانتية في حزب الستر مساندة مفاوضات السلام حول ايرلندا الشمالية. واعلن جاري ماك مايكل زعيم الحزب الديمقراطي في الستر ان المعتقلين الذين سحبوا اخيرا دعمهم للمفاوضات قرروا العودة عن قرارهم بالرغم من التحفظات المتعلقة بعملية السلام. واعلن القادة السجناءلجماعة المقاتلين من اجل الحرية فى الستر انهم اجروا اقتراعا توصل الى قرار العودة الى المفاوضات. لكن القادة اشاروا فى بيان اصدروه الى ان لهم تحفظات على عمليةالسلام فى ايرلندا الشماليه التى يرعاها السناتور الامريكى جورج ميشيل والتى ينتظر ان تعاود الانعقاد غدا. وكان المسجونون الاتحاديون في سجن (الميز) اعلنوا سحب تأييدهم لهدنة وقف اطلاق النار عقب قتل زعيم اتحادي في السجن كان يقضي فترة عقوبة. وترتب على سحب تأييد عملية السلام الهجوم على تجمعات كاثوليكية واغتيال شخصين وجرح اخرين مع عودة العنف مرة اخرى بشكل يهدد مسيرة السلام كلها. وقد اصدرت منظمة عسكرية اتحادية منشقة عن اتفاق السلام بيانا اعلنت فيه ان كل افراد الطائفة الكاثوليكية معرضون للقتل والاغتيال. وقد التقت موموليوم زعماء الاحزاب الاتحادية في ايرلندا الشمالية واكدت على اصرار الحكومة على دعم الحل السلمي واستمرار التفاوض. واعلنت الوزيرة انها لن تستقيل بسبب تدهور الموقف وانها ترى امكانية تخطي المأزق الحالي. وتحاول موموليوم المخاطرة والقيام بخطوات جريئة لانقاذ مسيرة السلام. ولهذا اتجهت الى سجن (الميز) لاجراء محادثات مع قتلة لان لهم نفوذا على مجموعات عسكرية في الخارج يحركونها في اتجاه استمرار العنف والاغتيالات. لندن ـ يسري حسين

Email