البيان ترصد وقائع المحاكمة المزدوجة: جارودي يحول محاكمته الى محاكمة إسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدى يومين دارت جلسات محاكمات المفكر الفرنسي الشهير روجيه جارودي وصمت اعلامي مريب ودافع جارودي (84 عاما) عن جميع اطروحاته التي عرضها في كتابه (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) ولم يتراجع ابدا امام المحكمة الجزائية (الغرفة السابعة عشرة) الكائنة في الطابق الاول من قصر العدالة المجاور لنهر السين. الجلسة الاولى قال جارودي في إجابة عن اسئلة القاضي (يخيل لي بأنني احاكم على كتاب لم اكتبه .. ذلك لان كتابي يعالج الاساطير المكونة للسياسة الصهيونية ولم اتعرض الى الديانة اليهودية) الامر الذي اربك فريق الادعاء والذي يتكون من منظمات يهودية عديدة حشدوا لها عدداً كبيراً من المحامين وابرزهم LICRA (اللجنة العالمية ضد العنصرية واللاسامية) وMAPR (الحركة المعادية للعنصرية ومن اجل الصداقة بين الشعوب) . وهاجم جارودي جمعية LICRA اليهودية وذكر رئيسها التاريخي بيزنار ليكاش الذي كان سجينا معه في عام 1940 وكان يلقي معه المحاضرات في معسكر الاعتقال سريا. واضاف جارودي ان هذه الجمعية التي رفعت القضية ضده في العدالة انما هي الذراع الايمن للسياسة الخارجية الاسرائىلية. وينتظر جارودي,حسب قانون غيسو التعسفي اذا ما طبق في هذه المحاكمة السجن سنة كاملة ودفع غرامة مالية قدرها 300 الف فرنك وهذا ما تسعى اليه جميع المنظمات والروابط اليهودية التي رفعت ضده القضية. وكان ممثلو هذه الجمعيات والروابط متوترين او حادين, اثناء اجراء المحاكمة لدرجة ان احدى الجمعيات غير الممثلة في لجنة الادعاء جاءت ترفع ملفاً ضد جارودي وهي (محامون بدون حدود) التي قال عنها محامي الدفاع بانها لا تمتلك حتى الصفة الشرعية والقانونية التي تؤهلها لرفع القضية ضد جارودي. واشار محامي جارودي بانه يأسف ان يرى بعض المحامين الذين تخلو عن شرف المهنة لكي يهاجموا مفكراً وكاتبا مخالفين طريق المحامين الشرفاء في العالم اجمع الذين يدافعون عن القضايا العادلة ويساندون الضحية لا الجلاد. ودحض جارودي جميع التهم الموجهة وذكر المحكمة بتاريخه الذي هو (عبارة عن سلسلة من النضالات من اجل حوار الاديان وتأسيس نظم تفكير جديدة) . واشار ايضا الى ان الفلاسفة اليهود انفسهم يكتبون عن الصهيونية ولم يحاكموا واشار في هذا الصدد الى كتاب (انحطاط اليهودية) الذي كتبه بالانجليزية راهب امريكي. ورأى فريق الادعاء بان جارودي ذهب الى ابعد من نقد الصهيونية عندما قال بان (دولة اسرائيل تقترف جميع الجرائم مستغلة بذلك اسطورة ابادة ستة ملايين يهودي اثناء الحرب العالمية الثانية وهذا ما يخولها ان تصول وتجول وتفعل ما تشاء وتهدد البلدان المجاورة وتحتل اراضيها وتخترق جميع القوانين الدولية وتشريعات الامم المتحدة. واشار جارودي ايضا الى مجزرة قانا.. ليقدم الدليل. بينما يذهب فريق الادعاء (اليهودي) الى ان جارودي يركز على (اللهجة الاستفزازية) وان كتابه يتضمن (حقدا عنصريا) على اليهود. لكن جارودي انكر جميع هذه التهم معتبراً انه كتب كتابا علميا يعالج التاريخ. ويحاكم جارودي على مسألتين هامتين تعتبران في قانون (فيسو) في الفكر الفرنسي عموما من المحرمات. والمسألتان وهم الــ NEGATION ومعناها (نفي وجود غرف الغاز اثناء الحرب العالمية الثانية التي قال عنها جارودي انه لم يجد اثرا لهذا المصطلح في جميع القواميس وانها كلمة مفتعلة لا اساس لها. اما المصطلح المحرم الثاني فهو REVISOHHISTE ومعناها الدعوة الى اعادة تقييم كتابة التاريخ اليهودي) حيث قال جارودي ان المؤرخين الشرفاء هم الذين يعيدون كتابة التاريخ لا من وجهة نظر الغالب بل من وجهة نظر المغلوب. وعندما سأل القاضي عن التغييرات الفكرية التي طرأت على فكر جارودي وانتقالاته (المفاجئة) من الماركسية الى المسيحية الى الاسلام, قال جارودي! انني مازلت مخلصا لاحلام سنوات عمري عندما كتبت في العشرين) . واضاف (انني فصلت من الحزب الشيوعي لانني قلت بان الاتحاد السوفييتي ليس بلدا اشتراكيا..وقد دفعت ثمن افكاري على طول الخط..ولم اجن من كتابي الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) اي شيء لانني طبعته على حسابي الشخصي بعد ان رفضت نشره جميع دور النشر وهي من كبريات دور النشر الفرنسية . وبناء على طلب القاضي سرد جارودي سيرة حياته ولم يتزعزع في ارائه, بل ادان قانون (غيسو) الذي اعتبره (توليتاريا وطارئا على القوانين الفرنسية وملحقا به الحاقا) ومن شأنه ان يشوه صورة الحرية في هذا البلد الذي كان رائداً للحريات وحرية الرأي والتفكير) وأدان جارودي غزو اسرائيل للبنان في عام 1982 مؤكدا ان ذلك يشكل جزءا من خلافاته مع المؤسسات الفرنسية . واصر على انه كتب كتابا (يتعلق بالبحث العلمي.. وليس بتوجيه اهانة احد) . واكد على ان الجرائم لم (تقترف فقط في المانيا بل ان الفاشية اقترفت جرائم عديدة في المغرب العربي اثناء سيطرة فيشي على الحكم في فرنسا موالاته لهتلر .. ولكن لا احد يذكر ذلك) . واشار الى ان العرب واليهود ينتمون سويه الى السامية وانهم جميعا من سلالة (سيدنا) ابراهيم كما يجمعهما الاعتقاد المشترك بان الله واحد. وقال (انني كتبت اربعة كتب عن التعصب في الاديان لكني عندما كتبت عن التعصب في اليهودية ثارت ثائرتهم) , كما اشار الى انه اسس مركزا ثقافيا في قرطبة باسبانيا وهو يحاول التقريب بين الاديان والتفاهم فيما بينها. وقرأ جارودي مقاطع من رسالة بعثها اليه الاب بيير وقال ان هذا الاخير لم يغير من آرائه ودعمه له كما روجت عن ذلك الصحافة (الرخيصة) , واضاف بأن الاب بيير ينتظر ما تجري بالمحاكمة وهو سيبعث له عن طريق الفاكس كل مجريات المحاكمة, وللأب بيير وزن في الكنيسة الفرنسية ودعمه لجارودي له اعتبار كبير, وقال جارودي انه استلم رسالة منه منذ خمسة عشر يوما. ومن الجدير بالذكر ان عددا من المدافعين جاءوا الى قاعة المحكمة واحتجزوا في غرفة الانتظار وادلوا بآرائهم ودفاعهم عن جارودي امثال الاب ليلونك, والراهب بارمانتيسر والسينمائي رينيه فوتينيه وطاهر شكري. واشار القاضي الى الاختلافات الموجودة في طبعتي الكتاب حيث ان الطبعة الثانية التي طبعها جارودي على حسابه الخاص حذف منها بعض الاسماء واجاب جارودي بأنه لم يكن يقصد من ذلك نيل اي شيء او اي دعم من احد, واضاف (انني لم البس القفازات عندما كتبت الحقائق لذلك تم اقصائي من هذا المجتمع) , لكن القاضي قال بأنه حذف بعض الاسماء ليكون اكثر تقبلا عند الجمهور) . وذكر جارودي بأن كتابه ترجم الى 29 لغة آخرها اللغة الرومانية, واعدت عنه 22 اطروحة وكتب عنه 54 كتابا وذلك يعني ان فكره لا يخص فرنسا فقط بل العالم بأكمله, واشار جارودي الى شخص يجلس في القاعة قائلا انه المترجم الياباني الذي ترجم كتابه (الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيلية) . ورفعت هيئة الادعاء ضد جارودي خمسة ملفات ذات اصول مختلفة, واشار القاضي ان دور المحكمة لا يعني اصدار القرارات التاريخية بل استجلاء الحقوق, من جانبه شكك الدفاع في شرعية بعض الجمعيات والروابط اليهودية, وفي هذه الاثناء نهض احد المدافعين عن هذه الجمعيات قائلا بأن هدف هذه الجمعيات هو الدفاع عن الاقليات وثقافاتها! لكن محامي الدفاع عن جارودي أكد بأن الجمعيات التي لا تلتزم بالقوانين والتشريعات ولا تحمل معها الوثائق الكاملة لا يحق لها ان تتقدم للمرافعة في المحكمة. واشار احد المحامين بأنها محاكمة سريالية! مضيفا ان قانون 24BIS على ضرورة معاقبة كل من يظهر العنصرية والحقد نحو الآخر, الا ان محاميي الدفاع عن جارودي اكدوا وخصوصا المحامي الشهير جاك فيرجيس بأن هذه الفقرة من القانون تمثل اساءة الى روح القانون, وكان محتدا للغاية واحدث ضجة في القاعة, واشار المدعي العام ان كل فرد من افراد المجتمع له الحق في التعبير عن رأيه بحرية كاملة, لماذا لا نحاسب من يقول بأن مئات الآلاف من الناس قتلوا في هيروشيما, وابدى قلقه ازاء تطبيق العدالة عما يخص حرية التعبير, واشار الى ان قانون جيسو لا يتفق اساسا مع الاتفاقيات الاوروبية الجديدة, وهذا هو قانون استثنائي خلق في ظروف معينة ولا يجب ان يعمم في كل الاوقات, يجب ان ننظر الى قضية جارودي بشكل اعمق من القوانين الوضعية. وضرب مثلا بفولتير الذي كافح من اجل حرية التعبير, اذ اضطر فولتير الى تغيير عنوان احد كتبه حتى لا يقع تحت طائلة القانون عندما كتب عن الانجيل بطريقة علمية. ومن الجدير الذكر ان الموزع السويسري لكتاب جارودي تعرض لغرامة مالية نتيجة توزيع الكتاب, فيما ذهب فريق الادعاء (اليهودي) الى الاشادة بقانون (جيسو) واعتبروه عادلا وحقيقيا للحماية ضد العنصرية والعداء للسامية. واشار فيرجيس ان هذا القانون غرضه حماية بعض الاشخاص فقط, واضاف بأن التاريخ يتغير وان هناك رجالا ادينوا في القرن السابع عشر بسبب التسمم ثم اكتشف الخبراء بانهم ليسوا مذنبين, قانون جيسو هو اعتداء على فرنسا نفسها. وقد انتقد هذا القانون رجال السياسة. واستجوب القاضي بيير غيوم ناشر كتاب جارودي في عام 1995 الطبعة الاولى وطلب منه ان يسرد تاريخ دار النشر التي يمتلكها, فأوضح غيوم انه نشر كتبا عديدة عن روزا لوكسمبورج وماركس وبدأ عمله في عام ,1965 واشار بأن دار النشر هذه ليس لها طموح سياسي. وقال القاضي بأن الناشر هو المتهم الاول لانه نشر الكتاب وما المؤلف الا متواطىء مع الناشر. وسأله القاضي: كيف التقيت بجارودي؟ فرد عليه بيير غيوم بأنه تعرف على جارودي في عام 1975 عندما كان هذا المفكر يزوره في مكتبه للحصول على بعض الوثائق والكتب, واشار الى انه كان يشرف على دورية للمشتركين فقط وتداولت المحكمة قضية الايداع القانوني لكتبه ومجلاته. وسأله القاضي: لماذا بقيت كتبك ومجلاتك ودورياتك سرية؟ اجابه الناشر: قررت نشر كتاب جارودي لانه كتاب يستحق النشر, وقد اطلعت على محتوى الكتاب, وكذلك طبعت منه على الكمبيوتر فصلين منه. وادان الناشر قانون (جيسو) الذي يطبق بشكل عشوائي وقال: انني احتج على هذا القانون وواضعيه.. وهدفه هو منه التفكير. واكد على ان ثمة روابط وجمعيات يهودية كانت تراقب منشوراته عن قصد متعمد. ووجه له سؤال اخير: ـ هل تتفق مع آراء جارودي؟ اجابة الناشر: ـ نعم انني اشارك المؤلف بكل ارائه وافكاره. كانت الجلسة الاولى ساخنة للغاية وتبادل فيها فريق الادعاء والمدعى عليه الاتهامات وكان كل فريق يصرخ في واد.. فريق الادعاء والقاضي يوجهون اسئلة واستجوابات بوليسية بينما يرد عليهم جارودي وفيرجيس وجيوم من منطلق فكري.. وشتان ما بين الاستجواب البوليسي والمنطق الفكري. الجلسة الثانية في ظهيرة يوم 9 يناير افتتحت الجلسة الثانية من المحاكمة حيث رفع فريق الادعاء ملفات اخرى ضد المفكر وناشر الكتاب, وقد اكتظت القاعة بالجمهور مثلما كان اليوم الاول. واعلن القاضي عن ان المحكمة استلمت مئات الرسائل من الجمهور المساند لجارودي ومواقفه الفكرية وعرضها على فريق الادعاء لغرض الاطلاع عليها, وتضمنت الجلسة الثانية ملفات اضافية ضد جارودي, ورأى القاضي ضرورة تقديم الشهود الثلاثة, واحد من فريق الادعاء واثنان من فريق المدعى عليه, على شهادة جارودي وبيير جيوم ناشر الكتاب, وقد احتج احد المحامين التابعين لفريق الادعاء على اذاعة اخبار (مشوهة) عن المحاكمة ضد اليهود في احدى الاذاعات الفرنسية المحلية التابعة لليمين المتطرف! الا ان محامي المدعى عليه اشار بوضوح الى الوضعية اللاقانونية التي تتصف بها الجمعيات والمنظمات اليهودية وقال بأنه لا احد يمنع من كتابة الدعم لاي طرف, وقال المحامي الشهير جاك فيرجيس بان فريق الادعاء هو الذي اثار القضية ولايحتكم الى القوانين والتشريعات, وقد اوضح فيرجيس ذلك بسبب محاولة تبرير عدم حضور احد الشهود من فريق الادعاء ومحاولة تأجيل المحكمة وقال سافرا لنتصور ان هذا الشاهد يأتي من سنغافورة ولم يعثر على طائرة للمجيء! واضاف لا ارى مبررا لتوسيع هذه القضية وخاصة ان المحاكمة تتعامل مع كتاب وليس مع شيء آخر. واجاب فريق الادعاء بان المسألة تخص (التشكيك في جرائم ضد الانسانية) و(الحقد العنصري) ومن ثم قررت المحكمة بأنه لا حاجة الى احضار هذا الشاهد واكتفت بافادات شاهد واحد وهو ينتمي الى فريق الادعاء, واسمه جاك تارديرو قدم نفسه على انه باحث في المركز الوطني للدراسات والابحاث) , وهو من اصل يهودي, واكد هذا الباحث امام المحكمة بان جارودي استخدم صفة (الصهيونية) كقناع كما يستخدمها عدد آخر من الباحثين, انها قناع لكلمة يهودي, انها (معاداة السامية الحديثة) , ولا يقصد من ذلك ادانة النظام السياسي لاسرائيل, بل تستخدم كخطاب لمعاداة السامية المعاصرة. واضاف: اننا لسنا بصدد مناقشة الصراع في الشرق الاوسط بقدر ما نحن نناقش كيف يحاول هذا الخطاب من تشويه الصهيونية, التي هي الحركة التي حررت اليهود وساعدت على هجرة اليهود الى اسرائيل! ان جارودي يشكك في شرعية دولة اسرائيل.. وهذه الحركة هي التي اسست اسرائيل, ان جارودي يشكل بقضية ابادة اليهود الجماعية وهذا جزء من خطاب جارودي, وهو بمعنى من المعاني يهاجم الاسس التي قامت عليها اسرائيل! واضاف: لا افهم كيف يتحالف اليمين المتطرف واليسار المتطرف والاسلاميين ضد اليهود, ان جارودي لاينتقد السياسة الاسرائيلية بل ينتقد حق اسرائيل في الوجود, انها اللغة المقنعة ومعاداة الصهيونية تعني معاداة اليهودية في منطق جارودي. - القاضي: ان وجود دولة لا تفرق بين العلمانية والدين شيء مثير للدهشة, كم من الاسرائيليين يترددون على المعابد؟ انهم يعيشون في الارض الموعودة, هناك خلط بين الدين والسياسة, وهذا ما لانفهمه في الغرب اليس ذلك هو الاستخدام الديني للسياسة؟ - جاك تارديرو من فريق الادعاء: كل امة تحاول ان تؤسس نفسها على اساطير معينة حتى فرنسا تلتف حول اساطيرها وتاريخها وتراثها, وكذلك الدول العربية ليست منعزلة عن جذورها, صحيح ان ثمة مزج بين العلمانية والدين في اسرائيل ولكنها تعيش حالة طوارىء, والاعتماد على الاسس التلمودية لايعني بانها دولة ثيوقراطية ثمة قوانين تستوحي من التلمود, حتى ان ملكة بريطانيا تمثل الكنيسة لماذا نرى التناقض في اسرائيل فقط؟ خطاب جارودي استفزازي وعدواني ضد اسرائيل, ويدعي جارودي بأنه يحترم الدين اليهودي لكنه على العكس يقدم قراءة غير تاريخية للتلمود. وطلب القاضي من تارديرو ان يفسر ما تخفيه المصطلحات, فأجابه: بان اطروحات جارودي وغيوم تثير اشكاليات اخرى مثل ان غرف الغاز لا وجود لها في المعسكرات النازية, الابادة ليست موجودة في نظر جارودي, وذلك يعني ان اليهود خلقوا تاريخهم المزيف اي انهم محتاجون ونصابيون في التاريخ هل خلقوا موتهم للحصول على ذهبهم من الالمان؟ - القاضي: جارودي تعرض الى جميع اصناف التعصب في الديانات جميعها ولم يحتج عليه سوى اليهود. - تارديرو: جارودي يتصور الديانة اليهودية حالة استثنائية خارجة على جميع القوانين انني قمت بادانة جولدنشتاين عندما قتل المصلين المسلمين في الحرم الابراهيمي, كما كتبت في صحيفة (للوموند) عن كارلوس وبابون, لا اعتقد بانني ادافع بشكل غير مشروط عن السياسة الاسرائيلية التهجم ضد اسرائيل يبدو لي غريبا. اليهود الضحايا هم عبارة عن رمز وكما هو الحال الابادة في كل من راوند وكمبوديا وارمينا.. لماذا لاتؤخذ قضية ابادة اليهود بنفس الاهمية؟ - القاضي: الا نعتقد بان (انكار وجود غرف الغاز) مصحوبة بحالة نفسية؟ - تارديرو: هل يمكن القول بان اليهود انفسهم هم الذين خلقوا الابادة؟ ان التاريخ والمؤرخين والوثائق اكدت ذلك واثبتت الحقائق التاريخية صحة وجود غرف الغاز. يتدخل احد المحامين من فريق الادعاء قائلا: في كتاب جارودي هجوم عنيف ضد اليهود من خلال نقد الصهيونية وهو يتحدث عن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ويشير الى ان كل يهودي مرتبط باسرائيل وان 90% من يهود امريكا مرتبطين بالصهيونية. - تارديرو: كل يهودي بالنسبة لجارودي هو صهيوني هذا قناع. القاضي: جارودي يعني ان الصهيونية عبارة عن قانون استعماري تارديرو: جذور الصهيونية اوروبية قبل كل شيء تكونت في الدياسبورا. لم يكن الشعب الفلسطيني موجودا بل كان هناك شعب ضمن الامبراطورية العثمانية! الولايات المتحدة والارجنتين والبرازيل استعمرت اراضي ايضا, لماذا يعيبون على اسرائيل احتلال ارض كانت تعود اليهم تاريخيا؟! اننا ندين فرنسا او الولايات المتحدة في حروبهما في افريقيا وفيتنام ولكن لا ندعو الى تحطيم هذين البلدين وتدميرهما. جارودي وغيوم يشككون في شرعية الحركة الصهيونية التي اسست اسرائيل جارودي يتحدث عن اللوبي ـ الاقلية الذي يحرك الخيوط بسرية, هذا خطاب ينتهي الى فيشي, وكذلك جان ـ ماري لوبين اليميني المتطرف يردد الاطروحات ذاتها.. وخصوصا عن وجود مؤامرة يهودية لتدمير العالم بأكمله. القاضي: عندما نقول هناك (لوبي بريتون) او (لوبي او فيرنين) نسبة الى النشاط من الفرنسيين في الاعمال لا احد يعترض احدا لماذا يحتج اليهود على تسمية اللوبي الصهيوني؟ تارديرو: ولكن اهالي بريتون او افيرنين لم يكونوا ضحية قانون معين او اباده, وهذا النعت اللوبي يؤدي الى معان اخرى. القاضي: انت تعترض اذن على استخدام النعت؟ تارديرو: جارودي ظل على نغمته الاستفزازية وهو يتحول الى الفكر الاحادي الجانب. وهو راديكالي, بل متطرف في الراديكالية, وقد تقلب بين الماركسية والمسيحية والاسلام. وقد ر فض بعض المفكرين العرب حضور ندوة اقامها جارودي في القاهرة وبيروت. اعتقد ان العالم العربي يستحق اكثر من ذلك, وجارودي لا يقع ضمع منطق التصالح والوفاق والسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ونهض المحامي الشهير صارخا: انني اوجه لك سؤالا: هل يحق للمسلمين ان يدفنوا موتاهم في مقبرة يهودية؟ اجاب شاهد فريق الادعاء: ــ لا اعتقد!فيرجيس! ـ في فرنسا يدفن المسلمون موتاهم في مقابر المسيحيين. تارديرو! ولكن ثمة ديمقراطية في اسرائيل فيرجيس! هل يمثل اليهود في الخارج اسرائيل؟ تارديرو: ــ انني لا اتفق مع ذلك فيرجيس: ــ أليس قتل الهنود الحمر في امريكا إبادة؟ ثم استدعى القاضي شاهدين من فريق الدفاع وهما الراهب بارمنثيير والسينمائي رينية فوتييه وبدأ الراهب بارمنثيير قائلا: لا يمكنني اخفاء اعجابي بجارودي. وسأله المحامي فيرجيس عن قراءته لكتاب جارودي واسباب إثارته لكل هذه الضجة, فأجاب الراهب بارمنثيير تعرفت على جارودي عندما كنا سويا في رابطة مسيحية في مرسيليا اثناء دراستنا على مقاعد الدراسة وعائلتي انقذت فتاة يهودية , وقد رأيته في مؤتمر شيوعي يجري حوارا بين المسيحية والماركسية. وقال حينها كان للمسيحية ايجابيات وسلبيات ومن العجيب وصلت جرأة جارودى الى انه مدح المسيحية في جو لا يسمح له بذلك ومنه استوحيت نضالي ضد الاستعمار. وقد قدمت خدمات لليهود الجزائريين اثناء الحرب العالمية الثانية يجب مساعدة الناس المهددين. القاضي: - هل قرأت كتاب جارودي (الاساطير..) ؟ ـ اجل قرأته ولكني وجدت فيه بعض الصفحات الزائدةعن اللزوم, ولكن موضوع الكتاب الجوهري هو السياسة الاسرائيلية واندهشت لقضية العداء ضد كل من جارودي وانهاب بيير وهل يعقل ان نضع هذين الرجلين الى جانب النازيين لانهما رفضا وجود غرف الغاز في المعسكرات النازية اثناء الحرب العالمية الثانية, كل فرد له الحق في فحص واعادة تقييم التاريخ.. بشكل علمي. وهذا مبدأ ديمقراطي لابد من السير عليه وتطبيقه. القاضي: وماذا عن (ابادة اليهود) الراهب بارمنتيير: السياسة الاسرائيلية استغلت احداث عام 1939 ــ 1945 لصالحها ولم يكن ذلك ضروري ليناقشه جارودي في كتابه الا ان له الحق في طرح الاسئلة التي يشاء. ومسألة نفي وجود غرف الغاز موضوع قابل للدراسة العلمية. القاضي: ولكن قانون غيسو يمنع مناقشة ذلك في فرنسا. الراهب بارمنتيير: هذه فضيحة تعقد حياة المؤرخين والباحثين العلميين وهذا يقف ضد الحرية التي تمتلكها في فرنسا. القاضي : العنصرية والاجهار بها لا علاقة لهما بحرية الرأي ونفي وجود غرف الغاز تعتبر نوعا من العنصرية . الراهب بارمنتيير: لا اعتقد ان احدا في القاعة يشكك بان جارودي عنصري. فيرجيس: عندما نقول لم تكن محرقة الارمنيين موجودة لا احد يعترض وحتى قانون غيسو نفسه لا يعترض. الراهب بارمنتيير: انت قلت الجواب بنفسك. - محامي من فريق الادعاء: اذن ملاحقة اليهود لم تكن اسطورة وأن عائلتك انقذت فتاة يهودية. ـ الراهب بارمنتيير : يمكن استخدام الاسطورة بأشكال مختلفة اليهود هم الذين كتبوا تاريخ اليهود عندما كانوا امبراطورية. وهذا شيء لا يمكن ان يقبل الان^ استخدم اليهود الاساطير والقصص لتبرير سياسة معينة. - محام من فريق الادعاء: ان إسطورة ابادة الستة ملايين اصبحت عقيدة بيد اسرائيل لتبرير كل ممارساتها في فلسطين.. ما هو رأيك بهذه الفقرة؟ - القاضي: الشاهد ليس متهما. الراهب بارمنتيير : انني جئت بايهود من ستراسبورج إلى باريس أثناء الحرب العالمية الثانية. القاضي : ـ الحزب الشيوعي ضحى بالكثير وقدم التضحيات أثناء صعود الفاشية. انهم يتحدثون عن ضحاياهم هل ثمة تماثل بين الضحايا الشيوعيين وضحايا اليهود؟ ـ الراهب بارمنتيير : كان طلق على الحزب الشيوعي (حزب المعدومين) . ـ محامي من فريق الادعاء: هل تعتقد أن غرف الغاز غير موجودة؟ ـ الراهب بارمنتيير : لا أعتقد ولكنها دعوة لإعادة تقييم التاريخ اليهودي لا أكثر ولا أقل. ـ جمعية محامون بلا حدود: الا ترون بأن الحديث عن هيمنة اليهود على الاعلام يتفق تماماً مع النغمة ذاتها التي كانت شائعة أثناء صعود الفاشية؟ ـ الراهب بارمنتيير : انها اتهامات غير عادية ضد جارودي. كما قال الجنرال ديخول لا يمكن أن أكون دكتاتورياً في عمر الـ68 كذلك لا أعتقد بأن جارودي بإمكانه أن يصبح عنصرياً في عمر الـ84. وبعد ذلك تحدث غويتي رينيه عن قانون غيسو عندما سأله المحامين الشهير جاك فيرجيس عن رأيه فيه. وقال بأنه تعرف على جارودي عندما صور حادثة فعل جارودي في الحزب الشيوعي الفرنسي وأضاف حاولت أن أفهم من هو هذا الرجل. قرأت 16 كتاباً لجارودي حول الإسلام والمسيحية والأساطير.. ومهنتي حتمت عليّ أن أصور عدداً من الذين دخلوا معسكرات الاعتقال. ـ القاضي : كتاب جارودي يؤكد على مسألة نفي وجود غرف الغاز في المعسكرات النازية.. -غويتيه رينيه : عملت عاماً بأكمله مع جارودي وأدركت بأن هذا الرجل يفحص كل شيء ويضعه موضع التساؤل.. ويحاول الذهاب إلى أبعد ما يمكن في شكوكه.. وقد تمت إدانتي في عمر الواحد والعشرين لتصويري فيلمين عن الاستعمار الفرنسي. كان قانون الرقابة الفرنسي انذاك لا يسمح بالتصوير لنا. ـ القاضي : الا ان قانون غيسو 1990 يمنع فكرة نكران وجود غرف الغاز في المعسكرات النازية. ـ غويتيه رينيه : كنت شاهداً في إحدى المحاكمات وقابلت جزائريين عذبهم جاتا ماري لوبيني. هذا للقانون من شأنه أن يمنع تصور التاريخ والمعرفة. علمني جارودي كيف اشكك بالأمور. عملت اضرابا ضد قانون الرقابة. ـ القاضي : وما هو رأيك بـ(المحرقة)؟ ـ فيرجيس : وهل تؤمن بوجود قانون مثل قانون غيسو في بلد ديمقراطي كفرنسا؟ ـ غويتيه رينيه : قانون غيسو ردئ وغير مفيد على الإطلاق. ـ محامي من فريق الادعاء : وما هو رأيك بفكرة جارودي عن (الحل النهائي).. ـ غويتيه رينيه : لم يكن يطلب منا إلى أي دين ننتمي انذاك. ـ المحامي : وما هو رأيك بالصفحات الزائدة في كتاب جارودي؟ ـ غويتيه رينيه : كنت أفضل الا يحتويه الكتاب. ومن ثم انتقل القاضي إلى جارودي وطلب منه الامتثال أمام المنصة, وقد طلب كرسياً للجلوس نتيجة آلام الروماتيزم التي تلازمه منذ فترة. وأكد القاضي بأن فريق الادعاء يلاحق مبدئياً الكتاب من عنوانه (الأساطير) وكذلك العناوين الفرعية. وبدأ يقرأ تعريفات كلمة الأسطورة في قاموس روبير الفرنسي واستعرض معانيها للجمهور. وقد وجهت إليه في هذه الجلسة تهماً عديدة الأولى (التشكيك في جرائم ضد الإنسانية) والتهمة الثانية (معاداة السامية والعنصرية والتشهير باليهودية) , الثالثة: (نفي وجود غرف الغاز في المعسكرات النازية) والرابعة: (الدعوة إلى اعادة تقييم كتابه التاريخ اليهودي) . بدأ جارودي رده كالتالي: ـ كتابي عبارة عن كتاب سياسي بالدرجة الأولى وأريد أن أوضح فيه بأن الصهيونية هي هرطقة وبدعة في الديانة اليهودية. كما تعبر عن ذلك العبارة الأولى في الكتاب, (الأساطير) .. اذن هذا الكتاب عبارة عن كشف لتاريخ الهرطقة والبدعة ويعتمد عليها الصهيونية لاستبدال إله إسرائيل بدولة إسرائيل. وأن هذا الشيء تم تطبيقه منذ تأسيس إسرائيل على يد تيدور هيرتزل الذي قال ان المسألة اليهودية ليست بالنسبة لي مسألة اجتماعية ولا مسألة دينية بل هي مسألة قومية. ـ القاضي : الا تعتقد بأنك استخدمت هذا المصطلح بمعنى الكذب؟ ـ جارودي : أجل انني أنفي (ضخامة الجريمة) وهذا حق من حقوق حرية التعبير. ان الرقم 6 ملايين يهودي أبيدو والذي أعطته السلطات السوفييتية في (محكمة نورمبورج) مبالغ فيه ولهذا قاموا بمهاجتمي.. وأريد أن أوضح هنا أن (محكمة نورمبورج) ليست محكمة عادية بل أنشأها بشكل أساسي المنتصرون ورئيسها كان رئيس المحكمة الأمريكية العليا جاكسون الذي أوضح بأن هذه المحكمة هي آخر عمل عسكري للحلفاء. اذن انها محكمة استثنائية لا يمكن أن تتشكل شأنها شأن المحاكم العادية وثانياً تؤكد دساتير هذه المحكمة بأنها لا تلتزم بالقواعد الأسلوبية للبراهين, المادة 19 والمادة 20 تنص على أن جميع التقارير التي يقدمها الحفاء ينظر إليها باعتبارها حقائق على سبيل المثال المدعي العام السوفييتي (رودينكو) قدم تعزيزاً يقول فيه ان الألمان قتلوا 11 ألف ضابط بولوني وقد أثبت فيما بعد أن السوفييت أنفسهم قاما بذلك لكن المحكمة سجلت ذلك لأنه جزء من تشريعها ولا يمكن الاعتراض عليه, ولأن السوفييت هم أنفسهم الذين حرروا معسكر (أوشفيتس) قالوا أيضاً بأن هناك 4 ملايين قتيل, وقد تم تسجيل ذلك أيضاً. ومنذ ذلك الحين اكد جميع المؤرخين الذين اشتغلوا على هذه المسألة بأن الارقام لا تعتمد على اسس علمية جادة, وقد انخفضت تلك الارقام بشكل متواصل إلى اللحظة التي قال (بيناريدا) مدير مركز البحث العلمي ومدير مركز التاريخ المعاصر بأن المصادر الوثيقة تحصر عدد الموتى بمليون شخص, وما نفيته ايضا هو مصطلح الـ (هولوكوست) لان هذه الكلمة لها معنى لاهوتي, عبارة عن تضحية تقوم بها من اجل الله وهنا فان اليهود يعتبرون (شهداءهم) فوق الجميع. كنا جميعا مجرد مقاومين وهو فعل انساني ولكن بالنسبة لهم يجري ذلك ضمن اطار الهي مثل صلب المسيح عند المسيحين, ولكن اليهود يضعون انفسهم فوق الجميع وهذه ارادة الله وانه لا يوجد ضحايا غيرهم الامر الذي سعيت إلى نفيه, انهم غاضبون لأنني قلت بأن (الهولوكوست) عبارة عن اسطورة لا تعني ضحاياهم, انه لشيء اسطوري ان يعلنوا بأنها من ارادة الله. - القاضي: اننا لا نحاسبك على افكارك بل على ما جاء في نصوص كتابك (الاساطير) اننا نحاسب الكتاب في كليته: الحرب العالمية الثانية, التعصب, اثارة الحقد والكراهية, الارهاب الفكري, استغلال الدين في السياسة, اسطورة الارض الموعودة وغيرها, كيف تحدد هذه الافكار؟ ـ جارودي: ان كل بلد مؤسس وقائم على مجموعة من الاساطير وهذا شأن الأمة الفرنسية ايضا, لكن الباحث تارديرو قرأ كتابي خطأ ونسب إلي الفقرات التي وضعتها في حروف مائلة وهي تعود إلى باحثين وكتاب آخرين, وقد اخطأت حقا عندما استخدمت مصدرا من كتاب هيرتزل عن النص الالماني وكان عليّ استخدام النص الانجليزي. كان هيرتزل ذكيا في خدمة قضاياه وهو لم يطالب سوى بوضع ختم دولي على الخريطة الصهيونية, سياسة هيرتزل لا علاقة لها بالدين اليهودي, والدليل على ذلك ان عددا من الكهنة اليهود وقفوا ضده, اسرائيل تتكلم بأسم (الشعب المختار) وبأصوات المدافع. واضاف جارودي: اعتقد ان الاعتراضات التي وجهت إلى كتابي تتهمني بأنني الفت كتابا في التاريخ يناقش عدد اليهود الذين ماتوا وطريقة موتهم, انني في الحقيقة لم ابتدع شيئا جديدا في هذا الميدان فقد اقتبست الارقام من المؤسسات العالمية المختصة, فليس هدفي هو ذلك بل هو في الجوهر شرح ابعاد خطورة السياسة الاسرائيلية, ليس ما يخص الماضي اليهودي بل استخدام هذا الماضي لرسم سياسة خطيرة وبشعة يقوم بتنفيذها الان بنيامين نتانياهو. - القاضي: هل يمكن لك ان توجز لنا الاطروحة الاساسية في كتابك لاننا لا نريد ان نناقش افكارك بصورة عامة. ـ جارودي: الاطروحة الاساسية في كتابي هي توضيح كيف تتصرف اسرائيل منذ زمن مؤسسها تيدور هيرتزل الذي كان يقول بأن اسرائيل لا يمكن ان تتطور الا من خلال الحضارة الغربية ضد بربرية الشرق. - القاضي: وما هو رأيك بالتهمة الموجهه لك بخصوص (التمييز العنصري) واستخدام مصطلح (التطهير العرقي) ؟ ـ جارودي: اقول هل يوجد تمييز عنصري ظاهري كما هو موجود في الصهيونية وانطلاقا من الحديث عن (شعب مختار) فهو يتمتع بحق السرقة وتدمير الآخرين والامريكيون ابادوا الهنود الحمر كما يبيد الاسرائيليون الفلسطينيين في الوقت الحاضر, ان (عنصرية الصهاينة اسوأ من عنصرية هتلر) لان عنصريته كانت ذات مسجة بيولوجية تخص الجينات بينما عنصرية الصهاينة لاهوتية, ونأتي على مسألة اخرى الزواج لا يعترف به في الدولة الاسرائيلية الا اذا كان زواجا دينيا, هناك تمييز واضح حتى في مسألة الزواج. - القاضي: ذكرت بأن هناك اتفاقيات بين منظمات صهيونية وبين النازية على ترحيل اليهود إلى فلسطين أو اية بقعة اخرى؟ ـ جارودي: اولا ان الصهاينة كانوا يرفضون اندماج اليهود مع الطوائف الاخرى. - القاضي: ما هي الوثائق التي تقدمها على عدم صحة محكمة نورينورج وتقييماتها؟ ـ جارودي: لا توجد وثيقة تؤيد بأن هتلر وقع على ابادة اليهود, ريموث آروت استاذي اكد على ذلك, وباحثين اخرين, وقد شرحت ذلك. - القاضي: تتحدث عن ظاهرة اللوبي الصهيوني سواء في فرنسا أو في الولايات المتحدة في كتابك. ـ جارودي: ظاهرة اللوبي الصهيوني في فرنسا أو الولايات المتحدة تظهر بشكل ملموس, ويصرح القادة الاسرائيليون على الدوام (بأن كل يهودي في فرنسا يمثل اسرائيل) , والدليل الآخر على وجود اللوبي الصهيوني في فرنسا ان لا احد يستطيع مراجعة قانون جيسو, فاللوبي الصهيوني الفرنسي عبارة عن جهاز من اجهزة الدولة الاسرائيلية. استمرت الجلسة الثانية إلى ساعة متأخرة من الليل, يضاف إلى ذلك ان الجمعيات والمنظمات اليهودية التي اتخذت جانب فريق الادعاء كانت تقوم ببعض الاستفزازات اثناء محاكمة جارودي وتقاطع احاديثه مما اثار سخطه واجاب على احد هؤلاء المحامين قائلا: (أنا لا اعمل محل تجاري على حساب عظام اجدادي) . وذلك في اشارة إلى استغلال اليهود لتاريخهم في تفكيرهم الحالي, بحيث دفع احد محاميهم ان يقول للقاضي يجب ادراج هذه السبة في المحضر لادانة جارودي, وظل جارودي على رأيه في عدم الاعتراف بـ (احواض الحمامات المكهربة) , والافران المحرقة, و(غرف الغاز) . واجل القاضي المحاكمة إلى يوم الخميس المقبل, وفي حالة اصدار قرار بأدانة جارودي يتحتم تطبيق قانون جيسو القاضي بالسجن عاما كاملا مع دفع غرامة قدرها 300 الف فرنك فرنسي. باريس ـ شاكر نوري

Email