واشنطن تقرر الاحتفاظ بتواجد عسكري مكثف بالخليج

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعلنت الولايات المتحدة الامريكية الاستمرار بقوة كبيرة لها في الخليج العربي لا سيما حاملات الطائرات, في الوقت الذي كشف فيه تقرير لوكالة المخابرات الامريكية عن احتمال نشوب مواجهة عسكرية مع العراق خلال الاشهر الستة المقبلة . وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان الولايات المتحدة ستستمر في الاحتفاظ بقواتها في منطقة الخليج فوق حجمها المعتاد رغم تناقص التوتر بين الامم المتحدة والعراق حول مسألة التفتيش الدولي على الاسلحة العراقية. واعلن الناطق باسم الوزارة كينيث بايكون ليس هناك اي مشروع حاليا لتقليص حجم قواتنا في الخليج. واضاف (اتوقع ان تبقى حاملتا طائرات في الخليج لبعض الوقت وان تبقى قواتنا على مستواها الحالي) . واوضح بايكون ان حاملة الطائرات نيميتز ستغادر الخليج الشهر المقبل وسوف تحل محلها حاملة امريكية اخرى في حين ان حاملة الطائرات جورج واشنطن ستبقى في مياه الخليج. يذكر ان حوالى 29800 جندي امريكي بين مشاة بحرية وطيارين ينتشرون حاليا في الخليج ومعظمهم على متن 22 سفينة حربية كانت ارسلت الى المنطقة في نوفمبر الماضي في ذروة الازمة مع العراق حول عمليات التفتيش التي تقوم بها الامم المتحدة في هذا البلد. واكد بايكون ان الرئيس (كلينتون) يريد المحافظة على القدرات الدبلوماسية والعسكرية القصوى في المنطقة. وقال بوضوح انه يريد استنفاد كل الخيارات الدبلوماسية وهذا ما نحاول القيام به في الوقت الراهن. وعلى الصعيد نفسه كشف تقرير لوكالة المخابرات الامريكية ان المسؤولين في الوكالة يتوقعون مواجهة عسكرية بين العراق والولايات المتحدة في الاشهر السنة المقبلة, ويقدرون نسبة ترجيح ذلك بـ50% وان تلك المواجهة قد تنشب في اللحظة التي يحاول فيها المفتشون الدوليون الدخول الى مواقع يعتبرها العراق حساسة وممنوعا دخولها على المفتشين الدوليين. وقال التقرير الذي نشرته صحيفة الواشنطن بوست الامريكية امس الاول ان الرد (غير القوي) الذي اتخذته الولايات المتحدة والامم المتحدة من رفض العراق السماح للمفتشين الدوليين بدخول المواقع الحساسة العراقية, من شأنه ان يقوي عزيمة العراق على زيادة تحديه للامم المتحدة والتهرب من تنفيذ متطلباتها. وقال: اذا فهم صدام حسين انه يحصد بعض الزخم في مجلس الامن, مثل شعوره بان رفضه السماح للمفتشين الدوليين بدخول المواقع الحساسة لم يقابل سوى بتوبيخ مخفف فان من الارجح ان يدفعه ذلك الى مواصلة التهرب من تنفيذ متطلباته الدولية هذا العام. واضاف ان انتصار صدام الدبلوماسي الرئيسي تمثل في الجهد الذي تقوده روسيا في الامم المتحدة لنقل الانتباه من معاقبة العراق بسبب عدم التزامه الى ضرورة حل مشكلة العقوبات) . ويضيف التقرير ان (صدام حسين باستغلاله الوضع المأساوي للشعب العراقي, وبتفجيره ازمة حول سلطة اليونسكوم في بلاده, وباستغلاله العقود النفطية التي وقعتها بلاده مع ثلاث من دول مجلس الامن دائمة العضوية خلال السنة الماضية, قد تمكن من بناء تحالف في مجلس الامن من فرنسا وروسيا والصين قادر على منع واشنطن وبريطانيا من فرض مزيد من العقوبات على بغداد او توجيه ضربة عسكرية جديدة اليها. وقال التقرير ايضا ان النظام العراقي (يبدو مستقرا بالرغم من سبع سنوات من العقوبات عليه) . لكنه توقع ان (تؤدي العقوبات, محليا, الى زيادة الضغوط على النظام, بما في ذلك تفاقم الاوضاع الاقتصادية وانخفاض المعنويات الشعبية, غير ان ذلك من غير المرجح ان يترجم الى تهديدات مباشرة مثل القيام باعمال عصيان مدني او ما شابه ذلك) . واشنطن ـ مهند عطا الله

Email