تجاوزت هدفها بالتضامن مع المحامين الى كافة القضايا :تظاهرة سودانية في القاهرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

العاصمة المصرية شهدت تظاهرة سودانية لافتة اتسمت بصخبها الشديد. التظاهرة وهي الاولى منذ أشهر , ركزت على قضايا السودان الساخنة والكثيرة, وشهدت دعوات متكررة بتوحيد خطاب المعارضة وتصعيد جهودها للاطاحة بنظام الحكم في السودان. فقد شهدت دار الحزب الاتحادي الديمقراطي بالقاهرة الليلة قبل الماضية هذه التظاهرة الكبيرة والتي تعد الاولى منذ أشهر ويشارك فيها قادة التجمع الوطني الديمقراطي وعدد من ممثلي الاحزاب المصرية والمحامين المصريين وجمهور غفير من اعضاء التجمع الوطني الديمقراطي المقيمين في مصر. كان هدف التظاهرة الاساسي هو التضامن مع المحامين السودانيين, لكن هذا الموضوع ضاع وسط زحمة القضايا السودانية الاخرى, حيث تجاوز جميع الخطباء والجمهور. الاجندة المحددة الى البحث في قضايا الساعة الساخنة في داخل السودان وخارجه... وترددت في كلمات جميع الخطباء السودانيين والمصريين الدعوة الى تمتين وحدة التجمع الوطني الديمقراطي والى تصعيد المعارضة وتفعيلها على جميع الجبهات, وأجمع الجميع على أن معركة نقابة المحامين هو بداية مرحلة جديدة في المواجهة المستمرة والمتصاعدة بين القوى الديمقراطي والنظام الحاكم وأنها تأكيد جديد على الحركة النقابية السودانية قد استعادة المبادأة. وسادت الاجتماع الذي استمر حتى ساعة متأخرة من الليل روح من التضامن المصري السوداني عبرت عنها كلمات الخطباء المصريين التي استقبلها الحضور استقبالا عاليا, الأمر الذي دفع رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي ان التعبير عن سعادته البالغة (بمشاركة اهلنا من مصر) لكنه عاد ؟ من قناة مصر قائلا (ان هناك في مصر الآن ترتفع نبرة عالية تتطلع الى شرعية الطرف السوداني) وزاد يقول (واذا كنا في العلاقات الدولية نطلب من السفير ان يقدم أوراق اعتماده فكيف نتعامل مع نظام ليس له شرعية) !! ولا خط. المهدي في خطابه السياسي الذي وجهه للاجتماع اوضح ان مشاركة اهلنا في مصر لنا في هذا الاجتماع يعبر عن ظاهرة بدأت واضحة خلال الأشهر الماضية ونحن سعداء بها... وقال للذين استبطأوا الانتفاضة الشعبية ان كل ما يحدث الآن من مقدمات تشير الى حتمية الانتفاضة وهي قادمة حتما. وقال المهدي إن ما يجب ان نوضحه لكل الأصدقاء والحلفاء والحاديين على السودان ونركز عليه هو (ان النظام الشمولي السوداني يشكل لجنة تنفيذية لشبكة الأجندة الرادكالية العالمية وانه مدعوم بكل خبرات وقدرات التيارات الرادكالية الاسلامية هذه, وان الشعب السوداني في نضاله ضد هذا النظام سيخلص المنطقة من داء ذي جذور مؤثرة على المنطقة باسرها وأنه لذلك يخوض تجربة مؤثرة ليس لها مثيل وستؤثر تجربته هذه على مستقبل المنطقة كلها. وقال المهدي ان حركة المحامين قد أتت برافد جديد للعمل السياسي المعارض وان الكيان النقابي للمحامين نجح في معركته لأنه استطاع ان يجدد تكوينه ديمقراطيا في ظل هذا النظام ومع كل وسائل القمع والعنف. ودعا المهدي كل القوى النقابية والسياسية ان تستلهم الدرس من تجربة المحامين وان تسعى بكل الجدية والعزم للتعبئة الشعبية ضد النظام وللتجدد الذي يجب أن يعم الجميع في الحركة النقابية والاحزاب السياسية. وقال المهدي ان النظام الذي كان يتحدث في بداية عام 97 بلغة هل من مبارز؟ انتهى الآن وفي نهاية العام نفسه الى التحدث بلغة هل من مصالح؟!! والنظام الذي كان يتحدث من قبل بلغة سنخلص العالم العربي والاسلامي من فراعنة مصر أصبح يتحدث الآن بلغة جئنا نستمع لتوجهات ونصح وارشاد السيد الرئيس) . وتحدث المهدي عن التصفية السياسية للنظام وقال: (ان الحديث عن احتمال وجود وسيلة سياسية لتصفية النظام يأتي ضمن الحديث عن هيئة الايقاد ومبادرتها الأساسية وهنا يأتي الحديث عن الأسس التي يمكن ان تسمح للتصفية السياسية ان تكون اذا كان لها جدوى..) ولكنه استطرد قائلا بوضوح: (ان النظام لا يقبل تصفية نفسه الا اذا قاومنا وحاربنا واذا فاوضنا فليس من أجل ترقيع النظام ولكن من أجل تصفيته سياسيا. وشدد رئيس الوزراء السابق على أن ذلك لا يعني أبدا أن الوسائل الاخرى لازالة النظام ستضعف بل ان الاستعداد للمواجهة قائم الآن والعمل للانتفاضة الشعبية متصاعد الآن.. وقال ان لغة النظام التي تغيرت ما كان لها ان تتغير لولا صمود الشعب السوداني ومقاومته للنظام. اعتقالات وسط المحامين صرح المهدي أنه قد تلقى معلومات ليلة البارحة من الخرطوم تفيد بان السلطات قد قامت بحركة اعتقالات واسعة في صفوف قيادات المحامين المعارضين للنظام كرد فعل للحملة المستمرة ضد تزييف وتزوير انتخابات نقابة المحامين. وكان د. امين مكي مدني نقيب المحامين السودانيين بالخارج افتتح الاجتماع بعرض وسرد للظروف التي دارت فيها انتخابات نقابة المحامين السودانيين في الخرطوم, مؤكدا ان قرار الحكومة بان تتبع نقابة المحامين مسجل النقابات أمر مخالف للقانون ويعني الغاء استقلال النقابة التي حرصت قوانين مهنة المحاماة منذ نشأتها على اعتبارها مستقلة ولا تخضع لمسجل النقابات.. وقال مدني أنه وبرغم قناعتنا ان النظام بطبيعته لم يكن ليسمح ان تفوز قائمة التحالف الوطني لاسترداد الديمقراطية في انتخابات النقابة الا أن ما حدث كان مؤشرا ايجابيا أثبت اننا باتباع وسائل وأساليب جديدة نستطيع ان ننازل النظام وان نهزمه. وتحدث مدني عن ما يتردد عن رغبة النظام في الصلح والتصالح وقبوله الديمقراطية والتعددية وقال اذا كان النظام قد فعل كل ما فعل في مجرى انتخابات نقابية فكيف لنا أن نصدق أنه سيقبل بمشاركة الآخرين وتداول السلطة. ومن جهته قال فاروق ابوعيسى نائب الامين العام والمتحدث باسم التجمع الوطني الديمقراطي ان معركة نقابة المحامين اثبتت ان الحركة النقابية السودانية لم تسحق وان رؤيتنا في التجمع لدورها باعتبارها احد اركان التجمع كانت سليمة.. وشدد ابو عيسى على ان المطلوب الآن اكثر من اي وقت مضى هو أطراف التجمع لانه لا بديل لنا سوى مظلة التجمع ليس لاسقاط النظام فحسب بل والأهم لاعادة بناء السودان من جديد. وقال ان معركة نقابة المحامين أكدت إننا لسنا وحدنا في معركتنا ضد النظام موضحا أن كل المحامين العرب تضامنوا معنا... وتحدث المستشار الدكتور فهمي ناشد نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين وعضو مجلس الشورى المصري وقال لقد جئنا هنا اليوم لا لنعلن تضامننا باسم الاتحاد الدولي للمحامين مع نقابة المحامين السودانيين وإنما جئنا لكي نرد للحركة النقابية السودانية اعتبارها وأكد ان النقابات العالمية تحفظ للنقابيين السودانيين دورهم الرائد والقائد في مسيرة الحركة النقابية العالمية والعربية والافريقية منذ عشرات السنين. وباسم حزب الوفد تحدث عضو الهيئة الوفدية العليا وعضو الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب حامد الازهري مؤكدا تضامن الشعب المصري عامة والمحامين المصريين خاصة مع الاشقاء في السودان في نضالهم من اجل استعادة الديمقراطية والحرية.. وناشد كل القيادات السودانية ان تتوحد اكثر واكثر وان تحدد وتجدد وسائلها لمواجهة النظام, مؤكدا انه ليس هناك وصاية لأحد على شعب السودان الذي وصفه بـ (صانع الانتفاضات ضد الأنظمة العسكرية والفاشية) . كذلك أعلن عضو مجلس الشعب والقيادي البارز في الحزب الناصري سامح عاشور تضامن الحزب والناصريين مع شعب السودان حتى النصر. وأكد حسين عبد الرازق رئيس اللجنة السياسية بحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ان موقف حزبنا ثابت مع شعب السودان منذ اعلان انقلاب البشير في 30 يونيو 89 ونحن مع خيار الشعب السوداني في الديمقراطية والتعددية التي تحترم تعددية السودان الثقافية والعرقية والدينية اذ ليس هناك مصري مخلص لمصر يعتقد أن مصر يمكن ان تعيش في استقرار اذا كان هناك في السودان نظام لا يعبر عن ارادة شعب السودان, وان كان نظام يعبر عن ارادة شعب السودان وهو سند لمصر وللأمة العربية وللشعوب الافريقية كما قال. وتحدث د. ابو الحسن فرح نيابة عن محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي فأكد مجددا ان هذا النظام يجب اقتلاعه من جذوره, وعزا تحركات الحكومة الاخيرة ودعوتها للوفاق لأنها أدركت ان التجمع قد شب عن الطوق وان الانتفاضة الشعبية نضجت وان تحركات الميرغني والمهدي في الدول العربية والافريقية قد كشفت النظام وعرته وأدت الى عزلته. وقال التجاني الطيب عضو هيئة القيادة وممثل الحزب الشيوعي في التجمع الوطني الديمقراطي ان التغيير الموضوعي الذي حدث في 12 يناير 97 بافتتاح العمليات المسلمة قد وضع النظام في حالة حصار حقيقي واستنزاف حقيقي وهذا التغيير لا يمكن العودة عنه... وقال ان نظام الجبهة قد سد كل الطرق امام العمل السياسي الديمقراطي ولم يبق الا طريق العمل المسلح الذي دعا اليه النظام عندما أعلن أنه لن يتراجع ولن يتنازل الا بقوة السلاح الذي أتى به الى السلطة. ودعا التجاني مجددا الى تمتين وحدة صفوفنا (وأهم شيء الآن هو الوحدة والسير على الطريق الصحيح.. طريق العمل المسلح من الخارج والعمل الشعبي والانتفاضة من الداخل) .. ودعا الى تقديم الدعم ومزيد من الدعم للنضال في الداخل وأكد (أن هذا ممكن ويجب ان يتم) .. ومن جهة حذر عابدون أفاو عضو المكتب التنفيذي ممثل الاحزاب الجنوبية في التجمع من التصورات الخاطئة التي قد تكونت لدى بعض الدوائر بان الجنوبيين يتجهون الى التفاهم والتصالح مع النظام لان مجموعات من أبناء الجنوب قد تحالفوا مع النظام) .. وقال ان التحالف القائم الآن بين بعض المنشقين الجنوبيين والنظام تحالف قصير الأجل أملته الظروف الخاصة والذاتية للمنشقين وللجبهة الاسلامية وفي وقت قريب قادم سنشهد تطورات تؤدي الى تقويض التحالف القائم الآن. وقال ان الغالبية الجنوبية لا يمكن ان تقبل التصالح مع نظام لا يحترم أنسانيتها وكرامتها وحقها في المواطنة الكاملة والمتكافئة ونظام الجهة نظام شرس لا يحترم انسانية الانسان. وأكد أفاو (أنه ليس هنالك مبادرات للصلح ولا للسلام وان كل ما يذاع وينشر في هذا الصدد هو عبارة عن مناورات لتستهدف بها الجبهة كسب الوقت وإظهارنا بمظهر من لا يرغب في السلم اذا رفضنا مناوراتها ومؤامراتها وتفتيت وحدتنا بتقسيمنا الى معتدلين ومتشددين بينما الأمر إننا كلنا الذين في المنافي والذين في الداخل والذين في جبهات القتال نعمل من اجل هدف واحد هو استعادة الديمقراطية والحرية والعدل والسلام لكل السودانيين. القاهرة ـ عبد الله عبيد

Email