العماد أول وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس في حوار مع البيان : عن الحب والحرب، هذه حكايتي مع جينا لولو بريجيدا و... الامبراطورة ثريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرق كبير بين الخيانة الزوجية والخيانة الوطنية فالثانية ام الكبائر قلت للمقاومة اللبنانية : افعلوا ما تريدون ولكن لاتقتربوا من الطليان فأنا لا اريد ان تسقط دمعة واحدة من عيني جينا اتاتورك يهودي وحكام تركيا يريدون ان يرتد شعبهم المسلم الى الطورانية اتفقنا خلال المفاوضات مع اسرائيل على 40 من 50 نقطة ولن نعود أبداً الى نقطة الصفر ونحن مع زايد ضد ضرب العراق وضرورة رفع الحصار عن شعبه ندفع نفقات قواتنا في لبنان كاملة ولا تدفع الحكومة اللبنانية قرشا واحدا العماد أول مصطفى طلاس, وزير الدفاع السوري, رجل متميز وجريء على الجبهتين معا: الحب والحرب وهو في حواره مع (البيان) يكشف عن الابعاد الانسانية للجنرال العسكري, هو يحب الوردة لانها جميلة ويحب المرأة الجميلة كما يحب الوردة, يقول كما قال نابليون بونابرت: على الانسان ان يعرف في الحب كما في الحرب, ويتفق مع الثائر جيفارا بان من يحب جيدا يقاتل جيدا, و(ابو فراس) عندما يروي فصولا من علاقته مع الممثلة الايطالية الساحرة جينا لولو بريجيدا يكشف عن شفافية هائلة, وعن مخزون من العواطف لاينضب, فهو شغوف بالممثلة منذ مطلع شبابه, يكتب لها الرسائل ولا تجيب, ولكن عندما يتولى منصب رئاسة الاركان تبدأ الردود, وتأتي الفنانة العظيمة الى بيته في دمشق ترقص بعفوية على اوتار صباح فخري, وتهنئه بالنصر, ومعها المؤرخ ارنولد توينبي, في حرب اكتوبر, وتتحدث في التلفزيون الايطالي دفاعا عن العرب, ويقول العماد اول (عندما يتخذ الفنان الاجنبي موقفا مع العرب فهذا شيء كبير) , وهو يهديها سيفا صنعه شامي لصاحب تاج محل, ويرد لها الجميل فيطلب من المقاومة اللبنانية بعد دخول القوات المتعددة الجنسيات الى لبنان ان تفعل ماتشاء بالقوات الأخرى الا الطليان, ويسأله وليد جنبلاط: ولماذا الطليان بالذات؟ ويرد ابو فراس: كي لاتذرف دمعة من عيني جينا لولو بريجيدا. ويكشف وزير الدفاع السوري كيف ان الامبراطورة السابقة ثريا حسبت انه ضابط ايراني مكلف باغتيالها في باريس, اما تواضعه فيبلغ الذروة عندما يقول: تعودت ان اقول لأم فراس انني تقدمت لخطبة 17 واحدة, ولكن ولا واحدة قبلت بي, وعندما اصبحت رئيسا للاركان دعوتهن جميعا الى الغداء في نادي الشرق... هذا على جبهة الحب, اما على جبهة الحرب فإن العماد أول يميز بين الخيانة الزوجية وبين الخيانة الوطنية, ويرى في الثانية (ام الكبائر) , ويقول ان الملك حسين لم يبك على فاطمة ولكن على راشيل, وان موازنة وزارة الدفاع السورية كانت تستهلك 70 بالمئة من الموازنة العامة للدولة ولكن بعد الحرب تم تخفيضها الى 66% بالمئة وهو تخفيض بسيط, ويؤكد العماد اول على مقولة الرئيس حافظ الاسد بأن السلام خيار استراتيجي, ولكنه سلام الحق والعدل والتكافؤ وليس سلام نتانياهو, كما يكشف انه تم الاتفاق خلال المفاوضات السابقة على 40 من اصل 50 نقطة, ويقول لا يمكن العودة ابدا الى نقطة الصفر في المفاوضات اما عن تركيا فهو يؤكد ان شعب تركيا المسلم يرفض ان يرتد الى الطورانية كما ان كمال اتاتورك يهودي, ولا يمكن للشعب التركي ان يقبل التحالف مع الصهيونية, اما عن الموقف من العراق, فإن العماد اول وزير الدفاع لايعلن تأييده لما اعلنه الشيخ زايد في القاهرة عندما رفض ضرب العراق ودعا الى رفع الحصار عن شعبه. هنا نص الحوار مع العماد اول وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس. اتمنى ان يكون حوارنا حول الحب والحرب والورد, وابدأ من (كتاب الورد) الذي صدر في جزأين وبذلت جهدا كبيرا في تأليفه, ونلاحظ في مقدمة الكتاب انك تربط ما بين الورد ودم الشهيد, مع ان الورد غالباً ما يرتبط بالعشق وبالحب... ما هي العلاقة بين الاثنين: الحرب والحب؟ ـ هناك مقولة لنابليون بونابرت هي: يجب على الانسان ان يعرف في الحب كما في الحرب, وانا في كتابي عن ورد الشام, وهو مسيرة عشر سنوات من تصوير الورود والتعايش معها, اصور احدى مراحل حياتي, فأنا من مدينة الرستن التي تنام على كتف نهر العاصي, وكانت في الربيع تضج بالورود وبالازهار البرية, من مختلف الانواع والالوان والاشكال, لذلك ومنذ طفولتي كنت مولعا بالورد, وفي ايام الحرب العالمية الثانية, اذكر ان الحبر انقطع عنا ولم نعد نجد ما نكتب به, فكنت اجمع شقائق النعمان واطحنها, واضيف اليها قليلا من الماء فتتحول الى حبر احمر يميل الى البنفسجي الغامق, وقد توصلت الى هذا الاكتشاف من خلال ممارستي الخاصة, اذ كانت شقائق النعمان عندما ألعب بها تترك علامات وآثارا على يدي, ومن هنا صرت ادقها واعصرها واحولها الى حبر أوزعه على الناس, ان الكتابة بالورد شيء جميل, وفي الوقت نفسه فإن كاميرتي لم تكن تفارقني, وكنت التقط الصور لاية وردة او زهرة برية تعجبني, ولعل هذا ما جمعني مع صديقتنا الممثلة الايطالية جينا لولو بريجيدا, فقد كانت تمارس الهواية نفسها. صديقتي وشغوف بها هل كانت صديقتك ـ في الحقيقة كنت معجبا بها, فأنا اعشق الورد لان الورد جميل, وعندما تكون المرأة جميلة فأنا احبها ايضا واشعر بعاطفة نحوها, جينا لولو بريجيدا كنت شغوفا بها منذ مطلع شبابي, وكنت احتفظ بألبوم خاص اجمع فيه اية صورة تنشر لها في اية مجلة من مجلات العالم, وكنت اراسلها وانا في الجبهة: في الجولان او في سيناء او في اية منطقة في العالم. كنت فعلا شغوفاً بها... بأية لغة كنت تراسلها ـ بالفرنسية.. ولكنها لم تكن ترد على ايةرسالة من رسائلي, ومع ذلك استمريت في كتابة الرسائل ولم انقطع, وعندما اصبحت رئيسا للاركان العامة صارت ترد على رسائلي, ولعلها قالت في نفسها ان هذا الملازم والنقيب والرائد والمقدم عندما يصبح جنرالا فلابد انه انسان مميز. تهنئة بالنصر في اية سنة بدأت جينا ترد على رسائلك ـ سنة 1968, فيها بدأت ترد على الرسائل, وفي حرب تشرين, اكتوبر ردت علي ببرقية فيها تهنئة بالنصر, لقد اخذت موقفاً, والفنان الاجنبي عندما يأخذ موقفا مع العرب فهذا يعني الكثير, وفي تلك المناسبة تلقيت تهنئتين واحدة من جينا لولو بريجيدا والثانية من المؤرخ الكبير ارنولد توينبي, لقد كتب الرسالة بخط يده, وانهاها بعبارة (اهنئك بالنصر) . جمعت المجد من طرفيه: الفن والتاريخ. ـ (يضحك) في الثمانينات, وتحديدا في العام 1985 كان هناك صديق لجينا لولوبريجيدا, صديق ملياردير وكان يملك طائرة خاصة به, وعرض ان يسافر بها الى اي مكان في العالم, قالت له عندي صديق في سورية واحب ان اراه فقال لها المليونير الايطالي: في سوريا هناك شخصيتان مهمتان: حافظ الاسد ومصطفى طلاس, بالتأكيد ذاهبة من اجل حافظ الاسد, وردت جينا لولوبريجيدا: لا.. من اجل الثاني. الايطالي: لن أتدخل بين قلبين ويسترسل السيد العماد اول مصطفى طلاس فيروي: قال لها الصديق الايطالي اذا كنت سوف تلتقين الثاني فأنا اريد السفر معك, واعدك وعدا خاصا بانني لن اتدخل بين قلبين, وسوف اكون شاهدا فحسب, وافقت الصديقة وفعلا, اكدوا لي ان جينا لولوبريجيدا سوف تأتي, فدعوت الى سهرة في بيتي بعض الاقارب, وبشكل عادي, وكذلك صباح فخري مع عوده, ومن دون ان يعرف احد, وفي تمام الساعة العاشرة ليلا دخلت علينا جينا لولو بريجيدا وجلست بجانبي. 17 واحدة رفضن الزواج مني في اي سنة تحديدا ـ في فترة 84, جاءت في ذلك العام, والمهم انها دخلت المنزل وفوجىء الجميع بها حتى زوجتي (ام فراس), وكنت قد تعودت ان اقول لها: خطبت 17 واحدة, ولكن ولا واحدة احبتني وارادت ان تتزوجني, كانوا يعطونني المواصفات العالية جدا, ولكن في النهاية تفشل, كانوا يقولون هذا انسان ضابط ومثقف ولكنه فقير, ومع كل واحدة كان الاهل يعتذرون, وعندما صرت رئيس اركان الجيش دعوتهن كلهن. ـ كلهن الـ (17) واحدة كلهن مع ازواجهن, دعوتهن للغداء في نادي الشرق, طبعا السيدات كن يعرفن اسباب الدعوة, الا ان الازواج كانوا في جهل مطبق, وكانوا يسألون زوجاتهم: لماذا هذه الدعوة؟ وكانت احداهن تقول: بيعرف بابا بينما تقول اخرى: بيعرف ماما.. ... والزوج كالعادة آخر من يعلم يضحك ….المهم حضر الجميع, وكانت ام فراس متألقة, وهي صاحبة حضور متميز, هذا حدث قبل 29 سنة, ام فراس سحرتهم بجمالها, وهكذا تبين لهن انني لم افز فقط بمنصب قيادي كبير انما وفقت ايضا بالزواج من اجمل فتاة بينهن. اهديتها السيف الشامي ونرجع للحديث عن جينا لولوبريجيدا وحضورها الينا, كانت بروحها الفنانة تتصرف في البيت وكأنها احد افراده, كأنها واحدة منا, فكانت تقدم الاطباق للضيوف وتخدم وكأنها في بيتها, وعندما كان صباح فخري يبدأ الغناء كانت ومن تلقاء نفسها تقوم وترقص من دون ان (يعزمها) احد, بينما النساء عندنا, تقوم معركة اذا دعاهن الواحد للرقص, وتبدأ مصارعة ثيران.. جينا سحرت الناس الموجودين بجمالها وروحها وعفويتها, وقد شاهدت عندي سيوفا, فسألت اذا كانت تستطيع ان تأخذ سيفا على سبيل الذكرى, فوافقت, وكان عندي سيف من صنع واحد شامي, كان قد صنعه لصاحب تاج محل في الهند ولكن عندما وصل بالسيف الى هناك, كانت مصيبة قد وقعت لصاحب تاج محل, فخاف الشامي ان ينزل به سوء, فعاد ادراجه على ظهر فرسه ومعه السيف, وقد استقر السيف عندي في النهاية وعندما كانت جينا لولوبريجيدا في طريقها الى المطار ذكرتني بالسيف, فطلبت من احد المرافقين ان يختار لها سيفا من بين السيوف المعلقة على الحائط وعاد المرافق ليحضر السيف, وعندما نظر الى السيوف قرر ان يختار لها ارخص سيف بينها, ولم يجد الا السيف الشامي, فقد وجده قديما, (ومابيسوى قرش) , فحمله اليها في المطار, وعندما تسلمته اكتشفت مدى قيمته واهميته فاتصلت بي وقالت انها تعرف بأنه سيف نادر وتحفة فنية غالية, وربما وقع خطأ, وهي مستعدة ان تعيد السيف لي وان تستبدله بآخر, ولكنني اصريت, قلت لها: انتهى هذا السيف لك ومن نصيبك فأنت تستحقينه. ...وسألتني أم فراس عن اغلى جوهرة ويضيف العماد اول مصطفى طلاس: في 17-5 من عام 1995, اطلت جينا لولوبريجيدا في مقابلة مع التلفزيون الايطالي, وسألها المذيع: انت يحبك الآلاف والمعجبون بك بالملايين, بمن تأثرت في حياتك؟ واجابت: باثنين, تأثرت بفيديل كاسترو ومصطفى طلاس, ثم اخذت تروي للمشاهدين كيف ان الناس يملكون فكرة عن مصطفى طلاس بأنه ارهابي وقاتل بينما هو في الحقيقة انسان لطيف وجميل, (وقد اهداني اغلى جوهرة في العالم) , هذا ما قالته, وعندما سمعت (ام فراس) هذا الحديث عن اغلى جوهرة, سألتني من اين لك هذه الاغلى جوهرة التي اهديتها اياها؟ فقلت لها: انا لست سلطان بروناوي لاهدي جواهر نادرة, مع ان جينا تستاهل, ولو كان عندي اغلى جوهرة لاهديتها لها, ولكن ليس لدي, ومالدي قدمته لها... وبالطبع فإن جينا عندما تحدثت عن الجوهرة انما كانت تقصد السيف الشامي, ولعل خطأ وقع في الترجمة وعلى كل حال فإن جينا انسانة ذات مثل عليا في الاخلاق والادب وفي الجمال, كما انها تحب التصوير. قالت: أنت بنت حبيبي هل لديك صور معها ـ اكثر من صورة, سأعطيك واحدة, (ثم يضيف) عندما رأت جينا ابنتي عام 1989 في حفل في موناكو, ابنتي ناهد زوجها اكرم عجة كما تعرف, وهو يتبرع كثيرا للصليب الاحمر, وكان في ذلك الحفل يجلس مع ناهد على مائدة الشرف, وبالصدفة كانت جينا تجلس الى جوار ناهد, فسألتها: من انت؟ فأجابت: انا ناهد من سوريا, قالت جينا: اذا كنت من سوريا, فلابد انك تعرفين العماد مصطفى طلاس, وردت ناهد: انه بابا, ورحبت بها جينا كثيرا وقالت لها: انت بنت حبيبي, واخذت لها لقطة مصورة, واعطتها اياها, وهي صورة تعادل ملايين الدولارات. قلت للمقاومة: الا الطليان ويتابع العماد اول طلاس فيقول: وبالمقابل, فقد قمت برد الجميل لجينا لولوبريجيدا, فأثناء الاجتياح الاسرائيلي للبنان, وثم دخول القوات المتعددة الجنسيات, جمعت زعماء المقاومة اللبنانية, وقلت لهم: افعلوا ماشئتم بالقوات الامريكية, او البريطانية او اية قوات اخرى, ولكنني لا اريد ان يجرح جندي ايطالي واحد, وقد تجاوبوا, ولكن وليد جنبلاط سألني: لماذا الطليان بالذات؟ فقلت له: حتى لاتذرف دمعة واحدة من عيني جينا لولوبريجيدا, وكانت القوة الايطالية في لبنان معززة, مكرمة, تقدم لها المشروبات والحلوى والطعام من دون اي مقابل, كان الطليان ضيوفا بكل معنى الكلمة يتجولون حيث شاؤوا, وقد حالفني الحظ ليس لان المقاومة اللبنانية اطاعت اوامري, ولكن لان الشعب اللبناني كله عامل الطليان اطيب معاملة, ولم يجرح جندي ايطالي واحد. هل عرفت جينا لولوبريجيدا والشعب الايطالي بهذه المبادرة التي وفرت الحماية للطليان بطلب منكم؟ نعم, التلفزيون الايطالي بث الخبر, نشر في الصحف الايطالية, كما كتبت عنه زوجة الكاتب الايطالي الشهير البرتو مورافيا, وعبرت عن امتنانها. رسالتك أغلى من وسام ميتران * اليوم, أمازالت العلاقة مع الفنانة الايطالية مستمرة؟ نعم مازالت مستمرة ولكننا لانلتقي الا في بعض الاحيان في باريس عندما تأتي الى هناك وعندما منحت الوسام العسكري وجهت لي دعوة للمشاركة في الحفل الذي سوف يقام لها بهذه المناسبة. من منحها الوسام العسكري الرئيس الفرنسي الراحل فرانسو ميتران, لقد بعثت لي برسالة تدعوني لحضور الحفل, ولكنني قلت لها: جينا لا استطيع الحضور, ولا استطيع ان اطلب من الرئيس السماح لي بالسفر لحضور مثل هذا الحفل والتكريم, ثم اننا (علقانين) مع نتانياهو ومجموعته, ولكنني لجأت الى التكنولوجيا الحديثة فوجهت لها رسالة بالفاكس ابلغتها فيها ان ابنتي سوف تحضر, وقلت لها في تلك الرسالة (في الوقت الذي يقدم لك الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران وسام الشرف, فإن وسام الشرف له الشرف في ان يكون على صدرك, يا من ينحني على اقدامها العظام ويعرش على صدرها ورد الشام, ويبوح في صدرها الياسمين وتسطع في عينيها كل الشموس, يا احلى نجمة في القرن العشرين..) , وقد كانت ابنتي ناهد بين الحضور في الاحتفال والى جانبها آلان ديلون وعندما شاهدتها جينا قبلتها, وقالت لها: رسالة بابا كانت اهم رسالة وصلتني وهي اغلى من الوسام الذي حصلت عليه, وانا احتفظ بها...) هذه لقطات من حكايتي مع جينا لولوبريجيدا! من يحب جيدا يحارب جيدا السيد العماد اول, عندما قام الثائر جيفارا بزيارة مصر التقى بشباب جامعة القاهرة وبينما كان يتحدث معهم عن الثورة, مرت مجموعة من الطالبات, فتوقف جيفارا عن الحديث, وصار يتابع الفتيات باعجاب وقد سأله احد الشباب في تلك اللحظة عن رأيه في الحب, فقال جيفارا: ان من يحب جيدا يحارب جيدا, انت ماذا تقول؟ جيفارا... انا من المعجبين بهذا الرجل, وقد كتبت فصلا كاملا عنه في (مرآة حياتي) , انه شخصية نادرة, صحيح انه بعد ثلاثين سنة من استشهاده عثروا على جثته واقيم له احتفال كبير في كوبا, مع ذلك فإن شباب اوروبا كله يعتبر جيفارا مثله الاعلى, ان كثيرين من الشابات والشبان يلبسون قمصانا (تي شيرت) تحمل صورته, هذا مثل نادر عندما يضحي الانسان بنفسه في سبيل الشعوب, وهو مازال رمزا كبيرا امام الجماهير الطموحة, وجيفارا عندما استشهد كان معه 28 مقاتلا فقط يؤمنون له الطريق, بينما حاصره في جبال بوليفيا 2800 جندي بوليفي مع 500 جندي امريكي, ومع ذلك فقد صمد في مواجهة هذا الحشد, وعندما قتل لم يكن معه سوى بندقيته وقلمه, مثل جيفارا خسارة للانسانية ان يموت قبل اوانه, صحيح انه مقاتل عظيم وعاشق عظيم ولكنه في الوقت نفسه كاتب عظيم لديه كتابات من احسن الكتابات السياسية, وقد نشرت في كوبا. الخيانة الزوجية و.. الوطنية نتابع مع الحب والحرب, وننتقل الى الخيانة الزوجية وخيانة الوطن, وهما في امريكا يكادان يتساويان اليوم, فالجنرال جوزيف رالستون رشحه وزير الدفاع الامريكي كي يتولى منصب رئيس هيئة الاركان, ولكن الكونجرس لم يوافق, والسبب ان الجنرال رالستون, كما كشفت الصحف, كان لديه علاقة قبل 14 عاما مع موظفة في (السي.آي.ايه) , في ذلك الوقت كان الجنرال منفصلا عن زوجته, ومع ذلك فإن الكونجرس اعتبر تلك العلاقة خيانة زوجية, وبالتالي فالجنرال لايستحق ان يصبح رئيس هيئة الاركان, وهناك واقعة ثانية في الجيش الامريكي, فقد قام بفصل اول سيدة تقوم بقيادة القاذفة (ب ــ 52) من سلاح الطيران لان لديها علاقة غير شرعية, مع انها ليست متزوجة, الكونجرس الامريكي ومعه الجيش يكادان يساويان بين الخيانة الزوجية والخيانة الوطنية, والشعار الذي رفعه الشعب الامريكي, بعد فيتنام, وهو (اصنع الحب لا الحرب) صار ممنوعا على الجنرالات والعسكر, هل توافق على هذا باعتبارك وزيرا للدفاع في الجيش الامريكي نسبة من النساء يمكن ان تصل على ما اعتقد الى 13 بالمئة, وحتى في صفوف القوات الامريكية التي ذهبت الى الخليج وشاركت في عمليات عاصفة الصحراء كانت النسبة ثابتة كما في امريكا, اذ شاركت 39 الف امرأة في تلك العمليات, انهم في امريكا يعتمدون على التطوع والفتيات يدخلن السلك العسكري متطوعات, الآن, اذا تعرضت المرأة للاغتصاب تقوم الدنيا ولاتقعد في امريكا, بالذات اذا تعرضت للاغتصاب من احد رؤسائها, اما اذا كانت هذه ارادتها فلا احد يسأل عنها او يعترض, بدليل انه من اصل 39 الف امرأة شاركن في عمليات عاصفة الصحراء فإن 900 واحدة منهن عدن وهن حاملات, اكيد ان هؤلاء الاطفال المقبلين ليسوا من السعودية (يضحك), ومع ذلك لم تؤاخذ اية واحدة منهن او تحاسب, وعندهم, اذا كانت هناك موافقة من المرأة فليس هناك اي اشكال, ولم يتم على حد علمي, فصل اية واحدة من اولئك الحوامل. لا مشكلة عندنا والمرأة برتبة عميد لعل الرتبة تلعب دورا, وماهو مسموح للجنود ممنوع على الجنرالات.. الاعلام في امريكا قوي جدا واحيانا يتم توجيهه, وهو يستطيع ان يهدد اية شخصية امريكية, مهما كانت هامة, واعتقد ان النظام يقول طالما انه ليس هناك شكوى فليست هناك قضية. بالنسبة لنا لا مشكلة عندنا لدينا نساء ضباط وصلن الى رتبة عميد, وهن من الطبيبات, بقية المجندات بعضهن وصل الى رتبة رائد, وهذه تجربة مازالت حديثة عندنا, وبدأت منذ 12 سنة فقط. هل تسمحون للمرأة العسكرية ان تتوغل في خطوط القتال الساخنة وان تصل الى الجبهة مع العدو؟ الحقيقة نحن نضعهن في المواقع الادارية والاتصالات والخدمات الطبية والمحاسبة من دون ان يصلن الى جبهات قتال اما من يصل الى الجبهة فهم الشبيبة, لدينا شبيبة الثورة, وهم متطوعون مظليون, واذا دعت الحاجة نرسلهم الى جبهات القتال, ولكن هذا لم يحدث حتى الآن, واذا احتاج الامر فإن لدينا عشرة آلاف امرأة متطوعة, وهذه نسبة عالية حتى بالمقارنة مع امريكا, وهن على اهبة الاستعداد للقتال ضد اسرائيل متى دعت الحاجة. هل المجندة حرة في حياتها الخاصة؟ الواقع ان الاسلوب الشرقي هو المهيمن علينا, وطبقا لتوجيهات الرئيس فإننا نقوم بتعيين الفتيات في اماكن قريبة من لمدن, ونراعي ان تكون المرأة في مكان قريب من بيتها, حتى لاتضطر لاستئجار منزل, ونحن نريد لهذه التجربة ان تنجح. اذن انتم لاتربطون بين العلاقة غير الشرعية او الخيانة الزوجية وبين الخيانة الوطنية؟ خيانة الوطن لاتعادلها جريمة لا في الارض ولا في السماء, وهي ام الكبائر, مثل الشرك بالله تماما, وبالتالي لايمكن ان نقارن خيانة الوطن بالخيانة الزوجية على طريقة الكونجرس الامريكي. ... والحكاية مع الامبراطورة ثريا ... وماذا عن الامبراطورة ثريا, يروى ان لك قصة معها, هل التقيتما معاً؟ الحقيقة انني التقيتها مرة في فرنسا, في مطعم, قالت صاحبة المطعم ان الامبراطورة ثريا تجلس الى تلك المائدة. نظرت حيث اشارت وشاهدتها, وبطبيعة الحال فقد كنت اوجه نظراتي لها اكثر مما اوجهها للآخرين, كان هذا في عام 1980, بعد رحيل الشاه وكنت وزيرا للدفاع وفوجئت بعد فترة بصاحبة المحل تأتي الى طاولتي لتروي لي ان الامبراطورة ثريا استدعتها على جناح السرعة وقالت لها: ان آية الله الخميني بعث ضابطا ايرانيا ليقتلني في باريس, انظري لذلك الضابط هناك ذي الملامح الايرانية, انه يحدق في وجههي باستمرار وقد جاء ليغتالني... وقالت لها صاحبة المطعم: هذا ضابط ولكنه ليس ضابطا ايرانيا, بل هو وزير الدفاع السوري, وسأدعوه ليسلم عليك, وبالفعل قمت وسلمت عليها, قالت لي: اعتذر, وانا ادعوك للعشاء مساء غد, قلت لها: للاسف انا مسافر غدا واتمنى ان نلتقي في مناسبة اخرى. ولم نلتق بعد تلك الامسية تخفيض الموازنة العسكرية وخيار السلام ومن الحب الى الحرب, اعلن في احدى الفترات, قبل حوالي ثلاث سنوات ربما, عن تخفيض موازنة الدفاع العسكرية في سوريا, فهل حدث هذا فعلا, وهل التخفيض مازال مستمرا؟ الواقع أنه في أثناء الحرب كانت موازنة وزارة الدفاع تأخذ 70 بالمئة من موازنة الدولة, وبعد الحرب وأثناء الاستقرار انخفضت هذه الموازنة إلى 66 بالمئة. وهذا ليس انخفاضاً كبيراً, كما أن باقي الخدمات بدأت تأخذ حقها من الموازنة. أليس لهذا التخفيض علاقة بالشعار الذي ترفعه سوريا وهو أن السلام خيار استراتيجي؟ السلام بالفعل هو خيار استراتيجي, كما رسخه الرئيس (حافظ) الأسد, ولكن السلام القائم على التكافؤ والعدل والحق والمساواة وليس السلام الذي يريده نتانياهو, ولذلك عندما بدأنا المفاوضات توصلنا إلى نقاط محددة, ولكن نتانياهو يريد العودة بالمفاوضات إلى الصفر, وقد قطع الرئيس الأسد عليه وعلى حكومته الطريق لأنه في قانون الدول, القرارات التي تتخذها دولة من الدول لها صفة الاستمرارية والاعتراف الرسمي, ولا يصح أبداً أن تبدأ مفاوضات جديدة كلما تشكلت حكومة جديدة, إن المفاوضات يمكن ان تستمر من حيث انتهت, ولا عودة إلى الخلف, هذا ما اكده الرئيس الأسد, وليس هناك دولة أوروبية واحدة. ولا حتى امريكا ضغطت على الرئيس الأسد في هذا الموضوع. فقد كان الرئيس منطقياً مثل حد السيف, وقد لقي موقفه تأييداً واسعاً .. إذ لا رجعة إلى الخلف. لا عودة إلى الصفر هل توصلتم خلال المفاوضات إلى اتفاق يشمل حوالي 90 بالمئة من النقاط العالقة, كما يزعم شيمون بيريز؟ نعم, كان هناك 50 نقطة, بينها 10 نقاط مختلف عليها ومعلقة, تم الاتفاق على 40 من أصل 50 نقطة وهذا انجاز كبير, ولا أجد مبرراً واحداً للعودة بالمفاوضات إلى نقطة الصفر. الملك حسين لم يبك على قانا هل الموقف العربي موحد في هذه النقطة, الأردن وموقف الملك حسين مثلاً..؟ ما يفعله الملك حسين لا أحد يقبله, لايجوز للملك حسين أن يذهب إلى اسرائيل ويبكي على قتلى الباقورة وهو لم يذرف دمعة واحدة على شهدائنا في قانا. قال الرئيس الهراوي له: يا جلالة الملك أتمنى أن تقطع زيارتك وأن تأتي إلى لبنان لنبكي قليلاً على شهدائنا في قانا. ونزار قباني قال : لماذا نبكي على ساره وراشيل ولانبكي على خديجة وفاطمة .. وقد برهنت السياسة الامريكية على أنها ترتدي لباس حاخام يهودي عتيق, كما يقول نزار قباني أيضاً نحن ندفع نفقات قواتنا في لبنان الدول العظمى وحدها تملك القدرة على تحريك من 30 إلى 40 الف جندي خارج حدودها, وأن تنفق على هذه القوات. من ينفق على القوات السورية العاملة في لبنان, هل هناك مساهمة لبنانية أو عربية؟ الحكومة اللبنانية لاتدفع قرشا واحدا, سوريا تغطي ميزانية القوات المسلحة هناك, وبالعكس اذا طلب منا سوف ندفع اذا كان لبنان بحاجة الى معدات وذخائر فإننا نلبي الطلب. لا نخاف الحرب ماهي التوقعات بعد ان كشفت اسرائيل عن جاسوس اسرائيلي قالت انه كاد يشعل الحرب بينها وبين سوريا, هل يمكن للحرب ان تقع بشكل مفاجىء مع اسرائيل؟ وهل يمكن لمصر او للاردن ان تلعبا دورا فيها؟ انا لست مفوضا ان اتحدث عما يمكن ان تفعله مصر او الاردن في حال وقوع حرب, نحن في سوريا, اذا وقعت الحرب, قادرون على الرد عليها ولسنا خائفين من احد, ولا من هذه الحرب, نقولها بالفم المليان, نحن لانخاف الحرب, لان الطرح الآخر الذي يطلبه نتانياهو لايمكن لأي مواطن سوري ان يقبل به, والمهم نحن كلنا فداء لسياسة حافظ الاسد رمز الكبرياء والوطنية والشهادة. زايد قالها.. اعلنت سوريا انها كشفت واحبطت مؤامرتين لتقسيم العراق, هل تتوقعون تطور العلاقات مع بغداد, سياسيا وعسكريا؟ نحن ضد تقسيم العراق, لان تقسيم العراق يؤذي الامة العربية كلها, وقلنا ايضا اننا ضد ضرب العراق لان ضربه ؤذي الضمير العربي كله, ورئيس دولة الامارات الشيخ زايد قالها في مصر, لماذا يضرب العراق ويفرض الحصار على شعبه, الفرق التي تقوم بالتفتيش الى اي شيء توصلت؟ مهما كان ما يبحثون عنه فلابد انهم وصلوا الى نتيجة, لديهم تقنيات عالية: اقمار صناعية, طائرات تجسس, وهم يعرفون كل شيء عن الشركات الغربية التي باعت شيئا للعراق حتى لو كان مسمارا صغيرا... لذلك اعتقد ان القضية الفعلية هي وجود امريكا في المنطقة وهيمنتها عليها وتوجيه كل شيء كي يعمل لمصلحتها ولكنها فشلت, فشلت في مؤتمر الدوحة وفشلت في ضمان موافقة خليجية على ضرب العراق وفي الحقيقة فإنني أقدر مواقف الملك فهد والشيخ زايد وطبعا الرئيس حسني مبارك, قالوا نحن ضد استخدام القوة في العراق, حتى الشيخ جابر امير الكويت لم يوافق على ضرب العراق, ان الامريكيين لم يتركوا في جيوبنا قرشا واحدا تحت ذريعة اننا نحتاج الى الامن نحن لا نحتاجهم والامة العربية قادرة بامكانياتها ان تدافع عن كل قطر عربي يتعرض الى اي اعتداء. اتاتورك يهودي هل تشعر سوريا انها محاصرة بعد الاعلان عن التحالف التركي ــ الاسرائيلي ــ الامريكي الذي بدأ يأخذ ابعادا عسكرية ميدانية و على الارض؟ الامريكيون جربوا كل انواع الضغوط على سوريا ليس هذه المرة فقط بل منذ زمن طويل. وهم يحاولون تليين قناتنا, ولكن قناتنا لا تلين, هم يعرفون الرئيس الاسد ونحن نعرف انه يجسد كبرياء الامة العربية وشرفها وتاريخها وطموحها... لا يمكن ان يقبل الرئيس الاسد اذلال الامة العربية بهذا الشكل الذي تريده امريكا واسرائيل, مستحيل ان يقبل اي عربي هذا الاذلال, الرئيس الاسد مع السلام ولكن ليس مع سلام يريد نتانياهو فرضه بالقوة والعربدة. من هذا المنطلق فنحن لا نخشى شيئا, هناك ضغوط على سوريا من ناحية تركيا, وهذا الحلف اقيم للضغط على سوريا, ولكن الشعب التركي بات يكره حكومته لانها تعمل ضد مصالحه مع العرب والدول الاسلامية, وعندما تقف تركيا الى جانب اسرائيل فانها تقف حتما ضد العرب والمسلمين والاسلام. انهم يريدون اعادة الشعب التركي الى الطورانية, ويبنون مشروعهم على ثورة اتاتورك ولكننا نعرف جميعا ان اتاتورك وجمال باشا وانور باشا يهود, هم من يهود (الدوما) وهذه حقيقة معروفة تاريخيا, والشعب المسلم في تركيا لا يمكن ان يقبل بأكثريته العودة الى الطورانية او التحالف مع الصهاينة. حوار: شوقي رافع

Email