ترامب يستعين بالحرس الوطني لقمع احتجاجات لوس أنجلوس

قوات الحرس الوطني الأمريكي منتشرة في حي كومبتون بمدينة لوس أنجلوس
قوات الحرس الوطني الأمريكي منتشرة في حي كومبتون بمدينة لوس أنجلوس

أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإرسال عناصر الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس، في انتشار نادر ضد رغبة حاكم الولاية، بعدما اندلعت احتجاجات اتسمت بالعنف أحياناً على خلفية عمليات دهم لتنفيذ قوانين الهجرة.

وأعلن ترامب السيطرة الفيدرالية على جيش ولاية كاليفورنيا،لإدخال الجنود إلى ثاني كبرى مدن البلاد، في قرار وصفه حاكم الولاية غافين نيوسوم بأنه «تحريضي»، بينما أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أنه غير مسبوق منذ عقود.

وتتم الاستعانة عادة بالحرس الوطني (وهم عناصر احتياط في الجيش) لدى وقوع كوارث طبيعية على غرار حرائق لوس أنجلوس، وأحياناً في حالات الاضطرابات المدنية، لكن يتم الأمر دائماً تقريباً بموافقة السياسيين المحليين.

ورفض حاكم كاليفورنيا قرار الرئيس معتبراً أنه «تحريضي بشكل متعمد، ولن يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات».

وأضاف على «إكس» أن السلطات الفيدرالية «تسعى إلى عرض. لا تعطوهم ذلك. لا تستخدموا العنف إطلاقاً. احتجوا بشكل سلمي».

من جهته هدد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، بتصعيد التوتر أكثر، محذراً من أن قوات عسكرية عادية قريبة قد تتدخل.

وأضاف «إذا تواصل العنف فستتم الاستعانة بمشاة البحرية ممن هم في الخدمة بمعسكر بندلتن.

إنهم في حالة تأهب»، لكن أستاذة القانون جيسيكا ليفنسون أشارت إلى أن تدخل هيغسيث يبدو رمزياً نظراً إلى القيود القانونية عموماً على استخدام الجيش الأمريكي كونه قوة شرطة محلية في غياب تمرد.

يأتي ذلك بعد يومين من مواجهات، أطلق خلالها عناصر فيدراليون القنابل الصوتية، وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه حشد خرج للتعبير عن غضبه من توقيف عشرات المهاجرين في المدينة، التي تضم جالية لاتينية كبيرة.

وقالت امرأة تقطن لوس أنجلوس ووالداها مهاجران رفضت الكشف عن اسمها «علينا الدفاع عن أهلنا».

وأكدت لوكالة «فرانس برس» بينما شوهد وميض مركبات الطوارئ من بعد «سواء أصبنا أو أطلقوا الغاز المسيل علينا أو مهما أطلقوا باتجاهنا، فلن يوقفونا.

كل ما بقي لدينا هو صوتنا». ووقف متظاهر يرفع العلم المكسيكي أمام سيارة متفحمة، كُتبت عليها شعارات مناهضة لإدارة الهجرة والجمارك.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن «ترامب وقع مذكرة رئاسية لنشر ألفي عنصر من الحرس الوطني للتعامل مع حالة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم»، محملة المسؤولية لقادة كاليفورنيا الديمقراطيين «العديمي الفائدة»، بحسب قولها.

وأكدت أن «إدارة ترامب لديها سياسة صفر تسامح إزاء السلوك الإجرامي والعنف، خصوصاً عندما يستهدف هذا العنف ضباط إنفاذ القانون الذين يحاولون القيام بوظائفهم».

وهنأ ترامب الحرس الوطني بـ«أداء المهمة بشكل جيّد» قبيل منتصف ليل السبت، وذلك في منشور على منصة «تروث سوشال»، لكن رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارن باس، قالت على منصة «إكس» الاجتماعية إن الجنود لم ينتشروا بعد.

وامتدت المواجهات بين سلطات الهجرة الأمريكية ومتظاهرين إلى يومها الثاني، حيث امتلأ الهواء بالغاز المسيل للدموع والدخان في الضواحي الجنوبية لمدينة لوس أنجلوس، السبت.

ووقف أفراد حرس الحدود وهم يرتدون معدات مكافحة الشغب، وأقنعة الغاز خارج مجمع صناعي في مدينة باراماونت، مستخدمين الغاز المسيل للدموع، بينما تجمع المتفرجون والمتظاهرون على الجزر الوسطية للشوارع وعبر الشارع، بعضهم يسخر من السلطات، بينما يسجل البعض الآخر الأحداث بهواتفهم الذكية.