توافق أمريكي أوكراني حول أهم بنود خطة إنهاء الحرب

آثار الدمار الذي خلفته غارة بمسيرة روسية على منطقة وسط كييف
آثار الدمار الذي خلفته غارة بمسيرة روسية على منطقة وسط كييف

أعلن مسؤول أوكراني رفيع المستوى، أن واشنطن وكييف توصلتا إلى اتفاق بشأن أهم النقاط في الخطة التي طرحتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال رستم عمروف، وزير الدفاع السابق الذي يشغل الآن منصب أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، وعضو فريق التفاوض الأوكراني: توصل وفدانا إلى فهم مشترك بشأن البنود الأساسية للاتفاق الذي تم بحثه في جنيف..

نعتمد الآن على دعم شركائنا الأوروبيين في خطواتنا المقبلة.. نتطلع إلى تنظيم زيارة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت مناسب، لاستكمال الخطوات النهائية والتوصل إلى اتفاق مع الرئيس دونالد ترامب.

على صعيد متصل، قال زيلينسكي، عقب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن كييف ترى آفاقاً عديدة للسلام وإنهاء الحرب مع روسيا بعد محادثات رفيعة المستوى في جنيف. وكتب على منصة إكس:

بعد الاجتماعات في جنيف، نرى آفاقاً عديدة يمكن أن تجعل الطريق إلى السلام حقيقياً.. هناك نتائج ملموسة، ولا يزال أمامنا الكثير من العمل. وقال زيلينسكي إن خطة السلام المقترحة التي تخضع للنقاش الآن مع الولايات المتحدة وأوروبا تضمنت نقاطاً صحيحة، لكن هناك قضايا حساسة سيناقشها مع ترامب.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا تتوقع أن تقدم الولايات المتحدة نسخة من الخطة، التي تعتبرها موسكو مؤقتة، وذلك بعد أن تتفق واشنطن عليها مع أوروبا وأوكرانيا.

وأضاف لافروف أن روسيا لن تكون راضية إذا جرى محو نص وروح الاتفاقات التي توصل إليها الرئيسان الروسي والأمريكي، خلال لقائهما في ألاسكا، من خطة السلام. ولفت لافروف إلى أن الولايات المتحدة لم تسلم روسيا رسمياً حتى الخطة الأصلية المكونة من 28 بنداً.

بدورها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن ترامب لا يزال يأمل أن تؤدي المفاوضات الجارية بشأن إحلال السلام في أوكرانيا إلى نتائج ملموسة.

وأوضحت ليفيت أن مناقشات مثمرة للغاية جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع بين فريق الأمن القومي للرئيس والوفد الأوكراني، مشيرة إلى أنه لم يتبق سوى عدد قليل من النقاط التي لا يزال الخلاف قائماً بشأنها.

وأكدت ليفيت أيضاً أن الرئيس يشعر بالإحباط من استمرار الحرب.. ورغم أن ترامب أوقف التمويل الأمريكي للحرب، فإن الولايات المتحدة لا تزال تقدم أو تبيع كميات كبيرة من الأسلحة.. لا يمكننا الاستمرار في ذلك إلى الأبد، والرئيس يريد لهذه الحرب أن تنتهي.

إلى ذلك، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن خطة ترامب للسلام في أوكرانيا بحاجة إلى تحسينات لتصبح مقبولة لكييف وأوروبا. وأضاف: إنها مبادرة تسير في الاتجاه الصحيح: نحو السلام. لكن هناك جوانب من تلك الخطة تستحق المناقشة والتفاوض عليها وتحسينها..

نريد السلام، لكننا لا نريد سلاماً يكون استسلاماً حقيقياً. وذكر أن الأوكرانيين وحدهم هم أصحاب القرار بشأن ما إذا كانوا مستعدين للتنازل عن أراض، مشيراً إلى أن خط الدفاع الأول لأوكرانيا في حالة إحلال السلام مع روسيا سيكون تجديد جيشها، ولا يمكن أن يكون هناك قيود على ذلك.

من جهته، حذر وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، من الاستهانة بالخطر الذي تمثله روسيا حتى في حال انتهاء حرب أوكرانيا. وقال الوزير خلال منتدى السياسة الخارجية لمؤسسة كوربر في برلين: حتى لو توقفت المعارك الآن، فإن ما يبقى هو أن روسيا تتجاوز طموحاتها أوكرانيا بكثير.

هجوم ضخم

ميدانياً، أعلنت كل من أوكرانيا وروسيا، عن ضربات جوية ضخمة على أراضيهما صباح أمس، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في الجانب الأوكراني، حيث تم استهداف قطاع الطاقة والعاصمة كييف مرة أخرى، فيما سقط ثلاثة قتلى في منطقة روستوف الروسية. وقتل ستة أشخاص على الأقل في كييف في ضربات روسية.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، إن أربعة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة على الأقل في منطقة سفياتوتشينسكي. وقبل ذلك أفاد عناصر الإنقاذ بمقتل شخصين أحدهما في مبنى سكني بمنطقة دنيبروفسكي.

وفي روسيا، قُتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية بهجوم أوكراني على مدينة تاغانروغ الساحلية ومنطقة نيكلينوفسكي المجاورة، على شواطئ بحر أزوف في منطقة روستوف، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي يوري سليووسار على تلغرام.

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن قوات الدفاع الجوي تصدت لإحدى أكبر الهجمات الأخيرة التي شنتها الطائرات المسيرة الأوكرانية خلال الليل، واعترضت ودمرت 249 طائرة مسيرة أوكرانية.

اختراق مسير

على صعيد آخر، أعلنت رومانيا ومولدافيا، أمس، توغل طائرات مسيرة في مجالهما الجوي، ونشرت بوخارست أربع طائرات مقاتلة بعد ليلة شنت خلالها روسيا غارات جوية مكثفة على أوكرانيا.

وأكدت الشرطة في مولدافيا، إخلاء قرية بعد سقوط أجزاء من مسيرة على منزل في منطقة كوهورستي دي جوس في مقاطعة فلوريستي، المتاخمة لأوكرانيا.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الرومانية، إنها المرة الأولى التي تعبر فيها طائرة مسيرة المجال الجوي الوطني من فيلكوفي في أوكرانيا إلى منطقة تشيليا فيتشي في مقاطعة تولتشيا في شرق البلاد

. كما قال نائب رئيس وزراء بولندا، كريستوف جافكوفسكي، إنه يتوقع أن تصعد روسيا من أنشطتها في البلاد، بعد تفجير خط سكة حديد مزدحم يصل إلى أوكرانيا.

حيث اتهمت السلطات موسكو بأنها وراءه. وقال جافكوفسكي إن سكان بولندا والبنية التحتية المهمة معرضان للخطر في ظل تكثيف الكرملين لجهود ردع البولنديين عن دعم أوكرانيا.

في الأثناء، كشف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، عن أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية ستحتاج إلى وضع خاص واتفاق تعاون بين روسيا وأوكرانيا إذا ما تم التوصل إلى اتفاق سلام، مضيفاً: أياً ما كان المسار الذي ستمضي فيه الأمور في نهاية المطاف، سيظل من الضروري التوصل إلى اتفاق تعاوني أو خلق بيئة تعاونية.