لا يزال أفق نهاية الحرب الروسية الأوكرانية بعيداً، في ظل الهجمات الجوية التي ألقت موسكو عليها باللائمة في إفشال محادثات السلام، فيما قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: إن نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، يلعب بالنار.
وقال دونالد ترامب، إن نظيره الروسي يلعب بالنار، مجدداً هجومه على بوتين بسبب تعثر جهود السلام في أوكرانيا. وكتب ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال»: «ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا تدخلي، لكانت حدثت الكثير من الأمور السيئة للغاية لروسيا، إنه يلعب بالنار!».
اتهامات
على صعيد متصل، اتهمت موسكو، كييف، أمس، بتكثيف الهجمات الجوية بهدف إفشال محادثات السلام، مشيرة إلى أن ضرباتها في نهاية الأسبوع جاءت رداً على هجمات أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن كييف وبدعم من بعض الدول الأوروبية، قامت بسلسلة من الخطوات الاستفزازية لإفشال المفاوضات، مشيرة إلى تزايد الهجمات بواسطة الطائرات المسيرة والصواريخ ضد المنشآت المدنية في روسيا. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن هجماتها أتت رداً على إطلاق أوكرانيا مسيرات أوقعت إصابات في صفوف المدنيين الروس.
وفي وقت لاحق، أكد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن تصرفات كييف تتعارض بشكل واضح مع الرغبة في السلام، معتبراً أن سلوك الأوروبيين الذين يدعمون أوكرانيا عسكرياً لا يساعد أبداً في التوصل إلى تسوية سلمية.
كما قال بيسكوف، إن التقارير الإعلامية التي تشير إلى احتمال فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا هي جزء من حملة تهدف إلى عرقلة محادثات السلام بشأن أوكرانيا. كما قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن موسكو تواصل العمل على صياغة مسودة مذكرة تحدد مبادئ أي اتفاق سلام مستقبلي محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
في الأثناء، أعلنت روسيا، دعمها لاستضافة تركيا جولة جديدة من محادثات السلام مع أوكرانيا، إذ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب محادثاته مع نظيره التركي، هاكان فيدان، في موسكو: «نحن ممتنون لتركيا لاستعدادها لمواصلة المساعدة في مثل هذه المفاوضات والتوصل إلى تسوية سلمية». وقال مصدر بوزارة الخارجية التركية، إن الرئيس بوتين، وهاكان فيدان ناقشا الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
انتقاد
من جهته، قال لافروف، إن تصريحات المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بشأن ضربات أوكرانية بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية باستخدام أسلحة أوروبية، تشير إلى أن القرار الذي يسمح بمثل هذه الهجمات اتخذ منذ فترة طويلة. ولفت لافروف، إلى أن هذه التصريحات توضح مستوى الأشخاص الذين وصلوا إلى السلطة في دول أوروبية رائدة، وألمح إلى أن قرار السماح بضربات بعيدة المدى ضد روسيا اتخذ منذ فترة، إلا أنه ظل طي الكتمان. وعند سؤاله حول تصريحات ترامب، بشأن روسيا، أجاب أن بوتين شعر بخيبة عندما رأى جهوده لإحلال السلام في أوكرانيا تتعرض للتخريب من قبل سياسيين أوروبيين.
لا تهدئة
ودافع المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، عن قرار رفع القيود المفروضة على مدى استخدام الأسلحة الألمانية لأوكرانيا. وقال ميرتس عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الفنلندي، بيتيري أوربو: «لا يستطيع الدفاع عن نفسه إلا من يمكنه مهاجمة القواعد العسكرية الموجودة على أراضي المهاجم». وأشار ميرتس، إلى أنه لا يتوقع تهدئة وشيكة للحرب في أوكرانيا.
إلى ذلك، دعا رئيس ليتوانيا، جيتاناس ناوسيدا، لفرض عقوبات أوروبية أقوى على موسكو. وقال ناوسيدا عبر التلفزيون الليتواني: «بوتين يحول العالم كله ضده، ويستحق بالفعل عقوبات أكثر صرامة من المفروضة حالياً.. أتمنى من زملائنا في الاتحاد الأوروبي أن يدركوا أن الحزمة الـ17 من العقوبات كانت مجرد إحماء.. نحتاج لإعداد الحزمة الـ18 من العقوبات التي تماثل قنبلة المولوتوف».
تطورات ميدانية
ميدانياً، قال حاكم منطقة سومي الأوكرانية على الحدود الروسية، إن القوات الروسية استولت على 4 قرى في إطار محاولة لإنشاء منطقة عازلة على أراضي أوكرانيا. وكتب أوليه هريهوروف، حاكم سومي، على فيسبوك، قائمة بـ 4 قرى داخل الحدود، قال إنها الآن تحت سيطرة القوات الروسية، وهي نوفينكي وباسيفكا وفيسيليفكا وزورافكا.
وأضاف أن تم إجلاء سكانها منذ فترة طويلة. كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، أمس، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 43 من أصل 60 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل. وقال البيان، إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام 60 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق ميلروفو وأوريول وكورسك وبريمورسكو-أختارسك الروسية، ومن هفارديسك بشبه جزيرة القرم.
بدورها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن وسائط الدفاع الجوي التابعة لها، دمرت خلال الليلة قبل الماضية 99 طائرة أوكرانية مسيرة فوق عدة مقاطعات. وأضاف البيان أنه تم تدمير 56 طائرة مسيرة فوق أراضي مقاطعة بيلغورود، و25 فوق أراضي مقاطعة فورونيج، و7 فوق أراضي مقاطعة فلاديمير، و5 فوق أراضي مقاطعة كالوجا، و4 فوق أراضي مقاطعة تولا، وطائرة مسيرة أوكرانية واحدة فوق أراضي كل من مقاطعتي روستوف، وليبيتسك.