ترامب يسعى إلى انتزاع اتفاق بشأن غزة من نتانياهو

يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الإثنين" في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد فترة قصيرة من تعهده التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب غزة وتأكيد معارضته ضم إسرائيل للضفة الغربية.

وكتب ترامب على شبكته تروث سوشال، "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق شيء عظيم في الشرق الأوسط"، مضيفا "الجميع مستعد لشيء لافت، إنها سابقة. وسنحقق ذلك".

ويريد الرئيس الأمريكي أن "تنتهي الحرب ويتحرّر الرهائن"، على ما قالت الناطقة باسمه كارولاين ليفيت "الإثنين" في إحاطة إعلامية.

وينتظر ترامب "من الطرفين" أن يقبلا بالخطّة الجديدة لواشنطن، بحسب ليفيت.

وهذه الزيارة الرابعة التي يجريها نتانياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة في يناير. ومن المقرر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا اليوم "الإثنين" 

وخلال الأشهر التسعة الماضية، لم يهتز دعم ترامب الثابت لإسرائيل، لكن أفكاره لإنهاء النزاع الذي اندلع في 7 أكتوبر 2023 تباينت بشكل كبير ولم تتوافق دائما مع أفكار ضيفه.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي فيواصل التشبّث بمواقفه الحازمة، لكنه يواجه عزلة دولية وتظاهرات في إسرائيل تدعوه إلى وقف الحرب وإعادة الرهائن. وحضّت عائلات الرهائن الإسرائيليين الرئيس الأمريكي على التمسك بالخطة التي اقترحها لإنهاء حرب غزة.

وجاء في رسالة مفتوحة وجّهها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى ترامب "نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه. المخاطر كبيرة جداً، وعائلاتنا انتظرت طويلا، ولا نحتمل أي تدخل يعرقل هذا التقدم".

وفي غزة حيث حلّ الخراب والدمار بعد قرابة سنتين من الحرب، يرى البعض في هذا اللقاء بصيص أمل، في حين لا يتوقّع منه آخرون أيّ خرق.

 إنجاز المهمة

يَعد أحدث مقترح أمريكي سبق أن عرضه ترامب على نتانياهو عبر الهاتف وعلى عدد من الزعماء من الدول العربية والإسلامية ، بإحلال السلام في القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض نتيجة الهجوم الإسرائيلي.

وقال ترامب الجمعة أمام صحافيين في واشنطن "أظن أن لدينا اتفاقا" بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وفي الوقت نفسه تقريبا، ألقى نتانياهو خطابا عالي النبرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "الجمعة"، اعتبر فيه أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة "انتحار" للدولة العبرية، متعهدا "إنجاز" القضاء على حركة حماس.

ووفقا لمصدر دبلوماسي، تتضمن الخطة الأمريكية المؤلفة من 21 بندا وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانسحابا إسرائيليا وحكما مستقبليا لغزة بدون حماس.

وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وموقع "أكسيوس" الأمريكي الإخباري، سيجري الانسحاب الإسرائيلي على مراحل وسيفرج عن الرهائن في غضون 48 ساعة من وقف إطلاق النار. وفي المقابل، ستحرّر إسرائيل أكثر من ألف سجين فلسطيني، من بينهم أسرى يمضون محكوميات بالسجن مدى الحياة.

وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأنّ رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2025، قد يكون له دور قيادي في السلطة الانتقالية لقطاع غزة في إطار الخطة الأمريكية المقترحة.

وستعمل هذه الهيئة تحت مسمّى "السلطة الدولية الموقتة في غزة" بدعم من الأمم المتحدة ودول عربية قبل تسليم الحكم إلى سلطة فلسطينية خاضت إصلاحا واسعا.