في تطور لافت وحاسم لمسار الحرب، أعلن الأمريكيون وقف بعض شحنات المساعدات العسكرية لأوكرانيا، الأمر الذي خلف ردات فعل متضادة في كييف وموسكو، ففيما خلف القرار الأمريكي ألماً وانزعاجاً كبيرين وتحذيراً أوكرانياً من تسبب ذلك في مساعدة الروس على مواصلة الهجوم، رحب الكرملين بما اعتبره عاملاً يجعل نهاية النزاع أقرب.
وقال مصدران مطلعان، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أوقفت بعض شحنات صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الذخائر الدقيقة إلى أوكرانيا، بسبب مخاوف من انخفاض كبير في المخزونات الأمريكية.
وأضاف المصدران، أن تباطؤ بعض شحنات الأسلحة التي وعدت إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، بتقديمها إلى كييف حدث في الأيام الماضية، مشيرين إلى أن صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية التي تساعد في إسقاط الطائرات المسيرة الروسية والقذائف من بين الشحنات التي تم تأجيلها.
وصرحت نائبة الناطقة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إلى أن هذا القرار اتُّخذ لوضع مصالح أمريكا في المقام الأول، عقب مراجعة أجرتها وزارة الدفاع للمساعدات العسكرية التي تقدمها أمريكا لدول أخرى حول العالم.
بدورها، حذرت وزارة الخارجية الأوكرانية، من أن أي تأخير في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن يشجع روسيا على مواصلة مهاجمتها، عقب استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي. وقالت الخارجية في بيان، إنه تم استدعاء جون غينكل إلى وزارة الخارجية الأوكرانية..
وشدد الجانب الأوكراني على أن أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع روسيا على متابعة الحرب، بدلاً من البحث عن السلام.
إلى ذلك، أكد مصدر عسكري أوكراني، أن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الأسلحة الأمريكية، مضيفاً: نعتمد حالياً بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعباً علينا المواجهة من دون الذخائر الأمريكية.
بدوره، وصف فيدير فينسلافسكي، عضو لجنة الأمن والدفاع الوطني بالبرلمان الأوكراني، قرار وقف الشحنات بالأمر المزعج، مضيفاً أنه أمر مؤلم ومزعج تماماً في ظل الهجمات التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا.
كما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن أوكرانيا تفحص الوضع الحالي للمساعدات العسكرية الأمريكية في ظل تقارير تفيد بتوقف المساعدات. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء، أن الجانب الأوكراني لم يتلقَ حتى الآن أي معلومات رسمية من الولايات المتحدة بشأن توقف المساعدات أو أي تغيير في جدول شحن المساعدات المتفق عليه مسبقاً.
وذكر مصدر في وزارة الدفاع الأوكرانية، أن بلاده تعاني بالفعل من نقص في الذخيرة عيار 155 ميلليمتراً المستخدمة في المدفعية على خطوط المواجهة، واصفاً النقص والأنباء عن تأجيل الإمدادات الأمريكية بأنها أمر محزن للغاية.
ترحيب روسي
في المقابل، رحبت روسيا، بالقرار الأمريكي بوقف إرسال بعض المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء، عن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: كلما قلت الأسلحة التي تحصل عليها أوكرانيا، كلما اقتربت العملية العسكرية الخاصة من الانتهاء.
وعلق بيسكوف على المكالمة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالقول إن الرئيسين أجريا محادثة مفصلة استمرت أكثر من ساعتين، عرضا خلالها مواقفهما. ولدى سؤاله عما إذا كان ماكرون أشار إلى أنه سيقبل بالمطالب الروسية في ضوء الوقائع الجديدة على الأرض، أجاب بـلا.
تحقيق
في الأثناء، تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقارير تتعلق بهجوم مشتبه به بطائرة مسيرة قرب محطة زابوريجيا النووية. وقالت الوكالة، إن مشغلي المحطة أفادوا بأن عدداً من المركبات تعرض لأضرار جراء الهجوم.
وأشارت الوكالة إلى أن الهجوم وقع خارج محيط موقع المحطة، وعلى بعد نحو 600 متر فقط من أقرب مفاعل نووي. وأوضح فريق الوكالة الموجود في المحطة، أنه تم عرض شاحنة عليهم يزعم أنها أصيبت بطائرة مسيرة.
لكن الفريق لم يتمكن من تحديد أي أضرار واضحة أو العثور على حطام للطائرة المسيرة بسبب بعدهم عن المركبات. ومع ذلك، لاحظوا وجود عشب محترق ونباتات متفحمة في الموقع. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي:
إذا تأكد هذا التقرير، فسيعد هجوماً غير مقبول إطلاقاً بالقرب من منشأة نووية كبرى.. من يقف وراء مثل هذه الهجمات يلعب بالنار.. يجب أن يتوقف ذلك فوراً، محذراً من أن تحليق عدد كبير من الطائرات المسيرة بالقرب من المنشآت النووية الأوكرانية بات أمراً خطيراً يهدد السلامة النووية.
هجوم مسير
ميدانياً، قتل شخص وأصيب آخر بجروح في هجوم بطائرات مسيرة روسية استهدف قرية في خاركيف، وفق ما أعلن حاكم خاركيف. وقال الحاكم أوليغ سينيغوبوف إن خمس طائرات مسيرة أصابت مستودعات وحافلتين صغيرتين وأكواماً من القش في مزرعة بقرية بوريفسكي، ما تسبب باندلاع حريق صغير، ومقتل شخص وإصابة آخر. وأوضح الحاكم، أن خمس طائرات مسيرة إضافية استهدفت مزرعة أخرى في قرية فولوسكا بالاكليا، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات.