«مسودة جديدة».. ضوء في آخر نفق حرب أوكرانيا

عناصر الإطفاء يعملون على إخماد حريق خلفته غارة جوية روسية في زابوروجيا
عناصر الإطفاء يعملون على إخماد حريق خلفته غارة جوية روسية في زابوروجيا

كشف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بنود الخطة التي اتفقت كييف عليها مع الولايات المتحدة سعياً لإنهاء الحرب مع روسيا، مع تبقي نقاط عالقة بشأن التنازل عن أراضٍ وموقف موسكو من هذا المقترح المعدل.

وأقر زيلينسكي بأن كييف غير راضية عن بعض النقاط في الصيغة الجديدة التي تم التوصل إليها خلال لقاءات مع مسؤولين أمريكيين في ميامي. وقال زيلينسكي: في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، سيتم اعتماد خط انتشار القوات في تاريخ هذا الاتفاق عملياً كخط تماس..

ستجتمع مجموعة عمل لتحديد إعادة الانتشار اللازمة للقوات لإنهاء النزاع، إضافة إلى تحديد معايير المناطق الاقتصادية الخاصة المستقبلية.. سنحصل على الرد الروسي بعدما يتحدث الجانب الأمريكي إليهم.

وأعلن زيلينسكي أن المسودة تجمد جبهات القتال عند خطوط التماس الحالية، لكنها تمهد الطريق لانسحاب كييف من مناطق معينة وإقامة مناطق منزوعة السلاح.

لافتاً إلى أن المسودة تنص على تشغيل أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة بشكل مشترك محطة زابوريجيا النووية، وهو أمر ترفضه كييف. وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا ستجري انتخابات رئاسية في أقرب فرصة ممكنة بعد الاتفاق على إنهاء الحرب مع روسيا.

كما عبر زيلينسكي، ⁠عن استعداده إلى عقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لبحث أكثر القضايا حساسية في أي اتفاق سلام مع روسيا، مثل السيطرة على مناطق، وذلك بعد أحدث جولة محادثات أمريكية أوكرانية.

وفي تعليقات نشرها مكتبه، قال زيلينسكي، إن الوفدين الأوكراني والأمريكي اقتربا من وضع اللمسات النهائية على خطة ⁠من 20 بنداً خلال المحادثات التي جرت مطلع الأسبوع في ميامي، مضيفاً:

هذه وثيقة يشار إليها بإطار عمل، وثيقة تأسيسية بشأن إنهاء الحرب، وثيقة سياسية بيننا وبين ⁠أمريكا وأوروبا والروس.. مستعدون لعقد اجتماع مع الولايات المتحدة على مستوى القادة لمعالجة القضايا الحساسة. يجب مناقشة قضايا، مثل تلك المتعلقة بالأرض، على مستوى القادة.

وذكر زيلينسكي أن أحدث مسودة من إطار العمل المكون من ‍20 بنداً تمثل تطوراً كبيراً، مقارنة بخطة من 28 نقطة ناقشتها الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق. وأشار زيلينسكي إلى أن المقترح الجديد لإنهاء الحرب لا يلزم كييف بالتخلي رسمياً عن سعيها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

في المقابل، قال الكرملين، ⁠إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جرى إطلاعه على فحوى اتصالات مع مبعوثي ‌ترامب بشأن مقترحات أمريكية لاتفاق محتمل لإحلال السلام في أوكرانيا، وإن موسكو ستبدأ الآن في صياغة موقفها.

وصرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن المبعوث كيريل دميترييف أطلع بوتين على ​اتصالات خلال زيارته إلى ميامي.. لكن بيسكوف رفض الإفصاح عن ​رد فعل روسيا على ​المقترحات، قائلاً إن الكرملين لن يتواصل في هذا الصدد من خلال وسائل الإعلام.

وأضاف: كل ‌الخطوط العريضة لموقف ‌الجانب الروسي معروفة جيداً ⁠لزملائنا من الولايات المتحدة.. نعتزم الآن صياغة موقفنا على أساس المعلومات التي تلقاها الرئيس ومواصلة اتصالاتنا في المستقبل القريب جداً عبر القنوات القائمة التي تعمل حالياً.

تطورات ميدانية

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن سيطرة قوات الشرق التابعة لها على بلدة زاريتشنويه، التابعة لمقاطعة زابوريجيا. كما قالت ⁠السلطات المحلية في روسيا، أمس، إن ‌هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة استهدفت موسكو خلال الليل، ما أدى إلى اندلاع حريق في موقع صناعي بمنطقة تولا الواقعة إلى الجنوب من العاصمة الروسية.

وقال رئيس بلدية ⁠موسكو، سيرغي سوبيانين، إنه تسنى إسقاط ثلاث طائرات مسيرة على الأقل كانت تستهدف موسكو. وأضاف أن فرق ⁠الطوارئ أرسلت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المسيرة، لكن لم ترد أنباء عن وقوع أضرار.

إلى ذلك، ذكرت شركة نافتوجاز الأوكرانية في بيان، أن روسيا هاجمت البنية التحتية للنفط والغاز في ⁠أوكرانيا خلال الليل، مما أدى إلى توقف بعض المعدات.

وأضافت ​الشركة: لليوم ​الثاني على ​التوالي، تشن روسيا ‌هجمات موجهة على ‌البنية ⁠التحتية للنفط والغاز في أوكرانيا.. ألحقت ‍الهجمات أضراراً جسيمة. وجرى وقف المعدات المتضررة.