أوروبا نحو تسخير أصول روسيا المجمدة لدعم أوكرانيا

زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي بقمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل |
زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي بقمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل |

يتأهب الأوروبيون للمصادقة على استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا، وفي حين دعت كييف الأمريكيين إلى تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الضمانات الأمنية، من المنتظر اجتماع مسؤولين أمريكيين وروس في ميامي لإجراء محادثات جديدة حول خطة واشنطن لإنهاء الحرب.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده بحاجة إلى قرار أوروبي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمدة قبل نهاية العام، مضيفاً: «أُبلغَ شركاؤنا بضرورة اتخاذ القرار بحلول نهاية العام».

وأضاف زيلينسكي أن بلاده تواجه عجزاً في المساعدات الخارجية يراوح بين 45 و50 مليار يورو في عام 2026، مضيفاً أنه إذا لم تتلقَ كييف الشريحة الأولى من قرض يتم تمويله باستخدام الأصول الروسية بحلول الربيع المقبل، فسيتعين عليها خفض إنتاج الطائرات المسيرة بشكل كبير.

وأضاف متحدثاً من بروكسل أن هذا يعني أن أوكرانيا سيكون لديها عدد أقل بكثير من الطائرات المسيرة مقارنة بروسيا، ولن تكون قادرة على شن ضربات بعيدة المدى على منشآت الطاقة هناك.

وأكد زيلينسكي أن المفاوضين الأوكرانيين في طريقهم إلى الولايات المتحدة لإجراء مباحثات بشأن إنهاء الحرب.

ودعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى تقديم مزيد من التفاصيل بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا في إطار المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا. وقال في مؤتمر صحفي في بروكسل:

«هناك سؤال لم أحصل بعد على جواب عليه.. وهو سؤال حول مجمل الضمانات الأمنية»، مشيراً إلى أنه يرغب في معرفة ما ستقوم به الولايات المتحدة إن ارتكبت روسيا اعتداءً جديداً.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس يعتزم الامتثال للمطالب البلجيكية وإتاحة أصول البنك المركزي الروسي الموجودة في ألمانيا لدعم أوكرانيا. وذكرت الوكالة أنها نقلت ذلك عن مصادر مشاركة في المفاوضات على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.

بدوره، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إن زعماء دول الاتحاد الأوروبي اتفقوا في قمة في بروكسل، أمس، على العمل على خيار تمويل أوكرانيا في عامي 2026 و2027 من خلال استخدام الأصول الروسية المجمدة بدلاً من اللجوء إلى الاقتراض المشترك من دول التكتل.

وأضاف توسك للصحفيين: «نسعى بالتأكيد لتحقيق انفراجة، وهذا يعني موافقة الجميع على أن الأمر يستحق المحاولة، وأن استخدام الأصول الروسية لمصلحة أوكرانيا سيكون مبرَّراً وجيداً لأوروبا..

لكن بعض الدول ستواصل الضغط حتى النهاية لضمان أكبر قدر من الضمانات لمصالحها.

صدر هذا الإعلان بأننا جميعاً نرغب في استخدام الأصول الروسية لأوكرانيا، ولا أعتقد أن أحداً سيتراجع عن ذلك».

موقف

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن لجنة المطالبات الدولية المرتبطة بحرب أوكرانيا والتي أطلقتها بعض القوى الأوروبية لا تتمتع بأي صلاحيات قانونية لروسيا وهي مدفوعة بمحاولة من الدول الأوروبية لنشر الدعاية المناهضة لروسيا.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن قرارات هذه اللجنة لن يترتب عليها أي التزام قانوني لروسيا، مشيرة إلى أن بعض الدول رفضت المشاركة فيها.

إلى ذلك، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها تتوقع أن تتوصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن تمويل أوكرانيا في القمة. وأضافت للصحفيين: «لن أغادر المجلس دون حل لتمويل أوكرانيا».

وكشف مسؤول أوكراني رفيع المستوى عن أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغطاً على الدول الأوروبية لكي تثنيها عن فكرة استخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم كييف.

ومن المنتظر أن يجتمع مسؤولون أمريكيون وروس في ميامي نهاية هذا الأسبوع لإجراء محادثات جديدة حول خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول في البيت الأبيض.

هجمات

ميدانياً، قال مسؤولون روس إن شخصين لقيا حتفهما وأصيب ثلاثة آخرون في هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على سفينة في ميناء مدينة رستوف-أون-دون بجنوب روسيا.

كما ذكر إيهور تابوريتس حاكم منطقة تشيركاسي بوسط أوكرانيا، أن روسيا شنت هجوماً ضخماً بطائرات مسيرة على المنطقة، ما أسفر عن إصابة ستة وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن جزء من مدينة تشيركاسي.

إلى ذلك، نقلت وكالة تاس للأنباء عن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، قوله، في إحاطة للملحقين العسكريين الأجانب، إن روسيا جهزت هذا العام لواءً عسكرياً بصاروخها الباليستي الجديد متوسط المدى «أوريشنك» الذي تفوق سرعته سرعة الصوت.