كييف تسلم واشنطن خطة سلام منقحة.. وترامب يحتد مع الأوروبيين

جنديان أوكرانيان خلال تدريب عسكري في منطقة خاركيف
جنديان أوكرانيان خلال تدريب عسكري في منطقة خاركيف

نقلت شبكة إيه.بي.سي نيوز عن مسؤول أوكراني قوله إن أوكرانيا سلمت إلى الولايات المتحدة خطة سلام منقحة مؤلفة من 20 نقطة لإنهاء الحرب مع روسيا، وذكرت الشبكة أن الخطة المنقحة تحتوي على بعض الأفكار الجديدة فيما يتعلق بالأراضي والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وذكر موقع آر بي سي-أوكرانيا الإخباري، أن أوكرانيا صاغت ردها على خطة السلام الأمريكية وأرسلته إلى واشنطن.

بدوره، كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أنه استخدم كلمات حادة خلال مباحثاته في وقت سابق مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والمستشار الألماني، فريدريش ميرتس.

وأوضح الرئيس الأمريكي أن القادة الأوروبيين عرضوا عقد اجتماع حول أوكرانيا نهاية هذا الأسبوع، لكنه لفت إلى أنه لم يقرر بعد في شأن المشاركة الأمريكية.

وقال ترامب في البيت الأبيض: قبل الذهاب إلى الاجتماع، هناك أمور نريد معرفتها.. سنتخذ قراراً بشأن هذا الاجتماع، نحن لا نريد إضاعة وقتنا.

كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن خطة ترامب لإحلال السلام في أوكرانيا تتضمن مقترحات لإعادة تدفقات الطاقة الروسية إلى أوروبا واستثمارات أمريكية كبيرة في المعادن النادرة والطاقة الروسية، والاستفادة من أصول سيادية روسية مجمدة، وأضافت الصحيفة أن هذه الخطط تتضمن قيام الشركات المالية الأمريكية وغيرها من الشركات بالاستفادة من أصول روسية مجمدة تبلغ قيمتها نحو 300 مليار دولار لتمويل مشاريع في أوكرانيا، بما في ذلك مركز بيانات جديد رئيسي يعمل بكهرباء منتجة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها القوات الروسية حالياً.

من جهته، كشف المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، عن أن الرد الأوكراني على خطة السلام التي قدمتها الولايات المتحدة يتضمن أيضاً، وفقاً لما ورد، بنوداً تتعلق بمسألة التنازلات الإقليمية المحتملة من قبل كييف لموسكو، وقال ميرتس إنه خرج من المكالمة مع ترامب بانطباع راسخ مفاده بأنه مستعد للسير في هذا الطريق معنا، لأنه يدرك ضرورة الاستماع إلى الأوروبيين ومصالحهم الخاصة في هذا الملف.

إلى ذلك، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، بأنه يتوقع أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يكتفي بالحرب على أوكرانيا، وأضاف: نحن الهدف التالي لروسيا.

لافتاً إلى أن ما يعني الحلف الأطلسي حالياً هو إيقاف حرب قبل أن تبدأ، وأردف: «ولأجل ذلك، يجب أن نكون على وعي كامل بحجم التهديد»، واستطرد أن الحلف يواجه خطراً بالفعل. وطالب الأمين العام للناتو بشكل صريح مجدداً بمزيد من الالتزام بزيادة الإنفاق الدفاعي ودعم أوكرانيا.

موقف

في الأثناء، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا تريد حزمة من الوثائق المتفق عليها تضمن اتفاق سلام طويل الأمد ومستداماً في أوكرانيا، مع ضمانات أمنية لجميع الأطراف المعنية.

وأضاف أن موسكو تعتقد أن الرئيس الأمريكي، جاد في مساعيه للتوسط في اتفاق، وأكد لافروف ضرورة معالجة الأسباب الرئيسية للصراع.

ومضى لافروف قائلاً: «نصر على مجموعة من الاتفاقات من أجل سلام دائم ومستدام مع ضمانات أمنية لجميع الدول المعنية.. وتركز محادثاتنا مع الرئيس الأمريكي وفريقه، على وجه التحديد، على إيجاد حل طويل الأمد للقضاء على الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة».

كما قال لافروف، إن خسائر القوات الأوكرانية قد بلغت مليون فرد. وأضاف أن روسيا سلمت أوكرانيا جثث أكثر من 11 ألف عسكري وتسلمت بالمقابل 201 جثة لعسكريين روس.

ولفت لافروف إلى أنه تم تجاوز جميع حالات سوء الفهم المحتملة في المفاوضات، مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا.

وأوضح أن التفاهمات التي توصلت إليها روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، تشمل من بين أمور أخرى، حقيقة أن أوكرانيا يجب أن تعود إلى وضع محايد وغير منحاز وغير نووي.

تطورات ميدان

ميدانياً، أعلنت روسيا السيطرة على مدينة سيفيرسك في شرق أوكرانيا، أحد آخر الجيوب في هذه الجبهة والذي يحول دون اقتراب القوات الروسية من مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن العسكريين أبلغوا الرئيس فلاديمير بوتين بأن سيفيرسك باتت تحت السيطرة الكاملة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 287 طائرة مسيرة أوكرانية، الليلة قبل الماضية، فوق مناطق عدة في البلاد.

كما قال مصدر في جهاز الأمن الأوكراني، إن بلاده نفذت هجوماً بطائرات مسيرة استهدف لأول مرة منصة نفط روسية في بحر قزوين، ما أدى إلى توقف استخراج النفط والغاز من المنشأة. وأضاف المصدر أنه تم تنفيذ ما لا يقل عن أربع غارات على الهدف.