استعرت حرب المسيّرات بين روسيا وأوكرانيا بتبادل مئات الطائرات، وسط أنباء عن تضرر طال شبكة السكة الحديد الروسية جراء هجوم أسفر عن سقوط قتلى. وفيما شددت موسكو على أنها لن تسمح بإبرام اتفاقات وهمية بشأن التسوية يمكن التنصل منها لاحقاً، ألمحت الأمم المتحدة إلى الرغبة في لعب قوات حفظ السلام دوراً في دعم حل سلمي للحرب.
وقال مسؤولون روس، أمس: إن أوكرانيا شنت هجوماً كبيراً بما لا يقل عن 361 طائرة مسيرة استهدفت روسيا خلال الليل، ما أدى إلى اندلاع حريق صغير في مصفاة كيريشي النفطية الضخمة في شمال غرب روسيا، ولم يبلغوا عن وقوع إصابات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ما لا يقل عن 361 طائرة مسيرة، بما في ذلك أربع قنابل جوية موجهة وصاروخ هيمارس أمريكي الصنع. وقال مسؤولون روس، إن مصفاة كيريشي التابعة لشركة سورجوت نفت غاز، وهي واحدة من أكبر مصفاتين في روسيا، تعرضت لهجوم أوكراني بطائرات مسيرة.
إلى ذلك، قالت روسيا، أمس، إنها أطلقت صاروخ كروز فرط صوتي من طراز تسيركون على هدف في بحر بارنتس وإن قاذفات مقاتلة من طراز سو 34 نفذت ضربات في إطار مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا البيضاء. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مناورات زاباد، وتعني الغرب، الاستراتيجية المشتركة بين البلدين بدأت في 12 سبتمبر بهدف تحسين القيادة العسكرية والتنسيق في حال وقوع هجوم على أي منهما.
وقالت موسكو ومينسك، إن هذه المناورات دفاعية فقط وإنهما لا تنويان مهاجمة أي عضو في حلف شمال الأطلسي، على الرغم من أن التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة أعلن عن عملية الحارس الشرقي، بعد توغل طائرات مسيرة روسية في بولندا الأسبوع الماضي. ونشرت وزارة الدفاع الروسية، لقطات مصورة لفرقاطة الأميرال جولوفكو التابعة للأسطول الشمالي وهي تطلق صاروخاً فرط صوتي من طراز تسيركون على هدف في بحر بارنتس.
في المقابل، أعلن سلاح الجو الأوكراني، في بيان، أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 52 من أصل 58 طائرة مسيرة، أطلقتها روسيا خلال هجوم جوي على شمال وجنوب وشرق ووسط البلاد خلال الليل. وقال البيان، إن القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا، خلال الليل، باستخدام صاروخ باليستي من طراز إسكندر-إم/كيه إن 23 و58 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق كورسك، وبريانسك، وميليروفو، وبريمورسكو-أختارسك الروسية.
كما أكد مصدر في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، مسؤولية كييف عن عمليتي تخريب طالتا شبكة السكك الحديد الروسية، وأودتا بحياة 3 أشخاص على الأقل. وقال المصدر، إن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بالتعاون مع وحدات من الجيش، نفذت هجوماً في منطقة أوريول الروسية، وآخر في منطقة لينينغراد.
وأعلن حاكم منطقة لينينغراد، ألكسندر دروزدينكو، خروج قطارين عن مسارهما صباح الأحد في منطقتين منفصلتين. وأعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، مسؤوليتها عن أحد هذين الحادثين، بالقول إنها قامت بتفجير جزء من خط السكك الحديد بين مدينتي سانت بطرسبرغ وبسكوف.
وأشار الحاكم الروسي إلى أن هذا الحادث أدى إلى خروج قطار بضائع عن مساره، من دون وقوع أي إصابات، بينما أكدت الاستخبارات الأوكرانية أن الصهاريج دمرت مع وقودها. على صعيد متصل، قال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سلوفيانسك، فاديم لياخ، إن القوات الروسية شنت هجوماً على المدينة الواقعة بمنطقة دونيتسك باستخدام طائرتين مسيرتين، ما أسفر عن إلحاق أضرار بمنازل.
إدانة
في الأثناء، أدانت رومانيا بشدة خرق مسيرة روسية لمجالها الجوي خلال هجوم على أوكرانيا، معتبرة أن تصرفات موسكو تمثل تحدياً جديداً لأمن البحر الأسود. وقالت وزارة الدفاع الرومانية، إنها تدين بشدة ما وصفتها الأعمال غير المسؤولة لروسيا، وترى أنها تمثل تحدياً جديداً للأمن والاستقرار الإقليميين في منطقة البحر الأسود، مشيرة إلى أن مثل هذه الحوادث تظهر عدم احترام روسيا للقانون الدولي.
ونددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بهذا الاختراق، متهمة موسكو بالتصعيد المتهور. وقالت على إكس: انتهاك المسيرات الروسية للمجال الجوي الروماني هو انتهاك آخر غير مقبول لسيادة دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.. هذا التصعيد المتهور يهدد الأمن الإقليمي، معربة عن التضامن مع رومانيا.
موقف
سياسياً، قال السفير المتجول بوزارة الخارجية الروسية، روديون ميروشنيك، إن روسيا لن تسمح بإبرام اتفاقات وهمية بشأن التسوية في أوكرانيا، يمكن التنصل منها لاحقاً. وأكد ميروشنيك، أن أي اتفاقات محتملة بشأن التسوية يجب أن تصاغ بطريقة تضمن أنه لا يمكن لأي طرف، تحت أي ظرف، وبغض النظر عن مواقفه ورغباته، أن يعتبرها باطلة، مضيفاً: لذلك، فإن توقيع اتفاق مع سلطة غير شرعية سيكون أكثر تكلفة، عفواً، بالنسبة لكم.
دور أممي
من جهتها، قالت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يمكن أن تلعب دوراً في دعم حل سلمي للحرب في أوكرانيا. وقالت بيربوك للنسخة الصادرة الأحد من صحيفة بيلد: إذا تم التوصل إلى معاهدة سلام، فيجب تأمينها بأفضل طريقة ممكنة.. وإذا قالت غالبية الدول الأعضاء إن قوات حفظ السلام (الخوذات الزرقاء) مطلوبة أيضاً لهذا الغرض، فهذا شيء نأمل أن يؤمن سلاماً دائماً.