حرب مسيرات.. وروسيا نحو إقامة مناطق عازلة

آثار الدمار الذي خلّفته غارة مسيرة روسية على خاركيف
آثار الدمار الذي خلّفته غارة مسيرة روسية على خاركيف

بعد محادثات سريعة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول لم تستغرق سوى ساعات ولم تنجح في إحداث أي اختراق، تبادل الطرفان حرب المسيرات في عدة مناطق ومدن، بما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفيما أعلن الروس اعتزامهم إقامة مناطق عازلة، وافق الأمريكيون على بيع أسلحة لكييف بقيمة 322 مليون دولار.

وذكر مسؤولون من أوكرانيا وروسيا، أن البلدين تبادلا الهجمات بالطائرات المسيرة، صباح أمس، وذلك بعد ساعات من اختتام أحدث جولة من المحادثات المباشرة.

وقصفت طائرات مسيرة أوكرانية، مناطق روسية جنوب البحر الأسود، مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة أخرى وضرب مستودع لتخزين النفط، فيما شنت القوات الروسية أحدث هجمات كبيرة على ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، لتندلع عدة حرائق في مبانٍ سكنية وغيرها.

وأفاد أوليكسي كوليبا، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، أمس، بأن الهجوم الذي شنته روسيا خلال الليل على منطقة أوديسا في جنوب البلاد استهدف الموانئ البحرية وخطوط المواصلات.

وأضاف على تطبيق تلغرام: ضربت روسيا الليلة قبل الماضية البنية التحتية المدنية في منطقة أوديسا والموانئ البحرية ومراكز النقل والمناطق السكنية.

وقال مسؤولو الطوارئ في منطقة كراسنودار الروسية المطلة على البحر الأسود على تطبيق تلغرام، إن حطام طائرة مسيرة سقط على امرأة في منطقة أدلر بالقرب من منتجع سوتشي مما أدى إلى مقتلها. وتتلقى امرأة ثانية العلاج في المستشفى من إصابات خطيرة.

وقال المسؤول الإداري لمنطقة سيريوس الاتحادية جنوبي سوتشي، إن طائرة مسيرة أصابت قاعدة نفطية، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وقالت هيئة الطيران الروسية، إنه تم تعليق العمليات في مطار سوتشي لنحو أربع ساعات.

وفي أوديسا، قال الحاكم الإقليمي، أوليه كيبر، إن طابقين من مبنى سكني اشتعلت فيهما النيران. واندلعت حرائق أخرى على سطح مسكن من طابقين وفي أكشاك ومحطة وقود.

وأضاف أن المركز التاريخي للمدينة، وهو أحد مواقع التراث العالمي المدرجة في قائمة اليونسكو، قد تضرر أيضاً. وقال كيبر إنه يجري التحقق من الخسائر. وفي حادث منفصل، أفادت تاس، بأن مدنياً قتل في منطقة دونيتسك، خلال هجوم أوكراني على منطقة سكنية.

إلى ذلك، أعلن عمدة مدينة خاركيف، إيجور تيريخوف، أن 33 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح جرّاء هجوم روسي بقنابل انزلاقية استهدف المدينة أمس. وسقطت إحدى القنابل بالقرب من مبنى سكني، ما أدى إلى اندلاع النيران في 15 سيارة.

بينما أصابت قنبلة أخرى منشأة تجارية. وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر منصة «إكس»، إن هذه ضربات عبثية تماماً، وليس لها أي غرض عسكري على الإطلاق. ونرى أن هذه هي النية الوحيدة لروسيا، مواصلة الحرب.

وواصل زيلينسكي، دعوته لحلفاء أوكرانيا للمساعدة، قائلاً إن البلاد بحاجة إلى دفاعات جوية قوية وزيادة إنتاج الأسلحة. ونشر زيلينسكي صوراً تظهر الأضرار وأعمال الإنقاذ.

كما نقلت وكالة أنباء ريا نوفوستي الروسية، عن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله، إن القوات الروسية تسعى جاهدة لإقامة مناطق عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا.

بيع أسلحة

في الأثناء، أعلنت الولايات المتحدة، أنها وافقت على بيع أسلحة لأوكرانيا بقيمة 322 مليون دولار، لتعزيز دفاعاتها الجوية وأسطولها من المركبات المدرعة.

وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية، إن الصفقة هي من شقين تتضمن بيع معدات لأنظمة هوك الدفاعية الجوية وصيانتها بقيمة 172 مليون دولار، وبيع مركبات قتالية مدرعة من طراز برادلي وصيانتها بقيمة 150 مليون دولار.

وأضافت أن صفقة بيع معدات هوك المقترحة ستسهم في تحسين قدرة أوكرانيا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تجهيزها على نحو أفضل لأداء مهام الدفاع الذاتي والأمن الإقليمي بقدرة دفاعية جوية أقوى.

كما ستسهم صفقة بيع معدات برادلي وصيانتها في تلبية احتياجات أوكرانية طارئة لتعزيز قدرات الصيانة المحلية للحفاظ على معدلات تشغيل عالية للمركبات وأنظمة الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة، وفق الوكالة. وأعطت وزارة الخارجية الأمريكية، موافقتها على هذه الصفقة التي قدمت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الوثائق اللازمة بشأنها إلى الكونغرس الذي يتعين عليه تمريرها.